سودانايل:
2025-03-16@14:57:32 GMT

للخروج من الدوامة العبثية . بقلم: نورالدين مدني

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

كلام الناس

منذ أن نجحت ثورة ديسمبر الشعبية في الإطاحة بنظام الانقاذ ازدادت عليها المؤامرات والفتن المجتمعية المتعمدة لكنها ظلت قائمة بوعي الجماهير الثائرة التي مازالت صامدة في مواجهة انقلاب البرهان والفلول والمرتزقة تواجه ببسالة بهرت العالم أجمع قمعهم وبطشهم وجرائمهم التي ارتكبوها ضدهم مستهدفين الشباب الذين يتنادون بكل ألوان طيفهم السياسي والمهني والمجتمعي بعفوية من كل أرجاء السودان وهم أكثر إصراراً على إسقاط انقلاب الخونة والقتلة.



إستمرت المساعي البائسة لبذر بذور الفتن بين مكونات الدولة المدنية والعسكرية وافتعال معارك فكرية متوهمة ومغرضة حول هوية وتوجه الذين يحركون المواكب الشعبية ويقودونها بل استغل بعض أعداء الثورة المساجد للترويج لهذه الفتن المضللة لكن الجماهير الثائرة ظلت صامدة ومتماسكة وأكثر إصراراً على إسقاط انقلاب البرهان وعصبته.

بفضل الصمود الشعبي وثورة الوعي فشل الانقلابيون في تشكيل حكومة يؤلفونها على هواهم وتبرأ كل من رشح إسمه لتولي أعباء رئاسة الوزارة ولم يبق معهم سوى بعض الوزراء المنقلب عليهم وارتضوا لانفسهم أن يكونوا مع الخوالف ومخلفات سدنة نظام الانقاذ.
جاءت الحرب العبثية بين الأخوة الأعداء متوجة حلقات التامر على الثورةالشعبية وفاقمت من الخيبات التي سببتها وسط تعمد استمراراثارها المدمرة على الحياة السياسيةوالاقتصاديةوالمجتمعيةوالأمنية.
لامخرج للسودان من هذه الدوامة العبثية إلا بالرضوخ للإرادة الشعبية وتسليم السلطة الانتقالية للمدنيين دون شروط مسبقة أو تدخل خارجي فقد عرف الشعب طريقه وقادر على إختيار حكومته المدنية ورئيس وزرائها وكل مؤسسات الحكم الانتقالي، وأن تتفرغ هذه المؤسسات المدنية والعسكرية كل في مجال عمله لخدمة الوطن والمواطنين

هذا هو السبيل لوقف نزف دماء المواطنين وتحقيق السلام الشامل العادل وبسط العدالة وسيادة حكم القانون ومحاكمة المجرمين والفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة وتأمين الحياة الحرة الكريمة للمواطنين.  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

الزينة التراثية الشعبية في رمضان بين الأمس وتقنيات اليوم

دمشق-سانا

الفوانيس والقناديل التي تنير الطرقات والبيوت أحد أبرز مظاهر احتفال السوريين بقدوم شهر رمضان المبارك، وعلى مر السنين تغيرت الأشكال وتنوعت مع تطور التصاميم والتقنيات، لكنها ظلت تراثاً أصيلاً ورثوه عن أجدادهم حاضراً في تفاصيل يومياتهم خلال الشهر الفضيل، وحمل هذا العام فرحةً مضاعفة مع الخلاص من النظام البائد.

فانوس رمضان الذي يعد أحد أهم علامات الزينة، بدأ المسلمون باستخدامه وفق الباحثة في التراث الدكتورة نجلاء الخضراء، حين جاء الصحابي تميم بن أوس من الشام إلى المدينة المنورة حاملاً معه قناديل وزيتاً، أضاء فيها مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، والذي عندما خرج إلى المسجد في تلك الليلة وجده يضيء بشدة فقال: “من فعل هذا”؟ قالوا: تميم يا رسول الله فقال: “نورت الإسلام، نور الله عليك في الدنيا والآخرة”.

وتوضح الدكتورة الخضراء أن الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر بإنارة الجوامع وتزيينها بالقناديل بدءاً من اليوم الأول من رمضان حتى يتسنى للمسلمين إقامة صلاة التراويح وإحياء شعائرهم الدينية، وتطورت الإضاءة من أسرجة بسيطة تشعل بالزيت إلى قناديل مزخرفة بلورية متقنة الصنع، علقت بعضها على جدار الكعبة فيما بعد.

وفي العصر العباسي أمر الخليفة المأمون بالإكثار من وضع القناديل المزخرفة في المساجد، وحث الناس على إضاءتها في الأزقة وأمام البيوت في شهر رمضان المبارك، وتفنن الحرفيون بصناعة القناديل وتشكيلاتها، ولا تزال المصابيح القديمة تزين جدران بعض المساجد القديمة وأسقفها إلى اليوم.

وحول ارتباط الفوانيس بالتراث السوري في رمضان تبين الدكتورة الخضراء أنه تم استخدامها علامة تعريفية وقت الفطور والسحور في الريف، بسبب بعد المنازل عن بعضها وانتشارها على مساحات واسعة، فكانت تشعل من أذان المغرب إلى وقت السحور.

وتشير إلى أنه في حارات الشام والأماكن المكتظة كان الدومري وهو الرجل الذي يشعل القناديل في الأزقة ليلاً يضيف خلال رمضان عدداً من الفوانيس لترتدي الحارات والأسواق والمقاهي حلتها الجديدة، فكانت الأضواء تتصل بين المآذن والساحات وأبواب المنازل والشرفات، لتتألق وكأنها نجوم السماء وقد أنارت الأفق.

ومن التراث المرتبط برمضان أيضاً رمزا النجمة والهلال، حيث تلفت الدكتورة الخضراء إلى أنهما يعبران عن بداية الشهر القمري ونهايته، إضافة إلى اللافتات التي تُكتب عليها عبارات المباركة برمضان وتذكير الناس بقيمه السامية، مع الزخارف الإسلامية المطرزة على الأقمشة وأغطية الكراسي والطاولات.

وعن تطور زينة رمضان في وقتنا الحالي تفيد الدكتورة الخضراء بأنها أصبحت متنوعة تستخدم فيها الألوان والزخارف الفنية الحديثة، كما استُخدمت الإضاءة الذكية التي يتم التحكم بها عن طريق الجوال، ما جعل رموز الشهر الفضيل مزيجاً من التقاليد القديمة والعناصر الجديدة.

وترى الباحثة في التراث أن زينة شهر رمضان تعكس أجواء روحانية، وتغذي الذاكرة الشعبية وتساعد في الحفاظ على التراث الثقافي الديني، كما أن مشاركة الأطفال في صناعتها وتعليقها  تغرس فيهم قيم التعاون والإبداع، وتعودهم على الاحتفال بالشهر الكريم والشعور بخصوصيته.

وتذكر أنه في الظروف القاسية التي مر بها الشعب السوري خلال سنوات الثورة، تراجع استخدام الزينة على الشرفات ومداخل البيوت، بينما عمدت بعض ربات البيوت إلى تزيين المنازل من الداخل بصورة بسيطة ليشعر الأطفال بفرحة رمضان، التي باتت منقوصة بعد أن حرم النظام البائد السوريين من المظاهر الرمضانية الشعبية كالمسحر ومدفع رمضان والحكواتي وغيرها من الخصوصية الثقافية الدينية.

وتقول الدكتورة الخضراء: إن شهر رمضان المبارك يأتي هذا العام بطعم الحرية، محملاً بالخير والأمل بمستقبل أفضل، حيث زينت المباني والشوارع احتفالاً بالشهر الفضيل وبالتحرير والخلاص من ظلم النظام البائد واستبداده، وعودة المهجرين والثوار لتجتمع العائلات مجدداً على مائدة الإفطار وتستعيد سهراتها وجلساتها الرمضانية.

وتختم الدكتورة الباحثة في التراث حديثها بالتأكيد أنه لطالما عبر الشعب السوري عن تمسكه بقيمه الدينية والثقافية وحافظ على طقوسه وتقاليده الرمضانية ببساطتها ومفاهيمها التي تحمل الفرحة بقدوم الشهر الكريم وروحانياته المباركة مهما تغيرت وتطورت، ورسخ فضائل الشهر المتمثلة بالعبادات والمعاملة الحسنة وتصفية النفوس والسمو على الخلافات، لتكون بمجملها الزينة الإنسانية التي تعكس الشخصية التي يتحلى بها المسلمون.

مقالات مشابهة

  • الزينة التراثية الشعبية في رمضان بين الأمس وتقنيات اليوم
  • مقتل وإصابة 132 مدنيًا في غارات أمريكية على عدة محافظات
  • عاجل.. الأهلي يرفض حلًا جديدًا للخروج من أزمة القمة
  • أرخص أماكن للخروج في العيد .. إليك الخريطة الكاملة
  • منخفض جوي وكتلة هوائية باردة جداً تلوح بالافق
  • مدرب الاسماعيلي: الفوز على طلائع الجيش بداية جديدة للخروج من الأزمة
  • إقرار التعيينات الأمنية والعسكرية بتوافق الترويكا واتصالات لحسم منصبَيْ مدير المخابرات ورئيس المعلومات
  • مشاركة المقاومة الشعبية
  • دفن جثة طالب فارق الحياة في انقلاب موتوسيكل بحدائق أكتوبر
  • حماس تدعو العالم للخروج من مربع الصمت حيال جرائم الاحتلال