أثير – محمد العريمي وخالد الراشدي

انطلق اليوم الملتقى العلمي الثالث “الدافعية والتنشئة الوالدية” الذي تنظمه المجموعة البحثية بالتعاون مع كرسي اليونسكو بقسم علم النفس بكلية التربية بجامعة السلطان قابوس، تحت معالي الدكتور عبدالله بن ناصر الحراصي وزير الإعلام.

وبهده المناسبة قال الأستاذ الدكتور سعيد بن سليمان الظفري رئيس المجموعة البحثية بأن المجموعة البحثية قطعت شوطا كبيرا في سبيل تحقيق أهدافها وحقق أعضاؤها إنجازات بحثية عديدة بالإضافة إلى الحصول على عدة مشاريع ممولة، وحصد مجموعة من الجوائز البحثية الوطنية، مشيرًا إلى أن هذا الملتقى العلمي يأتي كإحدى المحطات المهمة التي تستهدف الحراك العلمي في موضوع التنشئة الوالدية في ظل التحديات التي أفرزتها وسائل التواصل الاجتماعي.


وأوضح الظفري لـ “أثير” بأن من أهم التوصيات التي يتوقع أن تخرج من الأوراق العلمية التي تم تقديمها إعداد برامج توعوية وتدريبية موجهة إلى الأسرة في كيفية التعامل الفعال مع وسائل التواصل الاجتماعي وتهيئة البيئة المناسبة لأبنائهم، وتعظيم الاستفادة من الإيجابيات لوسائل التواصل الاجتماعي وتقليل الآثار السلبية، وتوجيه الاهتمام من قِبل الباحثين لتقديم مقترحات بحثية ممولة للحصول على دعم لإقامة مشروعات إستراتيجية تبحث موضوع التنشة الوالدية في وسائل التواصل الاجتماعي، وإيجاد شراكة خليجية – إقليمية في مجال البحث العلمي فيما يتعلق بالتنشئة الوالدية في ظل وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحدث المكرم الدكتور عبدالله بن خميس الكندي -رئيس قسم الإعلام بجامعة السلطان قابوس- عن تأسيس المختبر الوطني للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي الذي جاء بتوجيه من مجلس الوزراء، موضحًا أهدافه ومراحله، مؤكدًا بأن المشروع يحمل سمة وطنية ويرتبط بشكل مباشر بالجهد العلمي المبذول الذي تقوم به المجموعة البحثية.

كما قدّم الدكتور سيف الهادي المتحدث الرئيسي بالملتقى ورقة بعنوان “وصية لقمان… تواصل في اتجاهين” والتي تتحدث عن علاقة الأباء والأبناء، وتطرق فيها إلى الأسرة والقدوة والثقافة والمصادر وتواصل في اتجاهين وكيفية الوثوق بأنفسنا، والتي ركّزت على أهمية التعامل الآباء الإيجابي مع أطفالهم فيما يتعلق بوسائل التواصل الاجتماعي، وتنبيه الآباء والأسر إلى ضرورة التواصل مع الأبناء.

وأشار الهادي لـ “أثير” إلى أن الأب مطالب أن يكون معلمًا وحكيمًا ومرشدًا لأبنائه حتى بعد بلوغهم سن الرشد واستقلالهم في الحياة، وفي ظل شبكات التواصل عندما لا يجد الأبناء الآباء منشغلين بهم ومهتمين بتنمية عقولهم وبإرشادهم سيلجأون إلى شبكات التوصل منها ما تفتقد المصادر والقدورة والإشاد الصحيح وهذات يشكل خطورة كبيرة.

وتضمن الملتقى جلسة شارك فيها متحدثون بـ 44 ورقة علمية من أصل 111 ضمن 19 محورًا حول التنشئة الوالدية في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، والآثار الإيجابية والسلبية لوسائل التواصل الاجتماعي والمنظومة القيمية الإسلامية ودورها في تشكيل السلوك في ضوء تحديات التواصل الاجتماعي، والرفاه والصحة النفسية وسمات الشخصية لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والبرامج والتطبيقات الإلكترونية الآمنة للأطفال والشباب، ودور المعلمين والاختصاصيين النفسيين والاجتماعيين في تطوير مهارات التعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي والإرشاد النفسي والأسري لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والقياس والمناهج الكمية والنوعية في أبحاث وسائل التواصل الاجتماعي والتشريعات والقوانين الخاصة بوسائل التواصل الاجتمعي.

ويسلط الملتقى الضوء على التنشئة الوالدية في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، بغية تحقيق مجموعة من الأهداف، أهمها: الإسهام في تحقيق رؤية عمان 2040 وبالتحديد محور الإنسان والمجتمع بأولوياته المتعددة، ودعم البحث العلمي في مجال البحوث ذات العلاقة بالتنشئة الوالدية في ظل تنامي تأثير الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي، وتعظيم الاستفادة من إيجابيات مواقع التواصل الاجتماعي بما يخدم الفرد وأسرته وهويته ووطنه والإنسانية من حوله، وتوعية المجتمع بأهمية ممارسة التنشئة الوالدية القائمة على القيم الاسلامية والأعراف العمانية الأصيلة في ظل تأثير مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد تم خلال الملتقى تدشين كرسي اليونسكو في علم النفس التربوي بكلية التربية بقسم علم النفس بجامعة السلطان قابوس، وهو أحد الكراسي البحثية الواعدة التي تدعمها الجامعة في سبيل الرقي بالبحث العلمي وتطبيقاته بالتعاون مع اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم بالسلطنة ومنظمة اليونسكو.

ويهدف كرسي اليونسكو إلى دعم البحث العلمي وتشجيع الممارسات الجيدة ورفع الوعي وتبادل المعرفة في مجال علم النفس، ويعمل  على إعداد الندوات والورش حول علم النفس ودوره في البيئات التعليمية وفي إعداد المعلم. وللكرسي أهداف تطويرية طويلة المدى.

كما تم خلال الملتقى تكريم المشاركين في الملتقى العلمي الثالث “الدافعية والتنشئة الوالدية”، من بينهم مؤسسة أثير على رعايتها للملتقى.

تجدر الإشارة إلى أن  اللجنة العلمية تلقت 185 ورقة علمية، تم قبول 111 منها من خلال لجنة علمية مستقلة قيمت الأبحاث تقييمًا علميًا بعد حذف كل ما يشير إلى الباحث، وقد توزعت الأبحاث على محاور الملتقى المختلفة، ويشارك في تقديم هذه الأوراق باحثون من مختلف المؤسسات من داخل سلطنة عمان وخارجها، ويشارك طلبة البكالوريوس وطلبة الدراسات العليا إلى جانب غيرهم من الباحثين والأكاديمين.

وسيتم عرض الأوراق العلمية في 24 جلسة علمية، منها 4 جلسات افتراضية، ويأمل القائمون على هذا الملتقى أن يتم الإعلان عن توصيات يمكن أن تسهم في تحسين جودة الحياة من خلال التوظيف الإيجابي لوسائل التواصل الاجتماعي، كما يأمل المنظمون نشر بعض أبحاث الملتقى في مجلتين من المجلات العربية المحكمة بعد إخضاع الأبحاث لتحكيم خارجي مزدوج، مما يسهم في تحقيق أهداف الملتقى وإيصال نتاجاته العلمية إلى أكبر شريحة ممكنة من الوسط العلمي والبحثي والمجتمعي

يُذكر أن هذا الملتقى جاء بعد نجاح الملتقى الأول والذي حمل عنوان “الواجبات المنزلية: نحو ممارسات إيجابية وإبداعية” في ديسمبر 2019 والملتقى الثاني بعنوان “الدافعية للتعلم بدول الخليج في ظل أزمة كوفيد- 19” في مايو 2020م.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: المجموعة البحثیة علم النفس

إقرأ أيضاً:

هل تحول معبر القائم إلى ورقة ضغط سياسية؟

14 فبراير، 2025

بغداد/المسلة:

تشهد الحدود العراقية السورية توتراً مستمراً يعكس تعقيدات المشهد السياسي والأمني في المنطقة، حيث لا يزال معبر البوكمال الحدودي مغلقاً من الجانب العراقي رغم استعداد الجانب السوري لاستئناف العمل به.

ويؤدي هذا الإغلاق إلى تداعيات اقتصادية وإنسانية واضحة، إذ تتكدس الشاحنات المحملة بالبضائع في انتظار العبور، ويواجه المسافرون صعوبة في التنقل بين البلدين، في وقت تزداد الحاجة إلى تسهيل التجارة والنقل البري.

وتواجه السلطات العراقية انتقادات لعدم تقديمها أي توضيح رسمي حول استمرار إغلاق المعبر، الأمر الذي يثير تساؤلات حول طبيعة العوامل التي تمنع إعادة تشغيله. ويرى مراقبون أن الأسباب الأمنية تظل المبرر الرئيسي لهذا التريث، حيث يشكل استقرار المناطق الحدودية هاجساً دائماً للحكومة العراقية، خصوصاً بعد تجارب مريرة مع الجماعات المسلحة التي استغلت هذه المناطق في الماضي لتعزيز نفوذها وتهديد الأمن الداخلي.

وقال حسن الشيخ زيني، رئيس مجلس الأعمال العراقي السوري، إن “العراق لا يحاول تسويف افتتاح المعبر، لكن الأسباب الأمنية هي التي تدفعه إلى التريث في ذلك إلى حين تقديم الجانب السوري ضمانات بعدم حصول مشاكل في عملية استيراد وتصدير البضائع”. ويعكس هذا التصريح مخاوف بغداد من احتمال استغلال المعبر في عمليات تهريب أو تسلل عناصر غير مرغوب فيها، لا سيما في ظل استمرار التوترات في الداخل السوري وتعدد الجهات الفاعلة على الأرض هناك.

واعتبرت أوساط اقتصادية أن استمرار الإغلاق يلقي بظلاله الثقيلة على العلاقات التجارية بين العراق وسوريا، حيث يعتمد الطرفان على هذا المعبر لتبادل المنتجات، سواء المواد الغذائية مثل التمور التي تصدرها بغداد إلى دمشق، أو المنتجات النفطية القادمة من العراق. كما يؤثر الإغلاق على قطاع النقل البري، فضلاً عن تأثيره على حركة السياحة الدينية، التي تشكل أحد أهم الروابط بين البلدين، حيث يتوافد الزوار إلى المزارات الدينية في بغداد ودمشق.

وذكر سائقو الشاحنات في الجانب السوري أنهم يواجهون مخاطر كبيرة بسبب طول مدة الشحن، إذ قد يؤدي سوء الأحوال الجوية إلى إتلاف البضائع وتأخير وصولها إلى الأسواق. ويؤكد هؤلاء أن استمرار الإغلاق لفترة طويلة دون مبررات واضحة يزيد من خسائرهم المالية ويؤثر على دورة الاقتصاد المحلي في المناطق الحدودية التي تعتمد على التجارة البينية.

واستعادت الحكومة العراقية السيطرة على مدينة القائم في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، وافتتحت المعبر رسمياً في سبتمبر/أيلول 2019، إلا أن تشغيله ظل متقطعاً حتى مارس/آذار 2022 حين أُعلن عن افتتاحه بعد استكمال الترتيبات الأمنية واللوجستية. لكن رغم ذلك، لم ينجح المعبر في أن يكون ممراً تجارياً مستقراً، بل استمر الإغلاق بشكل متكرر، مما يجعل مستقبله غير واضح في ظل استمرار العوامل الأمنية والسياسية المؤثرة على القرار العراقي.

ويرى محللون أن إغلاق المعبر يعكس أكثر من مجرد قضية أمنية، بل يكشف عن تعقيدات المشهد الإقليمي، حيث تتداخل مصالح عدة أطراف في ملف الحدود العراقية السورية. ويعتقد البعض أن إعادة فتحه تتطلب توافقات سياسية تتجاوز المستويين العراقي والسوري، لتشمل القوى الإقليمية والدولية التي تمتلك نفوذاً في المنطقة. ومع غياب رؤية واضحة حول مستقبل المعبر، تبقى المصالح الاقتصادية معلقة بانتظار حلول قد لا تأتي قريباً.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • شعبة التكنولوجيا الحيوية تنظم الملتقى العلمي الثاني
  • الطاقة الذرية تنظم الملتقى العلمي الثاني لشعبة التكنولوجيا الحيوية
  • شائعات وفاة ملك المغرب تنتشر على وسائل التواصل.. هذه هي الحقيقة (شاهد)
  • جامعة الدلتا تستضيف الملتقى العلمي السنوي لطلاب الصيدلة في دورته الـ24
  • هل تم إحراق جثة حارق «القرآن الكريم».. ما القصة؟
  • 30 مليون مشاهدة.. برومو مسلسل «العتاولة 2» يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي
  • وسائل إعلام مصرية: مصر وقطر نجحتا في تذليل العقبات التي كانت تواجه استكمال تنفيذ وقف إطلاق النار
  • هل تحول معبر القائم إلى ورقة ضغط سياسية؟
  • حلقة عمل تطويرية للتعامل مع وسائل التواصل الاجتماعي.. الاحد المقبل
  • محافظة جدة تشهد إطلاق “مختبر وسائل التواصل الاجتماعي” الثالث لدعم رواد الأعمال