الملك يلقي كلمة في صرح كيغالي التذكاري للإبادة الجماعية في العاصمة الرواندية
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
ألقى جلالة الملك عبدالله الثاني كلمة خلال زيارته إلى صرح كيغالي التذكاري للإبادة الجماعية في العاصمة الرواندية، اليوم الاثنين، أكد فيها أهمية تعلم الدروس من تجربة رواندا في محاربة الخطاب اللاإنساني الذي يغذي الصراعات.
وقال جلالته في كلمته "علينا أن نتمسك بإنسانيتنا حتى نتجنب الوقوع في الهاوية".
وتاليا نص كلمة جلالة الملك:
"بسم الله الرحمن الرحيم
يذكرنا هذا الصرح التذكاري المؤثر بأن وراء كل فرد قتل في الإبادة الجماعية في رواندا عالم بأكمله، عائلة فقدت أحد أفرادها، أم أو أب أو طفل، حلم تلاشى، وإمكانيات هائلة اختطفت قبل أوانها.
الفظائع التي شهدت عليها هذه الجدران تذكرنا باستمرار بالتبعات المخيفة لتجريد الآخر من إنسانيته. إنها تذكرنا بأن بث الخوف والمعلومات المضللة، في ظل غياب رد فعل دولي، يقود إلى أبشع أشكال التطرف المميت.
تعلمنا تجربة رواندا أنه علينا أن نحارب الخطاب اللاإنساني الذي يغذي الصراعات.
بإمكان قصتكم أن تكون نبراسا يلهمنا جميعا؛ كيف تعامل شعبكم مع هذه الجريمة الكبرى، وعمل معا نحو المصالحة وشفاء الجراح القديمة، لمنع تكرار الإبادة الجماعية.
كم مرة قلنا إننا لن نسمح لمثل هذه الجرائم أن تتكرر، لنجد أنفسنا بمواجهة صراع آخر تتجذر فيه الكراهية واللاإنسانية تجاه الآخر؟
أصبح نحو 30 ألفا في قطاع غزة في عداد الشهداء والمفقودين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، والغالبية العظمى منهم، أي حوالي 70 بالمئة، من النساء والأطفال.
لقد تجاوز عدد الضحايا الأطفال في غزة عدد الضحايا من الأطفال في كل الصراعات والحروب التي شهدها العالم خلال العام الماضي مجتمعة. وفقد العديد من الأطفال الناجين أحد والديهم أو كلاهما. أمامنا جيل كامل من الأيتام.
كيف يمكن للعدوان والقصف العشوائيين أن يحققا السلام؟ كيف يمكن أن يضمنا الأمن وهما يؤججان الكراهية؟
دون التوصل للسلام العادل على أساس حل الدولتين، سيستمر العالم بدفع ثمن باهظ لفشله في حل هذا الصراع، ولن نتمكن أبدا من أن ننعم بالسلام والاستقرار الحقيقيين في الشرق الأوسط.
يعلمنا هذا الصرح التذكاري أنه لا يمكننا أن نغض النظر عن أي صراع باعتبار حله بعيد المنال، ويبين لنا أنه من الممكن أن يقودنا الاحترام والعدل والتفاهم إلى مستقبل أفضل.
إنه يعلم العالم أن الذاكرة مهمة، وأن على الجميع الإقرار بوحشية ما تم ارتكابه قبل أن نعمل لتحقيق السلام، وأن الاستكانة إلى الواقع قد تصل إلى حد التواطؤ، وأن علينا أن نتمسك بإنسانيتنا حتى نتجنب الوقوع في الهاوية".
وكان جلالته جال في مرافق صرح كيغالي التذكاري للإبادة الجماعية، واستمع إلى شرح من مديره عن المقتنيات والمعروضات التي تروي قصص ضحايا الإبادة الجماعية في رواندا عام 1994، وتجربة الروانديين في تجاوز هذه المأساة الإنسانية والعمل نحو وحدتهم الوطنية.
ووضع جلالة الملك إكليلا من الزهور على نصب الصرح، فيما دون كلمة في سجل كبار الزوار.
ورافق جلالته في الجولة سمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية والمبعوث الشخصي لجلالته، ومدير مكتب جلالة الملك، الدكتور جعفر حسان، ومدير المخابرات العامة اللواء أحمد حسني، ووزير الصناعة والتجارة والتموين يوسف الشمالي.
كما رافق جلالة الملك من الجانب الرواندي وزير الخارجية والتعاون الدولي فنسنت بيروتا، ووزير الوحدة الوطنية جان داماسين بيزيمانا.
المصدر: رؤيا الأخباري
كلمات دلالية: الملك عبد الله الثاني جلالة الملک الجماعیة فی
إقرأ أيضاً:
محافظ السويس يلقي محاضرة في جامعة الجلالة الأهلية
ألقى اللواء طارق حامد الشاذلي، محافظ السويس، اليوم محاضرة هامة في جامعة الجلالة تحت عنوان: “تأثيرات تطور الأحداث العالمية الراهنة على مجالات التنمية المختلفة في مصر وواجباتنا تجاهها”.
جاء ذلك في إطار الاهتمام بتعزيز التواصل بين القيادات التنفيذية والشباب في الجامعات.
كان في استقبال المحافظ، الدكتور محمد الشناوي، رئيس جامعة الجلالة، والدكتور إيهاب حسانين، نائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية، والدكتورة رنا زيدان، الأمين العام للجامعة، كما شارك في الاستقبال عمداء الكليات، مديري البرامج، وأعضاء هيئة التدريس، بحضور عدد كبير من طلاب الجامعة.
بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور محمد الشناوي، رئيس جامعة الجلالة، الذي أكد أهمية المحاضرة في تعزيز وعي الطلاب بالقضايا العالمية وتأثيرها على الأوضاع الداخلية.
وأشاد الشناوي بالتعاون بين جامعة الجلالة والمؤسسات التنفيذية لتقديم محتوى معرفي شامل للطلاب.
تناول اللواء طارق الشاذلي، محافظ السويس، في محاضرته دور مصر المحوري في المنطقة والأبعاد المختلفة للأحداث العالمية الراهنة، بما في ذلك؛ التغيرات السياسية والاقتصادية العالمية وتأثيرها على التنمية الاقتصادية في مصر، من خلال التحديات التي تواجه القطاعات الحيوية مثل الصناعة، الطاقة، والزراعة نتيجة التحولات الدولية.
وأكد المحافظ دور الشباب والجامعات في التصدي لهذه التحديات من خلال البحث وتقصي المعلومات من مصادرها وعدم الانجراف وراء الشائعات والتأكد من صحتها، مع التركيز علي مستقبلهم العلمي لصناعة الفارق في مستقبل مصر بشكل عام.
شهدت المحاضرة تفاعلًا كبيرًا من طلاب جامعة الجلالة الأهلية، الذين طرحوا العديد من الأسئلة حول الوضع الراهن في المنطقة وتأثيراته على مستقبل مصر.
واختتم اللواء طارق الشاذلي، المحاضرة بالإشادة بوعي الطلاب وحماسهم للمشاركة في القضايا الوطنية، مؤكدًا أن الشباب هم العمود الفقري لمستقبل مصر.
ووجه الشكر لإدارة جامعة الجلالة على استضافته، مشيدًا بدورها في إعداد جيل قادر على مواجهة التحديات والمساهمة في بناء الوطن.