فهم السياسة.. تحليل لتعريفاتها وتفاصيل أنواعها المتنوعة
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
في عالمٍ يتسارع التغيير ويتعدد السياقات، يظهر مفهوم السياسة بوصفه لغةً واصطلاحًا بشكل لافت، ويتنوع تفسيره بين تأثيرات الكلمات ومعانيها القانونية.
وفي هذا الموضوع تنشر بوابة الفجر الإلكترونية مفهوم السياسة لغويًا، وكيف تتجسد هذه الكلمة في عالم الأمور العامة واتخاذ القرارات، وتتنوع مفاهيم السياسة بين النظريات والتطبيقات، وسنكشف عن طيات هذا العالم المعقد والمثير للفهم.
لغويًا:
السياسة لغويًا تُعرف كمجموعة من الأساليب والإجراءات التي تتعلق بإدارة وتنظيم المجتمع واتخاذ القرارات العامة.
اصطلاحيًا:
من الناحية الاصطلاحية، تشير السياسة إلى العمليات والسلوكيات التي تتعلق بتحديد الأهداف واتخاذ القرارات في الساحة العامة، وتنظيم توزيع السلطة والموارد.
في السياق القانوني:
في السياق القانوني، تعتبر السياسة مجموعة من القوانين واللوائح التي تنظم السلوكيات والتفاعلات في المجتمع.
كعلم:
كعلم، تُعرف السياسة بأنها دراسة تنظيم وتوجيه الحكومات واتخاذ القرارات السياسية وفهم التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
فلسفيًا:
من منظور فلسفي، تُفهم السياسة كفن تحقيق التوازن وتحقيق العدالة في توزيع السلطة وتحديد سبل تحقيق الخير العام.
1. السياسة الداخلية:
تركز على الشؤون الداخلية للدولة، مثل الاقتصاد، والتعليم، والرعاية الصحية، وتنظيم القطاعات المختلفة في المجتمع.
2. السياسة الخارجية:
تتعلق بالعلاقات مع الدول الأخرى، وتشمل السياسة الخارجية التفاوض، والتحالفات، والتعامل مع القضايا الدولية.
3. السياسة الاقتصادية:
تركز على إدارة الاقتصاد الوطني، وتتناول مسائل مثل الضرائب، والنقد، والتوزيع العادل للثروة.
4. السياسة البيئية:
تعنى بإدارة الشؤون البيئية وحماية البيئة، وتحقيق توازن بين التطور الاقتصادي والحفاظ على البيئة.
5. السياسة الاجتماعية:
تركز على الشؤون الاجتماعية مثل التعليم، والرعاية الاجتماعية، والصحة العامة، وضمان حقوق الفرد.
6. السياسة الأمنية:
تتناول قضايا الأمن الوطني وتحقيق التوازن بين الحفاظ على الأمان الداخلي والتعامل مع التحديات الأمنية الخارجية.
7. السياسة التشريعية:
تركز على صياغة القوانين واتخاذ القرارات التشريعية في المؤسسات التشريعية.
8. السياسة الثقافية:
تتناول القضايا المتعلقة بالهوية الثقافية والدعم الحكومي للفعاليات والفعاليات الثقافية.
تلك هي بعض أنواع السياسة، ويمكن أن تتداخل هذه الفئات وتتفاعل مع بعضها البعض في سياقات معقدة في الحكومات المختلفة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: السياسة واتخاذ القرارات ترکز على
إقرأ أيضاً:
المتاحف وأدوارها في التنمية الثقافية
تُمثل البُنى الثقافـية كالمتاحف والمسارح والمكتبات معالم أساسية فـي خطط التنمية والاستثمار الاقتصادي، وركائز أساسية فـي صناعة السياحة وعوامل جذب للزوار، ناهيك عن أهميتها الثقافـية كونها ذاكرة وطنية وسجلا زمنيا حافلا بالمنجزات الإنسانية عبر التاريخ، يمكن من خلالها الاطلاع على مراحل التطور البشري وقدرة الإنسان الذهنية على الخلق والإبداع.
ونظرا للتنوع الثقافـي العُماني والإرث الحضاري الممتد منذ بدايات الاستيطان البشري فـي الجزيرة العربية، فقد أولت سلطنة عمان المتاحف العناية والاهتمام، وعندما نذكر قصة الاستيطان البشري فـي عُمان نُذكّر بالآثار المكتشفة فـي الأرض العمانية، والتي تثبت وجود البشر فـي هذه البقاع، فهناك «آثار تعود إلى العصر الحجري المتأخر يقدر بحوالي عشرة آلاف سنة قبل الميلاد، حسب تقديرات البعثة الفرنسية للآثار التي أجرت العديد من الحفريات فـي أكثر من 400 موقع منها كهف ناطف بنيابة حاسك، ضمن مشروع دراسة شواطئ بحر العرب»، وتوجد أحجار جرانيت تعود إلى 800 مليون عام معروضة فـي متحف عُمان عبر الزمان، بالإضافة إلى فك متحجر لنوع بدائي من الفـيلة يدعى «عُمانيثيريوم ظفارينسس» عاش فـي أرض عُمان قبل حوالي 35 مليون عام، وقد عُثر على الفك فـي محافظة ظفار، وحسب التعريف المدون على اللوحة أسفل صورة الفك، فإن هذا النوع من الفـيلة «من أوائل الثدييات ذات الخراطيم التي ظهرت على سطح الأرض، وهي قريبة الصلة بالماموث والماستودون».
هذا ما يتعلق بالآثار والمكتشفات الموغلة فـي القدم، أما بالنسبة لتسمية (عمان) فتعود إلى القرن الثالث قبل الميلاد من خلال النقش المكتشف فـي منطقة مليحة فـي إمارة الشارقة، إذ أُعلن فـي يناير 2016م، عن اكتشاف أثري عبارة عن نقش جنائزي مكتوب بخط المسند (اللغة العربية الجنوبية) إضافة إلى خط آرامي. وترجمة النقش تذكر بأن «شاهد وقبر عمد بن جر بن علي بقر (كاهن) ملك عُمان والذي بناه فوقه ابنه عمد بن جر بقر (كاهن) ملك عُمان» والنقش كما يوضح هو لكاهن وليس للملك، إضافة إلى أن هذا النقش يؤرخ لشكل نظام الحكم بالإضافة إلى كونه أقدم نقش أثري يرد فـيه اسم عمان. ونأمل أن يُعرض هذا النقش مستقبلا فـي أحد المتاحف العُمانية. إن قيمة المكتشفات لا تكمن فـي عمرها الزمني بل فـي كيفـية استثمارها ثقافـيا وماديا، وتوظيف المكتشفات والمقتنيات فـي المتاحف وعرضها للجمهور.
إن الباحث عن المتاحف فـي سلطنة عمان يجدها منتشرة فـي جل المحافظات سواء كانت متاحف حكومية أو خاصة، فحسب نشرة الإحصاءات الثقافـية الصادرة عام 2022م عن المركز الوطني للإحصاء والمعلومات يوجد فـي سلطنة عمان 22 متحفا حكوميا وخاصا، (حسب الإحصائية لم تدرج متحف عمان عبر الزمان الذي افتتح فـي مارس 2023) وإذا أضفناه إلى القائمة نجد أن المتاحف الحكومية (11) متحفا، و(12) متحفا خاصا، يعمل فـيها حوالي (231) موظفا وموظفة، «إحصاءات 2021، من دون موظفـي متحف عمان عبر الزمان». هكذا تساهم المتاحف فـي خلق فرص عمل للباحثين، بالإضافة إلى كونها مكتسبات وطنية تدعم السياحة وتوفر بيئة جاذبة للسائح والمواطن والمقيم، ولذلك فإننا نأمل بتوسيع خريطة إقامة متاحف حكومية أخرى أو حتى متاحف خاصة ببعض المؤسسات العاملة فـي القطاع الخاص فعلى سبيل الذكر، فإن إقامة متحف للصناعات النفطية فـي محافظة الوسطى بات ضروريا خاصة وأن المحافظة لا تحتوي على قلاع أو حصون أو متاحف خاصة فـي الوقت الحاضر، مع العلم بأن المحافظة توجد بها مقومات نادرة فـي سلطنة عمان مثل محمية المها العربية فـي وادي جعلوني، وحديقة الصخور فـي الدقم.
أما بالنسبة للمتاحف القائمة، فنتمنى منها توظيف التراث الثقافـي الشفوي فـي المتاحف عبر إقامة قاعات للفنون المغناة وأشكال التعبير الشفاهي. بالإضافة إلى التوسع فـي إقامة قاعات مخصصة للفن الصخري فـي عمان، بكافة الأشكال والأنواع المكتشفة فـي السلطنة.
تبقى الطبيعة العُمانية متاحف طبيعية مفتوحة من الجبال الشاهقة إلى حفر الإذابة العميقة فـي باطن الأرض مرورا بالجزر والشواطئ والصحاري والسهول، وحكايات الإنسان الذي طوع الطبيعة لصالحه.