هستيريا الاعتقالات في تونس!
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
هستيريا الاعتقالات في تونس
تحوّل بلد الثورة والربيع العربي إلى سجن كبير أبوابه مشرعة لكل من يعارض أو حتى يهمس برأي مخالف.
علينا ألا ننسى أن جزءاً من المعارضين أنفسهم كانوا سبباً في ما نحن فيه، وقعوا في الفخ الذي زرعوه لغيرهم وهم يكتوون اليوم بنيرانه.
هستيريا الاعتقالات لدى السلطات التونسية لتحويل أي شيء إلى شبهة، وكل من يتحرك إلى متهم، يوضع في السجن ما شاء له أن يبقى، ريثما يقرر السلطان أن يُحاكَم.
موجة ارتداد على مكاسب الثورة، وأهمها حرية الرأي، إذ تصاعدت مؤخرا موجة تحقيق مع المعارضين، بأي ذريعة كانت، ولو كلمة بسيطة في تدوينة أو صحيفة أو تصريح.
طالب عشرات المحامين السلطات الحاكمة بـ"إنهاء المهزلة والإفراج الفوري عن الزميلَيْن المحاميَيْن، غازي الشواشي ورضا بالحاج، اللذين وقع الزج بهما في السجون ظلماً وبهتاناً".
* * *
تدخل تونس مرحلة حرجة للغاية في تاريخها. موجة من الارتداد على مكاسب الثورة، وأهمها حرية الكلمة والرأي، إذ تصاعدت في الأيام الأخيرة موجة التحقيق مع المعارضين أساساً، بأي ذريعة كانت، حتى لو كانت كلمة بسيطة في تدوينة أو صحيفة أو تصريح إذاعي عابر.
وتؤكد حركة النهضة أن نائب رئيس الحركة ومنسق مكتبها التنفيذي منذر الونيسي، المعتقل منذ يوم 6 سبتمبر/ أيلول 2023 في السجن المدني بالمرناقية، قد دخل في إضراب عن الطعام منذ ما يزيد عن عشرة أيام احتجاجاً على غموض المسار القضائي منذ لحظة إيقافه إلى ساعة دخوله في الإضراب.
وقالت في بيان لها، السبت الماضي، إن "شعوره بالمظلمة التي طاولته تتهدد لا فقط حريته بل مسيرته العلمية والأكاديمية إلى جانب معاناة عائلته المضيقة والموسعة".
وفي رسالة مفتوحة، يقول إلياس الشواشي، ابن المعتقل غازي الشواشي، الأمين العام السابق لحزب التيار الديمقراطي، إنه بلا اتصال مع الوالد (لا العائلة ولا المحامون)، وإن صحته حرجة، وحياته في خطر، وهو منزو في زنزانته لا يرى أحدا ويرفض الدواء.
وفي عريضة مفتوحة، طالب عشرات المحامين التونسيين السلطات الحاكمة بـ"إنهاء المهزلة وبالإفراج الفوري عن الزميلَيْن المحاميَيْن، غازي الشواشي ورضا بالحاج، اللذين وقع الزج بهما في السجون ظلماً وبهتاناً".
وذكّروا بأنهما "يقبعان منذ أكثر من 10 أشهر في السجن من دون وجه حق ومن دون محاكمة عادلة... بـ17 تهمة أبرزها التآمر على أمن الدولة، وحمل السكان على مهاجمة بعضهم بعضاً، وغسل الأموال، ونشر أخبار كاذبة واقتراف أمر موحش ضد رئيس الدولة وحتى استهدافه للنيل من حياته".
وفي السجن صحافيون ومدونون ونشطاء ومعارضون من كل العائلات الفكرية، أغلبهم بلا محاكمة، وبلا تقدم في مسار التحقيق، في مشهد يحوّل بلد الثورة والربيع العربي إلى سجن كبير أبوابه مشرعة لكل من يعارض أو حتى يهمس برأي مخالف.
ومن المضحكات المبكيات، أنه تم مساء الجمعة الماضي التحقيق مع واحد من أشهر المحامين التونسيين، البشير الفرشيشي، بسبب وجود مفتاح لديه عندما كان يزور سجناء، ما يعكس هذه الهستيريا التي أصبحت لدى السلطات التونسية لتحويل أي شيء إلى شبهة، وكل من يتحرك إلى متهم، يوضع في السجن ما شاء له أن يبقى، ريثما يقرر السلطان أن يُحاكَم.
ولكن علينا ألا ننسى أن جزءاً من المعارضين أنفسهم كانوا سبباً في ما نحن فيه، وقعوا في الفخ الذي زرعوه لغيرهم وهم يكتوون اليوم بنيرانه.
*وليد التليلي كاتب صحفي تونسي
المصدر | العربي الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: تونس المعارضين حركة النهضة قيس سعيد الثورة التونسية الربيع العربي المعارضة التونسية فی السجن
إقرأ أيضاً:
نقيب المحامين يُهنئ «عبد العزيز» و«المسلماني» برئاسة الأعلى والوطنية للإعلام.. و«الشوربجي» بتجديد الثقة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تقدم عبد الحليم علام، نقيب المحامين ـ رئيس اتحاد المحامين العرب، بالتهنئة القلبية إلى المهندس خالد عبدالعزيز، وزير الشباب والرياضة السابق، بصدور قرار الرئيس عبدالفتاح السيسي، بتعيينه رئيسًا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، وأحمد المسلماني، بصدور قرار تعيينه رئيساً للهيئة الوطنية للإعلام.
كما تقدم نقيب المحامين، بالتهنئة القلبية إلى المهندس عبدالصادق الشوربجي، بتجديد ثقة الرئيس عبد الفتاح السيسي بتعيينه رئيسًا للهيئة الوطنية للصحافة، معرباً عن ثقته التامة في قدرة المجلس الأعلى للإعلام، والهيئتين الوطنيتين للإعلام والصحافة في النهوض بالإعلام والصحافة المصرية، خاصة أن هذه الهيئات تضم شخصيات لها خبرة كبيرة في العمل الإعلامي والصحفي، وتمتع بمصداقية حقيقية لدى الرأي العام.
وأكد عبد الحليم علام، الأهمية الكبيرة لدور الإعلام والصحافة في تنمية الوعي لدى المواطنين، ومواجهة ظاهرة الشائعات والأكاذيب التى يتم بثها ضد الدولة ومؤسساتها، مطالباً بصياغة استراتيجية جديدة للإعلام والصحافة المصرية حتى يستعيد الإعلام المصري ريادته العربية والدولية.
والجدير بالذكر أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، كان قد أصدر 3 قرارات جمهورية بتشكيل كل من المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام برئاسة المهندس خالد عبدالعزيز خالد محمود عبد العزيز، والهيئة الوطنية للصحافة برئاسة عبد الصادق الشوربجي، والهيئة الوطنية للإعلام برئاسة الكاتب الصحفي أحمد المسلماني.