أورد تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرنوت" الإسرائيلية أن الحرب في غزة أحدثت تحديات وصعوبات لم يسبق لها مثيل في إسرائيل، إذ أصبحت المجتمعات تغلي، وجنود الاحتياط يتألمون ويتوقون للعودة إلى ديارهم، والعالم يمارس ضغوطا لا تصدق للتخفيف من الخسائر في صفوف المدنيين بغزة، ويتعرض الاقتصاد للضربة تلو الأخرى.

وأوضح التقرير أن إسرائيل قضت حتى الآن 3 أشهر في إحدى أكثر حروبها أهمية منذ تأسيسها، وأصبحت الآثار محسوسة بشكل واضح في كل مناحي الحياة: الأمن الشخصي، والتوقعات الاقتصادية، والمجتمع ككل وغير ذلك.

وهناك العديد من التحديات التي لم تواجهها إسرائيل أبدا.

وألقى التقرير المطول نظرة على الحالة التي أضحت عليها إسرائيل الآن، وتناولها في عدة جوانب وهي كالتالي:

الأهداف العسكرية التي لم يتم التوصل إليها بعد: –

لم يتم تحقيق أي من الأهداف العسكرية المدرجة في القائمة.

أولها تفكيك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) كهيئة حاكمة في غزة واستعادة المحتجزين. الأمر يستحق أن تقوم الحكومة أولا بـ"القضاء على" حماس.

وصل الجيش الإسرائيلي هذه المرة إلى أماكن في غزة لم يتمكن من الوصول إليها حتى في السنوات التي سبقت عام 2005 عندما غادرت إسرائيل القطاع بالكامل، منها جباليا ومدينة خان يونس، وهذا هو السبب في أن الجيش الإسرائيلي يعتبر عاملا رئيسيا مساهما في الضغط الذي دفع حماس إلى الموافقة على الجولة الأولى من إطلاق سراح المحتجزين.

ولكن منذ ذلك الحين، لم تجر أي مفاوضات ذات مغزى بشأن جولة أخرى من تبادل المحتجزين، رغم محاولات قطر ومصر المتفانية. ويعتقد الجيش الإسرائيلي أن العديد من المحتجزين ما زالوا قابعين تحت الأرض.

الهدف الآخر الذي لا يزال بعيد المنال هو قتل كبار قادة حماس. في حين أن قادة الفرق والكتائب قد حققوا أهدافهم، فإن أكبر الأهداف، وهم يحيى السنوار ومروان عيسى ومحمد ضيف، لا يزالون طلقاء.

وتشير التقديرات إلى أنهم يختبئون تحت الأرض في مكان ما وسط أو جنوب غزة، مما يعني أن نهج الجيش الإسرائيلي أكثر منهجية وتعقيدا. هناك سبب لقول رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هيرتسي هاليفي إنه لا توجد طرق مختصرة أو حلول سحرية لهذه الحرب. بعد كل شيء، هذه حركة كان لديها 14 عاما لوضع نفسها بعمق في كل جانب من جوانب الحياة اليومية في قطاع غزة.

إن الهدف من السيطرة العسكرية على شمال غزة على وشك التحقيق. فكل يوم، يتم العثور على كميات من ذخائر حماس بين بساتين الزيتون والمنازل المدمرة، ولا يزال عشرات المسلحين يندفعون إلى الأنفاق، ويخرجون منها حسب الرغبة. ومن المحتمل أن يستغرق هذا الأمر أكثر من شهر، نظرا لأن مسلحي حماس إما أنهم يتظاهرون بأنهم مدنيون أو ما زالوا يختبئون تحت الأرض حيث يصعب الوصول إليهم.

منذ بداية الهجوم البري، كان التركيز على التقدم المتعمد والتكتيكي والنتيجة هي العدد المنخفض نسبيا لقتلى الجيش الإسرائيلي، حيث بلغ نحو 170 حتى الآن. أثبتت القوات أنها أكثر مهارة في التعرف على الفخاخ المتفجرة وتفكيكها، بالإضافة إلى الكفاءة على المناورة لتجنب الكمين وإجلاء الجرحى.

عاد العديد من جنود الاحتياط إلى منازلهم بعد 3 أشهر من الانتشار الأكثر كثافة في حياتهم، لكن العديد منهم ما زالوا هناك الآن. ويشعر الضباط بالقلق من تقديم وعود كاذبة بشأن الوقت الذي سيتمكنون فيه من لم شملهم مع عائلاتهم، إذ تقضي ديناميكيات الحرب على القدرة على التنبؤ. وحتى لو سمح لهم بالعودة إلى ديارهم، فإنها مسألة وقت قبل أن يتم استدعاؤهم مرة أخرى، وربما هذه المرة سيتم نشرهم في الشمال لمواجهة حزب الله، أو في الضفة الغربية للتعامل مع العديد من الخلايا المسلحة في جنين ورام الله.

تكلفة الحرب بالأرقام

تبلغ التكلفة، بعد جدولة كل جانب من جوانب الحرب حتى الآن، نحو 60 مليار دولار.

كل يوم يكلف الجيش نحو 272 مليون دولار، إذ يحصل كل جندي احتياطي على 82 دولارا في اليوم، وقد بلغ إجمالي هذه المدفوعات وحدها 2.5 مليار دولار.

على الجبهة المدنية، تبلغ التعويضات عشرات المليارات، لكنها تنحسر مع تأقلم الجمهور الإسرائيلي تدريجيا مع "روتين الحرب". ومن المقرر أن يتم تعويض الشركات التي انخفض دخلها بشكل كبير بمبلغ 2.7 مليار دولار عن الأشهر الثلاثة.

من الواضح أن جزءا كبيرا من الأضرار قد لحق بـالكيبوتسات حول القطاع، حيث دمرت مجتمعات بأكملها وأحرقت البنية التحتية المحلية، وتقدر الأضرار بنحو 5.5 مليارات دولار. الأمر نفسه يتكشف الآن في الشمال، مع حملة القصف المستمرة لحزب الله، إذ تبلغ الخسارة المالية نحو 1.6 مليار دولار.

يبلغ عدد السكان الذين تم إجلاؤهم، من الشمال والجنوب، نحو 125 ألف شخص، والعناية بهم تكلف مليارات. ويبدو أن العودة إلى المنزل ليست ممكنة للعديد منهم لبضعة أشهر على الأقل، لذلك من المتوقع أن ترتفع تكلفة العناية بهم.

وتتوقع ميزانية الدولة عجزا قدره 30 مليار دولار، الأمر الذي سيتطلب تخفيضات في الميزانية وزيادة في الضرائب تصل إلى أكثر من 18 مليار دولار، وهو ما يؤثر بشدة على نوعية الحياة وانخفاض الخدمات للجمهور الإسرائيلي بشكل عام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی ملیار دولار العدید من

إقرأ أيضاً:

نتنياهو يرفض ما أوردته صحيفة أمريكية حول حرب غزة

رفض رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو ، اليوم الثلاثاء 2 تموز 2024، ما أوردته صحيفة أمريكية بشأن إمكانية إنهاء تل أبيب حربها على قطاع غزة مع وجود حركة حماس في إدارة القطاع، وشدد على ضرورة تحقيق أهداف تلك الحرب.

جاء ذلك في مقطع فيديو نشره نتنياهو عبر منصة "إكس" بعد أن قالت صحيفة "نيويورك تايمز": "يريد كبار جنرالات إسرائيل بدء وقف إطلاق النار في غزة حتى لو أدى ذلك إلى إبقاء حماس في السلطة في الوقت الحالي".

وتابعت الصحيفة: "نظرا لعدم تجهيزهم لمزيد من القتال بعد أطول حرب خاضتها إسرائيل منذ عقود، يعتقد الجنرالات أيضًا أن قواتهم تحتاج إلى وقت للتعافي في حالة اندلاع حرب برية ضد حزب الله".

وأردفت: "يمكن للهدنة مع حماس أيضا أن تسهل التوصل إلى اتفاق مع حزب الله، وفقًا للمسؤولين الذين تحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم لمناقشة مسائل أمنية حساسة".

ورد نتنياهو: "مصادر مجهولة تجري إحاطة لصحيفة نيويورك تايمز، يقولون لها إن إسرائيل ستكون مستعدة لإنهاء الحرب قبل تحقيق جميع أهدافها".

وأضاف: "لا أعرف من هي تلك الأطراف، لكنني هنا لأوضح الأمر بشكل لا لبس فيه: لن يحدث ذلك، ولن ننهي الحرب إلا بعد أن نحقق جميع أهدافها، بما في ذلك القضاء على حماس، وإطلاق سراح جميع الرهائن".

وأشار إلى أنه "لدى الجيش الإسرائيلي كل الوسائل لتحقيق تلك الأهداف.. نحن لا نستسلم للأرواح الانهزامية، لا في صحيفة نيويورك تايمز ولا في أي مكان آخر، بل نحن مشبعون بروح النصر"، وفق إدعائه.

من جهته، قال الجيش الإسرائيلي في منشور على منصة "إكس" ردا على تقرير نيويورك تايمز، إنه "مصمم على مواصلة القتال لتحقيق أهداف الحرب المتمثلة في تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحركة حماس، وإعادة المختطفين، وإعادة السكان في الشمال والجنوب إلى منازلهم بأمان".

وأضاف: "حتى الآن، تم تحقيق إنجازات مهمة في القتال في غزة، وسيواصل الجيش الإسرائيلي قتال حماس في كل مكان في قطاع غزة، إلى جانب مواصلة تعزيز الاستعداد للحرب في الشمال والجهود الدفاعية على جميع الحدود".

وفي وقت سابق الثلاثاء، نقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن المحلل العسكري الإسرائيلي عاموس هارئيل قوله، إن "الجيش الإسرائيلي ينوي إنهاء القتال في غزة، دون التوصل إلى صفقة رهائن (تبادل أسرى مع الفصائل الفلسطينية في غزة)".

وتساءل عن "كيفية إقناع الجمهور بأن الحكومة والجيش حققا جزءا كبيرا من أهداف الحرب، رغم أن حماس لم تُهزم بشكل كامل، و120 رهينة لم يعودوا إلى ديارهم".

كما قالت هيئة البث العبرية الرسمية، الثلاثاء، إن "المستوى السياسي سمح للجيش بأن ينتقل بصورة تدريجية إلى المرحلة الثالثة في القتال في قطاع غزة خلال الشهر الحالي".

وتعني المرحلة الثالثة، وفق تصريحات سابقة لمسؤولين إسرائيليين، الانتقال من القصف المكثف (العشوائي) إلى القصف المستهدف، فيما تتضمن المرحلة الحالية معارك برية بدأت في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وقبل أسبوع، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن الأخير "سيتحوّل بشكل كامل إلى الغارات في القطاع بكامله، وتقدّر المؤسسة الأمنية أنه حتى في المرحلة الثالثة (من الحرب)، سيُطلب منا ترك فرقتين في غزة لمواصلة تنفيذ الغارات المتكررة".

المصدر : وكالة سوا

مقالات مشابهة

  • جيش الاحتلال ينتقل للمرحلة الثالثة من الحرب شمال غزة.. ماذا عن رفح؟
  • اعلام عبرى : قيادة الجيش الاسرائيلى مستعدة لقبول أي صفقة مع حماس بأي ثمن والمهم هو وقف الحرب
  • "استولت على ربع غزة".. تحقيق يكشف بدقة ما تفعله إسرائيل
  • ليبرمان يدعو إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني من ضمن أهداف الحرب
  • إعلام إسرائيل يركز على معضلة الكمائن المفخخة التي تواجه جيش الاحتلال بغزة
  • مباشر. حرب غزة: قصف جوي على وسط القطاع واشتباكات في رفح والشجاعية وعملية طعن بالجليل شمال إسرائيل
  • عمرو خليل: خسائر متواصلة لإسرائيل في غزة.. وارتباك بسبب نقص الجنود
  • نتنياهو يرفض ما أوردته صحيفة أمريكية حول حرب غزة
  • نزوح الآلاف وسط قصف إسرائيلي بجنوب غزة
  • نتنياهو يشدّد على رفض الاستسلام لالرياح الانهزامية ووجوب تحقيق أهداف الحرب