سودانايل:
2024-07-10@03:27:51 GMT

الصومال توج إثيوبيا لزعامة أفريقيا !!

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

دولتي الصومال واثيوبيا تقعان في شرق أفريقيا ولهم حدود مشتركة، وتاريخ صراع مشترك، كما أن إثيوبيا تحتل اراضي صومالية منحت لها من قبل الاحتلال البريطاني لصومال في عامي ١٩٤٨-١٩٥٤.
وهو ما أدى إلى قيام حروب وصراعات مستمرة ما بين الدولتين ونزاعات سياسية لا زالت قائمة حتى الراهن بينهما.

ويمثل الصومال واثيوبيا من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الافريقية والتي تم تأسيس في عام ١٩٦٤ وهو العام ذاته الذي اندلعت فيه أول حرب بين الدولتين وذلك بعد مهاجمة أديس أبابا لصومال، وفي العام نفسه جرت منافسة سياسية محمومة ما بين العديد من الدول الافريقية على خلفية تحديد مقر منظمة الوحدة الافريقية.



"وفي سياق المنافسة ما بين تلك الدول أنتهت المحصلة نحو الإختيار ما بين كل من إثيوبيا والسنغال لترأس المنظمة الإقليمية، فكان صوت الصومال يرجح فوز إحدى الدولتين بمقر المنظمة، وتواصل حينها وزير خارجية إثيوبيا كتيما يفرو وكلن رجل داهية مع نظيره الصومالي عبدلاهي عيسى محمود، واستضافه إلى مأدبة عشاء في فندق بياسو، كما ورد في مذكرات وزير خارجية إثيوبيا.

وقد استهل كتيما يفرو حديثه قائلا: نرغب في الحصول على صوتكم"، وكان رد عبدالاهي عيسى " ألسنا خصوم ؟ فاستدرك وزير خارجية إثيوبيا قائلا: اخواتنا وقربنا من بعض أكبر من أي شيئ" فكان رد وزير خارجية الصومال " بغض النظر عن مآخذنا تجاهكم، الا أننا سنمنحكم صوتنا."(١)

وبذلك تزعمت إثيوبيا كل من منظمة الوحدة الافريقية والاتحاد الافريقي الذي يعد إمتداد للمنظمة الأم على مدى عقود وهكذا استطاعت أن تستثمر تلك المنحة الذهبية التي نالتها من جارها وخصمها سياسيا ودبلوماسيا.

وبطبيعة الحال ليس معلوما ما دفع الصومال وتحديدا وزير خارجيته عبدالاهي عيسى لقبول الطلب الإثيوبي، ودعم أديس للفوز للحصول على مقر منظمة الوحدة الافريقية، في ظل وجود واقع نزاع سياسي وعسكري ما بين الدولتين، علما بأن وزير خارجية الصومال كان يمثل شخصية وطنية ومن القادة السياسيين البارزين في جامعة الشباب الصومالي والذي قاد النضال لأجل استقلال البلاد من الاحتلال الأجنبي.

لاسيما وأن التوقيت ذاته كان في ظل فترة كانت تشهد حالة تأزم العلاقات ما بين الدولتين وتحديدا عام ١٩٦٤ وهو العام الذي شهد أول حرب ما بين الدولتين.
فالصومال لم يكن متوقعا منه ذلك القرار، وطبيعة المنطق السياسي كانت تفرض الانحياز لاختيار دولة السنغال بدلا من خصمه.

وفيما بعد فقد عانى الصومال الكثير من وجود مقر المنظمة الإقليمية الافريقية في أديس أبابا، وفي ظل تأثير ذلك على اصطفاف دول أفريقية عديدة مع الجانب الإثيوبي في نزاعه مع الصومال، مما منح خصمه قوة سياسية ودبلوماسية كبيرة.
والنتيجة أسفرت عن منح مقديشو ورقة سياسية بالغة الأهمية لأديس أبابا استخدمتها الأخيرة تجاه الصوماليين ذاتهم، وهو ما يعد خطأ إستراتيجي تاريخي تم الوقوع فيه.

كما أن ذلك الإستنكار يشمل أيضا مصر والتي كانت بدورها ليست ممانعة لاختيار إثيوبيا كمقر لمنظمة الإقليمية، وكأن بإمكانها أن تتقلد هي المنصب لما كان لديها من ثقل عربي وافريقي، وإمكانية حصولها على تقل سياسي ودبلوماسي أكبر من وجود مقر المنظمة الإقليمية إلى جانب التواجد الدائم لمقر الجامعة العربية في القاهرة.

ناهيك عن أن العديد من الدول الافريقية كانت قد أخذت موقف داعم بقوة لصالح ترجيح فوز تنزانيا على وزير خارجية الصومال عمر عرتا غالب مرشح الصومال إلى منصب رئاسة مجلس الأمن الدولي في عام ١٩٧٥، في حين أن الموقف الإثيوبي كان داعما لتنزانيا، ولم يأخذ في الاعتبار الدور الصومالي الحاسم لترجيح إثيوبيا أمام السنغال في عام ١٩٦٤.

والجدير بالذكر أن الصومال فيما بعد أخذ العبرة من قرار منحه إثيوبيا تلك الميزة السياسية والدبلوماسية، حين تم تأسيس منظمة الإيجاد في عام ١٩٨٦ والتي شكل كأحد مؤسسيها، وهو ما سأهم في أن تصبح جيبوتي كمقر للمنظمة التي ضمت عدد من دول شرق إفريقيا، وفيما بعد عانى كل من الصومال ومصر من سياسات إثيوبيا والتي أصابت سيادتهم السياسية ومصالحهم في مقتل.

خالد حسن يوسف

١- مقابلة مع الكاتب فيصل عبدي روبلي، قناةSSTV, حاوره نور عبدي، نيروبي، تاريخ النشر ٧ يناير ٢٠٢٤
khalidsf5@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: وزیر خارجیة من الدول فی عام

إقرأ أيضاً:

وزير خارجية الأردن: الاحتلال الإسرائيلي فرض واقعا كارثيا على سكان غزة

قال أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني، إننا نواصل دعم وكالة أونروا التي تعرضت لمحاولات اغتيال سياسي من إسرائيل.

وأضاف «الصفدي» خلال مؤتمر صحفي له مع المفوض العام لوكالة أونروا، أن قوات الاحتلال فرضت واقعا كارثيا على الفلسطينيين في قطاع غزة، ومدارس غزة ليست آمنة من القصف الإسرائيلي المتواصل على القطاع، وأننا نسخر كل إمكاناتنا لدعم أونروا بتوجيهات من الملك عبد الله وتوفير المساعدات اللازمة للوكالة.

وتابع وزير الخارجية الأردني، أن الاحتلال الإسرائيلي يقوض عمل وكالة أونروا ويحاصر دورها في تقديم الخدمات اللازمة بالضفة الغربية.

مقالات مشابهة

  • وزير العمل يستقبل رئيس منظمة الوحدة النقابية الإفريقية
  • وزيرا خارجية مصر وبريطانيا يستعرضان تطورات الوضع في قطاع غزة
  • وزير خارجية الأردن: مدارس غزة ليست آمنة من القصف الإسرائيلي وسنواصل دعم "الأونروا"
  • وزير خارجية الأردن: الاحتلال الإسرائيلي فرض واقعا كارثيا على سكان غزة
  • سفير الصومال بالقاهرة يبحث مع مساعد وزير الخارجية سبل تعزيز التعاون المشترك
  • وزير خارجية بريطانيا ديفيد لامي.. الباحث عن الانتماء في بلد منقسم
  • الرئيس السيسى يهنئ سيريل رامافوزا بمناسبة رئاسته جنوب أفريقيا لولاية جديدة
  • الرئيس الصومالي يتهم إثيوبيا بالمراوغة بشأن مذكرة «أرض الصومال»
  • وزير خارجية لبنان الأسبق: إسرائيل لا تريد تهدئة الأوضاع
  • وزير خارجية بريطانيا الجديد: نريد أن نرى وقفا لإطلاق النار بغزة