عقدة المحرقة.. يهود يشكون من مبالغة ألمانيا في الدفاع عن إسرائيل
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
انطلاقا من عقدتها التاريخية بشأن "المحرقة النازية"، يشكو يهود ألمان من أن بلادهم تبالغ في الدفاع عن إسرائيل، حتى أن بعضهم بات متهما بمعاداة السامية على خلفية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وفقا لمجلة "ذي إيكونوميست" البريطانية (The Economist).
المجلة قالت، في تقرير ترجمه "الخليج الجديد"، إن كثيرين وجدوا أنفسهم، في الأشهر الثلاثة الماضية، عرضة لإيقاف برامجهم أو مِنحهم أو عقودهم أو جوائزهم أو إلغاء اجتماعاتهم مع مسؤولين حكوميين، والسبب واحد، وهو أن هؤلاء، وبينهم يهود، قالوا شيئا قد يعتبره شخص ما معاديا للسامية.
ولفتت إلى أن هذه الاستهدافات طالت شخصيات متنوعة بينها: شاعر هندي، وعالم سياسة أسترالي، وفرقة شعبية أيرلندية، ومهندس معماري بريطاني، ومصور بنجلادشي، ومؤرخ أمريكي للمحرقة، وملحن تشيلي، وكاتب مسرحي إسرائيلي نمساوي، ولاعب كرة قدم هولندي، وصحفي ألماني نيجيري، وروائي فلسطيني، وفنان من جنوب أفريقيا، والسيناتور الأمريكي بيرني ساندرز.
و"حساسية ألمانيا المفرطة بشأن معاداة السامية لم تبدأ في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، حين هاجم مقاتلو حركة حماس إسرائيل، بل يوجد سياق يبدأ بوضوح بقتل النظام النازي لستة ملايين يهودي أوروبي (خلال الحرب العالمية الثانية 1939-1945)"، على حد تقدير المجلة.
وتابعت: "وتلخصت إحدى الإجابات على هذا الرعب من جانب الأجيال اللاحقة من الألمان في تبني فكرة إنشاء إسرائيل باعتبارها "نهاية سعيدة" لكابوسهم الوطني.. وأصبح الألمان ينظرون إلى أي تحدٍ لأسطورة الخلاص هذه على أنه شيء أقرب إلى ارتكاب خطيئة.
اقرأ أيضاً
الولايات المتحدة.. تواصل الاحتجاجات اليهودية المناهضة للحرب الإسرائيلية على غزة
رعب غزة
و"هذا التطور بدأ منذ عقود، مع قرار ألمانيا تقديم تعويضات الحرب، ليس فقط للناجين من المحرقة، بل وأيضا للدولة اليهودية الجديدة"، كما أضافت المجلة.
وزادت بأن "أنجيلا ميركل، المستشارة الألمانية بين عامي 2005 و2021، عززت الشعور بالمسؤولية الخاصة تجاه إسرائيل عبر التأكيد على أن أمنها جزء من أمن ألمانيا".
وتابعت: "من المفارقات أنه في عام 2019، وبتحريض من "البديل من أجل ألمانيا" وهو حزب منبوذ على نطاق واسع باعتباره فاشيا، تبنى النواب الألمان اقتراحا يساوي بين الدعوات إلى مقاطعة إسرائيل ومعاداة السامية".
وقالت إن "الرعب الذي شهدته غزة، حيث قتلت القوات الإسرائيلية حتى الآن ما يزيد عن 18 ضعفا من القتلى الذين قتلتهم حماس، كشف عن مدى الإحراج الذي ينطوي عليه احتضان ألمانيا الأحادي الجانب لإسرائيل، ولكنه وضع أيضا يهود ألمانيا في مأزق".
و"يخشى بعض اليهود الألمان من أن الإفراط في الحماية الرسمية قد يؤدي في حد ذاته إلى إثارة ردود أفعال معادية لليهود"، وفقا للمجلة.
وأردفت: "وربما تكون النصيحة التي قدمها الناشط الإسرائيلي ألون لي جرين، في ندوة عقدت ببرلين في ديسمبر/كانون الأول الماضي، من السهل على الألمان فهمها".
وقال جرين إنه "إذا كنت تريد حقا أن تكون صديقا جيدا لإسرائيل، فالانتقاد (لتصرفاتها) أمر جيد. عندما يكون صديقك في حالة سكر، لا تقدم له مشروبا آخر، بل تأخذه إلى المنزل وتضعه في السرير".
اقرأ أيضاً
حرب غزة.. ألمانيا تضاعف 10 مرات صادرات أسلحتها لإسرائيل هذا العام
المصدر | ذي إيكونوميست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: يهود ألمانيا إسرائيل حرب غزة حماس فلسطين
إقرأ أيضاً:
هجوم عند نصب المحرقة في برلين وإصابة رجل بجروح خطيرة
قالت الشرطة الألمانية اليوم الجمعة إن رجلا أصيب بجروح خطيرة في هجوم نفّذ على الأرجح بأداة حادة عند نصب الهولوكوست (المحرقة) في وسط برلين بالقرب من السفارة الأميركية.
وقالت الشرطة على موقع "إكس" إن "رجلا أصيب بجروح خطيرة على يد شخص مجهول، المسعفون يقدمون الرعاية لأشخاص شاهدوا ما حدث في الموقع".
وقالت متحدثة باسم الشرطة لوكالة الأنباء الفرنسية إن "الرجل المجهول هاجم الجريح بأداة حادة على ما يبدو".
ونقل مراسل الجزيرة أن الشرطة الألمانية "ألقت القبض على شخص بتهمة التخطيط لهجوم على السفارة الاسرائيلية في برلين".
وقالت صحيفة تاغس شبيغل الألمانية إن رجلا أصيب بجروح خطيرة في واقعة طعن عند النصب التذكاري للهولوكوست في برلين حوالي الساعة السادسة مساء بالتوقيت المحلي (17:00 بتوقيت غرينتش)، مضيفة أن الشرطة أغلقت المكان في وسط المدينة وتُجري عملية تفتيش.
وذكرت الصحيفة أن الواقعة حدثت على الجانب الشمالي من النصب التذكاري للهولوكوست مترامي الأطراف بالقرب من السفارة الأميركية.