رام الله، مدينة فلسطينية عريقة ومهمة، تقع في قلب الضفة الغربية، ويعود تاريخها إلى العصور القديمة حيث كانت مأهولة منذ آلاف السنين.

 اسم "رام الله" يُعزى إلى "الأراضي المُرتفعة"، ويُعتقد أنه يأتي من الكلمة الكنعانية "رام" التي تعني الأرض المرتفعة وأضاف إليها العرب كلمة "الله".

شهدت رام الله العديد من الحضارات والحكومات المختلفة على مر العصور.

كانت جزءًا من الحكم العثماني كما كانت تحت السيطرة البريطانية بعد الحرب العالمية الأولى كجزء من الانتداب البريطاني في فلسطين.

مع تطور القرن العشرين وصعود الصراعات السياسية، عانت رام الله من الاحتلالات والتغيرات السياسية. شهدت نموًا سكانيًا واقتصاديًا بعد الحرب العالمية الأولى، ولكن مرور الوقت جلب معه التحولات الكبيرة والصراعات.

وفي أعقاب نكسة  1948، شهدت رام الله صراعات كبيرة وانقسامات سياسية. أصبحت جزءًا من الضفة الغربية بعد حرب 1967 وكانت تحت الاحتلال الإسرائيلي.

في عام 1994، بعد اتفاقية أوسلو، أصبحت جزءًا من المناطق التي تديرها السلطة الفلسطينية، وأصبحت المقر الإداري المؤقت للسلطة الفلسطينية. تجمع المدينة بين التاريخ القديم والحياة الحديثة، حيث تعتبر مركزًا ثقافيًا واقتصاديًا لا يُستهان به.

الموقع والتاريخ

رام الله، وهي مدينة فلسطينية تقع في الضفة الغربية شمال القدس بحوالي 15 كم، تعتبر مركزاً لمحافظة رام الله والبيرة. بلغ عدد سكانها حوالي 38,998 نسمة، بينما يبلغ عدد سكان المحافظة حوالي 328,861 نسمة. تلاصق مدينة البيرة مدينة رام الله حيث تتداخل مبانيهما وشوارعهما لتبدوا كمدينة واحدة، ورغم أن البيرة أكبر من حيث المساحة وعدد السكان، إلّا أن الأشهر بينهما هي مدينة رام الله.

رام الله تحتل مكانة سياسية بارزة في فلسطين، إذ تعد العاصمة الإدارية المؤقتة للسلطة الوطنية الفلسطينية. 

تضم المدينة مقر الرئاسة الفلسطينية، ومبنى المجلس التشريعي الفلسطيني، والمقرات العامة للأجهزة الأمنية الفلسطينية في الضفة الغربية، بالإضافة إلى معظم مكاتب ووزارات السلطة. تعتبر أيضًا مركزًا ثقافيًا بارزًا بوجود عدد من المراكز الثقافية الفلسطينية النشطة فيها.

تأسست المدينة في القرن السادس عشر خلال الحكم العثماني، وازدهرت في آخر أيامهم. تقع رام الله ضمن سلسلة جبال القدس، وتطل على الساحل الفلسطيني للبحر المتوسط. بالرغم من تاريخها المسيحي، إلا أن معظم سكانها اليوم هم من المسلمين، مع وجود قوية لأقلية مسيحية.

تعتبر رام الله مدينة تاريخية وحديثة في الوقت نفسه، حيث يمتزج التراث القديم مع الحياة الحديثة. استمرار تطورها يعكس قوة وإرادة أهلها في الحفاظ على هويتهم وتاريخهم رغم التحديات السياسية والاجتماعية التي مرت بها المنطقة.

تصاعد التوترات في رام الله 

قادت عمليات الاقتحام الأخيرة التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية إلى تصاعد التوترات والمخاوف من مزيد من التصعيد في المنطقة. وقد أفادت التقارير بوقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين خلال هذه العمليات.

تعاملت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني مع 8 إصابات نتيجة لاقتحام قوات الاحتلال لرام الله، حيث شملت هذه الإصابات إصابات بالرصاص الحي والمعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع.

الاشتباكات العنيفة نشبت بين المواطنين وقوات الاحتلال بعد الاقتحام، مع توجيه قوات الاحتلال الرصاص الحي والمعدني واستخدام قنابل الغاز. وقد اعتقلت القوات الإسرائيلية عددًا من الأطباء والممرضين خلال هذه العمليات، قبل أن تنسحب من المنطقة.

هذه الأحداث تأتي في سياق تصاعد الأوضاع في الضفة الغربية، حيث شهدت مناطق أخرى مثل نابلس وبيت لحم وعزون ويطا ودوار اقتحامات واعتقالات.

وفي إشارة إلى التوتر المتصاعد، يعتبرت الحكومة الإسرائيلية الضفة الغربية جبهة للقتال، وتحذر من سيناريوهات تكرار أحداث سابقة، مما يثير المخاوف من تصاعد الوضع والتوترات الحاصلة.

تصريحات وزيرة الخارجية الألمانية أكدت ضرورة حماية الفلسطينيين في الضفة الغربية من قبل إسرائيل، فيما استشهد عدد من الفلسطينيين جراء إطلاق النار خلال الأيام الأخيرة في مناطق مختلفة بالضفة الغربية.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: اقتحام مدينة رام الله رام الله الضفة الغربية مدينة فلسطينية فی الضفة الغربیة رام الله

إقرأ أيضاً:

من مخيم إلى مخيم.. السلطة الفلسطينية تعتزم إنشاء مراكز إيواء لنازحي الضفة

أعلنت الحكومة الفلسطينية، اليوم الثلاثاء، أنّ: "وزارة الأشغال العامة والإسكان طرحت عطاءات لإقامة مراكز إيواء مؤقته للنازحين من مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم"، التي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفها منذ ما يناهز ثلاثة أشهر.

وأبرزت الحكومة، عبر بيان لها، عقب اجتماعها الأسبوعي في رام الله، أنه: "في سياق جهود معالجة ملف الإيواء المؤقت وتحسين ظروف العائلات النازحة، طرحت وزارة الأشغال العامة عطاء إقامة مركزي إيواء في منطقة إكتابا بطولكرم، ووادي برقين بجنين".

"ذلك يستهدف توفير سكن مؤقت كريم للعائلات النازحة التي لا يتوفر لها إيواء مؤقت حاليا، فيما يستمر العمل على تهيئة أراض جديدة لتوسعة رقعة الإيواء المؤقت، وكذلك تجنيد المخصصات اللازمة لتنفيذ خطط إعادة الإعمار" وفقا للبيان نفسه.

وأردفت بأنّها: "وجّهت مختلف جهات الاختصاص برفع الجاهزية، للتعامل مع مختلف السيناريوهات للفترة القادمة، خصوصا في ظل استمرار العدوان الذي تنفذه قوات الاحتلال الإسرائيلي على مدينة جنين ومخيمها، لليوم الثاني والتسعين على التوالي، وعلى مدينة طولكرم ومخيماتها لليوم السادس والثمانين".

وأضافت: "العملية العسكرية في المخيمات قد شملت تهجيرا قسريا للسكان وتدميرا واسعا للبنية التحتية والاستيلاء على المنازل ضمن نمط متكرر من الاستهداف المنهجي للمدن والمخيمات الفلسطينية".

مجاعة في غزة وقصف المخيمات pic.twitter.com/jjfPPy4Up7 — Rashid_Almethen (@rashidalmethen) April 20, 2025 ????#بالفيديو ||

لحظة قصف اسرائيلي بالصواريخ الامريكية على المخيمات في غزة. pic.twitter.com/6m0AdjywSA — غدير العراقي (@hsnalmyahy181) April 15, 2025
إلى ذلك، دعت الحكومة الفلسطينية، الجهات الدولية، وعلى رأسها الأمم المتحدة، إلى التحرك العاجل لضمان حماية السكان المدنيين، ووقف الانتهاكات المستمرة التي تمثل خرقا واضحا لأحكام القانون الدولي الإنساني.

أيضا، دعا البيان نفسه، إلى ما وصفه بـ"ضرورة تسريع العمل بالقرار الحكومي لتوفير الإيواء المؤقت والكريم للعائلات النازحة في شمال الضفة الغربية والتي تزيد عن ستة آلاف عائلة".


وأكد أنّْ: "الايواء يكون عبر الأدوات المختلفة سواء من خلال مراكز الإيواء أو صيانة البيوت المتضررة جزئيا وتوفير بدل الإيجار لما أمكن من العائلات التي تمثل حالات إنسانية بالتنسيق مع وكالة غوث وتشغيل اللاجئين، مع التأكيد على تكثيف العمل لتوفير مصادر تمويل إضافية".

وفي السياق ذاته، قال وزير الأشغال العامة والإسكان، عاهد بسيسو، إنّ: "العملية العسكرية الإسرائيلية في المخيمات الفلسطينية، أدّت إلى تدمير عدد كبير من المباني منها نحو 50 بالمئة تدميرها تدميرا كليا و30 بالمئة تدميرا جزئيا و20 بالمئسة تدميرا طفيفا".

وأضاف بسيسو، عبر مقابلة له مع وكالة "رويترز" أنّه: "تم ترشيح أراض حكومية وأراض وقفية لإقامة تحتوي على بيوت جاهزة. المركز لا يتعدى 50 وحدة سكنية بحيث أن الهدف ألا نخلق مخيمات ثابتة".

وأوضح أنّ: "هذه المخيمات مؤقتة؛ سوف تكون الأولوية للإيواء في هذه المراكز لإخواننا النازحين الذي دمرت منازلهم داخل المخيم بالكامل"، مبرزا: "تصنيع البيوت الجاهزة سوف يكون محليا. هناك عدة مصانع قادرة على إنشاء تلك البيوت، وهذا جزء دفع العملية الاقتصادية ومحاولة خلق فرص عمل لورشاتنا داخل الضفة الغربية".

وفي سياق متصل، جدّد مجلس الوزراء الفلسطيني، لمطالبته لمختلف الجهات الدولية، بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي، من أجل: فتح المعابر مع قطاع غزة وإدخال شحنات الدواء والغذاء، خاصة في خضمّ النقص الحاد في احتياجات المواطنين، ونفاد ما تبقى من مخزونات المؤسسات الإغاثية واتساع رقعة الجوع، في الوقت الذي تستمر فيه عمليات القصف والقتل اليومية، وآخرها استهداف وتدمير الآليات والمعدات المستخدمة في رفع الأنقاض، الأمر الذي سيفاقم معاناة الشعب في القطاع. 


تجدر الإشارة إلى أنّ  آلاف السكان في المخيمات الثلاثة، كانوا قد نزحوا نحو أماكن متعددة في مدينتي طولكرم وجنين والقرى والمجاورة وعدد من مراكز الايواء، وذلك منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع المحاصر، حيث لم يرحم لا بشرا ولا حجرا.

وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي في مجازرها الهوجاء بحق الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، فيما عمدت طائراته الحربية إلى استهداف ما تبقى من آليات ثقيلة لدى البلديات، كما شنّت قصفا عنيفا على خانيونس المتواجدة بجنوب القطاع، ما تسبّب في استشهاد وجرح عدد من الفلسطينيين.

أيضا، اشتعلت النيران في جرافات ومعدات ثقيلة تعود إلى مواطنين شرقي مجمع السرايا، وسط قطاع غزة، وذلك عقب أن استهدفها الاحتلال الإسرائيلي، كما تكرّر الأمر نفسه في استهداف مجمع للمعدات الثقيلة التابعة لبلدية جباليا.

مقالات مشابهة

  •  جيش الاحتلال يواصل حملة اعتقالات في الضفة الغربية والقدس المحتلة
  • من مخيم إلى مخيم.. السلطة الفلسطينية تعتزم إنشاء مراكز إيواء لنازحي الضفة
  • قوات الاحتلال تقتحم المنطقة الشرقية من مدينة نابلس بالضفة الغربية
  • الاحتلال يعتقل 15 مواطنا من محافظة الخليل جنوبي الضفة الغربية
  • الاحتلال الإسرائيلي يصعّد عدوانه في الضفة الغربية.. تفجير منازل واعتقالات وهدم عمارة سكنية
  • حماس تدعو إلي مسيرات حاشدة في الضفة الغربية دعمًا لغزة ورفضًا لحرب الإبادة
  • استشهادُ 7 فلسطينيين في قصف إسرائيلي بقطاع غزة .. وإعتقال 20 شخصا في الضفة الغربية
  • حماس: تصريحات حكومة الاحتلال بفرض السيادة على الضفة الغربية امتدادا لسياسات الاستيطان
  • حماس: تصريحات وزراء حكومة الاحتلال بفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية تمثل امتدادا لسياسات الاستيطان العدوانية
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 20 فلسطينيًا في الضفة الغربية