بوابة الوفد:
2024-11-25@10:03:25 GMT

السنوات القادمة تكشف.. هل ينصف التاريخ غزة؟

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

من هم المنتصرون؟مبدعون خلدوا الماضى.. فهل يفعلونها الآن؟

 

مترددة، أمسك بالقلم، تتنازعنى أفكار شتى، أحاول أن أتمسك بإحداها، أطاردها، فتتفلت مبتعدة، أنظر حيث اختفت، فتبتلعنى بقعة هائلة من الدماء... أغلق عينى لتتساقط كل الأفكار ومعها يسقط القلم من بين يدى... أتشاغل علّى أتخلص من تلك الحالة، أفتح التلفاز فتصدم عينى بقعة الدماء ذاتها، لكنها الآن تضاعفت، أدير القناة.

. بقعة أكبر من الدماء، قناة أخرى.. بقعة أكبر.. أكبر.. أكبر..

أطيح بالريموت على امتداد ذراعى صارخة، تواجهنى الجريدة ملقاة بإهمال، أنحنى لالتقاطها.. أسفل المانشيت رؤوس أطفال مهشمة، وبين أنقاض كثيرة يجرى نهر بلا نهاية.. نهر من الدماء.

أمزق الجريدة ثم أغط فى نوم عميق..

فى الناحية الأخرى من النهر، رجل أشقر يمسك بأوراق كثيرة وقلم مكسور، يحاول أن يرمم كسره، يجبر حبره، ولا يملك غيره، يغلق التلفاز ببرود على مشهد قصف دامٍ، وتتراءى أمام عينيه جملة افتتاحية لمقال جديد «إسرائيل ضحية إرهاب العرب»، يبتسم للجملة، ويحاول أن يسجلها فى ورقة، لكن القلم مكسور، يأبى أن يطيعه، فيقذف به بعيدا ويتناول اللاب توب، ويكتب.. يكتب.. يكتب.

يقولون إن التاريخ يكتبه المنتصرون، لكن أى تاريخ هذا، وأين هم المنتصرون فى غزة؟ أهم أبطال المقاومة، أم الآلاف من الشهداء، أم آلاف آلاف الأمهات الثكلى، أم الأطفال الميتمون والمشردون قصرا، أم تكتبه أطلال مدينة كانت هنا باسقة؟ أم هؤلاء القتلة المتسيدون؟

ترى من سيكتبك يوما يا غزة.. يا وجع القلم؟

دعينى أجزم بأنك ستُكتبين يوما كما يجب أن تكتبي، سيكتبك الأكثر جرأة، المتماسكون، من لا يملكون تلفازا ولا جريدة ولا فيس بوك ولا يوتيوب، سيكتبونك دون ضغوط ودون أن تحيطهم بقع الدماء وتطاردهم مشاهد الموت القاسي، وصرخات الأطفال وعويل الثكالى وقهر الآباء، حينما يوجد هؤلاء، أعدك أنك ستكتبين حقا أيا غزة.

مثلما كتب الجبرتى والكندى والأصفهانى وابن بطوطة وسليم حسن، وغيرهم، عن التاريخ من واقع الترحال والوثائق وشهود العيان، ومثلما أبدع حيدر حيدر، من وجع المواقف، ومحفوظ من ألم الواقع، والفاجومى من لحظة استبداد... ستكتبين.

هؤلاء الذين يتملكنى تجاههم حسد لا نهاية له، هؤلاء الذين كتبوا من نقطة هدوء، وتفكر، واتزان، لا تتاح لنا الآن.. نحن، مبدعى هذا الزمان.

هكذا يجد التاريخ نفسه وقد دخل منعطفا استثنائيا، كما الثقب الأسود يتماهى من حوله الزمن وتبتلع الأحداث دوامة لا تنتهي، هكذا يقف التاريخ منصتا لأقلام الماضي، التى خطت أحداثه، ويتساءل مثلي: أى تلك الأقلام قادر اليوم على أن يوثق ما يحدث، أى الأقلام قادر على أن يكتبك يا غزة؟

فلسطين كانت وستظل مفجر الأقلام الأول وشاغلها الأهم، كتب عنها وبها ولها المئات، منذ ٤٨ وحتى شهور مضت، الآن يقف الجميع بجواري، عاجزين عن استيعاب أقلامهم لما يحدث، فالحدث أكبر من الكتابة، والحيرة تتوسطنا، فلأيهما الغلبة، للكتابة من زاوية المشاعر أم من زاوية التفكر والتعقل؟

ومعى يحاولون التنقيب فيما خط قبلا، علهم يجدون ثقبا ينفذ منه القلم، فكيف كتب التاريخ عامة؟

بين الموضوعية والتحيز تتردد الأقلام، فللحقيقة وجوه كثيرة، ولكلٍ زاويته، فالكتابة التاريخية الإبداعية جد شائكة، لا يقدر على فض غموضها وتسلق أسوارها إلا محدودون..

ومن هؤلاء المحدودين نذكر:

_ الطنطورية:

تعرض الروائية المصرية رضوى عاشور فى روايتها «الطنطورية» سيرة حياة لـ«رقية الطنطورية» وعائلتها عبر أجيالِ ثلاثة وعبر الوطن العربى بامتداده من النيل إلى الخليج.. وترصد من خلالها ما مرت به القضية الفلسطينية من أزمات ونكبات من حرب 1948 ومشاركة العرب للفلسطينيين فيها، ومذبحة «الطنطورة» تلك القرية من جنوب «حيفا» التى اختارتها «رضوى عاشور» خصيصُا لتذكرنا جميعًا بأن فلسطين ليست أرض التقسيم، بل إن فلسطين العربية من النهر إلى البحر أرض عربية التى خرجت على إثرها رقية وعائلتها ليصبحوا من اللاجئين .. كما ترصد نكسة يونيو 1967 على الجانب الآخر، الجانب الفلسطينى والعربى الذى كان قد عقد الآمال العريضة على جمال عبد الناصر فخذله! حتى تصل إلى  مذابح «صبرا وشاتيلا» عام 1982، ومقتل الفنان ناجى العلى 1987، لتسرد حكاية هذا البطل الفلسطينى الذى تتخذ منه رمزًا للقضية وللأمل!

_ ثلاثية غرناطة:

تدور الأحداث حول عائلة أندلسيّة تعيش فى غرناطة بعد سقوط باقى الممالك الإسلامية فى الأندلس فى أواخر القرن 15 الميلادى، حيث نتابع تفاصيل الحياة فى غرناطة الواقعة تحت حصار القشتاليين بعد تسليم أبو عبد الله الصغير (آخر ملوك المسلمين) المدينة لهم، وكيف حاول المسلمون الحفاظ على دينهم وهويتهم حتى ضاق بهم الشقتاليون وأمروا بترحيل باقى المسلمين إلى المغرب العربى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة الجبرتي الكندى ابن بطوطة فلسطين يوسف زيدان إبراهيم نصر الله

إقرأ أيضاً:

دراسة تكشف: بطانة الرحم والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة

أظهرت دراسة كبيرة حديثة أن التاريخ المرضي للإصابة ببطانة الرحم المهاجرة أو الأورام الليفية الرحمية قد يزيد من خطر وفاة المرأة قبل سن السبعين.

اعلان

وتُشير التقديرات إلى أن الأورام الليفية، التي تُعد أورامًا غير سرطانية تظهر داخل الرحم أو حوله، تُصيب امرأتين من بين كل ثلاث نساء في مرحلة ما من حياتهن، وفقًا لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة. أما بطانة الرحم المهاجرة، فتؤثر على حوالي 10% من النساء في سن الإنجاب، وتحدث عندما تنمو أنسجة مشابهة لبطانة الرحم خارج الرحم، وغالبًا ما تواجه النساء المصابات بهذا المرض تأخيرًا طويلًا في التشخيص.

الأورام الليفية: غالبًا تصيب النساء دون اكتشافها.

كما حللت الدراسة بيانات أكثر من 110,000 امرأة تتراوح أعمارهن بين 25 و42 عامًا شاركن في دراسة صحة الممرضات الثانية، وهي مشروع بحثي استمر لثلاثة عقود بين عامي 1989 و2019 لفهم عوامل الخطر للأمراض المزمنة لدى النساء.

ووفقًا للنتائج المنشورة في المجلة الطبية البريطانية، ارتبطت بطانة الرحم المهاجرة بارتفاع خطر الوفاة المبكرة بنسبة 31%، حيث بلغ معدل وفيات النساء المصابات بهذا المرض 2 لكل 1000 شخص سنويًا، مقارنة بـ 1.4 للنساء غير المصابات. وأوضحت الدراسة أن هذا الخطر المرتفع ناجم بشكل رئيسي عن سرطانات أمراض النساء.

بطانة الرحم المهاجرة: مرض التهابي شائع يسبب الألم ويقلل الخصوبة.

أما الأورام الليفية، فعلى الرغم من عدم ارتباطها بالوفيات المبكرة عمومًا، فقد تبيّن أنها تزيد من خطر الوفاة بسبب سرطانات النساء. وأكد الباحثون أن هذه النتائج تستدعي انتباه مقدمي الرعاية الصحية لدمج هذه المعلومات في تقييم المخاطر الصحية الشاملة للنساء.

وأشار مؤلفو الدراسة إلى أن النساء اللاتي لديهن تاريخ مرضي ببطانة الرحم المهاجرة أو الأورام الليفية قد يواجهن خطرًا متزايدًا على المدى الطويل للوفاة المبكرة، وهو خطر يمتد إلى ما بعد فترة حياتهن الإنجابية. وأضافوا أن هناك أدلة تربط بين هذه الأمراض النسائية وبين مشكلات صحية مزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، إلا أن تأثيرها على الوفيات المبكرة لم يكن واضحًا بشكل كافٍ من قبل.

وفي تعليقه على الدراسة، قال فرانسيسكو كارمونا، طبيب أمراض النساء المتخصص في بطانة الرحم المهاجرة، إن هذه الدراسة تُعد مرجعًا قويًا ومبنيًا على بيانات دقيقة من مجموعة دراسة صحة الممرضات الثانية، المعروفة بجودة أبحاثها.

Relatedأوبئة وأمراض "بالجملة".. كابوس يُلاحق النازحين في قطاع غزة وسط تفاقم أزمة المياهبالصور من ويلات الحرب على غزة: قمل وجرب وطفح.. أمراض جلدية تتفشّى بين الأطفال الفلسطينيينتراجع نسبة المصابين بالأمراض المنقولة جنسيا في أمريكا.. انخفاض حالات الإصابة بالزهري والسيلان

وأضاف كارمونا أن المنهجية التي اتبعها الباحثون أضافت مصداقية عالية للتحليل، مشددًا على أهمية النظر إلى أمراض النساء في سياق أوسع لصحة المرأة الشاملة. وأكد أيضًا على ضرورة التدبير الشخصي والمبكر لهذه الحالات لما له من آثار إيجابية على السياسات الصحية العامة.

وأوصى الباحثون بمواصلة الأبحاث المستقبلية لاستكشاف تأثير التطورات التشخيصية والجراحية، مثل جراحة إزالة المبيض، على صحة المرأة في المدى البعيد.

Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية "السلام عليك يا أخي".. السيد المسيح الافتراضي يستمع لاعترافات وهموم زوار كنيسة سويسرية خارطة طريق لمستقبل خالٍ من التدخين رصد فيروس شلل الأطفال في مياه الصرف في وارسو والسلطات البولندية تدعو لتطعيم الأطفال وقاية من الأمراضوفاةالصحةدراسةنساءاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next مباشر. إسرائيل تصعّد هجماتها وتوقع قتلى وجرحى في لبنان وغزة وحزب الله يخوض اشتباكات عنيفة جنوباً يعرض الآن Next روسيا تطلق صاروخاً عابراً للقارات وتُعدل عقيدتها العسكرية.. ما الذي نعرفه عن ترسانتها النووية؟ يعرض الآن Next "دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات".. أستراليا ترفض منح تأشيرة دخول لوزيرة إسرائيلية خشية "التحريض" يعرض الآن Next تركيا تعزل عمدة مدينتين مواليتين للأكراد بتهمة صلتهما بحزب العمال الكردستاني يعرض الآن Next تحذير أوروبي شديد اللهجة لأوربان: دعوة نتنياهو انتهاك للالتزامات الدولية اعلانالاكثر قراءة جرائم حرب وإبادة: قادة صدرت بحقهم مذكرات اعتقال من الجنائية الدولية.. تعرف عليهم؟ زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في حق نتنياهو وغالانت أغلى موزة في العالم.. بيعت بأكثر من ستة ملايين دولار في مزاد فني حدث "هام" في منطقة الأناضول.. العثور على قلادة مرسوم عليها صورة النبي سليمان حب وجنس في فيلم" لوف" اعلان

LoaderSearchابحث مفاتيح اليومكوب 29قطاع غزةضحاياإسرائيلروسيافلاديمير بوتينالصراع الإسرائيلي الفلسطيني اعتداء إسرائيلدونالد ترامبأسلحةأوكرانياالحرب في أوكرانيا الموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesJob offers from AmplyAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024

مقالات مشابهة

  • انهيار مرعب للريال اليمني أمام العملات الأجنبية.. وسعر الدولار يقفز إلى أعلى مستوى في التاريخ وغير مسبوق
  • يواجهون أكبر ظاهرة نزوح في العالم.. ماذا يحدث داخل السودان الآن؟
  • خاص 24.. مصادر تكشف كواليس رفع 716 شخصاً من قوائم الإرهاب
  • أمطار على القاهرة الآن.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة طقس اليوم
  • ما تفسير حلم رؤية الدم في المنام؟
  • عبد الله بوصوف يكتب..النظام الجزائري من معركة كسر العظام الى معركة كسر الأقلام
  • دراسة تكشف: بطانة الرحم والأورام الليفية قد تزيد خطر الوفاة المبكرة
  • القضاء ينصف وزارة الأوقاف ويأمر شركة للبناء بإصلاح مسجد رمضان بسلا المغلق منذ 2021
  • 281 من عمال الإغاثة قُتلوا في 2024: أكبر خسارة في تاريخ العمليات الإنسانية
  • البرهان أحى وبضغط من حميدتي الدماء لشرايين أجندة مريبة