في عالم الأفكار والتأمل، تظهر السياسة كجزء لا يتجزأ من المناقشات الفلسفية، حيث يُلقى عليها الضوء بما تحمله من معاني عميقة وتأثيرات فلسفية، وفي هذا السياق، تتحوّل السياسة إلى مفهوم فلسفي يتسلح بالأفكار والقيم، حاملًا معه مسؤولية تحديد مصير المجتمع وبناء الأنظمة السياسية.

إن استكشاف مفهوم السياسة فلسفيًا يفتح أمامنا أفقًا لفهم جذورها الفكرية وكيف تتناغم مع قيم العدالة والحرية والمسؤولية الاجتماعية، لذا ستأخذ بوابة الفجر الإلكترونية متابعيها في رحلة تأملية لاستكشاف كيف يُلمس الفلاسفة أعماق السياسة.

مفهوم السياسة فلسفيًا.. رحلة تأملية في أعماق التفكير الفلسفي حول تنظيم المجتمع وصنع القراراتمفهوم السياسة في الفلسفة

في الفلسفة، يُعتبر مفهوم السياسة تجربة فكرية تنظر إلى تنظيم المجتمع وتوجيهه من خلال العقلانية والقيم، ويتناول الفلاسفة قضايا السلطة، والعدالة، والحقوق، والحريات، محاولين فهم طبيعة الحكم وكيفية تحقيق التوازن بين الفرد والمجتمع.

العناصر الرئيسية في مفهوم السياسة في الفلسفة:

1. العقلانية والفلسفة السياسية: يسعى الفلاسفة إلى تحليل السياسة بشكل عقلاني، حيث يتساءلون عن طبيعة الحكم المثلى وكيفية تحقيقه.

2. العدالة والمساواة: يشددون على أهمية العدالة وتحقيق المساواة بين أفراد المجتمع، ويفحصون كيف يمكن تحقيق العدالة في التوزيع وفي المعاملة.

3. الحرية والحقوق: يفكرون في حقوق الفرد وكيف يمكن تحقيق التوازن بين الحرية الفردية والمصلحة الجماعية.

4. السلطة والحكم: يتسائلون عن مصدر السلطة وكيفية منحها ومراقبتها لضمان عدم تجاوزها للحدود المقبولة.

5. الفلسفة السياسية وأنماط الحكم: يُطلقون العنان لتطوير نظريات حول الأنماط المختلفة للحكم، مثل الديمقراطية والشيوعية والتشدد والتحفظ.

في النهاية، تسهم الفلسفة في توجيه الأسئلة الأساسية حول كيفية تشكيل المجتمع وتوجيهه بطريقة تتفق مع المبادئ الأخلاقية والفلسفية.

أنواع السلطة السياسية.. رحلة في علم السياسة لفهم ديناميات صنع القرارات والنظم السياسية فهم السياسة.. تحليل لتعريفاتها وتفاصيل أنواعها المتنوعة تعرف على.. أهم أدوات السياسة النقدية مفهوم السياسة عند مونتسكيو

يرى أنّ الدولة تقوم على ثلاثة أنواع من السلطة: وهي السلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية، والسلطة القضائية، حيثُ يدعو مونتسكيو إلى الفصل بين هذه السلطات لضمان حقوق الفرد وحريته.

مفهوم السياسة عند ابن خلدون 

تعني السياسة عند ابن خلدون تحمل مسؤولية العامة والأفراد على مقتضى النظر الشرعي في مصالحهم الأُخروية والدنيويّة الراجعة إليها، إذ إنّ أحوال الدنيا وما فيها ترجع كلها عند الشارع على اعتبارها مرتبطة بالمصالح الأُخرويّة، فهي في الحقيقة خِلافة يضعها صاحب الشرع في الأرض لحراسة الدين وسياسة الدنيا به.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: السياسة مفهوم السياسة

إقرأ أيضاً:

حقائق مدرسية من أعماق الذاكرة

بقلم: كمال فتاح حيدر ..

يبقى المعلم هو العمود الفقري في جميع هياكل وأسس التربية والتعليم، فهو الذي ينفخ في عقولنا، ويُجري في عروقنا دماء العلوم والفنون والآداب. ففي عوالم التعليم هنالك عوامل شتى ومؤثرات كثيرة تجمع بين المناهج والمقررات والكتب والمحاضرات والإدارة والأجواء المدرسية والتوجيهية والواجبات البيتية والنشاطات الأخرى، تشترك كلها في التوجيه والتأثير بنسب متفاوتة، ولكن يظل المعلم هو العصب الحي للتعليم. .
وهنالك حالات بعيدة كل البعد عن هذه الأجواء، حالات يمكن ان نعدها صادمة أو غير عادلة. ولا تنتمي إلى الأوساط التربوية والتعليمية. .
اذكر في عام 1966 كنا طلابا في متوسطة الوحدة الواقعة خلف مستشفى الموانئ بالبصرة. وكان مديرها: الأستاذ (عدنان أحمد عبد الرحيم). واذكر ان الطائرة المروحية، التي كانت تقل الرئيس عبد السلام عارف، سقطت في منطقة النشوة، داخل الحدود الإدارية للبصرة، فخرج المدير (عدنان) يبكي ويذرف الدموع حزنا وألما على فراق السيد الرئيس، وكان بيده راديو ترانزستور يسمع منه الأخبار. .
كان المدير (عدنان) محسوبا على القوميين العرب، ومن المؤيدين لعبد الناصر وعبد السلام. فقرر في ذلك اليوم تعطيل الدوام الرسمي، وطلب من التلاميذ العودة إلى بيوتهم. .
كانت المدرسة تضم شريحتين متناقضتين من التلاميذ. بعضنا ينتمي إلى الطبقة الثرية المترفة، وبعضنا ينتمي إلى الطبقة الفقيرة المسحوقة. .
أنا بطبيعة الحال كنت من الطبقة المسحوقة جدا، وكان معي اثنان من أشقائي. فذهبنا في العام التالي إلى غرفة الإدارة لطلب المساعدة بغية الحصول على المقررات الدراسية بلا مقابل مادي. كان الأستاذ (عدنان) يجلس في الصدارة والى جانبه الأستاذ (حميد الفريح). قال لنا بنبرة حادة: ماذا تريدون ؟. قلنا له نريد أعفاءنا من مبالغ الكتب الدراسية ونحن اخوة. فزجرنا بغضب، وقال لنا: انتم من بيئة منحطة. .
لم نكن نعرف معنى مفردة (منحطة) فهي غير متداولة في القرى والأرياف. حتى اصدقائي لا يعرفون معناها، لكن تلك الكلمة ظلت عالقة في ذهني. . حزنت كثيرا عندما اكتشفت معناها، فالرجل كان يعامل أبناء الذوات بطريقة تختلف عن أبناء الفقراء، كان يكرهنا ويبغضنا دونما سبب. .
وفي بداية عام 1981 كنت اعمل بالموانئ بدرجة ضابط خفارة ملاحية، فلمحت الأستاذ (عدنان) من بعيد، واندهشت من عمله في القسم القانون بدرجة موظف في الأرشيف، ثم تبين لي أنهم طردوه من سلك التعليم بسبب تبعيته غير العراقية، وغير العربية. .
من كان يتوقع ان الرجل القومي المتشدد لم يكن عربيا !؟!. .
لم اكلمه ولم أعامله مثلما كان يعاملنا في تلك الأيام. ثم سألت عنه بعد حين، فقالوا انه طلب الإحالة إلى التقاعد، ورحل. . .
ظلت ارواحنا مقيدة بين شيئين: الذكريات والأقدار. فلا هذا يرحم، ولا ذلك نستطيع الفرار منه. ومع ذلك لا تفكر في الانتقام من أي إنسان، ولا تتشفى به. فقط راقب المشهد من بعيد وانظر لما سوف تفعله الأيام، فهي كفيلة بكل المتغيرات والانقلابات. .

د. كمال فتاح حيدر

مقالات مشابهة

  • الصحفيين والإعلاميين: خلال لقاء محافظ الدقهلية كلنا خلف الرئيس في جميع القرارات السياسية التي تحافظ على الأمن القومي
  • الاطلاع على سير تنفيذ مشروع شق طريق في مديرية الجميمة بحجة
  • الصوفي يطلع على سير تنفيذ مشروع شق طريق في مديرية الجميمة بحجة
  • حقائق مدرسية من أعماق الذاكرة
  • الدبيبة والصور يبحثان التعاون بين السلطة القضائية والتنفيذية
  • مكتبة مصر العامة بأسيوط تواصل تنظيم فعاليات جلسات أنماط التفكير الإبداعي
  • بعد عودة نيمار إلى سانتوس.. ماذا قدم الساحر البرازيلي طوال مسيرته؟
  • جامعة السلطان قابوس في عيون الأكاديميين المصريين
  • ختام ناجح لفعاليات "أسبوع عُمان للتصميم" لتعزيز مفهوم "سياحة الإبداع"
  • المحجوب: اختيار مبعوثة أممية جديدة لن يحرّك أي ماء راكد في الساحة السياسية