بوابة الوفد:
2025-02-07@14:17:39 GMT

السنوات القادمة تكشف.. هل ينصف التاريخ غزة؟

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

من هم المنتصرون؟مبدعون خلدوا الماضى.. فهل يفعلونها الآن؟

 

مترددة، أمسك بالقلم، تتنازعنى أفكار شتى، أحاول أن أتمسك بإحداها، أطاردها، فتتفلت مبتعدة، أنظر حيث اختفت، فتبتلعنى بقعة هائلة من الدماء... أغلق عينى لتتساقط كل الأفكار ومعها يسقط القلم من بين يدى... أتشاغل علّى أتخلص من تلك الحالة، أفتح التلفاز فتصدم عينى بقعة الدماء ذاتها، لكنها الآن تضاعفت، أدير القناة.

. بقعة أكبر من الدماء، قناة أخرى.. بقعة أكبر.. أكبر.. أكبر..

أطيح بالريموت على امتداد ذراعى صارخة، تواجهنى الجريدة ملقاة بإهمال، أنحنى لالتقاطها.. أسفل المانشيت رؤوس أطفال مهشمة، وبين أنقاض كثيرة يجرى نهر بلا نهاية.. نهر من الدماء.

أمزق الجريدة ثم أغط فى نوم عميق..

فى الناحية الأخرى من النهر، رجل أشقر يمسك بأوراق كثيرة وقلم مكسور، يحاول أن يرمم كسره، يجبر حبره، ولا يملك غيره، يغلق التلفاز ببرود على مشهد قصف دامٍ، وتتراءى أمام عينيه جملة افتتاحية لمقال جديد «إسرائيل ضحية إرهاب العرب»، يبتسم للجملة، ويحاول أن يسجلها فى ورقة، لكن القلم مكسور، يأبى أن يطيعه، فيقذف به بعيدا ويتناول اللاب توب، ويكتب.. يكتب.. يكتب.

يقولون إن التاريخ يكتبه المنتصرون، لكن أى تاريخ هذا، وأين هم المنتصرون فى غزة؟ أهم أبطال المقاومة، أم الآلاف من الشهداء، أم آلاف آلاف الأمهات الثكلى، أم الأطفال الميتمون والمشردون قصرا، أم تكتبه أطلال مدينة كانت هنا باسقة؟ أم هؤلاء القتلة المتسيدون؟

ترى من سيكتبك يوما يا غزة.. يا وجع القلم؟

دعينى أجزم بأنك ستُكتبين يوما كما يجب أن تكتبي، سيكتبك الأكثر جرأة، المتماسكون، من لا يملكون تلفازا ولا جريدة ولا فيس بوك ولا يوتيوب، سيكتبونك دون ضغوط ودون أن تحيطهم بقع الدماء وتطاردهم مشاهد الموت القاسي، وصرخات الأطفال وعويل الثكالى وقهر الآباء، حينما يوجد هؤلاء، أعدك أنك ستكتبين حقا أيا غزة.

مثلما كتب الجبرتى والكندى والأصفهانى وابن بطوطة وسليم حسن، وغيرهم، عن التاريخ من واقع الترحال والوثائق وشهود العيان، ومثلما أبدع حيدر حيدر، من وجع المواقف، ومحفوظ من ألم الواقع، والفاجومى من لحظة استبداد... ستكتبين.

هؤلاء الذين يتملكنى تجاههم حسد لا نهاية له، هؤلاء الذين كتبوا من نقطة هدوء، وتفكر، واتزان، لا تتاح لنا الآن.. نحن، مبدعى هذا الزمان.

هكذا يجد التاريخ نفسه وقد دخل منعطفا استثنائيا، كما الثقب الأسود يتماهى من حوله الزمن وتبتلع الأحداث دوامة لا تنتهي، هكذا يقف التاريخ منصتا لأقلام الماضي، التى خطت أحداثه، ويتساءل مثلي: أى تلك الأقلام قادر اليوم على أن يوثق ما يحدث، أى الأقلام قادر على أن يكتبك يا غزة؟

فلسطين كانت وستظل مفجر الأقلام الأول وشاغلها الأهم، كتب عنها وبها ولها المئات، منذ ٤٨ وحتى شهور مضت، الآن يقف الجميع بجواري، عاجزين عن استيعاب أقلامهم لما يحدث، فالحدث أكبر من الكتابة، والحيرة تتوسطنا، فلأيهما الغلبة، للكتابة من زاوية المشاعر أم من زاوية التفكر والتعقل؟

ومعى يحاولون التنقيب فيما خط قبلا، علهم يجدون ثقبا ينفذ منه القلم، فكيف كتب التاريخ عامة؟

بين الموضوعية والتحيز تتردد الأقلام، فللحقيقة وجوه كثيرة، ولكلٍ زاويته، فالكتابة التاريخية الإبداعية جد شائكة، لا يقدر على فض غموضها وتسلق أسوارها إلا محدودون..

ومن هؤلاء المحدودين نذكر:

_ الطنطورية:

تعرض الروائية المصرية رضوى عاشور فى روايتها «الطنطورية» سيرة حياة لـ«رقية الطنطورية» وعائلتها عبر أجيالِ ثلاثة وعبر الوطن العربى بامتداده من النيل إلى الخليج.. وترصد من خلالها ما مرت به القضية الفلسطينية من أزمات ونكبات من حرب 1948 ومشاركة العرب للفلسطينيين فيها، ومذبحة «الطنطورة» تلك القرية من جنوب «حيفا» التى اختارتها «رضوى عاشور» خصيصُا لتذكرنا جميعًا بأن فلسطين ليست أرض التقسيم، بل إن فلسطين العربية من النهر إلى البحر أرض عربية التى خرجت على إثرها رقية وعائلتها ليصبحوا من اللاجئين .. كما ترصد نكسة يونيو 1967 على الجانب الآخر، الجانب الفلسطينى والعربى الذى كان قد عقد الآمال العريضة على جمال عبد الناصر فخذله! حتى تصل إلى  مذابح «صبرا وشاتيلا» عام 1982، ومقتل الفنان ناجى العلى 1987، لتسرد حكاية هذا البطل الفلسطينى الذى تتخذ منه رمزًا للقضية وللأمل!

_ ثلاثية غرناطة:

تدور الأحداث حول عائلة أندلسيّة تعيش فى غرناطة بعد سقوط باقى الممالك الإسلامية فى الأندلس فى أواخر القرن 15 الميلادى، حيث نتابع تفاصيل الحياة فى غرناطة الواقعة تحت حصار القشتاليين بعد تسليم أبو عبد الله الصغير (آخر ملوك المسلمين) المدينة لهم، وكيف حاول المسلمون الحفاظ على دينهم وهويتهم حتى ضاق بهم الشقتاليون وأمروا بترحيل باقى المسلمين إلى المغرب العربى.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: إسرائيل غزة الجبرتي الكندى ابن بطوطة فلسطين يوسف زيدان إبراهيم نصر الله

إقرأ أيضاً:

تركي آل الشيخ يُطلق ديوانية القلم الذهبي بالرياض ..فيديو

الرياض

افتتح معالي المستشار تركي آل الشيخ ديوانية القلم الذهبي بحي السفارات في مدينة الرياض والتي تهدف لأن تكون منصة فريدة تجمع بين الأدباء والمثقفين من مختلف الفئات؛ لتبادل الأفكار، وتنمية المهارات الإبداعية.

وقال دكتور سعد الازعي في هذا الصدد : ” ديوانية القلم الذهبي من الاضافات المهمة التي اهدتها الهيئة العامة للترفية للمشهد الثقافي السعودي ، وأعتقد جازماً أن الادباء في المملكة والرياض بصفة خاصة سعداء بهذه الاضافة التي تمثل نقلة نوعية للادباء السعوديين حتي يعملوا سويآ ” .

وتابع الكتور : ” ستوفر بيئة ثقافية نوعية لايعرف عنها مثيل في المملكة ولا خارج المملكة ، فهي من التطورات الاستثنائة التي يسعد بها الكتاب السعوديون واتوقع سيكون لها دور في دعم لحركة الثقافية “.

وتحتوي الديوانية علي معرض كتاب دائم يركز على الكتب المتخصصة في تعليم الكتابة، ومكتبة تضم سيناريوهات الأفلام الشهيرة والروايات الأكثر مبيعاً عالمياً ، كما توفر فرصة لدور النشر السعودية، لعرض إصداراتها والاحتفاء بتوقيعات الأدباء، وعقد شراكات مع المبدعين لإنتاج أعمال جديدة.

وتحتوي الديوانية علي “معتزل الكاتب ” وهي مساحة هادئة صُممت لتمكين الكتّاب من العمل بتركيز وإبداع، و”خلوة القراءة” وهي غرفة مهيأة للاطلاع ومطلة على الساحة الخارجية، تحتوي على مقاعد مميزة، للاستمتاع بالقراءة في أجواء ملائمة ومناسبة للاستفادة من المكتبة. وتتضمن جلسات نقاش ثقافي تُعقد في الهواء الطلق، فضلاً عن مبادرات تدعم المواهب الناشئة.

وتأتي هذه الجهود جزءاً من رؤية شاملة تهدف إلى دعم الإنتاج الأدبي، وتقديم دعم مستدام للكتّاب والمبدعين، مما يجعل «ديوانية القلم الذهبي» منصة رائدة تسهم في إثراء المشهد الثقافي، وتعزيز مكانته محلياً وعالمياً.

https://cp.slaati.com//wp-content/uploads/2025/02/ssstwitter.com_1738866706715.mp4

مقالات مشابهة

  • تكشف واحدة من أروع قصص الحب في التاريخ.. بيع رسالة مكتوبة لإليزابيث الأولى في مزاد
  • الأرصاد تكشف عن حالة الطقس خلال الساعات القادمة.. وأمطار على هذه المناطق.. فيديو
  • تركي آل الشيخ يُطلق ديوانية القلم الذهبي بالرياض ..فيديو
  • فايننشال تايمز: ديمغرافية بلغاريا في خطر وهذا هو السبب
  • الداخلية: انخفاض كبير بمعدل الجرائم خلال السنوات الخمس الماضية بذي قار
  • إيران تكشف عن توقيع أكبر صفقة نفطية في تاريخها
  • نزيف الدماء مستمر في غزة رغم الهدنة.. 12 شهيدا بينهم 4 متأثرين بجراحهم
  • فيفي عبده تعود بقوة: “السينما وحشتني”!
  • رويترز تكشف عن ثاني أكبر صفقة في تاريخ الموارد العراقية.. 25 مليار دولار مع BP قريبًا
  • رويترز تكشف عن ثاني أكبر صفقة في تاريخ الموارد العراقية.. 25 مليار دولار مع BP قريبًا- عاجل