"إنك الصابر المحتسب يا أبي.. فلا تيأس من الشفاء ولا تقنط من رحمة الله " كلمات أخيرة وجهها حمزة الدحدوح لوالده وائل الدحدوح قبيل استشهاده فى قصف الاحتلال الإسرائيلي لقطاع غزة، فالصحفي وائل الدحدوح الذي خسر أفراد عائلته فردًا تلو الآخر، وزميل بعد الآخر، لم يكن أبدًا الشخص اليائس من رحمة الله، لكنه اختبار لا يتحمله سواه، دحدوح الذي خسر عائلته أمام مرأى ومسمع من العالم، وأمام شاشات التليفزيون وهو يغطي الأحداث في عمله، صار أيقونة ونموذج للتحمل والصبر، وصار فردًا داخل كل عائلة عربية وإسلامية.

ولكن يبعث كل ذلك المصاب الذي يتلقاه الصحفي الفلسطيني " وائل الدحدوح " بكل صبر ويقين، إلى حيرة وتساؤلًا عن ماذا يريد الاحتلال من وائل دحدوح، ولماذا يتم استهداف الاحتلال له ولعائلته، بعد اعتراف الاحتلال بذلك؟!.. ومن هو الصحفيوائل الدحدوح الذي يتلقى كل معاناة بهذا اليقين في الله والاحتساب، وكيف له أن يستمر فى عمله الصحفي بكل هذه المهنية.

"البوابة نيوز" تستطلع 5 معلومات مهمة عن مسيرة وحياة وائل الدحدوح جعلت شخصيته بهذه الصلابة والقوة، فيما يلي:

مولده ونشأته

ولد الدحدوح فى قطاع غزة عام 1970، لعائلة تعمل فى الزراعة، ويطمح الأب أن يستكمل أبناءه دراستهم وتعليمهم، حيث درس الدحدوح في مدارس عدة بـ "غزة "، وتحديدًا في حي الزيتون وهو من أكبر الأحياء القديمة التي تقع في قلب مدينة غزة، والتي لم تسلم من الغارات الاسرائيلية واستهداف العدو الصهيوني للمدنيين خلال حربه الأخيرة.

تعليمه ودراسته

تلقى الدحدوح تعليمه مثل كل أطفال غزة في ذلك الوقت متنقلًا بين المدارس الابتدائية والاعدادية وصولا للثانوية العامة، حيث حصل على الثانوية العامة مرتين، إحداهما داخل سجون الاحتلال.
كما حصل على شهادة البكالوريوس في الصحافة من الجامعة الاسلامية، وقام الاحتلال بمنع سفره لاستكمال مراحل الدراسة بالخارج، إلا إنه استطاع الحصول على ماجستير الدراسات الإقليمية عام 2007.

اعتقاله

قبض الاحتلال على وائل الدحدوح وهو في مرحلة الانتقال بين المراهقة والشباب، في ظل الأحلام والطموحات سرق شبابه وألقي في سجون الاحتلال الاسرائيلي لمدة 7 سنوات بداية من عام 1988، بعدما منعه الاحتلال من السفر لاستكمال دراسته فى الطب. 

مشاركته فى الانتفاضات الفلسطينية

بدأ وائل الدحدوح العمل في الصحافة منذ عام 1998، ومع بداية أولى الانتفاضات الفلسطينية بعد قتل" الطفل محمد الدرة" واشتعال انتفاضات في العالم العربي نحو القضية، كان الدحدوح يعمل مراسلا في قناة سحر الفضائية، وصحفي في جريدة القدس الفلسطينية، وعدة صحف أخرى.

وجاءت مشاركته الثانية خلال الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة (2008-2009)، والتي شنها العدو الصهيوني في 27 ديسمبر لعام 2008 واستمرت لمدة 21 يوم، ثم قام بتغطية العدوان الثاني فى عام 2012 والذي استمر 8 أيام.

وكانت تغطية الحرب عام 2014، والاشتباكات المتجددة بين الاحتلال والفلسطينيين عام 2021 و2022.

وجاءت تغطية عملية طوفان الأقصى، والغارات الاسرائيلية التي استدفت المدنييين في غزة بدءًا من 7 ديسمبر 2023، والمستمرة حتى يومنا هذا، لتكون أصعب تغطية لوائل الدحدوح.

فقدان عائلته

فقد  وائل الدحدوح على أثر الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة أفراد أسرته واحدا تلو الآخر منذ يوم 25 اكتوبر الذي استشهدت فيه زوجته آمنة، وابنه محمود، وابنته شام، وحفيده، بعد قصف غسرائيلي على مخيم للنازحين وعدة مساكن في غزة، ثم يفقد الدحدوح بعدها أصدقاءه وزملاء عمله، ويحتسب آخيرًا ابنه "حمزة" بين الشهداء يوم 7 يناير الماضي.

لقد استطاع المراسل الصحفي وائل الدحدوح إبراز إسمه وحفره ليس فقط في المجال الاعلامي وتغطية أحداث الصراع الفلسطيني الاسرائيلي خلال تلك الفترات وماتلتها من أحداث، ولكن فى قلوب العرب والمسلمين والعالم أجمع.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: وائل الدحدوح الدحدوح الاحتلال الإسرائيلي غزة وائل الدحدوح

إقرأ أيضاً:

ماذا يعني وضع إسرائيل بوابات حديدية على مداخل مخيم جنين؟

مع دخول العملية العسكرية الإسرائيلية "السور الحديدي" في مدينة ومخيم جنين شمال الضفة الغربية شهرها الرابع، بدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، تركيب بوابات حديدية على مداخله.

وبات الفلسطينيون في الضفة الغربية يعرفون هذه البوابات ذات اللون الأصفر، والتي تشكل جزءا من تحركاتهم اليومية عند محاولتهم الانتقال من مدينة إلى أخرى أو من بلدة لأخرى مجاورة لها، حيث وضع الاحتلال منذ بداية الحرب على قطاع غزة واحدة منها على مدخل كل قرية ومدينة فلسطينية تقريبا، تُفتح وتُغلق بمزاج جنود الاحتلال الموجودين في محيطها عادة.

ووُضعت هذه البوابات اليوم على مداخل المخيم الثلاثة الرئيسية، وأدت إلى عزله بشكل كامل عن محيط مدينة جنين، ورسمت مشهدا قاتما للنازحين منه يصور صعوبة عودتهم إليه.

فقدان الأمل

يقول أبو سامي أبو عطية النازح من حارة "الحواشين" في مخيم جنين إلى وادي برقين "بدأنا نهارنا بأخبار نصب البوابات على مداخل المخيم، في البداية وضعوا واحدة بالقرب منا عند دوار العودة غربي المخيم، استغربت كثيرا حين رأيت فيديوهات نقل البوابة من الجلمة إلى هنا، كلنا تفاجأنا، لكن بعد تركيب البوابات الباقية اتضحت الصورة، أغلقوا المخيم بشكل كامل، وأصبح معسكرا".

إعلان

ويرى الأهالي أن إغلاق مداخل المخيم من جهاته الثلاث، الغربية والشرقية والشمالية، هو أشبه بتحويله إلى معسكر مغلق ومعزول تماما.

ويضيف أبو سامي "البوابات تعني فقدان الأمل المتبقي لنا في العودة إلى منازلنا في المخيم، منذ الصباح أبلغت عائلتي أن هذا الإجراء يعني استحالة العودة بأي شكل كان، وأن الأزمة ستطول بشكل أكبر، وعلينا كفلسطينيين إيجاد حل جذري لها".

وبالنسبة لوالدة الشهيد أشرف السعدي، فإن نصب الاحتلال لهذه البوابات يمثل ضربة جديدة للنازحين الذين يحلمون بانسحاب جيش الاحتلال من المخيم ليعودوا إليه.

وتصف أم أشرف حالها لحظة سماعها الخبر، وتقول "شعرت بأن قلبي مقبوض وبكيت كثيرا، أحسست أنهم استولوا على بيوتنا بشكل حقيقي اليوم، لم أعرف ماذا أفعل، اتصلت بجارتي لتكذب الخبر لكنها أكدته لي، أغلقوا المخيم بالبوابات، صار سجن".

وتضيف للجزيرة نت "طردونا من المخيم وكأنه لهم، الآن أصبح الوضع أكثر صعوبة بالنسبة لنا كنازحين، لكن نحن نقول إن عودتنا لبيوتنا قادمة، سنرجع للمخيم بإذن الله وسينسحب جيش الاحتلال".

حصار مطبق

ووفق بلدية جنين، فإن الاحتلال يطبق حصاره على المخيم بشكل كامل ويستمر في عزله عن كل ما يحيط به، مع استمرار عمليات الهدم واستحداث الشوارع وتوسيع الطرق على حساب المباني بداخله.

يقول رئيس البلدية محمد جرار، للجزيرة نت، إنه منذ عملية التفجير الكبير التي قام بها جيش الاحتلال في عمق المخيم بعد تفخيخ المنازل ونسفها دفعة واحدة، لن تتمكن أي جهة كانت من دخول المخيم ولا بأي شكل من الأشكال، كما لم تهدأ عمليات دفع التعزيزات بمعدات غير معروفة لهم إلى داخله بشكل يومي.

وأضاف "هدم الجيش بعد ذلك قرابة 60 بناية سكنية عن طريق الجرافات، وكان قد أعلن عن نيته هدمها في حارات الحواشين والدمج وعبد الله عزام وغيرها، عمليات الهدم تتم يوميا وبشكل مستمر، إضافة إلى شق الشوارع وتغيير جغرافية المخيم ككل، فهو معزول تماما، ولأن الاحتلال يمنع الطواقم الصحفية من دخوله، فإننا نجد صعوبة في توثيق عمليات الهدم والنسف وكافة الاعتداءات على البنية التحتية والشوارع والخدمات فيه".

إعلان

وبحسب جرار، فإن الهدف هو عزل المخيم بشكل كامل، وذلك تطبيقا لخطة الحكومة الإسرائيلية بالبقاء فيه لمدة طويلة. و"ما يجري يحدث على حساب الأهالي للأسف، الذين وجدوا أنفسهم من دون مأوى وفي ظروف اقتصادية واجتماعية سيئة للغاية".

ووفق تقديرات بلدية جنين، هدم الاحتلال حتى الآن قرابة 600 بناية سكنية، في حين طال الدمار كافة منازل وممتلكات المواطنين في المخيم مما يعني أنه أصبح غير صالح للسكن.

خطة الاحتلال

وتوزع النازحون، البالغ عددهم من مخيم جنين ومحيطه 21 ألف شخص، في مناطق متعددة منها بلدة برقين التي ضمت أكبر عدد من النازحين الذين لجؤوا لبلدات وقرى المحافظة، ووصل عددهم إلى 4181 نازحا، بينما تضم سكنات الجامعة العربية الأميركية في جنين 3200 نازح، وسكن قرابة 6 آلاف نازح مدينة جنين، وفق المصدر نفسه.

وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة الفلسطينية، ضمن خطة وزارة الأشغال، لبناء مخيم مؤقت بين مدينتي جنين وطولكرم، والذي سيضم في المرحلة الأولى 35 بيتا متنقلا، على أن يكون في منطقة وادي برقين، ويتسع كل بيت منها لـ5 أفراد، يرى النازحون من مخيم جنين أن هذه الخطة هي مساعدة لعملية هدم وإلغاء المخيم التي بدأتها إسرائيل قبل 4 أشهر.

وتقدم الارتباط الفلسطيني بطلب للسماح لأهالي المخيم بالدخول إليه على شكل مجموعات تضم 50 شخصا في كل مجموعة، ولم يتوصل حتى الآن إلى رد بالقبول أو الرفض من الاحتلال.

ويرى البعض أن تركيب البوابات قد يكون خطوة أولى لعبور الناس من خلالها إلى منازلهم في المخيم، بعد عملية تفتيش وتدقيق هوياتهم.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وحتى نهاية مارس/آذار الماضي، أقامت إسرائيل 900 بوابة حديدية وحاجز عسكري على مداخل بلدات وقرى ومدن الضفة الغربية، تعزلها عن بعضها وتحد حركة المواطنين وتنقلهم.

مقالات مشابهة

  • ماذا يعني تكرار عمليات المقاومة قرب السياج الفاصل بغزة؟ خبير يجيب
  • ماذا يعني وضع إسرائيل بوابات حديدية على مداخل مخيم جنين؟
  • مخطط شارون الرهيب في غزة: ماذا نعرف عن محور موراج؟
  • معلومات مهمة عن متحرك الشهيد الصيَّاد بأجنحته المتعددة
  • أم بلال تستذكر ابنها الذي أخفته دبابة الاحتلال بمخيم المغازي
  • القسام تعرض لقطات لأسير من داخل الأنفاق: لا تصدقوا نتنياهو يريد قتلنا (شاهد)
  • إيريك غارسيا..جوكر برشلونة الذي لا يرفض مهمة
  • شاهد.. الجزيرة نت ترافق امرأة غزية في مهمة إعداد وجبة طعام
  • حرب الابادة الاسرائيلية تطال كل “اطفال غزة”
  • روبن دي لاريد.. نجم ريال مدريد الذي أوقف المرض مسيرته