طلبة المعلم السيد عباس يشرحون دروسهم بإتقان وتميز بعد استفادتهم من استراتيجية التعلّم التعاوني
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
عندما يبدع المعلم في إيصال المعلومة بشكل سلس، فإن ذلك يترك أثراً إيجابياً كبيراً على طلبته، ويجعلهم أكثر انتباهاً وتفاعلاً مع الدرس، بل ويحفزهم على الإبداع في الحصص.
وهذا ما طبقه الأستاذ السيد عباس أحمد، معلم العلوم في مدرسة أحمد الفاتح الابتدائية الإعدادية للبنين، الذي حرص على استخدام استراتيجيات تعليمية جاذبة، ومنها «التعلّم التعاوني”، والتي تعتمد على تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة، تكون متوازنة من حيث مستويات التحصيل والاهتمامات، بحيث يعمل الطلاب معاً لتحقيق هدف مشترك.
وبسبب ارتفاع مستوى إتقان الطلبة للدروس، وتمكنهم منها، فقد بادر العديد منهم إلى شرحها في الصف، حيث أظهروا تميزاً ملفتاً في تقديمها عكس قدرة المعلم على ترسيخ المعلومات في أذهانهم.
وقال المعلم إنه فخور بما حققه طلبته، وذلك يرجع بشكل رئيسي إلى التعلّم التعاوني، الذي يزيد دافعيتهم للتعلّم، ويعزز فهمهم للدروس، وينمي التعاون والمشاركة فيما بينهم، ويطوّر المهارات الاجتماعية والعملية لديهم، حيث قاموا بتوزيع الأدوار داخل كل مجموعة، بحيث يتولى كل طالب دوراً محدداً، مثل دور القائد أو دور الكاتب أو دور الباحث.
وأضاف: «يقوم الطلاب بمناقشة الدرس المطروح، وتبادل الآراء والأفكار داخل كل مجموعة، وفي نهاية الحصة، يقومون بعرض نتائج عملهم أمام المجموعات الأخرى، مع مناقشتها».
المصدر: صحيفة الأيام البحرينية
إقرأ أيضاً:
المعلم حجر أساس في البناء والتنمية
بعد فوزه بجائزة نوبل للآداب عام (1957) عن كتابه (الغريب)؛ كتب الفيلسوف ألبير كامو رسالة شكر وعرفان لوالدته ومعلمه الذي اهتم به والذي سهل له الطريق الذي قاده إلى أن يصبح كاتبًا في نهاية المطاف وهذا مطلع الرسالة الذي أرسله له.
عزيزي سيد جيرمين: عندما علمت بخبر فوزي بالجائزة؛ أول ما خطر على ذهني؛ بعد والدتي؛ هو أنت، فلولاك، ولولا هذه اليد العطوف التي مددتها لذلك الطفل الذي كنته، ولولا تعاليمك ولولا وجودك كقدوة، لم يكن كل هذا ليحدث... إلى نهاية الرسالة.
وأنا أقرأ هذه الرسالة الزاحمة بالشعور الكثيف من التقدير والامتنان استوقفتني تساؤلات كثيرة ونحن اليوم كبار ولم نعد طلابًا على مقاعد الدراسة كيف نرى مدرسينا ؟ وهل نتذكر عطاءهم وجهودهم في سبيل أن نصبح أفرادًا نخدم مجتمعاتنا ؟!
ما يحزنني فعلاً في هذه الأيام ما نراه ونسمع من البعض من تقليل شأن المعلم، أو توجيه الانتقاد له بطرق غير لائقة؛ أو حتى الاستهانة بدوره ومكانته ومع الأسف الشديد إننا نتفاجأ من أن هذه التصرفات الغريبة تصدر من ولي أمر الطالب؛ إنني لا أتصور المعلم الذي يحمل مشعل النور والفكر هذا الكائن الذي ينتشل الأمة من غياهب الجهل والتخلف إلى منصات العلم والتنوير الذي بدوره يجعل من هذا المجتمع وهذه الأمة في تقدم؛ والسير بها نحو العلا وبلوغ المعالي، لا أتصور حتى كيف إننا لا نعي مكانة المعلم والعلم في زماننا هذا الذي أصبح للعلم سباق لحجز مكان في مصاف الدول المتقدمة.
إن المعلم له مكانته وتقديره عبر العصور كافة وما من عصر إلا كان المعلم فيه حجر أساس في البناء والتنمية.. إن المعلم اليوم يبذل جهودًا مضاعفة ليس فقط في التعليم ونفض غبار الجهل عن العقول وإنما أصبح مربيًا للأجيال ففي حجرات الصفوف يكون المعلم والوالدين معًا يحتوي الطالب وينشغل حتى بقضاياه الخاصة، ويكفف همومه في سبيل أن يكمل مسيرته التعليمية دون معوقات تعيق مستقبله...
إنني أتساءل هل لا تزال هيبة المعلم، وحضوره والهالة التي تحيط به محط أنظار وشعور لدينا ؟! في الحقيقة إنني اليوم لا أستطيع وأنا في حضرة معلماتي اللاتي وهبن من أعمارهن وحياتهن وطاقاتهن إلا أن أستشعر بشعور الرهبة منهن ليس خوفًا وإنما تقديرًا وإجلالًا فلولاهن لما استطعت أن أكون ما أنا عليه اليوم..
مع مرور الوقت ونصبح كبارا نعي بعمق شديد أهمية ومكانة المعلم في حياتنا وحياة الأجيال جميعًا لهذا لابد من إعادة هذه المكانة اليوم ليست بالكلمات وإنما باستشعار أهميتها وأهمية مهنة التدريس ككل فهي مهنة عظيمة كما قال أمير الشعراء أحمد شوقي: (قم للمعلم وفه التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا) تعبيرًا عن مكانة المعلم وعدم الإساءة له بأي شكل من الأشكال ووجوب تقديره..