رئيس الشاباك السابق: الفلسطينيون لن يستسلموا وإسرائيل لن تخرج بصورة للنصر في غزة
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
"إسرائيل لن تخرج بصورة للنصر من هذه الحرب، حتى لو تمكنت من اغتيال رئيس حماس في غزة يحيى السنوار".. هكذا يتحدث عامي أيالون أحد الرؤساء السابقين لجهاز الأمن العام (الشاباك)، مستبعدا أن يستسلم الفلسطينيون أو حركة "حماس".
وفي حوار مع صحيفة "هآرتس" العبرية، يدعو رئيس الشاباك السابق، إلى طلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، بمن فيهم مروان البرغوثي الذي يرى أنه الشخص الوحيد الذي يمكنه قيادة الفلسطينيين في مرحلة ما بعد الحرب.
ويضيف: "عودة الأسرى الإسرائيليين هي الأقرب إلى صورة النصر بالحملة (العسكرية) الحالية في غزة، وثانيا لأن البرغوثي هو الزعيم الفلسطيني الوحيد الذي يمكن انتخابه ضمن قيادة فلسطينية موحدة وشرعية في الطريق إلى حل سلمي.. مما يمهد لعملية الانفصال بالاتفاق مع الفلسطينيين".
ويرفض أيالون التعليق على سير المعارك في غزة وعلى الحدود الشمالية، كما امتنع عن الحديث عن هجمات الحوثيين من اليمن والبحر الأحمر، وهي مناطق يعرفها جيدًا منذ أن كان قائدًا للأسطول الـ13، ثم قائدًا للبحرية لاحقًا. وقال إن ما يهمه هو الحديث عن "إستراتيجية الخروج" من الحرب، أو ما بات يطلق عليه "اليوم التالي" للحرب، وقد اشترط التركيز على ذلك لإجراء المقابلة.
ويقول أيضا: "في هذه الحملة لن تكون هناك صورة للنصر، على غرار التلويح بالعلم الأمريكي في هيروشيما في الحرب العالمية الثانية، ولا مشاهد مثل تلويح يوسي بن حنان (الجندي الإسرائيلي) ببندقية كلاشينكوف في قناة السويس نهاية حرب الأيام الستة، ولا حتى مثل صورة ياسر عرفات الذي اضطر للإبحار من مرفأ بيروت إلى تونس بعد حرب لبنان الأولى".
اقرأ أيضاً
اليوم العالمي لنصرة غزة.. قوة الشعوب بديل الأمم المتحدة
ويتابع: "في الحروب الماضية التي وصفها فون كلاوزفيتز في القرن الـ19، والتي كان النصر فيها يتم تحديده من خلال قرار عسكري في ساحة المعركة، كانت هناك بالفعل صور للنصر ميزت بوضوح (اليوم التالي للحرب) والانتقال للمفاوضات، ولكن في الحرب على الإرهاب لا ترفع أي راية بيضاء".
وردا على سؤال حول صورة هذا النصر، حتى لو تم القضاء على السنوار، قال أيالون: "لا.. حتى لو صعدت روح السنوار إلى بارئها.. إذا كان هناك من يعتقد أن الفلسطينيين سوف يستسلمون، فهو لا يعرف الفلسطينيين ولا يعرف حماس والحركات الإسلامية المتطرفة في هذا القرن".
ويعزز أيالون رأيه هذا بالعودة لاعتقال مؤسس حماس الشيخ أحمد ياسين، الذي كان مشلولا ويجلس على كرسي متحرك، ويقول: "عندما كان في السجن، كنا قلقين على صحته.. وحرصنا على ألا يموت في السجن حتى لا يصبح شهيدا".
ويستطرد: "نحن في الشاباك عارضنا إطلاق سراحه من السجن، ومن بين جنرالات هيئة الأركان العامة من ضحك قائلاً: ما الذي تخاف منه؟، إنه ليس قائداً، إنه رجل فقير على كرسي متحرك".
ويضيف: "علينا أن نفهم أن الشيخ ياسين، الذي قام بصفته زعيما للحركة، بصياغة ميثاق حماس، كان في نظر الفلسطينيين، إلى حد كبير بسبب إعاقته ومظهره الهش، رمزا لبؤسهم، وكان الوحيد الذي نجح في توحيد القيادة الدينية والاجتماعية والسياسية والعسكرية التي تجسدت في نفسه".
اقرأ أيضاً
رئيس الأركان الإسرائيلي السابق: خسرنا الحرب ضد حماس.. والنصر بإزاحة نتنياهو
وينظر أيالون إلى حروب إسرائيل في القرن الحالي بشكل مختلف، ويرى أن "الحرب من أجل إقامة إسرائيل والدفاع عنها مستمرة منذ نحو 140 عاما، منذ ظهور الصهاينة الأوائل في نهاية الـ19"، والحرب مستمرة بكثافة متفاوتة، ولها عمليات ومعارك وأنظمة، لذلك، حسب قوله، فإن ما يحدث في الأشهر الثلاثة الأخيرة "ليس حرباً، بل حملة أخرى في الحرب المستمرة من أجل استقلالنا".
ويحذر من أن غياب تحرك سياسي (لحل الصراع) يجعل من "حماس" الجهة الوحيدة التي تناضل من أجل التحرر الوطني في نظر الفلسطينيين، لافتا إلى أن "هناك اعتقاد (إسرائيلي) خاطئ يفترض أن الفلسطينيين ليسوا شعباً، وإذا سمحنا لهم بالرفاهية الاقتصادية فإنهم سيتخلون عن حلم الاستقلال، ولكن في نهاية المطاف، فإن الفلسطينيين شعب، وهم مستعدون للقتال والموت من أجل استقلالهم".
كما يشير أيالون إلى أنه من الخطأ أيضا الاعتقاد الاستخباراتي، الذي قدر أنه بعد عملية "حارس الجدران" في مايو/أيار 2021، تم ردع "حماس".
وتابع: "نحن نقيس الخطورة، بكم عدد نشطاء حماس الذين قتلناهم، وكم عدد البنى التحتية أو الأنفاق التي دمرها الجيش الإسرائيلي، بينما يعتبر الفلسطينيون دعم الرأي العام لهم هو المقياس، فبعد كل جولة عنف، يزداد الدعم لحماس باعتبارها تحارب الاحتلال، ويُنظر إلى السلطة الفلسطينية، التي لا تنضم إلى العنف، على أنها شريكة لإسرائيل".
وحول سيناريوهات الخروج من الحرب، أو ما وصفه أيالون بالطريق إلى "اليوم التالي"، يقول: "هناك مخرجان، وفي الوقت الحالي نرفض (حكومة إسرائيل) اتخاذ قرار، وبسبب الخلافات التي تمزق المجتمع الإسرائيلي، لا يفهمون أن عدم اتخاذ قرار هو أيضًا قرار بحد ذاته".
اقرأ أيضاً
لا انتصار إسرائيلي وشيك على حماس.. نيويورك تايمز: القضاء عليها هدف غير واقعي
ويضيف: "أحد طرق الخروج من الحرب، الذي أعتقد أنه محصلته هي إسرائيل يهودية ديمقراطية، ذات أغلبية يهودية، وهذا الطريق طويل، وقد يستمر 40 عاماً، وسيتطلب منا تقديم تنازلات واتفاقات فيما بيننا، وإذا مضينا على هذا النحو، فإن الدول العربية الموقعة على (مبادرة السلام العربية) وكذلك الديمقراطيات الغربية، ستكون إلى جانبنا، وأعتقد أن هذا الطريق يقودنا إلى إسرائيل آمنة ويهودية وديمقراطية".
أما الطريق الثاني هو الذي يتبعه من يعتقدون خطأً أن الاحتلال يقود للأمن، وغيرهم ممن يعتقدون أنه لا يحق لنا التنازل عن أي من أرض إسرائيل، حتى لو اقتضى ذلك خوض حرب لا نهاية لها.
ويتابع: "من وجهة نظري، فإن هذا التصور لا يعترف بالواقع. وهو مسار يقود إلى دولة واحدة، في منطقة يعيش فيها حاليا 7 ملايين يهودي و7 ملايين عربي، وهذا واقع سيفقد إسرائيل هويتها اليهودية الديمقراطية".
ويختتم: "هذا الواقع يعيدنا إلى الثورة العربية الكبرى في الثلاثينيات، وإلى صراع ديني يجذب الجماعات الأكثر تطرفا وعنفا من الجانبين".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربا مدمرة على قطاع غزة، خلفت حتى الأحد 22 ألفا و835 شهيدا و58 ألفا و416 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.
اقرأ أيضاً
مهمة مستحيلة.. لهذا لن تحقق إسرائيل نصرا استراتيجيا على حماس
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: الشاباك استسلام إسرائيل حماس البرغوثي حرب غزة غزة نصر اقرأ أیضا من أجل حتى لو فی غزة
إقرأ أيضاً:
كيف نجت حماس من عام الحرب ضد إسرائيل؟
تساءلت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، كيف تمكنت حركة حماس بعد عام من الحرب المكثفة من البقاء وإعادة تجميع صفوفها من جديد، موضحة أن الحرب بين إسرائيل وحماس التي بدأت في أعقاب 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، هي واحدة من أطول الحروب، التي واجهتها الحركة في تاريخها طيلة 40 عاماً.
وتقول جيروزاليم بوست إنه عندما بدأت الحرب، أرسلت حماس عدة آلاف من مقاتليها لمهاجمة إسرائيل، وقُدر عدد كتائب حماس في حينه بعد 7 أكتوبر، بنحو 24 كتيبة، أي حوالي 30 ألف مقاتل، بالإضافة إلى مجموعات مسلحة أخرى في القطاع، وعلى رأسها حركة الجهاد التي كان لديها آلاف المقاتلين أيضاً، وهذا يعني أنه عندما بدأت الحرب، ربما كان المسلحون قادرين على حشد ما يصل إلى 40 ألف رجل.وبعد الهجوم الأول على إسرائيل، والذي خسرت فيه حماس بعض المقاتلين، تراجعت الحركة إلى الأنفاق. وتقول التقديرات إن آلاف الفلسطينيين قتلوا في الهجوم على إسرائيل، ولكن من غير الواضح إذا كانت هذه التقديرات صحيحة.
ورأت الصحيفة أن انتظار الجيش الإسرائيلي حتى يوم 27 أكتوبر لبدء الحملة البرية، أعطى حماس الكثير من الوقت للاستعداد والتعافي، مستطردة "بالطبع كان على إسرائيل أن تتعافى حقاً، لكن كان على حماس أيضاً التعامل مع عدد غير مسبوق من الرهائن ومواجهة الغارات الجوية الإسرائيلية التي أعقبت 7 أكتوبر ".
حماس تستعرض قوتها في غزة: نحن "اليوم التالي"https://t.co/M8UTyibezz pic.twitter.com/PZZCvQ0yS9
— 24.ae (@20fourMedia) January 20, 2025مكاسب وخسائر حماس
في الفترة الأولى من العملية الإسرائيلية بقطاع غزة، استهدف الجيش الإسرائيلي شمال غزة، وهدف إلى قطعه عن الجنوب، كما لم تكن معظم التطورات الأولية في المناطق الحضرية، موضحة أن الفرقة 162 تحركت من زيكيم جنوباً على طول الساحل، بينما عبرت الفرقة 36 جنوب غزة في ممر نتساريم، واستولت على طريق صلاح الدين ومناطق رئيسية أخرى.
وبمجرد ربط الفرق، شنت قوات الجيش الإسرائيلي هجمات على شمال غزة، ووفقاً للتقديرات فإن العمليات الأولية هناك هزمت 10 أو 12 من كتائب حماس في شمال غزة، ولكن ثبت لاحقاً أن هذا غير صحيح، ومع ذلك، خسرت حماس آلاف المقاتلين في الشمال.
وحسب الصحيفة، لم تدخل القوات الإسرائيلية العديد من الأحياء المحيطة بمدينة غزة، وحتى عندما دخلت القوات إلى أماكن مثل جباليا أو بيت حانون، لم تطهيرها بالكامل، حيث ابتعدت حماس واختلطت بالمدنيين وانتظرت، وفي كثير من الحالات لم يمنع الجيش الإسرائيلي المدنيين من الفرار من مدينة غزة إلى الجنوب، ولذلك كانت حماس قادرة على المغادرة إذا أرادت ذلك.
وفي يناير (كانون الثاني)، وفبراير (شباط) 2024، أصبحت الحملة الإسرائيلية أقل كثافة، فقد حول الجيش تركيزه إلى خان يونس، وقضت الفرقة 98 أشهراً في العمل بهذه المنطقة الرئيسية لحماس. وبحلول أبريل (نيسان)، انتهت الفرقة 98 وغادرت، ثم قرر الجيش الإسرائيلي الدخول إلى رفح، بعد توقف طويل.
وتقول الصحيفة إن حماس حصلت على نوع من وقف إطلاق النار بحكم الأمر الواقع في غزة في مارس (آذار) وأبريل (نيسان)، ما مكنها من إعادة تجميع صفوفها، وكان هذا هو الوقت الذي كانت تضغط فيه الولايات المتحدة لبناء رصيف عائم متصل بممر نتساريم، ولكنه فشل.
وعندما دخل الجيش الإسرائيلي أخيراً إلى رفح وممر فيلادلفيا على الحدود مع مصر في مايو (أيار) 2024، تمكنت حماس من العودة إلى خان يونس لأن الفرقة 98 غادرت، وأصبحت مهمة الفرقة 162 هي إبعاد حماس عن رفح، وهي العملية التي استغرقت ثلاثة أشهر، وربما تم القضاء على 1000 مقاتل من حماس واعتقال المئات خلالها.
عودة جديدة
وأضافت الصحيفة أن حماس أعادت تجميع صفوفها في شمال غزة في الشجاعية وجباليا واستقرت في وسط غزة بالنصيرات والبريج ودير البلح والمغازي، مشيرة إلى أنها أنشأت دولة صغيرة واستمرت في الحكم، كما سيطرت على منطقة المواصي الإنسانية، ومن هناك فرضت نفوذها وقوتها من خلال الاستفادة من المساعدات القادمة إلى غزة.
التركيز على حزب الله
وفي سبتمبر (أيلول)، حول الجيش الإسرائيلي تركيزه إلى حزب الله في لبنان، حيث اتجهت الفرقة 98 شمالاً، ولم يتبق سوى عدد قليل من القوات في غزة. ووسع الجيش الإسرائيلي ممر نتساريم وقتل أيضاً زعيم حماس يحيى السنوار، وفي ذلك الوقت انتظرت حماس وراقبت.
وحسب الصحيفة، لم تعمل حماس في تلك الفترة إلا على السطح في مجموعات صغيرة. ونقلت معظم قيادتها وسيطرتها إلى المدارس، وانتقل العديد من أعضائها إلى المستشفيات للاختباء، وتكبدت خسائر، ولكنها واصلت هذه الممارسة المتمثلة في استخدام المناطق المدنية للاختباء، كما بدأت في استخدام المزيد من الأفخاخ ضد القوات الإسرائيلية.
انتشال جثامين 39 قتيلاً من مدينة رفح جنوب قطاع غزةhttps://t.co/ra3dRzZ14Q
— 24.ae (@20fourMedia) January 20, 2025تجنيد قوات إضافية
وبحلول أكتوبر (تشرين الأول)، كان الجيش الإسرائيلي مستعداً لشن هجوم جديد في شمال غزة، وأرسلت الفرقة 162 إلى جباليا، وفي النهاية إلى مناطق في بيت حانون وبيت لاهيا، وتابعت الصحيفة "في جباليا، كان لا بد من إخلاء 70 ألف مدني، ووجد الجيش الإسرائيلي آلاف المقاتلين من حماس، وقد ثبت أن هذه معركة صعبة، وأصبح العشرات من الجنود الإسرائيليين ضحايا، وأظهرت حماس أنها لم تُهزم وأنها جندت بالفعل وربما زادت قوتها في جباليا".
وبحلول الوقت الذي انتهى فيه الجيش الإسرائيلي من العمل في هذه المنطقة، وقعت صفقة الرهائن، والآن انسحب الجيش الإسرائيلي من شمال غزة، ونجحت حماس لأنها لم تُهزم قط في وسط غزة أو مدينة غزة، وعندما فقدت حماس وحدات، أعيد بناؤها، وعندما فقدت القادة، حل محلهم قادة آخرون.
وأشارت الصحيفة إلى أن فقدان المقاتلين والقادة، هو أسلوب حياة هذه الجماعات، فخلال حرب مايو (أيار) 2021، زعم الجيش الإسرائيلي أنه قضى على 25 من كبار قادة حماس، ومن المحتمل أن تكون هذه مبالغة، ولكن حتى لو لم تكن كذلك، فقد حل محلهم قادة آخرون، وتابعت "تسيطر حماس على مليوني شخص في غزة، وكل ما يتعين على حماس فعله هو تجنيد نسبة صغيرة من هؤلاء الرجال ويمكنها الاستمرار في تجديد صفوفها، سكان غزة شباب، أكثر من نصفهم تحت 18 عاماً، حماس لديها مجموعة جاهزة من المجندين".