لأنها أمي.. أريدها أن تكون الأفضل
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
لأنها أمي.. أريدها أن تكون الأفضل
السلام عليكم ورحمة الله، سيدتي لا يختلف اثنان أن العلاقات الاجتماعية كلها تختلف تمام الاختلاف عن علاقتنا بالوالدين. فقد يحدث أن ننسحب من أي علاقة نشعر فيها بعدم الارتياح، إلا مع احد الوالدين فلابد أن نخفض لهمها جناح الذل. وأن نصاحبهما في الدنيا بالمعروف مهما كانت طباعهم وفي كل حالاتهم.
علاقة عنوانها الجفاء خالية من أي عاطفة أو حميمية، فكلانا لا يعبر للآخر عن مشاعر الحب، أي أنعم أكن لها الاحترام. لكن لا أتفق معها نهائيا، فوالدتي من نوع النساء اللواتي يثرن النميمة بين أولادهن، أمي سيدتي تنقل خبر هذا لذاك. تفشي سر البيوت، ولا تصلح ذات البين، حاولت بهدوء أن أنصحها وأن أشرح لها أنها تؤذي أولادها وتزرع بينهم الكراهية. لكن أبدا لا تستعض ولا تنوي أن تغير من طبعها، حتى أنني لا أحب زيارتها لي بيت زوجي ولا أحب أن تجالس حماتي. لأنهما مختلفتين تماما في التفكير، فحماتي على قدر من الوقار، وحنونة للغاية، ولكن بحكم أنها أمي لا أستطيع أن أجبرها على شيء. فمهما يكون لها فضل عليّ كبير، فكيف أتصرف معها من فضلكم؟
أم إياد من الوسط
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أختاه أقدر جدا الضغط التي تعيشينه، لكن أفضل أن تغيري تسمية التورتر الحال. بينك وبين أمك وأن لا تسمينه جفاء، لأنني أراه مجرد خيبة أمل من تصرفاتها التي لا تليق بمكانتها كأم. لأن المعروف أن الأم تتستر على هذا. وتتكتم على ذاك، وتحن على هذا، وتلم الشمل. لذا فإن أول ما عليك فعله هو تقبلها كم هي بصفاتها وطباعها، وتصرفاتها.
التي من المؤكد لا تريد أن تؤذي أحد بها، وإنما هو طبع وطريقة تعودت عليها ليس إلا، ثانيا وهذا مهم للغاية إياك عزيزتي. أن تقارني أمك بأي مخلوق آخر على وجه الأرض، فمهما كان من حولك يتمتع بوقار ورزانة، تبقى أمك هي التي رضاها من رضا ربي. حملتك وهنا على وهن، وسهرت على تربيتك إلى أن صرت أنت أيضا أما، لهذا تعاملي معها بلين ورفق، واعلمي. أنها لن تتغير بعد هذا العمر، في حين أنت يمكن أن تغيري من طريقتك معها، ومشاعرك اتجاهها، فأمك الآن وفي هذا السن.
تحتاج للحب والرأفة، تحتاج للتفهم والعطف من فلذات كبدها كعرفان منهم على تضحياتها في رعايتهم، أشعريها بحب وتجنبي انتقادها. حتى لا تغضبينها، استمعي إليها، وحاولي بدل أن تتركينها تتحدث في هذا وذاك أن تسألينها عن ماضيها. وعن طفولتكم، وعلاقتها بوالدك مثلا، اطلبي منها أن تعلمك شيء مما تعرف في الطبخ أيضا، حتى تشرعينها بالاهتمام. وبأنك دوما بحاجتها حتى وأنت أيضا أماً ومسؤولة، تحدثي إلى باقي أفراد العائلة واتفقوا على تغيير طريقة معاملتها. وتأكدي أنك ستعثرين على راحة بالك، وتنالين رضاها، وبالتالي رضا المولى تعالى.
أتفهم قلقك عليها وحيرتك التي ترجمت حبك لها وخوفك عليها، لذا اثبتي انك حقا ابنة بارة وأما صالحة أصلحي الأحوال. بدلا التذمر والتهرب، وفقك الله وكان في عونك.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
إقرأ أيضاً:
سوريا في العين الإيرانية
حتى الساعة لم تستطع القيادة الإيرانية أن تصحوا من هول الصدمة بسقوط حليفها في دمشق بشار الأسد وخروجها من سوريا.. مما جعل تصريحاتها متخبطة وخارجة عن المألوف الدبلوماسي ، فمرشد الثورة علي خامينائي لا زال يردد بخاطاباته التحريضية أن سوريا “ستحرر” من جديد وهذا يعني أن الرجل كان يعتبر بصورة أو بأخرى أن سوريا كانت تابعة لولايته .. وأن ما حدث هو انقلاب على شرعية وجوده هناك حسب تفكيره..
ووزير خارجيته يتهدد ويتوعد بأن “المقاومة” ستعود بزمن قياسي إلى سوريا ، ولا أدري عن أي مقاومة يتحدث هذا الوزير ، تلك المقاومة التي دمرت طهران تحت عنوانها دولا عربية عديدة وقاتلت بالدم العربي وعلى الجغرافيا العربية من أجل الضغط على خصومها في الغرب للجلوس معها على طاولة المفاوضات من اجل مصالحها.
إيران تعلم تماما أنها خرجت من المنطقة بعدما حدث في لبنان وسوريا، والعراق بدأ يتململ نحو تفكيك العلاقة معها وإعادة تركيبها على أسس جديدة قائمة على استقلالية قرار العراق، وإغلاق الأبواب بوجه التدخلات الإيرانية وإنهاء الضغط على السياسة العراقية من خلال الميليشيات الموجودة هناك المرتبطة بإيران .
المهم أن أبواب المنطقة أغلقت بوجه طهران، وعليها أن تعيد تكييف علاقاتها مع دول وشعوب هذه المنطقة من بوابة حسن الجوار والعلاقة المتوازنة بين الدول بعيدا عن فكرة السيطرة والنفوذ وتصدير الثورة، هذا المفهوم الذي لم ينهك جيرانها فقط، بل أنهك الشعب الإيراني نفسه وخسر مئات المليارات على هذه المشاريع التي لم تأت على المنطقة إلا بالفوضى والخراب.
سوريا اليوم تدخل مرحلة جديدة من تاريخها، بعد ثورة استمرت ١٤ عاما دفع خلالها السوريون ملايين من الشهداء والمعتقلين والمهجرين، وقد أصبحت اليوم على أبواب مرحلة التعافي وإعادة البناء بعد نصف قرن من حكم العصابات الأسدية، ويجب على السوريين ألا يسمحوا لأحد تخريب مشروعهم الوطني ذلك من خلال توحدهم الكامل حول مصلحتهم العليا وحفاظهم على وحدة الأراضي السورية ونبذ الطائفية والمذهبية والعرقية، فالجميع يجب أن يكون تحت العنوان الكبير، سوريا الواحدة، وإعادة بنائها واسترجاع دورها ومكانتها كدولة صاحبة قرار في مصيرها ومصير شعبها، و صاحبة قرار في أحداث المنطقة، فهي دولة كبيرة ذات إمكانيات هائلة تستطيع أن تكون فاعلة في محيطها العربي ومؤثرة على مسيرة قضاياها بعد أن تحررت من القبضة الإيرانية وأفلتت نفسها من مشروع “الهلال الشيعي”..
لقد عبثت إيران بمصير دول عربية كثيرة مثل لبنان واليمن سوريا، وحولتها إلى دول فاشلة، واليوم عليها أن تقتنع أن مشروعها في المنطقة قد فشل تماما، وعليها أن تعيد ترتيب أوراقها من جديد، وتعيد تموضعها في المنطقة حتى تستطيع أن تكون دولة طبيعية يتعامل الجميع معها وتتخلى عن فكرة الاستكبار على جيرانها وتقديمهم قرابين من أجل مصالحها مع العالم الغربي…
الأهم في الملف السوري أن تزداد تراكمية الدعم العربي لسوريا على كل المستويات السياسية والأمنية والاقتصادية ومساعدتها كذلك في إعادة بناء جيشها الوطني ، بعهدها الجديد لتترسخ عودتها إلى محيطها العربي ويشعر السوريون بمتانة ظهرهم العربي حتى تغلق الأبواب أمام أي مشروع جديد يستهدف سوريا بدلا من المشروع الإيراني !!
محمد حسن التل – وكالة عمون الإخبارية