سودانايل:
2024-06-30@00:04:48 GMT

د/حمدوك برغم الفات كن البطل الحي ما مات

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

بقلم /عمر الحويج

عذراً أعيد هذا المقال للنشر مرة أخرى لتَّدخل الكيبورد الذي تصرف بمزاجه وراكم أخطاء مطبعية غير مقبولة والأفدح حذف فقرات كاملة من بعض أجزائه سقطت من النص وإن لم تُخِّل بمضمون المقال وربما لم يلحظها القاري ولكن قصقصت أطرافه لخلل فيه لم إنتبه له .
فأصبحت إعادته ضرورة لي وللقارئ الكريم .



هذه رسالتي الثانية إلى د/حمدوك ، وذلك بعد إتضاح رغبته في إتخاذ قرار عودته الثالثة ، بشرط أن يكون "إتحزم وإتلزم" فالمعركة طويلة وشاقة وحازمة ومصيرية لوجود البشر والأرض ، أو لا وجود ، نكون أو لانكون ، وعودته جاءت بدعم من الحرية والتغيير في نسختها الجديدة المسماة تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية (تقدم) وسّوق التسميات ليس عليه حرج أو جمرك ، وهو المفتوح الباب على ضلفتيه ومصراعيه للدخول فحومل !! ، ولكن العبرة بالمواقف والمبادئ والثبات عليها ، بل العض عليها بالنواجذ ، فهل أنتم مستعدون وجاهزون رفاق الثورة في قحت أو "تقدم" بقيادتك ومسؤوليتك د/ حمدوك ؟؟ .
بداية أنا لا أنتقد مركزية الحرية والتغيير سابقاً ولا "تقدم" المنبثقة عنها حالياً بذات قادتها وصفات تحالفاتها "وهذه أول درجة نزول إلى أسفل تؤخذ على مسعاكم" بمسماكم الجديد ، ونقدي لم يكن يوماً ، سابقاً وحالياً ، ناجم عن عداوة ، كما الفلول وذلك الإنصرافي البذئ النزق ، الذي سوف تطالب الثورة العائدة وناجحة وراجحة بحراك الثوار ، بمحاكمته بالداخل ، ويفضل إرساله إلى لاهاي لاحقاً ، برهطه وأقرانه من القتلة السابقين واللاحقين ، وذلك إسوة بما قام به المجتمع الدولي تجاه أبواق حملة دعاة الإبادات الجماعية للبشر في العالم ، الذين أساوا للتاريخ البشري بما إقترفوه من جرائم حرب في حق الإنسانية ، أمثال "غوبلز" الذي أسهمت دعايته التحريضية الإعلامية في قتل الملايين وتشريدهم من ديارهم وأوطانهم وأجسادهم أجمعين ، وكان من المخططين للحرب النازية على العالم ، وقد مات منتحراً بعد يوم من انتحار قائده هتلر ، الذي أوصى بتعيينه مستشاراً لألمانيا قضى في هذه الوظيفة الساحرة له !! ، يوماً واحداً قبل تسميم أطفاله الستة ، ومن ثم انتحاره وزوجته من بعدهما في اليوم الثاني من إنتحار قائده المجنون !! .
وذاك الآخر البوق العنصري المدعو "الكَنِزي" الرواندي الذي بصوته الأجوف ودعايته الإعلامية المتنوعة المقرؤة والمرئية والمسموعة ، والذي حرض على قتل الآلاف من قبيلة التوتسي ، ذات الأقلية السكانية الثانية في رواندا بعد التوتسي ، وهذا المجرم بالذات المخالف للخلق والأخلاق ، كان يدعو من الراديو والتلفزيون والصحف ، بقراءة القوائم بأسماء المطلوب إعدامهم ، حيث يجلبون واحداً إثر آخر ، ليتم تنفيذ حكم الإعدام فيهم ، ولتعطل ضميره المفترض وجوده كواحد من بني البشر ، كان يشارك بنفسه وبيديه في عمليات الإعدام ، بل كان يشارك حتى باغتصاب نساء التوتسي المجلوبات له ولغيره ، وهذا فعلياً ما يمارسه الإنصرافي في دعوات خياله المريض ، حتى في ذكره لقائمة الأسماء كما "الكنزي الرواندي" الموعودين بالإعدام على يدي محكمته الربانية وقع الحافر على الحافر ، غير أولئك الذين "حيوديهم لي الله" بالجملة دون تفويض رباني إنما بالوكالة غير المرخص له بإدعائها بالباطل . وإسهابي قليلاً في ذكر النموذجين "جوبلز والكنزي" واللذين لقيا عقابهما على الجرم المرتكب ، الأول بانتحار الهزيمة المر ، عبر تحالف عسكر العالم ضده وغزو بلاده ، والثاني بالحكم المؤبد وإن خففته المحكمة الجنائية إلى السجن خمسة وثلاثون عاماً ، هي المؤبد ذاته ، ولكما ذلك الثنائي المحرض-الإنصرافي الربيع " وهذا الأخير سأوفيه حقه فيما سيأتي عنه من حديث" وجاري الحكي عنهما على منوال إياك أعني وأسمعي ياجارة الجرم المشهود .
والربيع هذا هو المعادل الموضوعي العكسي والنقيض للإنصرافي ، في الطرف الجنجويدي ، وهوالمتوج ناطقاً فعلياً للدعم السريع فهما "شبهينا وإتلاقينا" في الدعاية الإعلامية القاتلة المؤدية لطريق الإبادة الجماعية .
كما يجب أن تطالب الثورة المجيدة بعد نصرها النهائي الذي نثق في حدوثه ، لثقتنا في قدرات شعبنا وانتفاضاته المتوالية ضد الدكتاتوريات العسكرية والمسلحة وإستبدادها ، ولَمَ شمل كل منتهكي حقوق الإنسان بمحاكمتهم برفقة الشقيين"الانصرافي- الربيع" الناطقين بإسم تنظيمهما الواحد المنشطر إلى نصفين متصارعين على السلطة ، فصيلي القصر والمنشية بعد التعديل ، وأن يحاكم كليهما ، وكل القتلة الأشرار ، منذ الإنقلاب الإسلاموي المشؤوم في صباح جمعة 30 يونيو عام 89م حتى تاريخ نهاية هذه الحرب العبثية اللعينة ، التى حتماً لها نهايتها ، وقريباً جداً ، ويرونها بعيدة ونراها قريباً ، قبل إندلاع حربهم العنصرية القبلية التي يدعوان لها بدعاوى المقاومة الشعبية ، التي يوزعان لها السلاح ، من فضل مال الشعب المنهوب ، هكذا تقول كل المعطيات السياسية والعسكرية الحاضرة والمنظورة ، ولتنتظروا نهاية الحرب ياهؤلاء المغيبون عن الواقع والحقيقة .
أما عن قحت الإسم ، الذي شوهته لهم الثورة المضادة ، وحولته إلى مَسبة ، بسبب خطاياهم في نظرها ، وأخطاء فقط -وإن كانت مميتة في نظر الثورة- يمكن التراجع عنها ومن ثم معالجتها وإصلاحها ، وكما قلت في حقها قبلاً ، نقدنا لها دائماً كان وسيكون بمحبة ، كما قال عن النقد بمحبة ، عن إحسان جدواه وفوائده راحلنا ، عبقري الرواية العربية والعالمية الطيب صالح طيب الله ثراه . ولن يكون كذلك مجاملة ، لأنها مركزية الحرية والتغيير بجماهيرها أولاً ، ثم بقياداتها ثانياً ، كانت جزءً من الثورة "القرنعالمية" التي أدهشت عالمنا المعاصر وما سيأتي من عوالم قادمة ، أقول قياداتها التي لن أفتي وأقول عنها الخائنة ، كما ترغي بسهولة فارقة أبواق الشر ، ودعاة الحرب ، وإن كانوا لا يعنون قحت بذاتها ، إنما المقصود من خلفها ، كل قوى الثورة بجميع فصائلها ومفرداتها وشخوصها شاباً وشابة ، شيخاً كهلاً ، أو حتى طفلاً غريرا ً ، فقط نقول أن قحت تلبثتها نزعة التريث والإبطاء ، وتلفحت بالإنكفاء والإسترخاء وتَقبُل إحتواء العسكر لها ، وتمترست حسب فكر وتكتيكات طبقتها ذات النفس القصير الغير ناشد للتغيير الثوري الجذري ، تبعاً لمصالحها الخاصة ، القريبة و البعيدة أوالحزبية الضيقة ، وفارقت بفعلها الثورة وشعاراتها ، وقد صدق من قال ، بأن الثورات حين لا تكمل مسيرتها تقف محلك سر ، نصف ثورة ، يقضى أعداؤها على النصف المنجز منها ، حيث تصبح وبالاً وفتكاً ومجازراً لمن فجروها وأشعلوا نيرانها ونشروا ضيائها ، كما شهدنا ذلك منذ انتصارها الأول ، الذي نجحوا في إبطاله باللجنة الأمنية الموالية لنظامهم ، ثم بإنقلابهم المقبور دون فاعلية ، ثم حربهم الحالية .
والآن لست بصدد مناقشة قحت ، وإنما أريد التحدث مع "تقدم" الموسعة عدداً ، وليس تنوعاً -وإن وجدت بعض لافتات وهمية محشوة بداخلها-"فتقدم" بمسماها الجديد وقائدها العائد د/حمدوك ، وعسى نأمل هذه التسمية "تقدم" المختصرة ، تتواكب مع تسميتها الجديدة ، الدالة على المستقبل ، المتجه ألى القادم التقدمي وليس القديم المتهالك ، وأتمنى أن تكون التجارب القاسية والمريعة والبشعة ، التي عاش كارثتها هذا الشعب العملاق الذي دائماً ما يتصدر حكمه الأقزام ، كما وصف حاله الشهيد محمود محمد طه ، موعظة لما سيأتي من جهتكم قادم الأيام ، وأهمها بأن تنأوا بأنفسكم ومسيرتكم وفعلكم بعيداً عن التأقزم المهلك للبلاد والعباد .
وهاهي "تقدم" وبذات مواصفات ، قحتها بإنفراديتها وإقصائيتها المتصلة والمتواصلة للثورة وقواها الحية ولجان مقاومتها الأشاوس أصحاب الجلد والرأس المبعدين المنهوبين ، وكما وَقعَّت ووقَعَت في المحظور أيام الوثيقة الدستورية ، التي أدت إلى إنقلاب 2o25م المشؤوم ، هاهي تجد نفسها وحمدوك ، متطوعة هذه المرة ، في ذات السيناريو بعد الإطاري مقطوع الطاري ، ففي الموقف الأول ، أقدمت وهي عارية من ورقة التوت ، لتلتقي بالإخوة الأعداء ، حين كانوا الممثل الشرعي الوحيد للنظام ، وهاهي تعيد للتاريخ نفسه مرتين ولكنا نتمني أن تكون خطوتها الجرئية هذه المرة ، فيها خيراً وسعداً ، قادماً لهذا الشعب المنكوب ، إذا نجحتم في إيقاف الحرب ،التي تضرر منها شعبنا حتى العظم ، فحاولوا أن تصلوا مع الطرفين المتحاربين . في حرب ، لو لم يجدا نفسيها دأخلها لإخترعاها ، حتى دون مسوغ غير حبهم المحموم للسلطة ، فعليكم بالوصول معهم إلى إتفاق بوثيقة نافذة مع ضماناتها لوقف الحرب اللعينة ، ويكفينا ذلك منكم ، ويكون ألف كتر خيركم ، ودعوا الباقي لثورتكم ، فلا تتردوا ، فلا أظن أحداً سيعترض على محاولتكم الثورية لجلب السلام ، رغم أن "تقدم" ، وفي مقدمتها أنت د/حمدوك ذهبتم إلي هذه المحاولة أيضاً ، وأنتم لازال ، ظهركم مكشوفاً للسهام ، وأنتم تعون أن الطرفين مدججين بالسلاح ، وأنتم لا تقلون عنهم قوة ، إن لم تفوقوهم . وفي يدكم ، أعني ("تقدم" وحمدوك ) سلاحكم الأقوى والأبقى ، وهي قوى الثورة بكل معانيها بفصائلها الحزبية والنقابية والمهنية والمنظمات المجتمعية والمدنية ، وكافة لجان المقاومة .
ولكي ينجح مسعاكم النبيل لوقف الحرب ، لا أرى أي معني أن يهف لبعضكم الإنحياز لأحد الطرفين ، فكلاهما أشعلا الحرب ، وإن سبق أحدهما في إطلاق الرصاصة الأولي ، ورد عليه الآخر برغبته في إيجاد فرصة الإنتصار ، وإحتكار السلطة لصالحه ، وأشترك مع الآخر في إيقاد سعير الحرب ، كما أتمنى من "تقدم" ومنك د/حمدوك ، أن تتفهموا طبيعة الصراع بين هذين الطرفين المتحاربين ، فالأول الذي يتبنى إسم الجيش إنتحالاً ، للحرب بإسمه ، ومن خلف ظهره ، كما أقول عنهم (إسلاموكوز) فالآخر ما هو إلا الفصيل المنشق عنه ، في مفاصلة القصر- المنشية عام إنكشاف عوراتهم للملأ عام 99م ، وأسميتهم وهم الطرف الثاني (جنجوكوز) وأعني مستشارية المنشية ، التى تبنت كجناح مسلح لها ، جند الجنجويد المنفلتين ، دون الإلتفات لعقيدتهم المرتبطة فقط بالقتل والنهب والإعتداء والإغتصاب وما شابهها من خصائص منفرة ، تلك المستشارية التى إستثمرت أحلام قائدها حميدتي في تولي رئاسة حكم السودان في مقابل رغبة الآخر في تحقيق حلم أبيه ، وفي صراع الأفيال هذا ، وعلى "تقدم" ود/حمدوك" أن تنظرا إلى أبعد مما هو ظاهر للعيان ، ذلك أن هناك صراع مستتر ، من المرجح ظهوره ، حتى أثناء معركة مبادرتها الحوارية التفاوضية أو بعدها ، الذي وقع داخل الدعم السريع وقد بدأت طلائعه بالظهور ، بعد إحساس أطراف فيه بانتصارهم الباهر ، كما يعتقدون على الجيش ، وقدرتهم على تعميم هذا الإنتصار على كامل تراب السودان ، وعليه أصبحوا يتنادون بمواصلة الحرب حتى تحقيق طموحاتهم التي تتلخص في : إما تفكيك دولة 56 بمفهومها العنصري الإنفصالي ، وتحقيق النتائج التي يطمحون أن تكون هديتهم نهاية لحربهم المقدسة ، التي فقدوا فيها الآلاف من أبنائهم الأشاوس كما يرددون : وإما حكم السودان كاملاً ، يتصدره أبناء غربه وإنهاء حكم نخب الشمال الممتد طويلاً . وفي حالة فشل هذا الطموح : يتم إعلان قيام دولة الزرقة في غربه وجنوبه ، دون شماله وشرقه ووسطه ، وكأن الآخرين بيض الوجوه ، رضعوا من صدر القمر ، كما قال الشاعر وتغنى بها مغنيها .
ومن شاهد أحد فيديوهات عبدالمنعم الربيع الراتبة ، أمس بتاريخ الثاني من يناير ، وأنا أكتب مقالي في اليوم الثالث منه . وهو الناطق الفعلي ، غير المعلن رسمياً من قبل الدعم السريع ، طيلة تسعة أشهر الحرب اللعينة ، والذي كان يتشدق فيها يومياً دون كلل أو ملل أو حتى دون حياء ، أنهم يحاربون الفلول من أجل الديمقراطية والدولة المدنية كذا ضربة لاذب ، ولكنه في هذا اليوم خالف نفسه ، وأخرج بلا مواربة حلمه المستخبي ، وقد ركل الشعارات الترابية الثعلبية ، التي منّوا بها حميدتي لرئاسة حكم السودان عن طريق الديمقراطية المحمية بسلاح الجنجويد المنفلت ، وأطلق مواقفه المبدئية التي لن يتراجع عنها ، طالما في رئتيه بعض نفس
كما يقول ، وأولها أعترافه بإسلامويته المتأصلة فيه عمره بكامله ، حيث كان من أبطال الميل 40 ، والتي ساقته منضماً إلى
فصيل المنشية الترابية عند المفاصلة ، ومعاداته للمؤتمر الوطني . ألم أقل لكم أنها حرب بين الفصيلين للفوز بالسلطة ، ولا ناقة أو جمل فيها لشعب السودان الضحية .
ثم تواصلت إعترافاته بنفض الغبار عن مواقفه المبدئية كما يردد ، أنه ضد ثورة ديسمبر مطلقاً ، من أولها إلى آخرها ، ولايوجد شئ حقد عليه في حياته مثل ما حقد علي ثورة ديسمبر وزاد عليها ثورة اكتوبر وإبريل فجميعها كما قال من صناعة الأنظمة الديكتاتورية ، ترتبها لإنقاذ نظامها المتهالك ، الآيل للسقوط ، أما كراهيته لديسمبر فلأنه يعرف أن من رتبها هو جهاز أمن النظام الذي يعاديه ، إلا أنه إضطر للعمل معه ، وساند المؤتمر الوطني في كل خطواته ضد الثورة ، خاصة فيما يقول الغاء وشطب وإزالة لجنة إزالة التمكين من الوجود .
وأخطرها في إعترافاته ، هو رفضه الجازم ، واعتراضه الحاسم ، لوقف الحرب ، لأن وقف الحرب لايحقق له ولا لهم طموحاتهم في حكم السودان ، ويُطَّعم حديثه ويشكله ويلونه ، بعنصرية فاقت في مفرداتها ومعانيها كل عنصري تصورناه موجوداً بيننا ، وفي حديثه تحريض واضح وصريح لجند الدعم السريع ، فقد كان يدلي بأقواله وكأنه يغازل طموحات هذا الجند الجنجويدي وعقيدتهم في كسب الغنائم المشروع لهم ، والقتل والنهب والإعتداء والإغتصاب ، وذلك بالإتكاء على التهميش والإضطهاد الذي لاقوه كما يقول لهم ، من النخب الإستعمارية الشمالية كما قال .
ومن هنا أهمس في أذن حميدتي ومستشاريته إذا كانوا لا زالوا مع خططتهم الموسومة بثعلبية ترابية ، أقول لحميدتي خاصة ، أن جند دعمك السريع الجنجويدي ، على شفى حفرة من وقوع التشظي شذر مذر وسطهم وتابعيك ، وكما تقول قواميس اللغة العربية "شذر" تعني الإقبال عليك ربما من ناحية مستشاريتك ترابية الهوى ، والتي هي الأقرب لك بعرضها البراق ، بتنصيبك رئساً على دولة السودان .
وآخر هذه الإشراقات التي تصورها وصورها في ذلك الفيديو ، كانت موجهة لقحت والتسمية الجديدة لها "تقدم" فكال لها من السباب المستلف من بذاءة الإنصرافي ، وختمها بقوله إذا أردتم السلطة ، اخلعوا بدلكم
وكرفتاتكم ، وأنزلوا الميدان بالكاكي وأنتزعوها.
وقد سبق واقترحت علي هذه المستشارية الترابية من قبل ، حين نفض حميدتي يده عن إنقلاب 25 أكتوبر ورفضه علناً . ونصحتهم إن كانوا صادقين في وعدهم لقائدهم حميدتي ، أن يبادروا بتكوين حزب سياسي يؤمن بالديمقراطية الحقة دون سلاح الجنجويد المنفلت ، حيث لن يتمكنوا من السيطرة على أطرافه وقت الحارة ، حتى لو تم إقرار السلام ، ليصلوا حتى بقائدهم حميدتي إلى السلطة ، إذا رغبوا في ذلك ، وفي الديمقراطية بانتخاباتها الحرة والنزيهة متسع لهكذا حزب ، وفيها الحشاش يملأ شبكته .
أما ما قالت به القواميس في معنى "مذر" فهو الإبتعاد عنك ، وقد تعني جندك ، ومن هو في شاكلة عبد المنعم الربيع وآخرون من خلفه ، الذين في قلوبهم بعض "دِريبات" أُخر ، أما معناها مجتمعة "شذر مذر" في وجهة التشظي ، هي أن كل شاة معلقة من نواصيها ولتقعد أنت وأسرة آل دقلو ملوماً محسوراً .

وإلى د/حمدوك وقادة تقدم ، فإن البحر من أمامكم ، وألعدو من
خلفكم : إما فوضى الجنجويد الكاسحة للأخضر واليابس وإما
حرب الكيزان الأهلية الكاسحة أيضاً ليابس السودان قبل أخضره ، أو تحققون السلام ، الذي لن يأتي لكم ولشعب السودان إلا بشرط إسناد ظهركم على أكتاف الجماهير الوفية ، بقواها الثورية الحية ، الآتية من كل فج وصوب ثوري عميق .
وللحرب لا والثورة مستمرة والردة مستحيلة .
***
omeralhiwaig441@gmail.com
//////////////////  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: حکم السودان د حمدوک کما قال

إقرأ أيضاً:

تصفية الأسرى في حرب السودان.. ما خفي أعظم!!

 

اتفاقيات جنيف الأربع، تحمي الأسرى في الحروب، وتحظر تصويرهم واظهار وجووههم بأي شكل، وتمنع تعرضهم للتعذيب أو إجبارهم على القتال

 تقرير: التغيير

أتخذت حرب 15 أبريل، بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع،   منحنى آخر في معاملة الأسرى من التصوير إلى القتل والتمثيل بالجثث، دون الالتزام بالمعاهدات والمواثيق الدولية التي تنص على حقوق الأسير في الحروب، وهي أفعال ترتقي لمستوى جرائم  الحرب.

اتفاقيات جنيف الأربع، والبروتوكولات الملحقة بها، تحمي  الأسرى في الحروب، وتحظر تصويرهم واظهار وجووههم بأي شكل، وتمنع تعرضهم للتعذيب أو إجبارهم على القتال، أو احتجازهم في أماكن غير آمنة.

توثيق الانتهاكات

انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق انتهاكات ارتكبت ضد الأسرى من طرفي الصراع التي بدأت “بالمعاملة كيف”، إذ كان يتم تصوير الأسير واستنطاقه مكرها، في تظهر عليه كدمات تؤكد تعرضه للتعذيب، ولكن سرعان ما تطور الأمر في ظل تنامي خطاب الكراهية إلى أن وصل مرحلة  جز الرؤوس وبقر البطون.

أول تصفية

تعد أول تصفية تم رصدها في حرب 15 أبريل،  قام بتوثيقها الجناة، هي تصفية والي غرب دارفور خميس أبكر الذي تم قتله على يد جنود يرتدون زي قوات الدعم السريع، بمدينة الجنينة غربي البلاد، بعد ساعات من أسره عندما كان يتحدث لإحدى القنوات الإخبارية، وتم التمثيل بجثته في فعل يتنافى مع المواثيق والمعاهدات الدولية والفطرة الإنسانية.

كما تم التوثيق لتصفية الملازم أول محمد صديق المشهور بـ(الرهيفة التنقد)، الذي يمثل أحد  أيقونات ثورة ديسمبر المجيدة،  بعد فصله من الجيش السوداني بسبب  رفضه الانصياع لتعليمات قادته بإطلاق النار على المعتصمين السلميين أمام بوابات القيادة العامة في 2019، وعندما اندلعت حرب 15 أبريل انخرط في صفوف القوات المسلحة مستنفرا، وتم أسره في معركة بالقرب من مصفاة الخرطوم بمنطقة الجيلي شمال الخرطوم بحري، لتتم تصفيته.

التوثيق للتصفية

وبالمقابل وثق جنود يرتدون زي الجيش السوداني، تصفية جنود يتبعون لقوات الدعم السريع بعد أن قاموا بجز رؤوسهم وبقر بطونهم والتمثيل بجثثهم، ووجدت التصفيات إدانات واسعة من جهات محلية وإقليمية ودولية، وطالبوا بالكشف عن هؤلاء الجناة من الطرفين وتقديمهم لمحاكمات عاجلة.

وبدافع الحقد والانتقام أصبح بعض الأفراد الذين ينتمون  لأطراف النزاع في السودان يقومون بتصفية الأسرى والتمثيل بجثثهم وتصويرهم ومن ثم نشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي دون أن يتم توقيفهم رغم أنهم يظهرون من خلال تلك الفيديوهات.

 نفي الجيش

علق  الجيش السوداني على حادثة رأسين مقطوعين قبل أشهر وقالت القوات المسلحة إنها تجري تحقيقا، وستحاسب المتورطين، إذا أثبتت نتائج التحقيق أنهم يتبعون لقواتنا المسلحة، وأكدت على التزامها بالقانون وأعراف الحرب وقواعد وسلوك في أثناء العمليات الحربية. إلا أن نتائج التحقيق لم تظهر حتى وقوع حادثة تصفية مشابهة في الأيام الماضية.

وفي الأيام الماضية تم بث فيديو جنود يرتدون زي القوات المسلحة وهم يقومون بتصفية جنود يتبعون قوات الدعم السريع، إلا أن الجيش السوداني  سارع بالنفي أيضاً، واتهم قوات الدعم السريع بفبركة الفيديو، وأكد  أن هذه الممارسات لا يمكن أن تصدر من أفراده.

وقال مصدر بالجيش السوداني لـ”التغيير” إن هنالك غرف تتبع للخلايا الإعلامية لقوات الدعم السريع وأعوانهم،  تنشط في نشر فيديوهات مفبركة يظهر من خلالها جنود مزعومين يقومون بقتل أسرى بعد معاملتهم بشكل لا يتسق مع قوانين وأعراف الحرب.

وشدد المصدر، على  أن “القوات المسلحة لن تنجر للدرك الأخلاقي السحيق الذي ترزح تحته المليشيا وستظل متمسكة بالتزامها تجاه القانون الدولي الإنساني”.

اتهام ونفي

وبالمقابل، اتهمت قوات الدعم السريع، القوات المسلحة بإعدام شباب عزل في مدينة أم درمان، بدواعي إثنية. وأدانت الدعم السريع في بيان الأحد المحتوى الذي وصفته بـ”المقطع الصادم”.

واعتبرت ما جرى يندرج تحت جرائم التصفيات الانتقائية المتكررة على أساس الانتماء العرقي والمناطقي لمكونات اجتماعية بعينها.

وقال مستشار القائد العام لقوات الدعم السريع إبراهيم مخير، إن “الفيديوهات التي يتم بثها لجنود يرتدون زي الدعم السريع يقف وراها إعلام البرهان وغرف استخبارات أنصار النظام القديم الإرهابي، بعد أن فتح السجون للمجرمين، وينشر الطابور الخامس بغرض التخريب وتحقيق  مستوى من الفوضى العارمة عبر النهب والسلب والقتل لإعاقة تقدم قوات الدعم السريع”.

وأكد مخير، في مقابلة مع “التغيير” أن الجيش السوداني منذ تكوينه يقوم بتصفية الأسرى ولا يلتزم بالقانون الدولي الإنساني.

معاملة الأسرى

وبحسب مدير البرنامج القانوني في المركز الأفريقي لدراسات السلام أمير سليمان، فإن وضع الأسرى في الحروب تحكمه اتفاقيات جنيف الأربعة، والاتفاقية الثالثة التي تحدد كيفية معاملة الأسرى سواء أكانوا مدنيين أو عسكريين، وبها  143 مادة  تناقش بالتفصيل كيفية معاملة الأسرى، بما فيها حفظهم بعيدا عن الأماكن التي تدور حولها اشتباكات.

ويقول سليمان في مقابلة مع “التغيير” إن المعسكرات التي يوجد فيها الأسرى  يتم وضع علامات عليها حتى لا تتعرض للضرب والقصف المدفعي والجوي، لكن للأسف طرفي الصراع في السودان بحسب التقارير المنشورة، والموجود في الميديا يتم التعامل مع الأسرى بشكل غير احترافي ولا يتم فيها الالتزام باتفاقيات جنيف.

من خلال الفيديوهات الموجودة  يتم تعنيف الأسرى بشكل لا إنساني يتعارض مع كل مواثيق حقوق الإنسان، والقتل والتعذيب يشكل جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وإذا لم تتم محاسبة  الأفراد مرتكبي الجرائم وتحقيق العدالة للأشخاص الذين تعرضوا للمعاملة المهينة واللا إنسانية والتعذيب والقتل تشكل مسؤولية مباشرة للقادة، لأن المسؤولية التراتبية تحمل للقادة في حال عدم محاسبتهم للأشخاص تحت أمرتهم عند ارتكابهم انتهاكات. “يضيف سليمان”.

وتابع: “إذا توقفت الحرب يجيب أن يضمن بند المحاسبة، لأنه إذا لم تتحقق العدالة سنرجع دائرة النزاعات والعنف والعنف المتبادل.

وطالب الخبير سليمان،  طرفي الحرب بالاعتراف بالخطأ والانتهاكات التي ارتكبت، وتذهب في محاسبة الأفراد بموجب التزامها باتفاقيات جنيف والاتفاقيات الدولية لحقوق الإنسان، لكن عدم الالتزام والاستمرار في هذه الممارسات ومحاسبة الأشخاص مرتكبي الانتهاكات يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية الطرفين سيكونان مسؤولين أمام المجتمع الدولي والإقليمي والشعب السوداني.

استنكار التصفية

طالبت قوى سياسية ومدنية طرفي الصراع الالتزام بالقوانين والمواثيق الدولية التي تراعي حق الأسرى في المعاملة الجيدة في الأسر وعدم التعرض لهم، وطالبوا الجهات الدولية بتوقيع أقصى العقوبة على الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.

واتهمت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم”، الجيش وقوات الدعم السريع بتبادل تصفية الأسرى. وأدانت ما وصفتها بالحوادث المؤسفة، حيث دعت الطرفين إلى الإقرار بهذه التجاوزات عوضًا عن إنكارها أو التنصل منها لضمان عدم تزايدها، فنتيجة الصمت يترتب عليه مجاهرة وتباهي كتصوير إعدام الأسرى بدم بارد.

ويقول القيادي بتنسيقية تقدم بابكر فيصل، منذ بداية الحرب حذرنا من أن هنالك مخاطر ثلاثة تمشى في التطور، والآن وصلت ذروتها، الخطر الأول التدخل الإقليمي السالب في الشأن السوداني، والخطر الثاني هو ازدياد الانقسامات الجهوية والإثنية في السودان وخطاب الكراهية وتقسيم البلد، والخطر الثالث دخول الجماعات المتطرفة، وهذا بدأ بالفعل، وشاهدناه في قطع الرؤوس وأكل الأحشاء وما إلى ذلك.

ويضيف بابكر في مقابلة مع “التغيير” “البيئة في السودان الآن جاذبة للجماعات المتطرفة، لذلك أننا ندعو إلى وقف الحرب بأسرع ما يكون حتى نستطيع أن نلحق السودان، لأن السلاح أصبح في يد أي شخص، وبالتالي إذا لم يتم وقف الحرب والانتقال بسرعة للعملية السياسية، وقبلها عودة المواطنين إلى منازلهم ورجوع الحياة الطبيعية، فإن خطر الإرهاب ماثل وواقع في أرض السودان”.

عواطف وحقد

وبدورها، ترى عضو لجنة “محامو الطوارئ” رحاب مبارك، أن طرفي الصراع يحاولون تصفية حسابات انتقامية من بعضهم، وغير ملتزمين بأوامر القادة والقانون الدولي الإنساني.

وتقول المبارك في مقابلة مع “لتغيير”، إن الجهات التي تقوم بالتصفيات أغلبهم جماعات غير مؤسسة تأسيس قانوني وقائمة على المليشيا سوا المليشيا التابعة  للدعم السريع أو مليشيا البراء بن مالك التي تعمل لصالح طرفي الصراع.

هؤلاء تسوقهم العواطف والحقد تجاه بعض فيما يخص السلطة أكثر من الالتزام العسكري والمهني فيما يتعلق بالعمليات العسكرية، وهذا يدلل على نهايات الحرب. “تضيف رحاب”.

وكانت منظمات ونشطاء معنيون بالدفاع عن حقوق الإنسان في السودان أكدوا أن لديهم أدلة على أن قوات الدعم السريع تحتجز أكثر من 5 آلاف شخص، بينهم 3500 مدني، في ظروف غير إنسانية في عدة أماكن بالعاصمة الخرطوم، حسب تقرير نشرته وكالة “رويترز” في وقت سابق.

كما أحصى تقرير أعدته مجموعة “محامو الطوارئ” الحقوقية أنه وفي مقابل 8 مراكز اعتقال للجيش، تمتلك قوات الدعم السريع 44 مركز احتجاز، وعادة ما تكون في مبانٍ سكنية أو مدارس أو أعيان مدنية، يُجمع فيها المعتقلون قبل أن يتم فرزهم ونقلهم إلى مراكز اعتقال دائمة.

وذكر التقرير أن المعتقلات تعاني من عدم التهوية والرطوبة العالية التي تؤدي إلى صعوبة في التنفس، ويتفشى فيها التعذيب والمعاملة القاسية، ما قاد إلى وفاة عدد من المعتقلين.

 

 

الوسومأسرى الحرب السودانية الجيش والدعم السريع معاهدة جنيف

مقالات مشابهة

  • حروبُ القوى الاستعمارية ضد الشعوب
  • الشعب السوداني كله يدرك حقيقة ما صرح به (جلحة) لأنه شاهد هؤلاء المرتزقة رأي العين !!
  • تصفية الأسرى في حرب السودان.. ما خفي أعظم!!
  • السودان والأسئلة المفتوحة
  • فرص السلام .. و جاهزية “تقدم”
  • صراع السلطة والحرب في السودان
  • مواصلة مناقشة تحديات التحول الديمقراطي «3-4»
  • مواصلة مناقشة تحديات التحول الديمقراطي (3/4)
  • تأملات في مواقف تقدم (١)
  • السودان: إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه