الخليج الجديد:
2024-11-05@12:47:45 GMT

عن حقيقة أرقام رئيس وزراء مصر

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

عن حقيقة أرقام رئيس وزراء مصر

عن حقيقة أرقام رئيس وزراء مصر

أرقام رئيس الوزراء تبعث القلق من دقة كل البيانات الصادرة عن الحكومة وربما تهز درجة المصداقية والثقة بها.

رئيس الوزراء يعلم جيدا أن الحكومة لم تعد تدعم فواتير الكهرباء، وأن هذا الدعم في مشروع الموازنة الحالية 2023/ 2024 هو "صفر".

ما بالك إذا كان المسؤول الأول عن رسم السياسات الاقتصادية والمالية في مصر يطلق أرقاما غير دقيقة، ولا علاقة لها بالواقع من قريب أو بعيد؟

أرقام مبالغ فيها بشدة إذا ما قارنتها بأرقام رسمية أخرى مثل بنود موازنة الدولة وبيانات البنك المركزي والوزارات المختلفة ومنها وزارة المالية نفسها.

التصريحات الرسمية يجب أن تكون محسوبة وبدقة شديدة، والأرقام يجب أن تكون مدققة بعناية وتتم مراجعتها مع المستشارين والجهات الرسمية قبل إطلاقها.

* * *

من المفروض أن يزن أي مسؤول في مصر الكلام الصادر عنه بميزان الذهب الحساس، فالتصريحات الرسمية يجب أن تكون محسوبة وبدقة شديدة، والأرقام يجب أن تكون مدققة بعناية وتتم مراجعتها مع المستشارين والجهات الرسمية قبل إطلاقها والكشف عنها.

حتى موعد إطلاق التصريحات لا بد أن يكون محسوبا أيضا بدقة، ومفردات الكلمات منتقاة وحركات الجسد محسوبة ومبرمجة، لأن المواطن والأسواق الداخلية والاقتصاد، ومعهم الأسواق الخارجية والمستثمرون الأجانب وصناديق الاستثمار والمؤسسات الدولية، يتابعون بدقة تلك التصريحات والأرقام، ويرسمون على أثرها خططا وقرارات واستراتيجيات قصيرة ومتوسطة وطويلة الأجل.

هذا عن المسؤول العادي، وزير أو حتى رئيس مؤسسة رقابية مثل البنك المركزي وجهاز المحاسبات، أو حتى رئيس شركة قابضة، أو رئيس شركة مدرجة في البورصة، أو رئيس مجلس إدارة بنك، فما بالك إذا كان هذا المسؤول هو رئيس وزراء مصر مصطفى مدبولي، والذي من المفروض أن تحلل الأسواق والمستثمرون الدوليون وبنوك الاستثمار وأصحاب الأموال تصريحاته وتحركاته واجتماعاته بعناية شديدة لاتخاذ القرار على أثرها.

وما بالك إذا كان المسؤول الأول عن رسم السياسات الاقتصادية والمالية في مصر يطلق أرقاما غير دقيقة، ولا علاقة لها بالواقع من قريب أو بعيد؟

أرقام مبالغ فيها بشدة إذا ما قارنتها بأرقام رسمية أخرى مثل بنود موازنة الدولة وبيانات البنك المركزي والوزارات المختلفة ومنها وزارة المالية نفسها، أرقام تبعث القلق من دقة كل البيانات الصادرة عن الحكومة وربما تهز درجة المصداقية والثقة بها.

خلال اجتماع رئيس الوزراء يوم الأربعاء أطلق مدبولي أرقاما عدة غير دقيقة تتعلق بحجم الدعم المقدم من موازنة الدولة للخدمات المقدمة للمواطن سواء الأدوية أو الكهرباء. منها مثلا قوله إن دعم الدولة للكهرباء خلال عام واحد وصل إلى 90 مليار جنيه، "الدولار يساوي 30.85 جنيها بالأسعار الرسمية"، وإن الدولة تحملت كل تلك الأموال، ومن الاستحالة لأي دولة أن تستمر في زيادة الدين والاستدانة.

ومنها أيضا أن مخصصات موازنة الدولة لدعم فاتورة الأدوية التي تصرف بالمجان في المستشفيات الحكومية تبلغ 22 مليار جنيه، رغم أن أرقام وزارة المالية والموازنة العامة للدولة 2023/ 2024 تقول إن اجمالي ما تم تخصيصه للتأمين الصحي والأدوية يبلغ 6 مليارات جنيه، فما بالنا ومدبولي يتحدث عن 22 مليارا للأدوية فقط؟

رئيس الوزراء يعلم جيدا أن الحكومة لم تعد تدعم فواتير الكهرباء، وأن هذا الدعم في مشروع الموازنة الحالية 2023/ 2024 هو "صفر"، وفق البيان التحليلي لمشروع الموازنة العامة المنشور على موقع وزارة المالية، وأن الحكومة توقفت بشكل كامل عن دعم الكهرباء منذ العام المالي 2020/ 2021، وأن بيانات الموازنة تظهر أن قيمة هذا الدعم منذ 3 سنوات "صفر، وأن المستهلك يتحمل كلفة الفاتورة كاملة".

حتى بالرجوع إلى البيان المالي للعام المالي الحالي 2023/ 2024 والمقدم من محمد معيط إلى مجلس النواب يوم 5 يوليو 2023، نجد أن قيمة التخفيض في أسعار بيع الطاقة الكهربائية الذي تتحمله الموازنة العامة للدولة بلغ نحو 6 مليارات جنيه فقط.

وأن هذه الأموال، وحسب بيان وزارة المالية نفسها، تم توجيهها لدعم قطاع الصناعة الذي يعاني بشدة من زيادة تكلفة الطاقة، وليس للتخفيف عن المواطن العادي أو خفض فواتير المنازل، وأن هذا الدعم يمثل قيمة تخفيض أسعار بيع الطاقة الموردة للأنشطة الصناعية بواقع 10 قروش لكل كيلو وات ساعة، وتتحمله وزارة المالية بناء على قرار مجلس الوزراء رقم (781) لسنة 2020.

لن أتحدث عن المهازل التي تحدث في المستشفيات الحكومية وسوء الخدمة بها، وإرغام المواطن أحيانا على شراء الأدوية ومستلزمات الجراحة، ولن أعقب كثيرا هنا على تصريح مدبولي الذي قال فيه إن القرارات التي تتخذها حكومته هي لصالح المواطن، فهذا الكلام غير صحيح بشكل مطلق.

فالمواطن يئن من قفزات الأسعار والخدمات بشكل متواصل، مع ضعف قدرته الشرائية وحجم الدخول والتضخم وتأكّل العملة المحلية وقفزة الدولار وزيادة الضرائب والرسوم الحكومية، في الوقت الذي لا يلمس تحسنا ملحوظا في الخدمات المقدمة.

خذ مثلا الكهرباء والتي قررت الحكومة هذا الأسبوع زيادة فواتيرها بنسبة 20% في الوقت الذي تواصل فيه قطع التيار، والملفت أن الزيادة الأخيرة في فواتير الكهرباء تأتي في الوقت الذي تتراجع فيه أسعار الطاقة على مستوى العالم أو على الأقل تشهد ثباتا في سعر النفط.

لا أعرف من تلك الجهة التي تزود رئيس وزراء بتلك الأرقام غير الدقيقة، خاصة أن طالبا في المدرسة الابتدائية يستطيع الوصول للأرقام الرسمية المعلنة.

وهل تدرك تلك الجهة حجم مخاطر ذلك السلوك المعيب على مصداقية كل الأرقام والبيانات الصادرة عن الجهات الرسمية، ودعم مقولة "كلام حكومة"، و"الورق ورقهم والدفاتر دفاترهم" في إشارة إلى عدم التعامل بجدية مع تلك الأرقام، خاصة إذا ما تعلقت بمعيشة الناس وأحوالهم المالية والتي لا تخفى عن أحد؟

*مصطفى عبد السلام كاتب صحفي اقتصادي

المصدر | العربي الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: مصر مصطفى مدبولي الحكومة المصرية الاقتصاد المصري موازنة الدولة وزارة المالیة رئیس الوزراء یجب أن تکون رئیس وزراء هذا الدعم

إقرأ أيضاً:

رئيس وزراء إثيوبيا يستقبل ولي عهد أبو ظبي

وصل ولي عهد أبوظبي، الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، مساء الاثنين، وكان في استقباله بالمطار رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد.

مصر تشارك في مؤتمر أبو ظبي الدولي للبترول أسما إبراهيم بإطلالة ملكية في أبو ظبي

وبحسب روسيا اليوم، نشر أبي أحمد صورا من الاستقبال على حسابه بموقع إكس، وكتب قائلا: "أرحب في إثيوبيا بسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي".

فيما ذكرت وكالة الأنباء الإماراتية أن "خالد" يزور العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، نيابة عن رئيس الدولة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان؛ للمشاركة في مؤتمر "عالم بلا جوع".

وأشارت إلى إجراء مراسم استقبال رسمية، حيث عُزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات العربية المتحدة، وجمهورية إثيوبيا، ثم استعراض حرس الشرف.

وذكرت أن الجانبين أكدا "عمق علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين، وأهمية مواصلة توطيد هذه العلاقات في مختلف المجالات، وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك، بما يعود بالخير والنفع والنماء على الشعبين الصديقين".

ويرأس خالد بن محمد بن زايد نيابة عن رئيس الدولة، وفدَ دولة الإمارات إلى مؤتمر "عالم بلا جوع"، "الذي يهدف إلى دعم الجهود الدولية الرامية إلى تطوير تقنيات مبتكرة وممارسات مستدامة لضمان الأمن الغذائي العالمي"، بحسب الوكالة.

ويضم الوفد الإماراتي، خلال هذه الزيارة، الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان، وزير دولة؛ وريم بنت إبراهيم الهاشمي، وزيرة دولة لشؤون التعاون الدولي؛ ومحمد سالم الراشدي، سفير الدولة لدى جمهورية إثيوبيا؛ وعمران أنور السيد محمد شرف الهاشمي، مساعد وزير الخارجية لشؤون العلوم والتكنولوجيا المتقدمة.

مقالات مشابهة

  • «المالية» تطلق مشروع بناء قدرات الاستدامة لموظفي الحكومة
  • رئيس وزراء إثيوبيا يستقبل ولي عهد أبو ظبي
  • أخنوش: إرادتنا قوية في الحكومة للرفع من أرقام معاملات الصادرات الوطنية
  • مصر.. الحكومة توضّح حقيقة رفع أسعار الغاز المورّد للمنازل
  • الحكومة حسمت الأمر.. هل تزيد أسعار الكهرباء بعد زيارة مديرة صندوق النقد؟
  • الحكومة توضح حقيقة إقرار زيادة جديدة على شرائح أسعار الغاز الطبيعي
  • رئيس وزراء باكستان: تعزيز الاستثمار الأجنبي يتصدر أولويات الحكومة
  • بينهم «خالد الإعيسر» في حقيقة الإعلام .. البرهان ينهي تكليف «4» وزراء و يعيين آخرين
  • الجريدة الرسمية تنشر قرار وزير المالية بشأن تشكيل لجان الطعن وبيان مقارها
  • بالوثائق..وزارة المالية تكشف عن صرفيات الحكومة والإقليم خلال سبعة أشهر من العام الجاري