#استراتيجية #القسام في عملية ” #طوفان_الأقصى ” وما بعدها . . !
* #موسى_العدوان

يمكن تعريف الاستراتيجية العسكرية، بأنها “فن وعلم استخدام القوات المسلحة للأمة، لتحقيق أهداف السياسة الوطنية، سواء كان ذلك بتطبيق #القوة_العسكرية أو التهديد بتطبيقها “.

ولا شك بأن هذا التعريف ينطبق على استخدام القوات العسكرية وشبه العسكرية أيضا، ولكن بدرجات معينة، تتناسب مع الموقف العسكري والسياسي الراهن.

ولتطبيق ذلك التعريف في اية حملة عسكرية، لابد من الارتكاز بصورة أساسية على قواعد ثلاث هي : ( الأهداف، الأساليب، والوسائل ).

ويمكن إضافة قاعدتين أخريين هما ( الكُلفة والوقت ). وفيما يلي توضيح لما تعنيه كل كلمة منها، محاولا إسقاطها على استراتيجية #كتائب_القسام العسكرية، في حربها مع العدو على قطاع #غزة، بعد أن شنها ردا على عملية “طوفان الأقصى” العظيمة يوم 7 أكتوبر 2023.

مقالات ذات صلة مُحلِّلٌ إسرائيليٌّ: الجيش متعثِّر ومكشوف أمام المقاومة بغزة التي ستُجبِره على الانسحاب 2024/01/08 الأهداف : كانت الأهداف التي خططت لها قيادة كتائب القسام، تتلخص في هدفين رئيسيين هما :

أ‌. الثأر لاقتحامات المسجد الأقصى المتكررة، من قبل المتطرفين اليهود، تحت حماية رسمية، على مدى السنوات الأخيرة. فاكتسبت عملية اقتحام غلاف غزة من قبل المقاومة ممثلة بكتائب القسام، اسم ” طوفان الأقصى”، تيمنا بقدسية مسرى الرسول عليه الصلاة والسلام.

ب‌. أحياء القضية الفلسطينية التي أهملها العالم، وفشلت كل المحاولات السياسية في إيجاد حل عادل لها، وللتذكير أيضا بحقوق الفلسطينيين، التي اغتصبها الإسرائيليون منذ اربعينات القرن الماضي وحتى الآن. ومما زاد الأمر تعقيدا، تمادي الحكومات الإسرائيلية، وخاصة حكومة المتطرفين الحالية، بتوسيع وتسريع إقامة المستوطنات وقضم أراضي الضفة الغربية المحتلة.

الأساليب : ونظرا لتفوق العدو بالقوات والأسلحة والمعدات والتكنولوجيا العسكرية، وامتلاكه لسلاح جو فعّال، بينما تفتقر كتائب القسام لتلك الإمكانيات، فقد اعتمدت على الأساليب التالية لمواجهة ذلك التفوق :

أ‌. إيمانها بعقيدتها الإسلامية وبهدفها النبيل، في النضال لتحرير الوطن المغتصب نيابة عن الأمة العربية، والاستعداد لأي حرب قادمة اعتمادا على الذات.

ب‌. تحقيق المفاجأة الاستراتيجية على العدو، بقياداته السياسية والعسكرية والأمنية، مما أصابه بصدمة كبيرة، أفقدته توازنه لبضعة أيام بعد العملية. وهذا ما دفعه لاستخدام سلاح الجو بصورة إجرامية، لقتل البشر وهدم المنازل والمؤسسات العامة ودور العبادة، متبعا سياسة الأرض المحروقة ضد المدنيين في قطاع غزة.

ت‌. الاقتحام الجسور والسريع خلف خطوط العدو الأمامية، جوا وبرا ومن تحت الأرض، ومهاجمة السيطرة بعض القيادات العسكرية والمستوطنات شبه العسكرية في غلاف غزة.

الوسائل : وقد جرى في هذا المجال ما يلي :
أ‌. استخدام الطائرات الشراعية المبتكرة للاقتحام الجوي والهبوط خلف خطوط العدو في القطاع، كما استخدمت مركبات الدفع الرباعي المسلحة، والدراجات النارية، لتنفيذ الاقتحام الأرضي على المستوطنات وقيادات العدو في الغلاف.

ب‌. استخدام الأسلحة المقاومة للدروع ومعظمها صناعة محلية مثل، قذائف الياسين 105 ملم ومنظومة رجوم الصاروخية عيار 114 ملم، وقذائف الهاون عيار 82 ملم و 120 ملم وعبوات شواظ، وصواريخ كورنيت الروسية. هذا عدا عن الرشاشات المتوسطة والأسلحة الفردية الخفيفة.

ت‌. استخدام الأنفاق كوسيلة قتال ضد قوات العدو في المناطق الضيقة والمناطق المبنية، دون أن يتمكن العدو من اكتشافها أو إغراقها بالمياه.

الكلفة : لا شك بأن مخططي عملية طوفان الأقصى، قد أخذوا في حسبانهم، كلفة هذه العملية من خسائر بشرية بين المقاومين والمدنيين، والأسلحة والذخائر، وتدمير بعض المنشآت والمنازل، قبل إصدار قرارهم بتنفيذ عملية طوفان الأقصى. وهذا ما يؤكد استمرارية المقاومة بالقتال، وقصف المدن والبلدات الإسرائيلية برشقات صاروخية على فترات متلاحقة. الوقت : من الواضح أن للوقت قيمة كبيرة في طول مدة القتال. فكلما طال الوقت كلما ازداد نزيف الضحايا والأموال والمواد. وما ظهر في هذه العملية، أن طول مدة الحرب كانت تعمل لصالح قوات المقاومة بعكس ما توقع العدو، الذي استنُزفت قواه، وتكبد خسائر كبيرة في أفضل قواته.

ولهذا قام بسحب خمس أليومية من ساحة القتال، وأعاد تسريح قوات الاحتياط ليعالج الوضع الاقتصادي المتدهور في اقتصاد البلاد، دون أن يحقق أي من أهدافه. وهذا ما أدى لوقوع خلافات عميقة بين أعضاء حكومة الحرب، التي شكلها في بداية العمليات العسكرية.

والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو : هل تستحق عملية طوفان الأقصى وما تلاها من حرب على غزة، كل هذه التضحيات ؟ والجواب الذي استشعره من ضمير كل فلسطيني شريف، مؤمن بقضيته ويتوق لاسترداد وطنه المغتصب، بِ ( نعمٍ كبيرةٍ )، للأسباب التالية :

أحيت هذه الحرب القضية الفلسطينية واكتسبت تأييد العالم الذي أصبح مقتنعا بحل الدولتين من أجل إحلال السلام في المنطقة. كشفت الحرب هشاشة الجيش الإسرائيلي مالك الأسلحة الحديثة والتقنية العالية، أمام حركة مقاومة بإمكانياتها المحدودة، وبعض أسلحتها ومعداتها من صنع أيديها ظهرت أهمية العقيدة الدينية، التي تحث على الجهاد دفاعا عن الوطن، والتصميم على النصر أو الشهادة. أن المقاومة الوطنية المؤمنة بقضيتها، والتي يساندها الشعب، تستطيع هزيمة أقوى الجيش المحتلة، وأن المحتل سيرحل عن الوطن طال الزمان أو قصر. أن المقاتل العربي يستطيع تحقيق النصر على العدو، إذا جرى تدريبه وإعداده للحرب دفاعا عن وطنه، مهما كانت بساطة أسلحته وإمكانياته. رغم الأعداد الكبيرة من الشهداء والجرحى وهدم المنازل والحصار الخانق على غزة، فلم نسمع من أي مواطن غزي شكوى أو تذمر من فعل المقاومة، وهذا يدل على تضامن الشعب مع المقاومة الشريفة، والتسامي فوق الجراح البليغة. هذا الصمود الأسطوري للمقاومة، في مواجهة أقوى جيش في المنطقة، لمدة تزيد عن الثلاثة أشهر حتى الآن، أدى إلى وقوع الخلافات بين أعضاء حكومة الحرب الإسرائيلية، لفشل قواتهم في تحقيق أي نجاح من أهدافها على المقاومة الباسلة. وفي الختام أدعو الله أن ينصر المقاومين في غزة وفلسطين، وأن يرحم الشهداء ويشفي الجرحى، إنه سميع مجيب الدعاء. فريق ركن متقاعد

التاريخ : 8 / 1 / 2024

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: القسام طوفان الأقصى موسى العدوان القوة العسكرية كتائب القسام غزة طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

خالد عمر يوسف يكتب: قصة قصيرة “بعض الشيء”

خالد عمر يوسف في مثل هذا اليوم قبل ستة أعوام فقط، انقضت القوات المسلحة والدعم السريع وكتائب الحركة الإسلامية على ساحة الإعتصام لتفتك بالمعتصمين السلميين أمام “القيادة العامة” قتلاً وسحلاً وحرقاً واغتصاباً، وخرج البرهان ليلاً ليعلن عبر بيان “قررنا وقف التفاوض مع الحرية والتغيير والغاء كل ما اتفق عليه وسنعين حكومة تكنوقراط” وبالطبع أنا الرئيس نقطة سطر جديد. لم يستسلم الشعب وخرج في مليونيات مقاومة باسلة تحدت إرهاب العسكر وبطشهم، لينتهي الأمر باتفاق سياسي بين المجلس العسكري والقوى المدنية ممثلة في الحرية والتغيير، التي رأت أن طريق السلم والتفاوض هو الطريق الأقصر لحقن دماء الناس وتحقيق غاياتهم دون موت أو دمار، في حين رأى ثوار آخرين بأنه خيانة ومصافحة للقتلة وشراكة دم مع “القوات المسلحة والدعم السريع” الذين لا تجوز مصافحتهم، ولكل رأي هنا حجته ومنطقه على كل حال. بعد عامين فقط من هذا الاتفاق نكث العسكر عهدهم وانقلبت “القوات المسلحة والدعم السريع” على الفترة الانتقالية، عقب هتاف قادة اعتصام القصر “سابقاً”، وقادة المشتركة والقوى الوطنية “حالياً”، “الليلة ما بنرجع الا البيان يطلع”، وخرج البرهان عليهم بالبيان “قررنا شطب اسم الحرية والتغيير من الوثيقة الدستورية والغاء بعض ما اتفق عليه وسنعين حكومة تكنوقراط” وبالطبع أنا الرئيس نقطة سطر جديد. لم يستسلم الشعب وخرج في مليونيات مقاومة باسلة تحدت ارهاب العسكر وبطشهم، تفنن قادة الانقلاب في قتل الثوار وسحلهم في بحري وامام القصر وشروني وغيرها، رأت القوى المدنية ممثلة في الحرية والتغيير وقوى أخرى أن البلاد ستسير إلى حرب وخرجت ونبهت بذلك، واختارت طريق السلم والتفاوض كأقصر طريق لحقن دماء الناس وابتدرت العملية السياسية وتم توقيع الاتفاق الاطاري، في حين رأى ثوار آخرين بأنه خيانة ومصافحة للقتلة وشراكة دم مع “القوات المسلحة والدعم السريع” الذين لا تجوز مصافحتهم، وأن الحديث عن اقتراب الحرب ما هو إلا فزاعة، ولكل رأي هنا حجته ومنطقه على كل حال. اختلفت القوات المسلحة والدعم السريع وتباينت طرقهم عقب الانقلاب وتصاعد الأمر حتى انفجرت حرب ١٥ ابريل، مات مئات الآلاف، تشرد الملايين وفقدوا حياتهم، ارتكب المتقاتلون كل الموبقات في حق المدنيين العزل، قتل وتشريد واغتصاب ونهب وسلب وقصف مدفعي وجوي، احترقت العاصمة ومدن الأقاليم وأريافها، احترقت القيادة العامة والقصر الجمهوري وساحات بحري وشروني وغيرها. دخل البرهان القصر فاتحاً، وكان قبلها قد أعلن تعديلاته على الوثيقة الدستورية وخلاصتها “قررنا شطب اسم الحرية والتغيير والدعم السريع من الوثيقة الدستورية وقيادة البلاد بمجلس سيادة من القوات المسلحة والحركات وسنعين حكومة تكنوقراط” وبالطبع أنا الرئيس نقطة سطر جديد. عقب عبور بحور الدماء هذه وحريق البلاد، أخرج البعض “استيكة” لمسح وقائع الأمس القريب، وكتابة رواية جديدة للتاريخ من سفك الدماء هو “المخلص والبطل”، ومن تمسك بحقن النزيف وبالسلام هو “الخائن والعميل”. خرج أحد العسكر ليقول انفضوا عن اذهانكم أحلام المدنية والديمقراطية سنستمر في الحكم لأربعة دورات انتخابية، ولو اجتمعتم جميعاً على انتخاب شخص “عميل” سننقلب مرة أخرى!! كيف لا فهم الملوك والشعب رعية “وبلاش مدنية وكلام فارغ” .. حكم العسكر السودان لستة وخمسين عاماً منذ استقلال السودان وبفضل حكمهم “الرشيد” ها نحن نعيش الآن في “سباب ونبات” .. انقسم السودان لبلدين وقد ينقسم لأكثر من ذلك، دمار وموت وحريق وفقر وجوع وتشرد، لكن يقول البعض لا بأس لا بد من المزيد من حكم العسكر، فلا زال في بلوغ الحضيض متسع، فهيا بنا لنبلغه. هنيئاً لمن أراد الاستسلام لروايات تزييف التاريخ القريب التي تزين الباطل وتشوه الحق، أما نحن فقد اخترنا طريق السعي نحو الحرية ومواجهة الحقائق كما هي لا كما يريد البعض تزييفها، هو طريق شاق ومرهق ولكنه يحمل في آخره الانعتاق والخلاص، سار شعب السودان هذا الطريق من قبل وبلغ منتهاه في اكتوبر وأبريل وديسمبر، وبإذن الله ستكون حرب البشاعة التي تحرق بلادنا هذه آخر الأحزان والآلام، ستكون كذلك بمواجهة الحقائق كما هي لا باتباع دعايات الكذب التي تدغدغ المشاعر وتحتقر العقول. تستهدف صرخات وضجيج من يزيفون التاريخ القريب، أن تخرس أصوات الذين يفضحون أباطيلهم بقول الحق ولا شيء غير الحق، نقول لهم استعدوا لمزيد من الضجيج فلن نسكت عن قول الحق ما دام فينا قلب ينبض، وفي نهاية المطاف نؤمن بأنه لن يصح إلا الصح وأن الحق باقٍ لا محالة. الوسومخالد عمر يوسف

مقالات مشابهة

  • لجان المقاومة: العدوان الإسرائيلي وأوامر الإخلاء برفح وخانيونس جريمة حرب جديدة
  • محمد عبدالقادر يكتب: “ابن عمي” العميد أبوبكر عباس.. “أسد الهجانة”
  • اليمن وغزة في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني
  • القيادةُ العسكرية في صنعاء تتوعَّــدُ “العدوَّ الأمريكي” بهذا الرد القاسي
  • موقفٌ جديدٌ من الحوثي بشأن العمليات العسكرية ضد “إسرائيل”
  • الأمين العام لحزب الله يؤكد: “المقاومة حق مشروع ونحن على العهد يا قدس”
  • خالد عمر يوسف يكتب: قصة قصيرة “بعض الشيء”
  • أبو حمزة في كلمة سجلها قبل استشهاده: طوفان الأقصى ضرب الاحتلال في مقتل (شاهد)
  • الشهيد أبو حمزة في كلمة مسجّلة لمناسبة يوم القدس العالمي:الإسناد اليمني شكّل علامةً فارقةً في طوفان الأقصى
  • الشهيد أبو حمزة في كلمة مسجّلة لمناسبة يوم القدس: الاسناد اليمني شكّل علامةً فارقةً في طوفان الأقصى