وائل الدحدوح.. اِبْنوا لعبدي بيتًا في الجنَّة وسمُوه بَيت الحمد
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
مضى أربعة وتسعون يومًا منذ بدأت الإبادة الجماعية على غزة، حَمل طاولها المراسل الصحفي وائل الدحدوح بضاعة الصديقين، إذ فَقَد ثلاثة أبناء وحفيد وزوجة في أيام معدودات، فقابل قضاء الله بالصبر والحمد، وأتبعهم بالصمود وواصل نقل مأساة الأراضي المقدسة للعالم على أمل الاستجابة والنجاة، فكان موعده الجنَّة.
يتبادر إلى أذهاننا جميعًا منذ بدأت الحرب على عزة من المحتل الإسرائيلي، كيف يصمد الشعب فلسطين، كيف يموت ثمرة فؤادك بين يديك وتحمد الله وتكمل مسيرتك، فالمراسل الدحدوح شأنه شأن الشعب الفلسطيني على مر الزمان، يفقدون روح الروح ويكملوا القتال، وقد فقد الدحدوح أثنان من أبنائه منذ أسابيع، وفقد أبنه الثالث الصحفي حمزة في وقت سابق أمس، فكانوا ومازالوا رمزًا ودرسًا حيًا لا يموت أبد الأبدين عن الإيمان واليقين والصبر عند الصدمة الأولى.
استشهاد نجل وائل الدحدوح
جزاء من فقد ولده واحتسب
صحيح أن الموت حق وسنة كونية والابتلاءات والمصائب هي حظ ابن آدم، ولكن الله لطيف بعبادة، فيجزي ويتفضل على من فقد وصبر، وبشرهم حبيب الرحمن محمد ﷺ بذلك في أحاديثه الشريفة فوعدهم الجنة، وبيت يدعى الحمد، وحجاب منيع من النار فلا تمسهم أبدًا.
وروى مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتت امرأة النبي صلى الله عليه وسلم بصبي لها فقالت: يا نبي الله ادع الله له، فلقد دفنت ثلاثة، قال: دفنت ثلاثة؟ قالت: نعم قال: لقد احتظرت بحظار شديد من النار.
كما جاء حديث لرسول الله ﷺ مبلغاً عن الله تبارك وتعالى قال: "إِذَا مات ولد العبْد قال اَللَّه لِملائكته قبضْتم وُلِد عَبدِي فيقولون نَعِم فَيقُول قبضْتم ثَمرَة فُؤَادِه فيقولون نَعِم فَيقُول مَاذَا قال عَبدِي فيقولون حَمدُك واسْترْجع فَيقُول اَللَّه اِبْنوا لِعبْدي بيْتًا فِي الجنَّة وَسمُوه بَيْت الحمْد" صحيح الترمذي .
وفي حديث آخر قال الحبيب المصطفى ﷺ: "مَا مِن مُسْلِم يَمُوت لَه ثَلاثَة لَم يَبلُغوا الحنْث إِلَّا أَدخَله اَللَّه الجنَّة بِفَضل رَحمَتِه إِيَّاهم مُتفَق عليْه " ، وَقَال أيْضًا : " لََا يَمُوت لِأَحد مِن المسْلمين ثَلاثَة مِن الولد لََا تَمسُّه النَّار إِلَّا تَحلَّة "
وقد جاءت امرأة إلى شفيع الأمة محمد ﷺ فقالت : " يَا رَسُول اَللَّه ، ذهب الرِّجَال بِحديثك ، فاجْعل لَنَا مِن نَفسِك يوْمًا نأْتيك فِيه تُعَلمنَا مِمَّا عِلْمِك اَللَّه ، فَقَال : اِجْتمَعْن يَوْم كذَا وَكذَا ، فاجْتمعْن ، فأتاهنَّ اَلنبِي صَلَّى اَللَّه عليْه وَسلَّم فعلْمَهنَّ مِمَّا عِلْمِه اَللَّه ، ثُمَّ قال : مَا مِنْكنَّ مِن اِمرأَة تَقدُّم ثَلاثَة مِن الولد إِلَّا كَانُوا لَهَا حِجابًا مِن النَّار ، فقالتْ اِمرأَة : واثْنَيْنِ ؟ فَقَال رَسُول اَللَّه صَلَّى اَللَّه عليْه وَسلَّم : واثْنَيْنِ " مُتفَق عليْه .
وفي صحيح البخاري أن حضرة النبي ﷺ قال: "يقول الله عز وجل: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء، إذا قبضت صَفِّيَه من أهل الدنيا، ثم احتسبه إلا الجنة"، وهذا على الصفي عامة فما بالك بالولد.وائل الدحدوح يلقى النظرة الأخيرة على أسرته
بضاعة الصديقين
وتحدثت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي عن الصبر فقالت، بشر الله تعالى الصابرين في سورة البقرة بقوله تعالى: ﴿الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾.َ وعن أنس بن مالك رضي الله عنه َ قال: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ: «اتَّقِي اللهَ، وَاصْبِرِي» قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي، -وَلَمْ تَعْرِفْهُ-، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآله وسَلَّمَ، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: «إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى» رواه البخاري.
كما أوضحت دار الإفتاء أن أعلى أنواع الصبر هو الصبر عند الصدمة الأولى، ويعني عند فورة المصيبة وابتدائها قبل أن يحصل التسلي بشيء من التسليات؛ لكثرة المشقَّة حينئذٍ، فالصبر في القرآن على ثلاث أوجه كما قال الغزالي: الصبر على أداء الفرائض وله ثلاثمائة درجة والصبر على محارم الله وله ستمائة درجة، والصبر عند الصدمة الأولى تسعمائة درجة فكاتب الرتبة الأفضل رغم أنه عمل من الفضائل وليس الفرائض، فالمسلم يصبر على المحارم، أما الابتلاءات كان صبرهم يتطلب مقام الأنبياء فالأتقى ثم الأتقى لشدتها على النفس، ولذا قال ﷺ "وَمِنَ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ به عَلَيْنَا مَصَائِبَ الدُّنْيَا"
ولأنه يقال كل شيء يبدو صغيراً ثم يكبر إلا المصيبة؛ فإنها ابتلاءاتنا في الدنيا تأتي كبيرة وتندثر مع الأيام، كان اشتراط عظم الثواب لها عند أول كِبَرِها قبل صغرها وهي في صدمة القلب أول ما يبغته الشيء، فينظر إلى نظر الله تعالى فيستحي فيحسن الصبر كما قال: "فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا" وهذا مقام المتوكلين والصديقين عند الله تعالى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وائل الدحدوح الجن ة الحمد الدحدوح عزت الشعب فلسطين الإبادة الجماعية المراسل الصحفي وائل الدحدوح وائل الدحدوح ث لاث ة ى الله الله ع ی الله
إقرأ أيضاً:
في ذكراها الرابعة عشرة، ثورة الشعب السوري انتصرت… حشود الأهالي تكتب حكاية الصبر في إدلب
ثورة الشعب السوري 2025-03-15Zeinaسابق محافظة دمشق: تدعوكم جماهير الثورة للمشاركة في استكمال فعاليات احتفال ذكرى الثورة السورية المباركة، التي ستُقام اليوم السبت عند الساعة الثامنة والنصف مساءً في ساحة الأمويين، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة نهاراًآخر الأخبار 2025-03-15محافظة دمشق: تدعوكم جماهير الثورة للمشاركة في استكمال فعاليات احتفال ذكرى الثورة السورية المباركة، التي ستُقام اليوم السبت عند الساعة الثامنة والنصف مساءً في ساحة الأمويين، وذلك بسبب ارتفاع درجات الحرارة نهاراً 2025-03-15منحة مالية للعاملين في الدولة والمتقاعدين بما يعادل راتب شهر واحد بمناسبة عيد الفطر المبارك 2025-03-15الرئيس العراقي يبحث مع الشيباني العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها 2025-03-15حملة إزالة الركام ومخلفات الدمار من المدارس في داريا 2025-03-14اللجنة الوطنية المستقلة للتحقيق والتقصي في أحداث الساحل تجتمع مع محافظ اللاذقية 2025-03-14فرق الدفاع المدني تواصل إخماد حرائق عدة في جبال الساحل 2025-03-14الأوقاف: حصة سوريا من الحجاج لموسم 1446هـ 22,500 حاج 2025-03-14وزيرا خارجية سوريا والعراق يؤكدان على أهمية العلاقات التاريخية بين البلدين وتطويرها 2025-03-14حملة (عائدون) تُسيّر أولى قوافلها من مدينة إعزاز في الشمال السوري لإعادة الأهالي إلى مناطقهم 2025-03-14عودة ضخ المياه من محطة الشير بريف اللاذقية
صور من سورية منوعات العرقسوس والتمر الهندي… عصائر رمضانية شعبية في حماة 2025-03-11 تيك توك تستأنف خدماتها في الولايات المتحدة بفضل ترامب 2025-01-20فرص عمل وزارة التجارة الداخلية تنظم مسابقة لاختيار مشرفي مخابز في اللاذقية 2025-02-12 جامعة حلب تعلن عن حاجتها لمحاضرين من حملة الإجازات الجامعية بأنواعها كافة 2025-01-23
مواقع صديقة | أسعار العملات | رسائل سانا | هيئة التحرير | اتصل بنا | للإعلان على موقعنا |