لكل أنثى تواقة للأمومة.. إليك هذه القصة
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
بداية أنا أحب الأطفال جدا، وكلما نظرت حولي أجد الكثير من العائلة المتزوجين لم يحملوا بعد وكذلك كل المعارف فيمن حولي.
وقبل أن أتزوج تمنيت كثيرا لو حملت مبكرا، وتزوجت بالفعل ورزقني الله بحمل من أول شهر وفرحت كثيرا.
ونسيت منّ الله علي وكرمه، ولم أحمد الله كما ينبغي ولعب بي الشيطان لدرجة كبيرة.
وقلت لنفسي: أنا أوّل من تحمل على مستوى المعارف وحتى الأسبق مني بالزواج، فأصابني الغرور.
فأراد الله تعالي أن يلقنني درسا أتذكره طوال عمري، وفجأة دون سابق إنذار سقط الجنين وتعبت كثيرا.
وأخبرتني الطبيبة ما دمت حملت من أول شهر فسوف أحمل بعد الإجهاض مباشرة.
وأخذت كلامها بثقة وازداد يقيني بأن قدرتي على الحمل مرة أخرى كبيرة وأن خصوبتي عالية.
وقتها لم أفكر في أنها نعمه يهبها الله لمن يشاء، ولكن كل تفكيري بأنني قادرة علي الحمل بسرعة.
وشاء الله أنني لم أحمل وكلما تأخر الحمل ومرت الشهور تلو الشهور بدأت أراجع حساباتي واصطدمت بما في قلبي من عجب. وندمت كثيرا علي هذا المرض وهذه العجرفة أمام الله.
ومرت السّنة وازداد قلقي، وأراد الله أن يريني عجائب قدرته فقد تزوجت صديقة عمري وقام زوجها بعمل التحاليل اللازمة للإنجاب.
وبخبرة زوجي كطبيب أيقن أن التحاليل سيئة للغاية ومن أن زوج صديقتي لا يستطيع بشتى الطرق الإنجاب بطريقه طبيعية.
وأخفيت هذا الخبر على صديقة عمري، وسبحان الله ذو الجبروت رزق الله صديقتي بحمل في نفس الشهر.
وتلقيت خبر حملها بذهول كبير وفرحت لها كثيرا، وأيقنت في اليوم نفسه أنها قدره الله لا محالة.
وجلست مع نفسي أحاسبها فكنت أخاطب نفسي: ماذا حدث وكل التحاليل والأشعة لم تقرر أي مشكلة. وماذا أراد الله بهذا؟ أهو ذنب العجرفة أم ماذا؟.
وأيقنت أنه عقاب الله تعالى، وأراد الله مره أخري أن يريني عجائب قدرته في ابنه خالتي التي لم يكن عندها تبويض أساسا. وصارحت خطيبها وكان حلها الوحيد إجراء عمليه تلقيح صناعي.
وكانت مفاجأة أذهلت العائلة كلها بأن حملت مباشرة بعد زواجها دون تدخل الأطباء، فسبحان الله العظيم.
وقتها فقط أيقنت أنني لن أحمل إلا بعد أن يحمل كل من أعرفهم، وحاولت أن أكفر عن ذنبي كثيرا ومرت الشهور ودموعي علي خدي. والكل ينتظر حملي حتى إذا مرت السنتان والنصف وأنا في حزن عميق ووالدتي تبكي لما انا عليه.
وسبحان الملك قمت بإجراء أشعه وكانت قمة الألم أن أكدت الطبيبة انه يوجد مشكله عويص وانسداد في الأنابيب. فصدمت صدمة كبيرة وفقدت الأمل وأيقنت بأني عاجزة عن كل شيء.
وإستائت حالتي النفسية وصدمت أمي وأصرت عليّ بإجراء تلقيح صناعي. فأذعنت لرغبة والدتي وقررت أن أجري العملية وكلّي يأس وزوجي يقول لي أنّ هذه العملية نسبه نجاحها ليست كبيرة. وزاد اليأس يأسا وفقدت السيطرة علي مشاعري وظللت أبكي بكاء حارا.
وحدث وأن تأخرت في هذا الشهر الدورة الشهرية، فإذا بأمي يتجدد عندها الأمل وأنا انفي لها تماما ما تنتظره.
ولكنها كانت متفائلة وتدعي لي دعاء ينمّ عن حبها لي، وأنا يزداد بي اليأس وبأن تأخير الدورة ما هو إلا تدهور حالتي.
ويا لها من فرحة جعلتني أخرّ باكية، فأنا حامل.كلمت زوجي لأزف له الخبر فلم يصدق وبكى هو الأخر. فيا لها من رحمه الخالق ويا لها من عظمه الله حين يعطي العبد ولكن بعدما يشعره بالعجز. فما أعجز الإنسان في أقرب شيء يملكه وهو جسده.
ويا لها من عبره لمن يعتبر، و يا له من موقف لم أنساه طوال العمر.
رسالة إلى كلّ أخت تأخّر حملها صبرا جميلا والله المستعان.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: لها من
إقرأ أيضاً:
بائع حلوى في شبرا.. من يكون أبو لمعة الحقيقي؟
من منا لا يعرف شخصية أبو لمعة، ذلك الرجل الطيب القلب الذي اشتهر بحكاياته الخيالية وطريقة سرده المميزة؟ لكن هل تساءلت يوماً من هو الشخص الحقيقي الذي ألهم الفنان محمد أحمد المصري لتجسيد هذه الشخصية؟
القصة الحقيقية وراء شخصية أبو لمعة كشفها العدد رقم 297 من مجلة الكواكب، الصادر في 9 أبريل من عام 1957، إذ رصد كواليس مثيرة عن الرجل الذي عاش في حي شبرا، وعمل بائعاً للحلوى، وأصبح فيما بعد مصدر إلهام لأحد أشهر الفنانين الكوميديين في مصر.
محمد أحمد المصري الشهير بـ«أبو لمعة» كشف عن الشخص الحقيقي الذي استوحى منه الشخصية التي اشتهر بها في فرقة ساعة لقلبك، قائلًا: «اسمه الحقيقى حسن منتصر أبو لمعة، وُلد في سنة ما قبل أن يبدأ القرن العشرين، يوم أن تعرفت عليه كنت طالبا بالمعهد العالي للتربية للمعلمين، وكان هو بائع حلوى يدفع أمامه عربة أنيقة كبيرة في أعلاها كلوب يصدر عنه ضوء وهاج، بينما أقراص الحلوى تصطف أمامه على العربة في أناقة وترتيب، وهو يختار زاوية في حي شبرا لا يعرف غيرها، ويبدأ عمله من التاسعة مساء ولا يبرح مكانه قبل الثالثة من الصباح»
ويمضي «المصري» ليصف أبو لمعة الحقيقي ويقول: «لم يكن في فمه سنة واحدة ولا ضرس واحد، كان هزيل الجسد، محدوب الظهر، أبيض شعر الرأس، يتحدث في حلاوة وفي تناسق وفي براعة، كنت أخرج في الليل لأقضي بين ساعات الاستذكار دقائق رياضية للترويح عن النفس فألتقيه، كان ضعيفا ومن رواياته تتخيله أسدا غنضفرا، وكان هزيلا ومن حكاياته تعتقد أنه شمشون الجبار، وكان فقيرا ومن فشرات تمسحه بالعظماء تظن أنه عزيز قوم لم يذل».
فشر على كل شكل ولونوواصل محمد أحمد المصري ليصف لقاءاته مع أبو لمعة الحقيقي قائلا: «كان يستهل حديثه قائلا: جدك عايش؟ فأقول لا.. فيقول: طيب أبقى أسأله على الحكاية اللي هحكيهالك.. اسمع يا بني أنا راجل فليسوفلي عندي خبرة 300 سنة و11 شهر و6 أيام وساعتين، ثم ينظر في ساعته ويستطرد قائلا: و4 دقايق علشان ما أغشكش، فأقول له وأنا أنظر لساعتي: وماشيين في الدقيقة الخامسة، فيرد: يبقى ساعتك أخت ساعتي الاتنين اتولدوا فى يوم واحد، يبقى إحنا قرايب، بعدها يبدأ في فشره، فيحدثك عن زوجته وكيف أنه ضربها بالسرير وهى نائمة عليه، وكيف ألقاها من النافذة لتسقط على قطة فتموت القطة وتعيش هي، كان يعاني من الفقر ويحدثك عن كاديلاك بحصانين كان عنده، ويحدثك عن بدلة بزراير دهب، وطاقية مرصعة بالماس أخذها من مهراجا كان معه في المدرسة».
واختتم المصري: «كانت أكاذيب جميلة لا تنتهي، كنت أستوعبها وأستوعب معها طريقة أبو لمعة في الحديث والتوقف والاستطراد، وطريقة التأكيد وطريقة وضع نهاية الفشرة، لقد كان بارعا في كل هذا، وإليه أدين بالفضل في كل كلمة أقولها في أعمالي، فهو الأصلي وأنا المزيف، وهو الصورة وأنا نسخة منها وهو الفشار وأنا تلميذه».