#سواليف

نشرت صحيفة #هآرتس الإسرائيلية مقابلة مع #عامي_أيالون أحد الرؤساء السابقين لجهاز الأمن العام ( #الشاباك ) قدم فيها قراءة لافتة لنتائج #الحرب على قطاع #غزة، واستعرض #سيناريوهات الخروج من الحرب من وجهة نظره.

وأكد أيالون -في المقابلة التي أجراها معه الصحفي الإسرائيلي المتخصص بشؤون الأمن والاستخبارات يوسي ميلمان- أن #إسرائيل لن تخرج “بصورة للنصر” من هذه الحرب، حتى لو تمكنت من اغتيال يحيى السنوار.

وقال رئيس الشاباك السابق في أول مقابلة تجرى معه منذ بداية الحرب “إن من يعتقد أن الفلسطينيين سوف يستسلمون، لا يعرف الفلسطينيين ولا #حماس و #الحركات_الإسلامية المتطرفة في هذا القرن”. حسب وصفه

مقالات ذات صلة كتائب أبو علي مصطفى تعلن تدمير 3 آليات إسرائيلية شرق غزة 2024/01/08

ودعا أيالون إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، بمن فيهم مروان البرغوثي الذي يرى أنه الشخص الوحيد الذي يمكنه قيادة الفلسطينيين في مرحلة ما بعد الحرب.

وهذه ترجمة لنص المقابلة:

إسرائيل لن تخرج منتصرة

قال رئيس الشاباك السابق ردا على سؤال ميلمان: كجزء من صفقة تتضمن عودة جميع الرهائن، يجب علينا إطلاق مروان البرغوثي. وهذه خطوة صحيحة من جانبين، أولا لأن عودة الرهائن الإسرائيليين هي الأقرب إلى “صورة النصر” بالحملة (العسكرية) الحالية في غزة، وثانيا لأن البرغوثي هو الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي يمكن انتخابه ضمن قيادة فلسطينية موحدة وشرعية في الطريق إلى حل سلمي. (مما يمهد) لعملية الانفصال بالاتفاق مع الفلسطينيين.

ورفض أيالون التعليق على سير المعارك في غزة وعلى الحدود الشمالية. كما امتنع عن الحديث عن هجمات الحوثيين من اليمن والبحر الأحمر، وهي مناطق يعرفها جيدًا منذ أن كان قائدًا للأسطول الـ13، ثم قائدًا للبحرية لاحقًا. وقال إن ما يهمه هو الحديث عن “إستراتيجية الخروج” من الحرب، أو ما بات يطلق عليه “اليوم التالي” للحرب، وقد اشترط التركيز على ذلك لإجراء المقابلة.

وقال أيضا: في هذه الحملة لن تكون هناك صورة للنصر، على غرار التلويح بالعلم الأميركي في هيروشيما في الحرب العالمية الثانية، ولا مشاهد مثل تلويح يوسي بن حنان (الجندي الإسرائيلي) ببندقية كلاشينكوف في قناة السويس نهاية حرب الأيام الستة، ولا حتى مثل صورة ياسر عرفات الذي اضطر للإبحار من مرفأ بيروت إلى تونس بعد حرب لبنان الأولى.

ووفق أيالون فإنه “في الحروب الماضية التي وصفها فون كلاوزفيتز في القرن الـ19، والتي كان النصر فيها يتم تحديده من خلال قرار عسكري في ساحة المعركة، كانت هناك بالفعل صور للنصر ميزت بوضوح (اليوم التالي للحرب) والانتقال للمفاوضات. ولكن في الحرب على الإرهاب لا ترفع أي راية بيضاء”.

وماذا لو قضينا على يحيى السنوار ألن يكون ذلك انتصارا؟

لا. حتى لو صعدت روح السنوار إلى بارئها. إذا كان هناك من يعتقد أن الفلسطينيين سوف يستسلمون، فهو لا يعرف الفلسطينيين ولا يعرف حماس والحركات الإسلامية المتطرفة في هذا القرن.

ويعزز أيالون رأيه هذا بالعودة لاعتقال مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين، الذي كان مشلولا ويجلس على كرسي متحرك. ويقول: عندما كان في السجن، كنا قلقين على صحته. وحرصنا على ألا يموت في السجن حتى لا يصبح شهيدا. ونحن في الشاباك عارضنا إطلاق سراحه من السجن. ومن بين جنرالات هيئة الأركان العامة من ضحك قائلاً: ما الذي تخاف منه؟ إنه ليس قائداً، إنه رجل فقير على كرسي متحرك.

ويضيف: علينا أن نفهم أن الشيخ ياسين -الذي قام بصفته زعيما للحركة- بصياغة ميثاق حماس، كان في نظر الفلسطينيين، إلى حد كبير بسبب إعاقته ومظهره الهش، رمزا لبؤسهم. وكان الوحيد الذي نجح في توحيد القيادة الدينية والاجتماعية والسياسية والعسكرية التي تجسدت في نفسه.

حلقة في حرب مستمرة

ينظر أيالون إلى حروب إسرائيل في القرن الحالي بشكل مختلف، ويرى أن “الحرب من أجل إقامة إسرائيل والدفاع عنها مستمرة منذ نحو 140 عاما، منذ ظهور الصهاينة الأوائل في نهاية الـ19” والحرب مستمرة بكثافة متفاوتة، ولها عمليات ومعارك وأنظمة، لذلك، حسب قوله، فإن ما يحدث في الأشهر الثلاثة الأخيرة “ليس حرباً، بل حملة أخرى في الحرب المستمرة من أجل استقلالنا”.

هل سننتصر في هذه الحرب؟

لقد انتصرنا في مارس/آذار 2002: في مؤتمر الجامعة العربية في بيروت، عندما استسلمت الدول العربية ولوحت بالعلم الأبيض. وتراجعت عن قرار الجامعة الصادر في أغسطس/آب 1967 في الخرطوم، والمعروف بإعلان اللاءات الثلاث “لا صلح ولا تفاوض ولا اعتراف بإسرائيل”. وفي مارس/آذار 2002، وبعد 35 عاماً من النضال، اتفقوا في القمة نفسها على الاعتراف بإسرائيل وإقامة علاقات كاملة معها على أساس قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن، التي وقعتها أيضاً حكومات إسرائيل. وهكذا.. كانت هناك سياسة مفادها: نعم للاعتراف، ونعم للمفاوضات، ونعم للسلام مع شعب إسرائيل. والمأساة هي أننا نرفض الاعتراف بانتصارنا ونواصل القتال. لقد حولنا الحرب إلى غاية في حد ذاتها.

هل الهدف هو تجنب اتخاذ القرارات؟

نعم. لتجنب الجدل الذي يمزق المجتمع الإسرائيلي، وفي قلبه مسألة ما وصلنا إليه هنا كشعب في هذا البلد. إن قرار مجلس الوزراء بعدم مناقشة (اليوم التالي) (مرحلة ما بعد الحرب) يقلب الحرب إلى صراع عسكري بلا هدف سياسي، وهذا وضع لا يمكن فيه تعريف النصر الذي يصاغ دائماً بمصطلحات سياسية، والخطر الكبير هو أن هذا هو الوضع الذي تصبح فيه الحرب هي الهدف.

وبمجرد دخول بيني غانتس وغادي آيزنكوت إلى الحكومة اللذين بات من الواضح أن رحيلهما سيؤدي إلى انهيار الائتلاف، أصبحت الاعتبارات سياسية بالضرورة أيضا. ومن دون اتخاذ قرار بشأن الهدف السياسي، لا يمكن للحكومة وضع إستراتيجية للخروج من الحرب ونحن نسير بأعين مفتوحة نحو غروب مستقبلي في رمال غزة.

هل هذه مشكلة إسرائيل الكبرى؟

نعم. في المجمل، هذه هي المشكلة الرئيسية. إذا لم نقرر الوجهة التي نسير نحوها معًا والقيم التي تربطنا، فإن خطر الاستمرار في القتال إلى الأبد وارد، لأن هذه هي المعركة الوحيدة التي لا نقاتل فيها بعضنا بعضا. إن مقولة (معاً ننتصر) صحيحة، ولكنها توجد فقط أثناء الحرب، عندما يفرض علينا الأعداء من الخارج وحدة لم نخترها، وهي الوحدة، وهو طريق أجوف إذا كان طريقا للهروب من النقاشات الحقيقية التي نرفضها أو لا نستطيع إجراءها، ربما لأن الخلافات القوية قد تقودنا إلى حرب بين الأشقاء.

مدة الفيديو 04 minutes 15 seconds 04:15

هل كنا قريبين من ذلك بعد مقتل رابين؟

لقد قُتل إسحاق رابين لهذا السبب على وجه التحديد. بسبب السؤال الكبير حول من نحن ولماذا نحن هنا. قُتل رابين لأن الحاخامات أصدروا حكماً اضطهادياً ضده. عندما دخلت الخدمة (تم تعيين أيالون رئيسًا للشاباك بعد مقتل رابين) أدركت مدى عمق الصدع الموجود بدرجات متفاوتة منذ ذلك الحين.

وهل بلغ هذا الصدع ذروته العام الماضي مع الانقلاب؟

بدافع الغطرسة، قررت حكومة اليمين قبل عام أن طبيعة النظام بحاجة إلى التغيير. بالإضافة إلى مئات الآلاف الذين خرجوا للاحتجاج في الشوارع، وهيئة الأركان العامة ورؤساء الأجهزة الأمنية، أبلغت المؤسسة رئيس الوزراء وأعضاء الحكومة أن هناك تهديدًا متعدد الأوجه وأن خطوة الحكومة تعرض أمن إسرائيل للخطر. وفي خطاب ألقاه للأمة، حدد وزير الدفاع خطر الحرب بأنه “واضح وفوري”. لكن رئيس الوزراء والوزراء في حكومته رفضوا الاستماع، وأوضحوا أن تحذيرات الجيش كان لها دافع سياسي، وهكذا دخلنا في الحملة (العسكرية) الحالية.

هل كانت حرب السابع من أكتوبر نتيجة لذلك؟

نعم. الانهيار يكمن في عدة طبقات من المفاهيم الخاطئة. أولا وقبل كل شيء، مفهوم سياسي يبدأ بانهيار مفاوضات كامب ديفيد، والذي بموجبه لا يوجد من يمكن التفاوض معه على الجانب الآخر (الفلسطيني).

هل هناك طرف فلسطيني يمكن التفاوض معه؟

اعترفت السلطة الفلسطينية بدولة إسرائيل على حدود 1967. ووافقت على مناقشة حق العودة مع إسرائيل في إطار المفاوضات. نحن بحاجة إلى التحدث إلى طرف يرغب في التفاوض معنا بناءً على هذه المبادئ. وآخر من حاول قيادة التحرك لتسوية الصراع كان أرييل شارون، الذي قرر مغادرة غزة وشمال الضفة الغربية، لأنه أدرك أنه يخسر المجتمع الإسرائيلي، وهو ما سار عليه إيهود أولمرت. لكن منذ عودة نتنياهو إلى رئاسة الوزراء، وضع سياسة لإدارة الصراع تقضي بإضعاف السلطة الفلسطينية وتقوية حماس بشكل متعمد، وذلك لتجنب الدخول في مفاوضات من أجل تسوية سياسية.

هل ينتهج نتنياهو أيضاً سياسة فرق تسد؟

في الواقع نعم. لقد ارتكب نتنياهو خطأ عندما اعتقد أن هذه السياسة ستمنحه الوقت سياسيا، ورفض إدراك التهديد الذي تمثله حماس. رغم تحذيرات رؤساء الشاباك له بهذا الشأن.

إن غياب تحرك سياسي (لحل الصراع) يجعل من حماس الجهة الوحيدة التي تناضل من أجل التحرر الوطني في نظر الفلسطينيين. وهناك اعتقاد (إسرائيلي) خاطئ يفترض أن الفلسطينيين ليسوا شعباً، وإذا سمحنا لهم بالرفاهية الاقتصادية فإنهم سيتخلون عن حلم الاستقلال. وفي نهاية المطاف، فإن الفلسطينيين شعب. وهم مستعدون للقتال والموت من أجل استقلالهم.

ما المعتقدات الخاطئة الأخرى؟

الاعتقاد الاستخباراتي، الذي قدر أنه بعد عملية “حارس الجدران” في مايو/أيار 2021، تم ردع حماس. نحن نقيس الخطورة: كم عدد نشطاء حماس “الإرهابيين” الذين قتلناهم، وكم عدد البنى التحتية أو الأنفاق التي دمرها الجيش الإسرائيلي، بينما يعتبر الفلسطينيون دعم الرأي العام لهم هو المقياس. وبعد كل جولة عنف، يزداد الدعم لحماس باعتبارها تحارب الاحتلال، ويُنظر إلى السلطة الفلسطينية، التي لا تنضم إلى العنف، على أنها شريكة لإسرائيل.

ما سيناريوهات الخروج من الحرب؟

في الطريق إلى “اليوم التالي” (ما بعد الحرب) هناك مخرجان، وفي الوقت الحالي نرفض (حكومة إسرائيل) اتخاذ قرار، وبسبب الخلافات التي تمزق المجتمع الإسرائيلي، لا يفهمون أن عدم اتخاذ قرار هو أيضًا قرار بحد ذاته.

أحد طرق الخروج من الحرب، الذي أعتقد أنه محصلته هي إسرائيل يهودية ديمقراطية، ذات أغلبية يهودية. وهذا الطريق طويل، وقد يستمر 40 عاماً، وسيتطلب منا تقديم تنازلات واتفاقات فيما بيننا. وإذا مضينا على هذا النحو، فإن الدول العربية الموقعة على “مبادرة السلام العربية” وكذلك الديمقراطيات الغربية، ستكون إلى جانبنا. أعتقد أن هذا الطريق يقودنا إلى إسرائيل آمنة ويهودية وديمقراطية.

ماذا عن السيناريو الثاني؟

الطريق الثاني هو الذي يتبعه من يعتقدون خطأً أن الاحتلال يقود للأمن، وغيرهم ممن يعتقدون أنه لا يحق لنا التنازل عن أي من أرض إسرائيل، حتى لو اقتضى ذلك خوض حرب لا نهاية لها. ومن وجهة نظري، فإن هذا التصور لا يعترف بالواقع. وهو مسار يقود إلى دولة واحدة، في منطقة يعيش فيها حاليا 7 ملايين يهودي و7 ملايين عربي. وهذا واقع سيفقد إسرائيل هويتها اليهودية الديمقراطية. هذا الواقع يعيدنا إلى الثورة العربية الكبرى في الثلاثينيات، وإلى صراع ديني يجذب الجماعات الأكثر تطرفا وعنفا من الجانبين.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف هآرتس الشاباك الحرب غزة سيناريوهات إسرائيل حماس الحركات الإسلامية الیوم التالی من الحرب من أجل رئیس ا

إقرأ أيضاً:

بيان من دحلان بعد الزج باسمه في ترتيبات اليوم التالي بغزة

نفى القيادي السابق في حركة فتح، محمد دحلان، ما جاء في تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" بشأن إمكانية توليه إدارة غزة في المرحلة المقبلة بناء على قبول من  إسرائيل وحماس والقوى الأجنبية مثل الولايات المتحدة ودول الخليج.

وشدد دحلان في بيان على حسابه بموقع "أكس"، الخميس على "توفير خطة عمل دولية موثقة ومجدولة تفضي إلى تجسيد نضالات شعبنا بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس،" وقال "لقد أعلنت مرارا رفضي لقبول أو أداء أي دور أمني أو حكومي أو تنفيذي".

وأضاف "مرة تلو أخرى تطرح أو تسرب سيناريوهات مختلفة إلى وسائل الإعلام عن مخارج وترتيبات اليوم التالي للحرب المدمرة التي شنها ويواصلها الاحتلال الإسرائيلي، وأحيانا يتم الزج باسمنا لخلق بعض الإثارة".

وتابع "لذلك ومجددا نؤكد كل زملائي وأنا شخصيا بأننا لسنا هنا إلا لتقديم كل ما نستطيع لإغاثة أهلنا في غزة."

وتحدث عن ضرورة وقف الحرب، قائلا "نؤكد وبشدة بأن وقف الحرب هي الأولوية القصوى لدينا، ولن ندعم أي خيار إلا ضمن تفاهمات وطنية فلسطينية تقودنا إلى إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني عبر عملية ديموقراطية شفافة".

مرة تلو أخرى تطرح أو تسرب سيناريوهات مختلفة إلى وسائل الإعلام عن مخارج وترتيبات اليوم التالي للحرب المدمرة التي شنها ويواصلها الإحتلال الإسرائيلي، وأحيانا يتم الزج باسمنا لخلق بعض الإثارة.

— Mohammad Dahlan محمد دحلان (@mohammad_dahlan) July 25, 2024

 

وجاء بيان القيادي الفلسطيني بعد تقرير لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية قالت فيه إن بعض المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين والعرب يشجعون تمكين دحلان، الرئيس السابق لجهاز الأمن السابق في قطاع غزة، والذي حاول في السابق سحق حركة حماس المسلحة، قبل أن يتم نفيه في وقت لاحق من الضفة الغربية، حيث يعيش الآن في أبوظبي.

ووفقا للصحيفة، طُرح اسم دحلان، الذي كان يتنقل مؤخرًا بين الإمارات ومصر، في المفاوضات كحل مؤقت لمسألة من سيتولى قيادة قطاع غزة بعد حكم حماس، بحسب مصادر في حماس ودول عربية.

وذكرت أن دحلان قدم نفسه مؤخرًا في محادثاته مع حماس وفتح باعتباره الشخص الذي قد يشرف في نهاية المطاف على توزيع المساعدات الإنسانية نيابة عن الإدارة الجديدة في قطاع غزة.

وبحسب ما نقلت الصحيفة عن مسؤولين عرب كبار، فإن إحدى الخطط المطروحة على الطاولة تقترح أن يرأس دحلان قوة أمنية فلسطينية قوامها 2500 جندي، وستعمل القوة بالتنسيق مع قوة دولية لحفظ الأمن، بينما ستنسحب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.

وأوضحت أن أفراد هذه القوة سيخضعون لفحص أمني من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر، ولن يكون لديهم ولاء واضح للسلطة الفلسطينية. وفي حالة تنفيذ الخطة، ستتمكن هذه القوة من توسيع صلاحياتها والمساعدة في إعادة إعمار قطاع غزة.

وقال محللون سياسيون إسرائيليون للصحيفة إن دحلان هو أحد الزعماء الفلسطينيين الذين نادرًا ما يكون أحدهم مستقلًآ عن حماس، والسلطة الفلسطينية التي تدير أجزاء من الضفة الغربية، ما يجعله شخصًا يمكن للحكومة الإسرائيلية أن تعمل معه.

وفي واشنطن، حيث رأته إدارة الرئيس الأميركي السابق، جورج دبليو بوش، في ذلك الوقت رئيسًا فلسطينيًا مستقبليًا، وصفه بعض المسؤولين سرًا بأنه لاعب رئيسي منذ أن هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر، ما أدى إلى اندلاع الحرب.

ودحلان، رجل الأعمال الثري الذي نشأ فقيرا في غزة، ظل على هامش السياسة الفلسطينية لأكثر من عقد من الزمن، بحسب الصحيفة، وقال مؤخرا إنه لا يريد أن يقود غزة بنفسه. لكن لديه حزبًا سياسيًا نشطًا هناك وله صلات بمجموعات على الأرض يمكن أن تساعد في تشكيل قوة أمنية للمرور من نهاية القتال إلى ما سيأتي بعد ذلك.

ومنذ بدء الحرب التي جاءت بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر، أوضحت الصحيفة أن دحلان كان يتنقل بين الإمارات التي من الممكن أن تساعد في تمويل إعادة إعمار غزة وتوفير قوات لقوة استقرار دولية، وبين مصر، التي تجعل حدودها مع غزة وإسرائيل جزءًا لا يتجزأ من مستقبل القطاع. وقد قدم دحلان المشورة لقادة البلدين واستفاد من مشوراتهم.

وفي القاهرة، دعا رجال الأعمال في غزة وزعماء الأسر الثرية، الذين فروا من الصراع، إلى إيجاد سبل لإيصال الإمدادات التي تشتد الحاجة إليها إلى القطاع. وقامت الشركات والعائلات في جنوب شرق غزة، التي كانت متحالفة تاريخيًا مع دحلان، بتوفير الأمن لبعض الشحنات التجارية.

محمد دحلان وغزة ما بعد الحرب.. محطات مثيرة للجدل سلطت المقابلة التي أجراها القيادي الفلسطيني البارز، محمد دحلان، مع صحيفة "نيويورك تايمز"، الضوء على ما يراه محللون طموحات السياسية لمستقبل الأراضي الفلسطينية في مرحلة ما بعد الحرب.

ومنذ سنوات، كان دحلان من بين المرشحين المحتملين لخلافة عباس، الصديق القديم والخصم الحالي، في السلطة الفلسطينية، حتى مع انتقاله لمنفاه في أبوظبي منذ العام 2011.

دحلان الذي نادرا ما يجري مقابلات مع الصحافة الغربية، خرج في لقاء مع مجلة "التايم" الأميركية بعد شهر ونيف من اندلاع الحرب، وهي التي قالت عنه إنه أصبح "يغازل وسائل الإعلام".

وفي مقابلته الأخيرة مع صحيفة  "نيويورك تايمز"، جدد دحلان الذي يملك مشوارا سياسيا حافلا بالمحطات الجدلية، تأكيداته بأنه غير مهتم بتولي منصب قيادي رسمي في أي حكومة مستقبلية فلسطينية.

ومع ذلك، قال في مقابلته مع مجلة "التايم" في نوفمبر الماضي: "ولكنني سأساعد إذا كانت هناك فرصة لإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني".

وبين غزة ودحلان علاقة بدأت يوم 29 سبتمبر 1961، تاريخ ولادته في مخيم خان يونس للاجئين، حين كانت مصر تدير القطاع قبل أن تخسره في حرب 1967.

وبدأ الشغف السياسي لدحلان في وقت مبكر من خلال دراسته الجامعية في مطلع الثمانينات عندما كان عضوا مؤسسا وزعيما للذراع الشبابي لحركة "فتح" المعروفة باسم "الشبيبة"، وفقا للمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، وهو مؤسسة فكرية معنية بالأبحاث في السياسيات الخارجية والأمنية للقارة العجوز.

وفي مقابلة أجريت معه في 15 نوفمبر الماضي في دبي، قال دحلان إنه بينما يعتقد أن الولايات المتحدة وحدها القادرة على التوصل إلى اتفاق سلام دائم، فإن دور الرئيس  بايدن في الصراع يخاطر بأن تستمر المقاومة الفلسطينية " إلى ما لا نهاية".

"لا عباس ولا حماس".. دحلان يتحدث عن "خطة سرية" لغزة بعد الحرب أعادت تصريحات محمد دحلان (62 عاما)، المستشار السابق لرئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الحديث عن فكرة أن يتولى مسؤولية قطاع غزة زعيم فلسطيني وأن تلعب الدول العربية دوار في حفظ الأمن في القطاع

ونشأ دحلان في خان يونس، في جنوب غزة، المدينة ذاتها التي نشا فيها يحيى السنوار، زعيم حماس الذي أشرف على هجوم 7 أكتوبر على إسرائيل.

وكان دحلان في الخارج حين سيطرت حماس على القطاع بالقوة عام 2007، وبعد انتقاله إلى الضفة الغربية تم طرده من حركة فتح عام 2011.

وتقول نيويورك تايمز إن شعبيته التي زادت والتكهنات بأنه سيكون خليفة عباس أدت إلى ظهور توترات مع الأخير.

وفي عام 2014، أدين دحلان غيابيا من قبل السلطة الفلسطينية بتهمة الاختلاس.

وفي الإمارات، التي انتقل إليها، عمل مستشارا لرئيس البلاد الحالي محمد بن زايد، وظل أيضا نشطا في السياسة الفلسطينية، فقد كان يشرف على حزب سياسي كان يُنظر إليه على أنه صانع ملوك محتمل خلال الحملة الانتخابية لعام 2021 في الضفة الغربية وقطاع غزة، قبل إلغاء التصويت.

وهو ينسق بانتظام مع زعماء المعارضة الفلسطينية الآخرين.

ويقول محللون إنه يمثل قوة كبيرة في السياسة الفلسطينية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى مساعدته في توجيه الأموال الإماراتية إلى غزة.

وقال معين رباني، خبير السياسة الفلسطينية، عن دحلان الذي يتمتع بعلاقات وثيقة بأفراد الأسرة الحاكمة في الإمارات: "إنه رجل الرئيس الإماراتي في السياسة الفلسطينية"، وفق تصريحاته للصحيفة الأميركية.

وبنى دحلان علاقات وثيقة مع كبار مسؤولي حماس في السنوات الأخيرة، وفقا لغيث العمري، محلل الشؤون الفلسطينية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.

وقال جهاد حرب، المحلل المقيم في رام الله بالضفة الغربية: "إنه سياسي فلسطيني بارز يتمتع بشبكة واسعة من الدعم في غزة. إن الملايين التي حولتها الإمارات إلى غزة من خلاله لم تؤد إلا إلى تعزيز مكانته هناك".

ورغم أن الإسرائيليين نظروا إلى دحلان على أنه شريك محتمل، فقد أظهر القليل من التعاطف مع المخاوف الإسرائيلية في المقابلة.

ورفض فكرة محاولته إقناع إسرائيل بالحاجة إلى إقامة دولة فلسطينية. وقال: "ليست وظيفتي إقناع الإسرائيليين".

وتشير كتاباته على مواقع التواصل الاجتماعي إلى انتقادات لإسرائيل.

ورغم اعتباره خليفة محتملا لعباس. قال دحلان في المقابلة إنه غير مهتم بتولي دور قيادي رسمي.

ومن غير المرجح أن يكون دحلان في عجلة من أمره لمغادرة الإمارات، لكنه أنفق الكثير من الوقت والمال في إصلاح الشبكات التي على صلة بها في الضفة الغربية وقطاع غزة، مما يشير إلى أن لديه تطلعات سياسية طويلة المدى، وفق العمري.

ومثل غيره من كبار السياسيين الفلسطينيين، أحجم دحلان عن إدانة الهجوم الذي قادته حماس في السابع من أكتوبر، لكنه انتقد قادة الحركة قائلا إن سكان غزة يدفعون ثمن تصرفاتها.

وقال السياسي الفلسطيني: "الاعتماد على الأشخاص الذين يعانون ليس قيادة... الشعب الفلسطيني يريد أن يعيش".

وتتجنب حركة فتح ومسؤولون في السلطة الفلسطينية الإعلان عن موقف مؤيد للهجوم الذي نفذته حركة حماس، أو التضامن العملي معها، رغم التنديد بسقوط المدنيين نتيجة القصف الإسرائيلي على قطاع غزة.

مقالات مشابهة

  • عقب هجوم مجدل شمس.. نتنياهو يستعد للعودة إلى إسرائيل
  • محلل عسكري: دعاية نتنياهو لن تنجح دون إنهاء حرب غزة
  • إستمرار العدوان الإسرائيلي على غزة .. والسكان يلجأون لسجن سابق مع عدم وجود مكان يذهبون إليه
  • لن تنجح حفلات التصفيق في تحويل جرائم الحرب لبطولة
  • غضب في إسرائيل من تصريحات هاريس بضرورة إنهاء معاناة الفلسطينيين في غزة
  • ترامب: على إسرائيل إنهاء حرب غزة سريعا
  • بيان من دحلان بعد الزج باسمه في ترتيبات اليوم التالي بغزة
  • محمد دحلان يرد على الزج باسمه في سيناريوهات ما بعد الحرب في غزة
  • ترامب: على إسرائيل إنهاء الحرب في غزة لاستعادة المحتجزين
  • افرازات الحرب وصيرورتها الكارثية