الفريق العدوان يكتب .. استراتيجية القسّام في عملية “طوفان الأقصى ” وما بعدها . . !
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
#استراتيجية #القسام في عملية ” #طوفان_الأقصى ” وما بعدها . . !
* #موسى_العدوان
يمكن تعريف الاستراتيجية العسكرية، بأنها “فن وعلم استخدام القوات المسلحة للأمة، لتحقيق أهداف السياسة الوطنية، سواء كان ذلك بتطبيق #القوة_العسكرية أو التهديد بتطبيقها “.
ولا شك بأن هذا التعريف ينطبق على استخدام القوات العسكرية وشبه العسكرية أيضا، ولكن بدرجات معينة، تتناسب مع الموقف العسكري والسياسي الراهن.
ويمكن إضافة قاعدتين أخريين هما ( الكُلفة والوقت ). وفيما يلي توضيح لما تعنيه كل كلمة منها، محاولا إسقاطها على استراتيجية #كتائب_القسام العسكرية، في حربها مع العدو على قطاع #غزة، بعد أن شنها ردا على عملية “طوفان الأقصى” العظيمة يوم 7 أكتوبر 2023.
مقالات ذات صلة مُحلِّلٌ إسرائيليٌّ: الجيش متعثِّر ومكشوف أمام المقاومة بغزة التي ستُجبِره على الانسحاب 2024/01/08 الأهداف : كانت الأهداف التي خططت لها قيادة كتائب القسام، تتلخص في هدفين رئيسيين هما :أ. الثأر لاقتحامات المسجد الأقصى المتكررة، من قبل المتطرفين اليهود، تحت حماية رسمية، على مدى السنوات الأخيرة. فاكتسبت عملية اقتحام غلاف غزة من قبل المقاومة ممثلة بكتائب القسام، اسم ” طوفان الأقصى”، تيمنا بقدسية مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام.
ب. أحياء القضية الفلسطينية التي أهملها العالم، وفشلت كل المحاولات السياسية في إيجاد حل عادل لها، وللتذكير أيضا بحقوق الفلسطينيين، التي اغتصبها الإسرائيليون منذ اربعينات القرن الماضي وحتى الآن. ومما زاد الأمر تعقيدا، تمادي الحكومات الإسرائيلية، وخاصة حكومة المتطرفين الحالية، بتوسيع وتسريع إقامة المستوطنات وقضم أراضي الضفة الغربية المحتلة.
الأساليب : ونظرا لتفوق العدو بالقوات والأسلحة والمعدات والتكنولوجيا العسكرية، وامتلاكه لسلاح جو فعّال، بينما تفتقر كتائب القسام لتلك الإمكانيات، فقد اعتمدت على الأساليب التالية لمواجهة ذلك التفوق :أ. إيمانها بعقيدتها الإسلامية وبهدفها النبيل، في النضال لتحرير الوطن المغتصب نيابة عن الأمة العربية، والاستعداد لأي حرب قادمة اعتمادا على الذات.
ب. تحقيق المفاجأة الاستراتيجية على العدو، بقياداته السياسية والعسكرية والأمنية، مما أصابه بصدمة كبيرة، أفقدته توازنه لبضعة أيام بعد العملية. وهذا ما دفعه لاستخدام سلاح الجو بصورة إجرامية، لقتل البشر وهدم المنازل والمؤسسات العامة ودور العبادة، متبعا سياسة الأرض المحروقة ضد المدنيين في قطاع غزة.
ت. الاقتحام الجسور والسريع خلف خطوط العدو الأمامية، جوا وبرا ومن تحت الأرض، ومهاجمة السيطرة بعض القيادات العسكرية والمستوطنات شبه العسكرية في غلاف غزة.
الوسائل : وقد جرى في هذا المجال ما يلي :أ. استخدام الطائرات الشراعية المبتكرة للاقتحام الجوي والهبوط خلف خطوط العدو في القطاع، كما استخدمت مركبات الدفع الرباعي المسلحة، والدراجات النارية، لتنفيذ الاقتحام الأرضي على المستوطنات وقيادات العدو في الغلاف.
ب. استخدام الأسلحة المقاومة للدروع ومعظمها صناعة محلية مثل، قذائف الياسين 105 ملم ومنظومة رجوم الصاروخية عيار 114 ملم، وقذائف الهاون عيار 82 ملم و 120 ملم وعبوات شواظ، وصواريخ كورنيت الروسية. هذا عدا عن الرشاشات المتوسطة والأسلحة الفردية الخفيفة.
ت. استخدام الأنفاق كوسيلة قتال ضد قوات العدو في المناطق الضيقة والمناطق المبنية، دون أن يتمكن العدو من اكتشافها أو إغراقها بالمياه.
الكلفة : لا شك بأن مخططي عملية طوفان الأقصى، قد أخذوا في حسبانهم، كلفة هذه العملية من خسائر بشرية بين المقاومين والمدنيين، والأسلحة والذخائر، وتدمير بعض المنشآت والمنازل، قبل إصدار قرارهم بتنفيذ عملية طوفان الأقصى. وهذا ما يؤكد استمرارية المقاومة بالقتال، وقصف المدن والبلدات الإسرائيلية برشقات صاروخية على فترات متلاحقة. الوقت : من الواضح أن للوقت قيمة كبيرة في طول مدة القتال. فكلما طال الوقت كلما ازداد نزيف الضحايا والأموال والمواد. وما ظهر في هذه العملية، أن طول مدة الحرب كانت تعمل لصالح قوات المقاومة بعكس ما توقع العدو، الذي استنُزفت قواه، وتكبد خسائر كبيرة في أفضل قواته.ولهذا قام بسحب خمس أليومية من ساحة القتال، وأعاد تسريح قوات الاحتياط ليعالج الوضع الاقتصادي المتدهور في اقتصاد البلاد، دون أن يحقق أي من أهدافه. وهذا ما أدى لوقوع خلافات عميقة بين أعضاء حكومة الحرب، التي شكلها في بداية العمليات العسكرية.
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : هل تستحق عملية طوفان الأقصى وما تلاها من حرب على غزة، كل هذه التضحيات ؟ والجواب الذي استشعره من ضمير كل فلسطيني شريف، مؤمن بقضيته ويتوق لاسترداد وطنه المغتصب، بِ ( نعمٍ كبيرةٍ )، للأسباب التالية :
أحيت هذه الحرب القضية الفلسطينية واكتسبت تأييد العالم الذي أصبح مقتنعا بحل الدولتين من أجل إحلال السلام في المنطقة. كشفت الحرب هشاشة الجيش الإسرائيلي مالك الأسلحة الحديثة والتقنية العالية، أمام حركة مقاومة بإمكانياتها المحدودة، وبعض أسلحتها ومعداتها من صنع أيديها ظهرت أهمية العقيدة الدينية، التي تحث على الجهاد دفاعا عن الوطن، والتصميم على النصر أو الشهادة. أن المقاومة الوطنية المؤمنة بقضيتها، والتي يساندها الشعب، تستطيع هزيمة أقوى الجيش المحتلة، وأن المحتل سيرحل عن الوطن طال الزمان أو قصر. أن المقاتل العربي يستطيع تحقيق النصر على العدو، إذا جرى تدريبه وإعداده للحرب دفاعا عن وطنه، مهما كانت بساطة أسلحته وإمكانياته. رغم الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى وهدم المنازل والحصار الخانق على غزة، فلم نسمع من أي مواطن غزي شكوى أو تذمر من فعل المقاومة، وهذا يدل على تضامن الشعب مع المقاومة الشريفة، والتسامي فوق الجراح البليغة. هذا الصمود الأسطوري للمقاومة، في مواجهة أقوى جيش في المنطقة، لمدة تزيد عن الثلاثة أشهر حتى الآن، أدى إلى وقوع الخلافات بين أعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية، لفشل قواتهم في تحقيق أي نجاح من أهدافها على المقاومة الباسلة. وفي الختام أدعو الله أن ينصر المقاومين في غزة وفلسطين، وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى، إنه سميع مجيب الدعاء. فريق ركن متقاعدالتاريخ : 8 / 1 / 2024
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: القسام طوفان الأقصى موسى العدوان القوة العسكرية كتائب القسام غزة طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
القوات المسلحة تحظر سفن “إسرائيل” وفق معادلة “الحصار بالحصار
يمانيون../
في إطار مسار تصاعدي وكنتيجة لتعنت العدو الصهيوني وإصراره على محاصرة أهالي غزة، جاء إعلان القوات المسلحة اليمنية عن استئناف حظر الملاحة في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب وخليج عدن أمام السفن الإسرائيلية.
القرار اليمني لم يأت اعتباطا وإنما بعد انتهاء مهلة الأربعة الأيام التي منحها السيد القائد، للوسطاء الدوليين للضغط على الكيان الصهيوني لفتح المعابر وإدخال المساعدات، والتي أنقضت دون أن يكون هناك أي بوادر أو تحركات تصب في هذا المنحى.
وردا على إعلان إسرائيل تعليق إدخال المساعدات إلى قطاع غزة والذي مثل خرقا وانقلابا واضحا على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، أعلن قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي يوم الجمعة الماضي عن منح مهلة حددها بأربعة أيام ليقوم الوسطاء خلالها بالضغط على العدو الصهيوني لفتح المعابر والسماح بإدخال المساعدات لسكان القطاع.
وكانت الخطوة التصعيدية التي أقدم عليها العدو بإغلاقه للمعابر، قوبلت بتنديد واسع نظرا لتداعياتها السلبية على سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليونين و400 ألف نسمة، الذين يواجهون أساسا ظروفا إنسانية كارثية، إلا أن الدعم الأمريكي الغربي الذي يحظى به الكيان شجعه على المضي في تضييق الخناق على الفلسطينيين رغم معرفته لما قد يترتب على ذلك من تداعيات خطيرة على الكيان الصهيوني والمنطقة بشكل عام.
ومن خلال البيان العسكري الذي أعلنه متحدث القوات المسلحة اليمنية فور انتهاء المهلة، فإن الحظر يتمثل في منع كافة السفن الإسرائيلية من عبور البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن، والذي بدأ بالفعل من لحظة إعلان البيان.
كما يتضح أن هناك مراحل أخرى من الحصار ستدخل حيز التنفيذ في حال لم يرضخ العدو ويوقف حصاره ويسمح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة، وتتمثل في منع أي سفينة فيها شراكة أو تحمل بضاعة للعدو الإسرائيلي من الملاحة في منطقة عمليات القوات المسلحة اليمنية.
وقبل ساعات من إعلان بيان استئناف حظر الملاحة الإسرائيلية، أكد وزير الدفاع والانتاج الحربي اللواء الركن محمد العاطفي، أن “القوات المسلحة على استعداد لتنفيذ توجيهات القيادة العليا في مساندة أبناء غزة ودعم المجاهدين الفلسطينيين بقوة وفاعلية”.. مؤكداً أن “القوات المسلحة في جهوزية عالية وعند مستوى المسؤولية المنوطة بها”.
وعقب بدء سريان الحظر تحدثت الكثير من وسائل الإعلام الدولية عن حالة القلق والرعب التي باتت تسيطر على العدو وتعم الشارع في إسرائيل خوفا من عودة الصواريخ والمسيرات اليمنية إلى تل أبيب، وتحسبا لما يسببه قرار الحظر والحصار من نزيف وخسائر اقتصادية باهظة لم يعد يحتملها العدو واقتصاده المنهك بعد خمسة عشر شهرا من الحرب.
ووفقا لما أعلنه السيد القائد فإن العمليات العسكرية الضاغطة على الكيان الصهيوني تهدف بشكل أساسي للضغط على العدو الصهيوني لرفع حصاره عن غزة، وهو الموقف الذي يعتبره الشعب اليمني وقيادته وجيشه حقا مشروعا لليمن دينيا وإنسانيا في مواجهة جريمة التجويع التي يتعرض لها سكان غزة على مرأى ومسمع كل العالم، والتي لا يمكن السماح باستمرارها دون أن يكون هناك تحرك لردع العدو الصهيوني المجرم الذي لا يفهم سوى لغة القوة والرد بالمثل.
وفور إعلان سريان الحظر توالت بيانات الإشادة بهذه الخطوة اليمنية الشجاعة وغير الغريبة على شعب اليمن وقيادته الحكيمة وقواته المسلحة الذين ساندوا الأشقاء في غزة منذ انطلاق عملية “طوفان الأقصى” الأسطورية وكان لموقفهم هذا أثرا عظيما على العدو الصهيوني والأمريكي باعتراف العدو نفسه.
وفي واحد من هذه البيانات رحبت حركة الجهاد الإسلامي بقرار القوات المسلحة اليمنية استئناف الحظر على سفن الكيان الصهيوني، والذي وصفته بالخطوة الجريئة الهادفة إلى الضغط على الكيان ورعاته من أجل إعادة فتح المعابر وإدخال المساعدات إلى غزة.
الحركة اعتبرت الموقف اليمني الشجاع تعبيرا واضحا عن أصالة الشعب اليمني وشجاعته في نصرة أهله في قطاع غزة ودعمه لقضية الشعب الفلسطيني ومقاومته، كما أنه يثبت مجددا التزام الشعب اليمني الثابت بدعم الشعب الفلسطيني ومساندة مقاومته.
كما أعربت عن التقدير لهذا الدعم الكبير، داعية الشعوب العربية والإسلامية إلى اتخاذ مواقف مماثلة تُعزز صمود الشعب الفلسطيني.
سبأ – يحيى جارالله