من خلال 111 ورقة: باحثون يناقشون التنشئة الوالدية في ظل وسائل التواصل الاجتماعي
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
أثير – محمد العريمي وخالد الراشدي
انطلق اليوم الملتقى العلمي الثالث “الدافعية والتنشئة الوالدية” الذي تنظمه المجموعة البحثية بالتعاون مع كرسي اليونسكو بقسم علم النفس بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، تحت معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام.
وبهده المناسبة قال الأستاذ الدكتور سعيد بن سليمان الظفري رئيس المجموعة البحثية بأن المجموعة البحثية قطعت شوطا كبيرا في سبيل تحقيق أهدافها وحقق أعضاؤها إنجازات بحثية عديدة بالإضافة إلى الحصول على عدة مشاريع ممولة، وحصد مجموعة من الجوائز البحثية الوطنية، مشيرًا إلى أن هذا الملتقى العلمي يأتي كإحدى المحطات المهمة التي تستهدف الحراك العلمي في موضوع التنشئة الوالدية في ظل التحديات التي أفرزتها وسائل التواصل الاجتماعي.
وأوضح الظفري لـ “أثير” بأن من أهم التوصيات التي يتوقع أن تخرج من الأوراق العلمية التي تم تقديمها إعداد برامج توعوية وتدريبية موجهة إلى الأسرة في كيفية التعامل الفعال مع وسائل التواصل الاجتماعي وتهيئة البيئة المناسبة لأبنائهم، وتعظيم الاستفادة من الإيجابيات لوسائل التواصل الاجتماعي وتقليل الآثار السلبية، وتوجيه الاهتمام من قِبل الباحثين لتقديم مقترحات بحثية ممولة للحصول على دعم لإقامة مشروعات إستراتيجية تبحث موضوع التنشة الوالدية في وسائل التواصل الاجتماعي، وإيجاد شراكة خليجية – إقليمية في مجال البحث العلمي فيما يتعلق بالتنشئة الوالدية في ظل وسائل التواصل الاجتماعي.
وتحدث المكرم الدكتور عبدالله بن خميس الكندي -رئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس- عن تأسيس المختبر الوطني للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي الذي جاء بتوجيه من مجلس الوزراء، موضحًا أهدافه ومراحله، مؤكدًا بأن المشروع يحمل سمة وطنية ويرتبط بشكل مباشر بالجهد العلمي المبذول الذي تقوم به المجموعة البحثية.
كما قدّم الدكتور سيف الهادي المتحدث الرئيسي بالملتقى ورقة بعنوان “وصية لقمان… تواصل في اتجاهين” والتي تتحدث عن علاقة الأباء والأبناء، وتطرق فيها إلى الأسرة والقدوة والثقافة والمصادر وتواصل في اتجاهين وكيفية الوثوق بأنفسنا، والتي ركّزت على أهمية التعامل الآباء الإيجابي مع أطفالهم فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، وتنبيه الآباء والأسر إلى ضرورة التواصل مع الأبناء.
وأشار الهادي لـ “أثير” إلى أن الأب مطالب أن يكون معلمًا وحكيمًا ومرشدًا لأبنائه حتى بعد بلوغهم سن الرشد واستقلالهم في الحياة، وفي ظل شبكات التواصل عندما لا يجد الأبناء الآباء منشغلين بهم ومهتمين بتنمية عقولهم وبإرشادهم سيلجأون إلى شبكات التوصل منها ما تفتقد المصادر والقدورة والإشاد الصحيح وهذات يشكل خطورة كبيرة.
وتضمن الملتقى جلسة شارك فيها متحدثون بـ 44 ورقة علمية من أصل 111 ضمن 19 محورًا حول التنشئة الوالدية في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، والآثار الإيجابية والسلبية لوسائل التواصل الاجتماعي والمنظومة القيمية الإسلامية ودورها في تشكيل السلوك في ضوء تحديات التواصل الاجتماعي، والرفاه والصحة النفسية وسمات الشخصية لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج والتطبيقات الإلكترونية الآمنة للأطفال والشباب، ودور المعلمين والاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في تطوير مهارات التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والإرشاد النفسي والأسري لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والقياس والمناهج الكمية والنوعية في أبحاث وسائل التواصل الاجتماعي والتشريعات والقوانين الخاصة بوسائل التواصل الاجتمعي.
ويسلط الملتقى الضوء على التنشئة الوالدية في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، بغية تحقيق مجموعة من الأهداف، أهمها: الإسهام في تحقيق رؤية عمان 2040 وبالتحديد محور الإنسان والمجتمع بأولوياته المتعددة، ودعم البحث العلمي في مجال البحوث ذات العلاقة بالتنشئة الوالدية في ظل تنامي تأثير الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي، وتعظيم الاستفادة من إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي بما يخدم الفرد وأسرته وهويته ووطنه والإنسانية من حوله، وتوعية المجتمع بأهمية ممارسة التنشئة الوالدية القائمة على القيم الاسلامية والأعراف العمانية الأصيلة في ظل تأثير مواقع التواصل الاجتماعي.
وقد تم خلال الملتقى تدشين كرسي اليونسكو في علم النفس التربوي بكلية التربية بقسم علم النفس بجامعة السلطان قابوس، وهو أحد الكراسي البحثية الواعدة التي تدعمها الجامعة في سبيل الرقي بالبحث العلمي وتطبيقاته بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بالسلطنة ومنظمة اليونسكو.
ويهدف كرسي اليونسكو إلى دعم البحث العلمي وتشجيع الممارسات الجيدة ورفع الوعي وتبادل المعرفة في مجال علم النفس، ويعمل على إعداد الندوات والورش حول علم النفس ودوره في البيئات التعليمية وفي إعداد المعلم. وللكرسي أهداف تطويرية طويلة المدى.
كما تم خلال الملتقى تكريم المشاركين في الملتقى العلمي الثالث “الدافعية والتنشئة الوالدية”، من بينهم مؤسسة أثير على رعايتها للملتقى.
تجدر الإشارة إلى أن اللجنة العلمية تلقت 185 ورقة علمية، تم قبول 111 منها من خلال لجنة علمية مستقلة قيمت الأبحاث تقييمًا علميًا بعد حذف كل ما يشير إلى الباحث، وقد توزعت الأبحاث على محاور الملتقى المختلفة، ويشارك في تقديم هذه الأوراق باحثون من مختلف المؤسسات من داخل سلطنة عمان وخارجها، ويشارك طلبة البكالوريوس وطلبة الدراسات العليا إلى جانب غيرهم من الباحثين والأكاديمين.
وسيتم عرض الأوراق العلمية في 24 جلسة علمية، منها 4 جلسات افتراضية، ويأمل القائمون على هذا الملتقى أن يتم الإعلان عن توصيات يمكن أن تسهم في تحسين جودة الحياة من خلال التوظيف الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي، كما يأمل المنظمون نشر بعض أبحاث الملتقى في مجلتين من المجلات العربية المحكمة بعد إخضاع الأبحاث لتحكيم خارجي مزدوج، مما يسهم في تحقيق أهداف الملتقى وإيصال نتاجاته العلمية إلى أكبر شريحة ممكنة من الوسط العلمي والبحثي والمجتمعي
يُذكر أن هذا الملتقى جاء بعد نجاح الملتقى الأول والذي حمل عنوان “الواجبات المنزلية: نحو ممارسات إيجابية وإبداعية” في ديسمبر 2019 والملتقى الثاني بعنوان “الدافعية للتعلم بدول الخليج في ظل أزمة كوفيد- 19” في مايو 2020م.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: المجموعة البحثیة علم النفس
إقرأ أيضاً:
مي إيهاب تناقش تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية في «إيه المشكلة»
استضافت الإعلامية مي إيهاب الدكتور عبد الرحمن ترك استشاري الصحه النفسية في برنامجها «إيه المشكلة؟».
وناقش الدكتور عبد الرحمن ترك المتغيرات التى طرأت على الصحة النفسية في ظل وجود التأثيرات السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي.
كما أوضح ترك أن مقارنة حياة الإنسان بحياة غيره على وسائل التواصل الاجتماعي تؤدي للإصابته بالاكتئاب وعدم الرضا.
وأكد على ضرورة مكافحة التنمر لما له من تأثيرات سلبية كبيرة على صحة الإنسان، وأنها مسئولية مشتركة بين الأهل والمدرسة والإعلام والأطباء النفسيين.
كما تطرقت المذيعة مي إيهاب للنقاش حول كتاب "العلوم النفسية في العصر الرقمي" بصياغة الدكتور عبد الرحمن ترك الذي يناقش كل ما يهم ويؤثر على الصحة النفسية للإنسان.