عربي21:
2024-07-06@08:49:30 GMT

حي الرمال أرقى أحياء غزة وأقدمها

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

حي الرمال أرقى أحياء غزة وأقدمها

عادة ما يوصف حي الرمال بأنه من أقدم أحياء مدينة غزة وأكثرها نموا، وشريان أساسي للحياة التجارية في المنطقة.

ويتميز هذا الحي بالوجود السكاني الكثيف، نظرا لجماله الطبيعي، ولكونه مركزا تجاريا كبيرا، لكنه تعرض لتدمير كبير جراء قصف إسرائيلي على القطاع غزة منذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

كان يعرف على أنه أرقى أحياء القطاع، مسحته الطائرات الحربية الإسرائيلية بشكل كامل وحولته إلى كومة من الركام والحديد.

بعد أن كان يضم مختلف المرافق والمستلزمات الضرورية التي يمكن أن يزورها السكان وأهالي مدينة غزة نهارا، كذلك فإنه حي هادئ ليلا.


                                           حي الرمال قبل تدميره من الاحتلال

وسمي حي الرمال بهذا الاسم لأنه كان منطقة كثبان رملية لا حياة فيها أو عمل، وكان عبارة عن غابات من منطقة جباليا حتى منطقة الشيخ عجلين.

يتوسط الحي شارع عمر المختار، وهو شارع رئيسي يصل غرب المدينة بشرقها، فيما ينقسم الحي، إلى الرمال الشمالي، والرمال الجنوبي. وتبلغ مساحته نحو 5 آلاف دونم ويبعد عن مركز مدينة غزة 3 كيلومترات بمحاذاة الخط الساحلي.

ويحيط بالحي 20 حيا اعتمدها المجلس البلدي، منها: حي الدرج والتفاح والزيتون والشجاعية والشيخ رضوان والصبرة والشيخ عجلين وتل الهوا.

وبفضل شارع عمر المختار، صار حي الرمال مركزا تجاريا نشطا للقطاع، إذ تنتشر على امتداده مختلف أنواع المحال التجارية.

يعد حي الرمال من أغنى وأهدأ أحياء مدينة غزة وأكثرها كثافة سكانية، إذ يقطن فيه نحو 70 ألف نسمة، ويضم مقار معظم المؤسسات الدولية والمحلية ومؤسسات المجتمع المدني والأبراج والمدارس والمساجد والبنوك ومحلات الصرافة والاتصالات وشركات الإنترنت.

ويضم أيضا مقر المجلس التشريعي والشرطة والأمن، ومقر النيابة العامة والمقر الرئيسي لكبرى الجامعات الفلسطينية، ومقر وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، بالإضافة لأشهر معالم القطاع مثل متنزه الجندي المجهول ومركز رشاد الشوا الثقافي.

تعود بداية بنائه إلى أواخر العهد العثماني في بدايات القرن العشرين، فقد تأسس بعد الحرب العالمية الأولى عام 1920، وكان عبارة عن مناطق خالية، ولكن في عهد الإدارة المصرية في خمسينيات القرن الماضي أسكنت فيه السلطات الموظفين وفتحت شوارع امتدادا له، وبعد ذلك أصبح الحي الأكثر حيوية وازدهارا في قطاع غزة.

ومن معالم الحي ساحة الجندي المجهول التي شهدت عديدا من المظاهرات والاحتفالات، وتقام بالقرب منها كثير من النشاطات والفعاليات الوطنية وخيمات الاعتصام، كما أصبحت ساحة عامة ومتنفسا لآلاف الغزيين الذين يتوافدون إليها يوميا من مختلف مناطق القطاع.

يعود تاريخ الساحة إلى ما بعد انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من غزة عقب عدوان عام 1956، حيث أقيم نصب تذكاري للجندي المجهول تكريما للشهداء والتضحيات الفلسطينية، فأصبحت للمنطقة بأكملها قيمة رمزية كبيرة عند سكانها.

وتوجد في الحي الجامعة الإسلامية التي تأسست عام 1978، يقع فرعها الرئيسي في حي الرمال الجنوبي بمدينة غزة، وللجامعة مواقع أخرى في قطاع غزة.

تعرضت أجزاء واسعة من مباني الجامعة لأضرار كبيرة وخسائر بالغة إثر قصف الاحتلال لغزة ، إذ تعرض كل من مبنى كلية تكنولوجيا المعلومات ومبنى عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر ومبنى كلية العلوم بالجامعة لأضرار كبيرة بكل ما فيه من تجهيزات ومختبرات وأثاث، إضافة لتكسر معظم زجاج وواجهات المباني.


                                         دمار في المباني بحي الرمال بقطاع غزة.

وتوجد أيضا جامعة الأزهر التي أُسست عام 1991 بهدف تلبية احتياجات الشعب الفلسطيني في مجال التعليم العالي. بدأت الجامعة بكليتين فقط وهما كلية الحقوق وكلية التربية، ثم توسعت لتشمل كليات أخرى مثل الصيدلة والزراعة والعلوم والآداب الإنسانية، وأُنشئت كليات إضافية مثل كلية العلوم الطبية التطبيقية وكلية الطب.

ويقع البنك الوطني الإسلامي في حي الرمال على امتداد شارع عمر المختار، تعرض في العدوان الحالي للاستهداف من قبل الطائرات الإسرائيلية مما أدى لتدميره بالكامل وتضرر المواقع المحيطة به.
فيما يعد برج فلسطين بحي الرمال من أهم المباني السكنية في قطاع غزة، وهو من أكبر الأبراج السكنية والتجارية في القطاع، يتكون من 14 طابقا، ويضم العديد من المؤسسات الإعلامية والعيادات والشقق السكنية.

استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي برج فلسطين بعدة غارات جوية مما أدى لتدميره بالكامل، وكانت طائرات الاحتلال استهدفت البرج في عام 2022، مما أدى إلى تضرر عدد كثير من الطوابق وشبكات المياه والكهرباء.

وبقي الحي لفترة طويلة أكثر المناطق هدوءا وأمانا حتى وقوع العدوان الإسرائيلي على غزة عام 2021، بتعرض للقصف بأكثر من 200 غارة جوية خلال 9 أيام، فتضررت الطرق ولم يبق في الحي أثر للبنايات الشاهقة، ودمرت الاستراحات على طول شاطئ بحر المدينة.

وكان الحي ملاذا آمنا ومتنفسا إلى حد ما من ضغوط الحياة لكثير من سكان قطاع غزة، ولكن بين ليلة وضحاها، اختفت ملامحه في أثناء القصف الإسرائيلي إذ واجه الحي سلسلة غارات عنيفة استهدفت مباني سكنية ومكاتب شركات اتصالات وإدارات مختلفة.

واستمرت هذه الغارات ليلة كاملة، ولم تهدأ حتى فجر اليوم التالي، الأمر الذي أدى إلى تدمير الحي تدميرا شاملا، وتهجير سكانه، وقطع غالبية الطرق المؤدية له، ولم يتبق منه سوى اسمه. وإلى جانب تدمير المنازل والعمارات السكنية استهدف القصف أيضا مقرات ووزارات حكومية ومساجد ومدارس.

وتفاخر المتحدث باسم جيش الاحتلال، دانييل هغاري، بالدمار الذي أحدثه الاحتلال في حي الرمال،  وأظهرت الصور التي التقطتها عدسات المصورين من داخل الحي مشاهد دمار هائلة لمبان وعمارات بأكملها تمت تسويتها بالأرض.

وقال بعض المواطنين الفلسطينيين ممن دمرت منازلهم إن ما تعرض له الحي "تسونامي إسرائيلي ضرب حي الرمال".

المصادر

ـ "حي الرمال.. شريان غزة النابض الذي بات ركاما"، الجزيرة نت، 15/10/2023.
ـ نور أبو عيشة، "الرمال".. المقاتلات الإسرائيلية تحول أرقى أحياء غزة إلى ركام"، وكالة الأناضول، 10/10/2023.
ـ "القصف الإسرائيلي يسوي حي الرمال بالأرض: وجيش الاحتلال يتفاخر بتدمير أرقى أحياء غزة"، موقع صحيفة الاتحاد، 10/10/2023.
 ـ أحمد صقر، "عربي21 ترصد الدمار الواسع بحي الرمال وسط غزة جراء غارات الاحتلال"، موقع وصحيفة عربي21، 10/10/2023.
ـ علاء الحلو، "حي الرمال.. قلب مدينة غزة النابض"، موقع العربي الجديد، 11/9/2022.
ـ زهير دولة، "حي الرمال..من شانزليزيه غزة وقلبها النابض إلى كومة رماد وحديد"، صحيفة الإمارات اليوم، 20/10/2023.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تقارير تقارير حي الرمال غزة الفلسطينية تاريخ فلسطين غزة تاريخ هوية حي الرمال تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير تقارير سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حی الرمال مدینة غزة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة عقربا وتداهم منازل في سبسطية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، اليوم الخميس، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت بلدة عقربا، بعدد من الآليات العسكرية، وانتشرت في شوارع البلدة، كما داهم جنود الاحتلال عدة منازل في بلدة سبسطية.

ومنذ قليل، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر بلدة بيت أمر شمال الخليل، وتمركزت قوات الاحتلال في منطقة الظهر.

هاجم مستوطنين إسرائيليين منازل المواطنين الفلسطينيين في تجمع خلة الضبع، في مسافر يطا جنوب الخليل، بعد احراقهم مساحات كبيرة من حقول وأشجار المواطنين، ومنع المستوطنين طواقم الدفاع المدني من الوصول إلى النيران.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي توغله في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة، لليوم السابع على التوالي، وسط قصف مدفعي مكثف على مناطق متفرقة في الحي، ما تسبب في سقوط شهداء وجرحى.

ونفذت مدفعية الاحتلال الإسرائيلي قصف متواصل وإطلاق قنابل دخانية على محيط مدرسة حطين في شارع المنصورة جنوبي الحي. 

كما أطلق الطيران المروحي "الأباتشي" النار بشكل متقطع على مناطق متفرقة في الحي، وقامت الجرافات الإسرائيلية بعمليات تجريف واسعة ونسف منازل سكنية شرقي الحي.

مقالات مشابهة

  • إصابة شاب خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بيت فجار
  • بإحدى مدارس الأونروا في رفح.. الاحتلال الإسرائيلي يخلّف آلية عسكرية محترقة
  • إصابة شاب خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بيت فجار جنوب بيت لحم
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينتي قلقيلية ونابلس .. فيديو
  • قوات الاحتلال تقتحم مدينتي قلقيلية ونابلس
  • رئيس جامعة أسيوط يستعرض أبرز الأنشطة لخلق فرص عمل للشباب والتدريب والتأهيل خلال عام 2024/2023
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة عقربا وتداهم منازل في سبسطية
  • 7 أيام على توغل الاحتلال بحي الشجاعية والمقاومة تتصدى
  • المجلس الوطنى الفلسطينى: ما يحدث فى أحياء شرق خان يونس والشجاعية مجازر وحشية
  • حي الزيتون.. قلعة حصينة تحولت لـ"كابوس" تؤرق بمقاومتها الاحتلال