كشفت صحيفة "واشنطن بوست" عن تزايد قلق الإدارة الأمريكية من تصعيد للحرب في الشرق الأوسط في ظل استمرار عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة وتزايد حدة التوترات بين حزب الله والاحتلال على الحدود اللبنانية.

وظهرت مخاوف الإدارة الأميركية، بحسب الصحيفة، بعدما أوضحت دولة الاحتلال أنها ترى أن تبادل إطلاق النار المنتظم بين قواتها وحزب الله على طول الحدود أمر لا يمكن السكوت عليه، وأنها قد تشن قريبا عملية عسكرية كبيرة في لبنان.



وأشارت إلى ما قاله وزير دفاع الاحتلال "يوآف غالانت": "نحن نفضل طريق التسوية الدبلوماسية المتفق عليها، لكننا نقترب من النقطة التي ستنقلب فيها الأمور.

وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال، "دانييل هاغاري"، قد قال ،السبت، أن الجيش مستعد بجهوزية عالية في شمال لبنان.

يأتي ذلك في الوقت الذي أطلق فيه، حزب الله، 40 صاروخا تجاه الأراضي المحتلة، ردا على اغتيال نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، برفقة 6 آخرين من قيادات الحركة.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" قد كشفت وصول الغارات الإسرائيلية إلى عمق لبنان وضربت الصواريخ بلدة كوثريات السياد على بعد أكثر من 30 ميلاً شمال الحدود، في علامة على تصعيد القتال.

ووفقا لبيانات لاستخبارات الأميركية التي استعرضتها "واشنطن بوست"، فقد ضرب جيش الاحتلال مواقع القوات المسلحة اللبنانية التي تمولها وتدربها الولايات المتحدة أكثر من 34 مرة منذ 7 أكتوبر، حسبما قال مسؤولون مطلعون على الأمر.

ويشعر المسؤولون الأميركيون بالقلق، كما قالوا للصحيفة، من أن يرى رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أن نقل القتال الموسع من غزة إلى لبنان هو مفتاح بقائه السياسي وسط انتقادات داخلية لفشل حكومته في منع هجوم حماس في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

وأوضحت صحيفة "واشنطن بوست" في تقريرها، الذي اعتمدت فيه على أكثر من عشرة من مسؤولي الإدارة الأميركية والدبلوماسيين، أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، أرسل كبار مساعديه إلى الشرق الأوسط لتحقيق هدف حاسم يتمثل في منع اندلاع حرب شاملة مع حزب الله.


مخاوف أمريكية من حرب في الشمال
والمعضلة بحسب الصحيفة أنه إذا شن الاحتلال بالفعل حربا على حزب الله، فإنه سيكون من الصعب على الجيش أن ينجح في ذلك لأن أصوله وموارده العسكرية ستكون منتشرة بشكل ضئيل للغاية نظرا لانخراطه في حرب غزة، وفقا لتقييم سري جديد صادر عن وكالة الاستخبارات الدفاعية الأميركية (DIA).

وذكرت الصحيفة أن حزب الله، لديه مقاتلون مدربون تدريبا جيدا وعشرات الآلاف من الصواريخ والقذائف، ويريد تجنب حدوث تصعيد كبير.

الاحتلال أول الخاسرين من تصعيد الحرب
وقالت "واشنطن بوست" نقلا عن المتحدث باسم الخارجية الأمريكية "مات ميلر" : "ليس من مصلحة أحد لا إسرائيل ولا المنطقة ولا العالم أن ينتشر هذا الصراع إلى ما هو أبعد من غزة، لكن هذا الرأي لا يتم تبنيه بشكل موحد داخل الحكومة الإسرائيلية".

وقال مسؤولون أميركيون للصحيفة إنه منذ هجوم حماس في السابع من أكتوبر ناقش المسؤولون الإسرائيليون شن هجوم وقائي على حزب الله. وواجه هذا الاحتمال معارضة أميركية مستمرة بسبب احتمالية جر إيران، التي تدعم حزب الله إلى الصراع، وهو احتمال قد يجبر الولايات المتحدة على الرد عسكريا نيابة عن إسرائيل.

وتتمثل مخاوف المسؤولين الأميركيين، بحسب الصحيفة، في أن يتسبب صراع واسع النطاق بين إسرائيل ولبنان في مزيد من الدماء مقارنة بما شهدته الحرب الإسرائيلية-اللبنانية عام 2006 بسبب ترسانة حزب الله من الأسلحة بعيدة المدى والدقيقة والتي أصبحت حاليا أكبر بكثير ويمكن لها أن تضرب عمق الاحتلال الإسرائيلي وتصيب أهدافا حساسة مثل مصانع البتروكيماويات والمفاعلات النووية.


خسائر اقتصادية كبيرة
وأوضحت "واشنطن بوست" أن للحرب تأثير مضاعف على الاقتصاد العالمي بعد أن أجبرت هجمات الحوثيون في اليمن شركات الشحن الكبرى على تحويل مسار السفن من البحر الأحمر وقناة السويس في الأسابيع الأخيرة.

كان مسؤول أميركي كبير قد قال لـ"وول ستريت جورنال" إن واشنطن تسير على حبل مشدود في المنطقة، وتحاول استخدام نفوذها في الاتفاق مع الجهات الفاعلة الإقليمية لتجنب التصعيد من ناحية، مع الإصرار على أن الولايات المتحدة ستدافع عن أفرادها وسفنها التي تعبر المنطقة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية الاحتلال حزب الله اللبنانية نتنياهو لبنان نتنياهو حزب الله الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة واشنطن بوست حزب الله

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: مسيحيو سوريا بين فرحة سقوط الأسد وقلق المستقبل

تناولت صحف عالمية عدة قضايا مهمة في المنطقة، أبرزها أوضاع المسيحيين في سوريا بعد سقوط نظام الأسد، والتحديات الاستخباراتية الإسرائيلية في مواجهة أنصار الله (الحوثيين)، إضافة إلى اكتشاف مقابر جماعية قرب دمشق.

فقد نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، في تقرير لها، أن المسيحيين السوريين يعيشون حالة من المشاعر المتناقضة في أول احتفال لهم بعيد الميلاد بعد سقوط نظام الأسد، حيث تمتزج مشاعر الفرح بزوال النظام القمعي مع القلق من المستقبل المجهول.

وأشارت الصحيفة إلى أن مظاهر الاحتفال بدت واضحة في شوارع العاصمة دمشق، حتى أن الاحتجاجات المطالبة بحماية جميع السوريين لم تواجه بالقمع المعتاد في عهد النظام السابق.

وفي سياق متصل، كشفت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية عن اكتشاف مقبرة جماعية جديدة على مسافة قصيرة من العاصمة دمشق، معتبرة أن هذا الاكتشاف يسلط الضوء على أحد أكثر جوانب المأساة السورية إيلاما.

ونقلت الصحيفة عن ناشط في مجال البحث عن المفقودين والمعتقلين قوله إن تحديد هويات الضحايا يمثل تحديا أكبر من عملية اكتشاف المقابر التي أخفاها النظام السابق لسنوات.

وفي السياق الأميركي، حذرت مجلة "ناشونال إنترست" من تصريحات الرئيس المنتخب دونالد ترامب حول عدم وجود مصالح مهمة للولايات المتحدة في سوريا.

إعلان

واعتبرت المجلة أن هذا التوجه قد يشكل خطأ إستراتيجيا كارثيا، داعية من وصفتهم بـ"أنصار السياسة الخارجية ضيقي الأفق" إلى إدراك أن المكاسب قصيرة المدى لا تبرر الأضرار طويلة الأجل التي قد تلحق بسمعة الولايات المتحدة.

وفي الشأن الإسرائيلي، كشفت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أن التهديد المتزايد للحوثيين يضع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أمام تحديات غير مسبوقة، خاصة شعبة الاستخبارات التي تفتقر إلى الأدوات الكافية للتعامل مع هذه الجبهة الجديدة.

تصاعد الاستيطان

ورغم تهديدات وزير الدفاع الإسرائيلي بتصفية قيادات الجماعة اليمنية، فإن الواقع يشير إلى عدم جاهزية الاستخبارات لتنفيذ مثل هذا التهديد، خاصة مع فشل الضربات الإسرائيلية في ردع الحوثيين.

وفي موضوع الاستيطان، سلطت صحيفة "هآرتس" الضوء على تصاعد نشاط المستوطنين في الضفة الغربية، محذرة من أن شهيتهم باتت مفتوحة على مصراعيها للاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.

وأشارت الصحيفة إلى أن المستوطنين يتوسعون من منطقة إلى أخرى، مستغلين حقيقة أن الاتفاقيات والمعاهدات تقيد الفلسطينيين فقط.

وحذرت الصحيفة من أن المشروع الاستيطاني يدفع إسرائيل بشكل متسارع نحو نظام فصل عنصري.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: لا يجب التقليل من شأن اليمنيين
  • الخارجية الروسية: هناك إمكانية لاستئناف الحوار مع واشنطن بعد تنصيب ترامب
  • واشنطن بوست”: “إسرائيل” أبلغت الولايات المتحدة بالهجمات على اليمن قبل تنفيذها 
  • «واشنطن بوست»: المقاعد القضائية معركة جديدة أشعلها فوز ترامب
  • ‏وكالة الأنباء اللبنانية: آليات إسرائيلية تتقدم عبر وادي الحجير في جنوب لبنان وتقوم بعمليات تمشيط بالأسلحة الرشاشة
  • صحيفة عبرية تكشف نفوذا غير مسبوق لزوجة نتنياهو.. نظام مواز للحكومة
  • الساحة اللبنانية… ثوابت تحدّد شكل المرحلة المقبلة
  • تطور الحالتين اللبنانية والسورية وانعكاساتها على حرب الإبادة بغزة
  • واشنطن بوست: مسيحيو سوريا بين فرحة سقوط الأسد وقلق المستقبل
  • “واشنطن بوست” تسلط الضوء على مقابر جماعية قرب دمشق