صدرت حديثا.. "تل أبيب- الإسكندرية" رواية تكشف عن المؤامرات الصهيونية تجاه العالم العربي
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
صدرت حديثا عن دار العين للنشر والتوزيع رواية "تل أبيب.. الإسكندرية" للكاتب عماد مدين.
وتحكي الرواية ولادة الاحتلال الصهيوني وتتطرق للعديد من الحقائق بحسب مؤلفها عماد مدين والذي صدر على غلاف الرواية أنها مستوحاة من احداث حقيقية.
تبدأ الرواية من دخول الرئيس المصري السادات للكنيست الإسرائيلي في زيارته الشهيرة التي شهدت العديد من ردود الأفعال مصريا وعربيا وعالميا، وتدور حول روبير داسا اليهودي المصري ورحلة حبه مع فريدة ابنة الإسكندرية، وانخراطه في جمع من اليهود الذين يتبعون أجندة لتنفيذ العديد من العمليات الإرهابية داخل مصر وفي مواقع حيوية مثل البريد المصري وغيرها.
تكشف الرواية عن المؤامرات الصهيونية تجاه العالم العربي وبالأخص مصر، ويستند المؤلف إلى حكايات على السنة بن جوريون وموشي ديان وجولدا مائير ليكشف الكثير عن كيف تدار هذه المؤامرات وكيف يمكن ان تظهر تلك الدويلة كل هذا الضعف للغرب للحصول على العديد من التمويلات لدعم الحرب ضد العرب، وإظهار أنها الدويلة التي تلاقى كل تعنت ومن هنا تصبح متاحة لجمع كل التمويلات والتبرعات لشراء الأسلحة ومزيد من القتل والدمار والتخريب.
وعلى الجانب الآخر وفي مصر يفقد داسا قصة حبه مع فريدة على إثر العمليات التخريبية بعد ان تم القبض عليه، لكنه يفرج عنه بصفقة تبادل مع الأسرى ويتوجه إلى إسرائيل وهناك ينخرط في الجيش الصهيوني حتى تحين لحظة حرب 73، وهنا قصة جديدة.
يحارب داسا أبناء موطنه القديم، ويقف ندا لند من كان يأكل اكلهم ويشرب مشربهم ويلبس ملابسهم ويمشي في شوارعهم، وتنهزم إسرائيل هزيمة ساحقة ليكتشف انه كان مجرد أداة لتنفيذ رغبات البعض ورؤيتهم وما يريدونه في مستقبل لا تظهر ملامحه وإن كانوا يريدون صنعها.
الأهم من المؤامرات التي تحيكها الدولة الصهيونية الوليدة بقرار غاشم هو طريقة إدارة المؤامرات، وكيف أن هناك قرارات تصدر لا يعلم أحد عنها شيئا وتكون بمسئولية مباشرة للمخابرات، حتى رئيس الوزراء الحاكم الفعلي لا يعلم عنها شيئا، وهو ما استند إليه المؤلف عبر كتب ومراجع منها لموشي ديان وجولدا مائير وهيكل وغيرهم.
الرواية تكشف عن مجتمع يعج بالمؤامرات التي تحاك في الظل لتكون سندا ولا تعير انتباه حتى لمنفذيها في أقل قيم الحياة وتستخدم الجميع في سبيل وصول نظرة بعينها للعالم وهي ان هذا المجتمع مظلوم على الدوام وان ما يحاك في الآلة الإعلامية المناوئة ما هو إلا فعل يستوجب الرد والتمويل اللازم للكشف عنه.
يعاني كل شخوص الرواية من أزمات، بالكثير منهم يستبطن المؤلف أعماقهم ليفصح بذلك عن التردد وعدم القناعة والإيمان بمعظم ما يفعلونه، وفي الأخير يبقون مثل أداة تصدر في وجه الغير، وكيف يمكن اللعب على جميع الاوتار لإصدار نغمة واحدة هي أن هذا المجتمع مظلوم وسيظل دائما.
"تل أبيب.. الإسكندرية" رواية تحاول إماطة اللثام ليظهر وجه الكيان الصهيوني القبيح، والذي لا يتورع عن ارتكاب ابشع الجرائم في سبيل توصيل رؤية معينة، ولا يتورع حتى عن الزج بأبنائه في اتون مشتعل إن استلزم الامر، ولكن في الأخير أن يتم تصدير تلك الرؤية الأحادية والتي تعني أن الجميع ظالم وغائم وإن إسرائيل هي البريء الوحيد.عماد مدين
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
سعود الحوسني يكتب: أدبنا العربي مرآة هويتنا وذاكرتنا الحية
الأدب مرآة هوية الشعوب وذاكرتها الحية عبر العصور، وهو العصب الذي يربط ما بينها ليشكّل نسيجنا الثقافي وامتدادنا الإنساني حول الكون. وقد كان للأدب منذ آلاف السنين الدور الأساسي في حياتنا، إذ ساعدنا على فهم العالم من حولنا بشكل أفضل، وتحديد موقعنا ومكانتنا ورسالتنا في هذا العالم. في موازاة ذلك، كانت الأعمال الأدبية المتميّزة وموضوعاتها المتنوّعة، من الدين والفلسفة إلى العلم والشعر، علامات اجتماعية وثقافية فارقة في تطوّر البشرية.
وعلى امتداد العالم العربي، احتلّ الأدب واللغة، ولا يزالان، مكانةً مرموقة في تاريخنا وثقافتنا. فخلال العصور الإسلامية من صدر الإسلام وصولاً إلى العصرين الأموي والعباسي حتى المملوكي، أسهَمَ الأدب العربي في ارتقاء المعرفة وتعزيز التطوّر. ولم يقتصر الأمر على قيام العلماء العرب بحفظ ما نقلوه عن مفكري اليونان وعلمائها وأدبائها القدماء، وحفظوه للعالم عبر أوروبا وروح البحث العلمي التي حفّزوها هناك، بل تمكنّت كذلك أعمال روّاد الأدب والفكر، مثل ابن رشد وابن سينا والكندي والخوارزمي، من الدفع بالحضارة إلى آفاق معرفية جديدة.
واليوم، يشكّلُ الأدب عنصراً مؤثراً في تشكيل هويّتنا الثقافية حول العالم. وفي دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي، نتمسّك بهذه القيمة الهامة والملهمة لهويتنا، من خلال اعتماد الأدب العربي وسيلةً لإثراء الحياة وتسهيل التبادل الثقافي. ونقوم بذلك من خلال برامج وفعاليات عديدة أبرزها معرض أبوظبي الدولي للكتاب، من تنظيم مركز أبوظبي للّغة العربية التابع للدائرة.
وإننا ندركُ ما لهذا المعرض الهام، إلى جانب فعالياتنا الثقافية والقرائية العديدة، من دور في تعزيز القراءة ثقافةً يوميةً راسخة لأفراد مجتمعنا الإماراتي، وقد أتاح معرض أبوظبي الدولي للكتاب ومهرجان العين للكتاب 2024 فرصاً ثمينة أمام هواة القراءة للتعمّق في سبر أغوار الأدب العربي وكنوزه وروائعه. وكان هذان الحدثان استضافا في العام الماضي 308 آلاف زائر، بينهم عدد كبير من الوفود المدرسية، علماً بأنّ دراسة لوزارة الثقافة أجريت في عام 2021 ذكرت أنّ 40 في المئة من المواطنين والمقيمين في أبوظبي يشترون كتبهم وسائر المطبوعات التي يقرؤونها من معارض الكتب التابعة لدائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي.
وعبر احتضان اللغة العربية، يمكن لمعارض الكتب أن ترسّخ هويّتنا العربية، وتجمع بعض أبرز الكتّاب والمفكّرين في المنطقة لعقد ملتقياتهم التي تثري حوارنا الثقافي. فاللغة العربية لغة جميلة نابضة بالحياة، استمرّت ونمت واغتنت من خلال لهجاتها المتعدّدة وآدابها. كما أنّها غنيّة بالمفردات والمعاني. ورغم ذلك، لا تعتبر اللغة العربية ممثلة بشكل كافٍ في الحوارات العالمية والمحتوى الدولي، إذ يعتمدها أقل من 1 في المئة من المواقع الإلكترونية حول العالم، فيما يشكّل المتحدّثون بها نحو 3.4 في المئة من سكّان المعمورة.
وبناءً عليه، من الضرورة بمكان أن نتشارك أخبارنا وقصصنا مع سائر العالم بلغتنا، وذلك حتى يكون لدى هؤلاء فهم أعمق لحضارتنا وثقافتنا العربية. ومن هذا المنطلق، أخذت دولة الإمارات العربية المتحدة على عاتقها مهمّة الحفاظ على الأنماط التقليدية في التعبير ودعم ابتكار أنماط جديدة أيضاً من خلال المستجدات غير المسبوقة من الأدوات والتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي.
وكما ذكر الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية، في كلمته أمام المؤتمر الدولي للنشر العربي والصناعات الإبداعية الذي عقد في أبوظبي نهاية شهر أبريل المنصرم، فإنّ الأدب يعبّر عن «سرديّة التراث العربي القائمة على احترام الآخرين والتفاعل معهم». فهذه القيم تمنح الأدب القوّة وتجعله جسراً ثقافياً، كما كان عليه خلال عصره الذهبي.
فحتّى اليوم، ما زلنا نستمدّ الإلهام من كنوز أدبنا وتاريخه المشرق، بروائعه العديدة مثل «كليلة ودمنة»، أحد كتبي المفضّلة، والذي يتصدّر معروضات حدث يستضيفه متحف اللوفر أبوظبي حالياً تحت عنوان: «من كليلة ودمنة إلى لافونتين: جولة بين الحكايات والحكم».
وكما هو معلوم، الخرافة تلهم الشخصيّة. فإحدى المعروضات التذكارية الملفتة في متحف اللوفر أبوظبي تقول: «ما الخرافة؟ إنها حكاية صغيرة تخبرك من أنت». وعندما يصل الإحساس بالشخصية من خلال مقولة «من أنت» إلى عدد كافٍ من الأفراد، فإنّه بذلك يلعب دوراً في تعزيز الهويّة الثقافية وفهم قيمها وأبعادها.
لهذا السبب تمنح دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي قيمة عالية لمكتباتها في الإمارة. ففي وقت ينظر فيه معظم الناس إلى القراءة في المكتبات على أنها عادة قديمة، يستثمر العالم العربي في المكتبات بوصفها مراكز للمجتمع والمعرفة. وقد استقبلت الفروع الخمسة لمكتباتنا عدداً هائلاً من الزوار بلغ 164.553 زائراً خلال العام الماضي. وهي تحتوي على 306.492 كتاباً، بما فيها 30.099 كتاباً حول دولة الإمارات العربية المتحدة ومنطقة الخليج العربي.
وخير مثال على جهود «مكتبة» المتواصلة مسابقة «الكاتب الصغير في الكتاب الكبير»، التي تدعو الطلاب لكتابة قصص حول موضوع معين، ويجرى جمع ونشر أفضل المشاركات. وعلى سبيل المثال، كان موضوع المسابقة في عام 2020 معرض «إكسبو 2020». وضمّت المشاركات الفائزة واحدة تقدّمت بها تلميذة في الصف الثامن، التي وصفت فيها زيارة إحدى الطالبات إلى «إكسبو 2020»، ما أطلق العنان لشعور الانتماء الوطني لديها، ودفع جدّتها إلى مشاركة قصص عن تاريخ الدولة وإنجازاتها، من استخدامات سعف النخيل إلى حكايات البحّارة الشجعان.
ربما يأتي يوم يقدّم لنا فيه أحد مؤلفي «الكاتب الصغير في الكتاب الكبير» مجموعة أخرى من طراز «كليلة ودمنة»، أو ينتج كتاباً يستحقّ العرض والبيع في معارضنا، أو يفوز بإحدى جوائزنا الأدبية العريقة. ومن خلال ذلك وحده، سيحافظ هؤلاء الكتّاب المبدعون الجدد، على تراث لغتنا كقوّة دافعة لتشكيل هويّتنا الثقافية والحفاظ على أدبنا آمناً لأجيال عديدة آتية.
وكيل دائرة الثقافة والسياحة - أبوظبي