أسلحة كوريا الشمالية التي تستخدمها حماس.. تفاصيل وتأكيدات من سيول

أكدت وكالة الاستخبارات الكورية الجنوبية، الاثنين، تقارير صحفية أميركية أفادت باستخدام حماس لأسلحة كورية شمالية في حربها مع إسرائيل على الرغم من نفي بيونغ يانغ المتكرر لقيامها بصفقات أسلحة مع الحركة المدرجة على قوائم الإرهاب بدول عدة

وأكد جهاز الاستخبارات الوطنية في كوريا الجنوبية (NIS) تقريرا لـ"صوت أميركا" يفيد بأن مسلحي حماس استخدموا قاذفة قنابل صاروخية من طراز F-7 مصنعة في كوريا الشمالية، وفق وكالة يونهاب للأنباء الكورية الجنوبية.

وأظهرت صورة مدرجة في تقرير "صوت أميركا"، الذي نُشر الجمعة، فتيل قاذفة من طراز أف-7، وأورد أن حماس تستخدمها في الحرب، ويحتوي الفتيل على مزيج من الأحرف والأرقام الكورية، مثل "비저-7류" و"시8-80-53".

وردا على سؤال بشأن التقرير، قال جهاز الاستخبارات الكوري الجنوبي إن "تقييمه موافق لتقرير إذاعة صوت أميركا".

وقالت وكالة الاستخبارات لوكالة يونهاب، وهي تقدم صورة لقاذفة قنابل يدوية مفككة من طراز إف-7، "الفتيل الذي يحمل الأحرف الكورية يُوجد في الجزء الأوسط من صاروخ أف-7 الكوري الشمالي الصنع".

صاروخ كوري شمالي يشتبه في استخدام حماس له

وأضافت أنها " تجمع تدريجيا" أدلة تفصيلية لإمداد كوريا الشمالية المشتبه به لحماس بالأسلحة، مثل حجم التجارة وتوقيتاتها، "لكن من الصعب في الوقت الراهن تقديم هذه الأدلة بسبب الحاجة إل حماية مصدر المعلومات ومراعاة العلاقات الدبلوماسية".

وكانت تقرير لموقع "إذاعة آسيا الحرة"، نشر في أكتوبر الماضي، رجح أيضا استخدام مسلحي الحركة الفلسطينية أسلحة كورية شمالية بعد ظهور فيديو لمسلح من الجماعة وهو يحمل قاذفة من طراز أف-7 يشتبه في أنها قادمة من كوريا الشمالية.

والتقط الفيديو بعد وقت قصير من هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر.

وقال الجيش الكوري الجنوبي في وقت سابق إن كوريا الشمالية تبدو مرتبطة بحماس في تجارة الأسلحة والمجالات العسكرية الأخرى، ويمكن أن تستخدم تكتيكات عسكرية مماثلة لتلك التي استخدمتها حماس ضد إسرائيل لشن هجوم مفاجئ على كوريا الجنوبية.

وأفاد جهاز الاستخبارات أيضا، خلال اجتماع لجنة الاستخبارات البرلمانية في نوفمبر، بأنه حصل على معلومات استخباراتية تفيد بأن الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ أون، أمر المسؤولين بالتوصل إلى تدابير لتقديم مساعدة شاملة للفلسطينيين.

وقال مسؤول عسكري إن طائرات قاذفات صواريخ "أف-7"، وهي نوع من الصواريخ شديدة الانفجار، يبدو أنها اسم آخر لقاذفة "آر بي جي-7" التي تنتجها كوريا الشمالية.

وفضت كوريا الشمالية التكهنات بأن حماس استخدمت أسلحتها في شن هجمات على إسرائيل ووصفتها بأنها "لا أساس لها من الصحة"، واتهمت الولايات المتحدة بتلفيق اتهامات كاذبة ضدها.

وقال مسؤول عسكري إسرائيلي خلال جولة إعلامية في أكتوبر إن حوالي 10 في المئة من أسلحة حماس التي تم العثور عليها بعد الهجوم صنعت في كوريا الشمالية، وفق تقرير "صوت أميركا".

وقال إيدان شارون كيتلر، نائب قائد وحدة جمع معدات العدو التابعة للجيش الإسرائيلي، لإذاعة صوت أميركا في 28 ديسمبر إن حماس "أدخلت  تعديلات على قذائف صاروخية كورية شمالية من طراز آر بي جي لجعل أدائها أفضل".

وقال شارون كيتلر: "إننا نرى الإمدادات تأتي من دول مختلفة، من بينها كوريا الشمالية".

وأضاف أن الصواريخ تم تجميعها باستخدام محركات صاروخية كورية شمالية، مما يمنحها القدرة على "اختراق الدروع الثقيلة" والتسبب في أضرار أكبر.

وأورد التقرير الأميركي أن عائلات أميركيين قتلوا وجرحوا في الهجوم الذي نفذته حماس في 7 أكتوبر يعتزمون رفع دعوى قضائية على كوريا الشمالية لتزويدها حماس بالأسلحة بشكل غير مباشر، وفقا لمحامية إسرائيلية تمثل هذه العائلات.

لماذا قرر أميركيون مقاضاة كوريا الشمالية بعد هجوم 7 أكتوبر؟ قررت أسر مواطنين أميركيين قتلوا إثر هجمات حركة حماس في السابع من أكتوبر، إقامة دعوى قضائية ضد كوريا الشمالية، وذلك لتسليحها المجموعة الفلسطينية بشكل غير مباشر.

وقالت نيتسانا دارشان لايتنر، المحامية الإسرائيلية، الناشطة في مجال حقوق الإنسان، التي تحدثت مع "صوت أميركا" في تل أبيب في 27 ديسمبر، إن الأسلحة التي استخدمتها حماس في هجومها المفاجئ على إسرائيل قدمتها كوريا الشمالية "عن علم وقصد".

وتابعت دارشان لايتنر: "كوريا الشمالية تعلم أن أسلحتها تذهب إلى إيران، وأن إيران تعطي الأسلحة لحماس"، مضيفة أن بيونغ يانغ "لم تحذر إيران أبدا من إرسال الأسلحة إلى حماس".

وأضافت أن هذا يجعل كوريا الشمالية "مسؤولة". وأوضحت أنها وشركاءها المحاميين يفكرون في رفع دعوى قضائية أمام محكمة أميركية على الدول التي دعمت حماس، مثل إيران وكوريا الشمالية، نيابة عن الضحايا الأميركيين وأسرهم.

وقالت المحامية لايتر إن الصواريخ المشار إليها "تجعل حماس قادرة على مهاجمة المدنيين دون أن تتواجد في إسرائيل".

وأضافت: "بمجرد بناء إسرائيل لسياج حول غزة، لم يعد بإمكان إرهابيي حماس الدخول إلى إسرائيل وتنفيذ عمليات داخلها"، مشيرة إلى أنه قبل اختراق السياج الحدودي في 7 أكتوبر "كانت الطريقة الوحيدة التي يمكن بها قتل الشعب الإسرائيلي هي الصواريخ".

وقتل أكثر من 30 أميركيا، عدد منهم يحمل الجنسية الإسرائليية، في هجوم السابع من أكتوبر.

وتتمتع الدول الأجنبية بالحصانة من المقاضاة أمام المحاكم الأميركية بموجب قانون حصانات الخدمة الخارجية، ما لم يتم تطبيق استثناءات، ولكن إذا تم إدراج دولة أجنبية على قائمة الدول الراعية للإرهاب فيمكن للمواطنين الأميركيين رفع دعوى قضائية ضد تلك الدولة.

وفي نوفمبر 2017، أعيد تصنيف كوريا الشمالية كدولة راعية للإرهاب بعد رفعها من القائمة في عام 2008. 

تمت مقاضاة كوريا الشمالية مرات عدة خلال السنوات القليلة الماضية. وكان أبرزها الدعوى التي رفعها والدا أوتو وارمبير، الطالب الأميركي الذي توفي عام 2017 بعد وقت قصير من عودته إلى الولايات المتحدة بعد احتجازه في كوريا الشمالية.

وأمر قاض فيدرالي بأن سيندي وفريد وارمبير يحق لهما الحصول على تعويضات بقيمة 500 مليون دولار من كوريا الشمالية.

المصدر: الحرة