كأس الأمم الأفريقية... من السودان بدأت الرحلة
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
إعداد: عمر التيس تابِع إعلان اقرأ المزيد
من مشاركة بضع منتخبات في الدورة الأولى سنة 1957 في العاصمة السودانية الخرطوم، وصولا إلى النسخة 34 المرتقبة في ساحل العاج، تعد كأس الأمم الأفريقية منجما نحت فيه لاعبون أسماءهم بأحرف من ذهب بتتويجات وأداء جعلهم يحملون على الأعناق في بلدانهم.
اقتصرت المشاركة في بداية الأمر على بعض الدول، بسبب استمرار الاستعمار الأوروبي آنذاك في القارة وحصول دول قليلة على استقلالها.
مع مرور الوقت، اكتسبت البطولة سمعة جيدة وكانت مسرحا لمواهب كثيرة على غرار الكاميروني روجيه ميلا، مرورا بالنيجيري رشيدي يكيني وصولاً إلى المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز والسنغالي ساديو مانيه.
تعود فكرة البطولة إلى 8 حزيران/يونيو 1956. آنذاك اجتمع في فندق "أفينيدا" في البرتغال خلال مؤتمر الاتحاد الدولي (فيفا) المصريون عبد العزيز سالم، أول رئيس للاتحاد الأفريقي وأول عضو إفريقي في اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي، محمد لطيف ويوسف محمد والسودانيون عبد الحليم محمد وعبد الرحيم شدّاد وبدوي محمد والجنوب أفريقي فريدريك فيل. ناقشوا فكرة تأسيس الاتحاد الأفريقي وإطلاق مسابقة بين منتخبات القارة.
وكان الدكتور السوداني عبد الحليم محمد صاحب فكرة إقامة أول بطولة في السودان، فيما رسم مع المهندس المصري سالم خارطة طريق الاتحاد الأفريقي (كاف) بدءا من 1954 مع الأمين العام لفيفا السويسري كورت غاسمان.
انعقدت الجمعية التأسيسية في 8 شباط/فبراير 1957 في فندق "غران أوتيل" في الخرطوم بحضور اتحادات مصر وإثيوبيا والسودان وجنوب أفريقيا، قبل يومين من المباراة الافتتاحية للدورة الأولى بين السودان ومصر التي أسفرت عن فوز الأخيرة 2-1.
دورة أولى بثلاثة منتخبات وتتويج مصريونال المصري رأفت عطية لاعب الزمالك شرف تسجيل الهدف الأول في النهائيات من ركلة جزاء.
ضمت الدورة الأولى منتخبا ثالثا هو إثيوبيا، بينما استُبعدت جنوب أفريقيا بسبب سياسة التمييز العنصري التي كانت تنتهجها وإصرارها على الاكتفاء باستدعاء لاعبين من البشرة البيضاء.
وسجلت مصر اسمها كأوّل دولة تحرز اللقب، بفوزها على إثيوبيا في النهائي 4-0، سجّلها جميعها نجم الاتحاد السكندري محمد دياب العطار الملقب بـ"الديبة".
ظهر العطار مرة ثانية في نهائي نسخة 1968 في إثيوبيا، لكن هذه المرة كحكم في مباراة الكونغو كينشاسا وغانا.
وشهدت البطولة مشاركة للحارس اليوناني الأصل باراسكوس "براسكوس" تريميريتيس الذي حصل على الجنسية المصرية عام 1954 وشارك في دورة ألعاب البحر المتوسط، ثم حرس عرين المنتخب المصري محرزاً اللقب.
وتتويج ثان لمصر...بعدها بسنتين، استضافت مصر التي كانت تلعب تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة، النسخة الثانية في القاهرة عام 1959 بمشاركة المنتخبات الثلاثة عينها بمدربين من أوروبا الشرقية.
بنظام الدوري المصغر، فازت مصر على إثيوبيا 4-0 ثم السودان 2-1، محتفظة باللقب بقيادة صالح سليم ومحمود الجوهري وعصام بهيج وميمي الشربيني.
وبعد أن نظم كل من السودان ومصر البطولة، جاء دور إثيوبيا عام 1962 كونها إحدى الدول الست المؤسسة للاتحاد الأفريقي.
بلغ عدد الأعضاء المنتسبين 9 اتحادات وطنية، فكان لا بد من خوض التصفيات للمرة الأولى لاختيار منتخبين يُضافان إلى مصر حاملة اللقب وإثيوبيا المنظمة، فتأهلت تونس بفوزها على المغرب ونيجيريا وغانا ورافقتها أوغندا بتغلبها على كينيا وعلى السودان بالانسحاب.
إثيوبيا تفوز بالكأس تحت أنظار إمبراطورهاوفي الدور الأول، تخطت إثيوبيا عقبة تونس 4-2 كما أخرجت مصر أوغندا (2-1)، وفي المباراة النهائية الثأرية أمام ثلاثين ألف متفرج في أديس أبابا، تعادلت إثيوبيا ومصر 2-2 فمُدّد الوقت للمرة الأولى في مباراة نهائية وتمكنت إثيوبيا من تسجيل هدفين وإحراز اللقب للمرة الأولى (4-2).
وجاءت تونس ثالثة بفوزها على أوغندا 3-0، في بطولة شهدت معدل تسجيل كبير.
مع توسع حركات الاستقلال، نالت 16 دولة أفريقية استقلالها في 1960، فارتفع عدد المشاركين بشكل لافت في البطولة خلال الستينيات.
عمر التيس/أ ف ب
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج كأس الأمم الأفريقية محمد صلاح رياض محرز السودان الزمالك ساحل العاج كأس الأمم الأفريقية 2024 كأس الأمم الأفريقية كرة القدم أفريقيا السودان للمزيد إسرائيل الحرب بين حماس وإسرائيل حماس غزة حزب الله الجزائر مصر المغرب السعودية تونس العراق الأردن لبنان تركيا
إقرأ أيضاً:
أمريكا تحث جنوب السودان على إطلاق سراح ريك مشار
دعت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، رئيس جنوب السودان سلفا كير، إلى إطلاق سراح منافسه ونائبه الأول ريك مشار، وسط تقارير عن وضعه قيد الإقامة الجبرية، وقالت إن الوقت حان ليظهر قادة البلاد التزامهم بالسلام.
وقال حزب الحركة الشعبية لتحرير السودان - في المعارضة أمس الأربعاء، إن وزير الدفاع ورئيس الأمن الوطني "اقتحما" مقر إقامة مشار وسلماه مذكرة اعتقال.
وقال ريث موتش تانج المسؤول الكبير في الحركة الشعبية لتحرير السودان- في المعارضة، في بيان اليوم الخميس، إن مشار محتجز في منزله مع زوجته وحارسين شخصيين بتهمة المشاركة في القتال، بين الجيش والجيش الأبيض في مدينة الناصر بولاية أعالي النيل هذا الشهر.
We are concerned by reports South Sudan's First Vice President Machar is under house arrest. We urge President Kiir to reverse this action & prevent further escalation of the situation. It is time for South Sudan's leaders to demonstrate sincerity of stated commitments to peace.
— Bureau of African Affairs (@AsstSecStateAF) March 27, 2025وكتب مكتب الشؤون الأفريقية في واشنطن على منصة إكس: "نشعر بالقلق من تقارير ذكرت أن النائب الأول، لرئيس جنوب السودان مشار قيد الإقامة الجبرية". وأضاف "نحث الرئيس كير على التراجع عن هذا الإجراء ومنع المزيد من التصعيد".
وبموجب اتفاق السلام الذي أنهى حرباً أهلية على أسس عرقية بين عامي 2013 و2018، بين القوات الموالية لمشار من جهة والقوات الموالية لكير من جهة أخرى، أصبح لرئيس جنوب السودان 5 نواب. ويشغل حالياً منافس كير منذ فترة طويلة وزعيم المعارضة مشار منصب النائب الأول للرئيس.
توقيف رياك مشار وتحذير أممي من انزلاق جنوب السودان إلى الحرب - موقع 24أوقف النائب الأول لرئيس جنوب السودان رياك مشار، الخصم القديم للرئيس سلفا كير، في مقر إقامته في العاصمة جوبا، أمس الأربعاء، بحسب ما أعلن حزبه، في خطوة حذّرت الأمم المتحدة من أنّها قد تجرّ البلاد إلى حرب أهلية جديدة.
وحذرت الأمم المتحدة، من احتمال تجدد الحرب الأهلية بسبب تصاعد خطاب الكراهية والاشتباكات التي وقعت في الآونة الأخيرة، في مدينة الناصر بين الجيش والجيش الأبيض، وهي ميليشيا لها صلات قديمة بمشار. وتنفي الحركة الشعبية لتحرير السودان - في المعارضة وجود صلات حالية مع الجيش الأبيض.
وكتب مكتب الشؤون الأفريقية في واشنطن على إكس: "حان الوقت لقادة جنوب السودان لإظهار صدق التزاماتهم المعلنة بالسلام".
ولم يستجب متحدثون باسم جيش جنوب السودان ولا الحكومة بعد لطلبات التعليق.
Following reports of the detention of #SouthSudan's First Vice President, Dr. Riek Machar, #UNMISS calls on all Parties in to exercise restraint, cease hostilities, and uphold the Revitalized Peace Agreement in the best interests of their people.
FULL STATEMENT:… pic.twitter.com/e5JjGMSeet
ويقول محللون سياسيون إن اتفاق السلام، الذي يتعاون بموجبه كير ومشار في حكومة ائتلافية هشة، على شفا الانهيار.
ودعت بعثة الأمم المتحدة لحفظ السلام في جنوب السودان (يونميس)، إلى ضبط النفس قائلة إن قادة البلاد يقفون على حافة الانزلاق إلى صراع واسع النطاق. وقالت البعثة في بيان "لن يؤدي ذلك إلى تدمير جنوب السودان فحسب، بل سيؤثر أيضاً على المنطقة بأسرها".
واعتقلت حكومة كير في وقت سابق من هذا الشهر، عدداً من المسؤولين من حزب مشار من بينهم وزير البترول ونائب قائد الجيش ردا على الاشتباكات مع الجيش الأبيض في ولاية أعالي النيل.
وأفادت الأمم المتحدة أمس الأربعاء بوقوع قتال بين القوات الموالية لكير وأخرى لمشار بالقرب من العاصمة جوبا.
وأسفرت الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 2013 و2018 عن مقتل مئات الآلاف في أحدث دولة في العالم.