أسماء خارج الكتل الكبيرة والحكم للتصويت السري.. من سيحسم منصب رئيس البرلمان؟
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
السومرية نيوز-سياسة
مع انتهاء العطلة والتفرغ من أجواء انتخابات مجالس المحافظات، يقف البرلمان الذي يستعد لعقد أولى جلساته في الفصل التشريعي الجديد غدا الثلاثاء أمام "المهمة المُلحة"، المتمثلة بانتخاب رئيس بديل لمجلس النواب، لاشغال المقعد الخالي منذ اكثر من 50 يومًا بعد انهاء عضوية رئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي من قبل المحكمة الاتحادية العليا.
ومن بين الترجيحات المطروحة، كان تأجيل حسم المنصب لحين الانتهاء من انتخابات مجالس المحافظات ليتم فرز الكتل السياسية بحسب الثقل الشعبي، ومعرفة موازين القوى لكل كتلة سياسية، خصوصا مع وجود حراك لعدم اسناد المقعد لحزب الرئيس السابق "تقدم" بل لكتل أخرى منافسة بينها العزم وحسم.
الا ان توازي موازين القوى، لن يجعل التنافس بين هذه الكتل فحسب، بل هناك تنافس سيكون من قبل شخصيات أخرى من خارج هذه الكتل، فعدم الاتفاق والتشضي شجّع بعض النواب من خارج الكتل الكبرى المعروفة، للتنافس على منصب رئيس البرلمان والمراهنة على "التصويت السري" من قبل النواب.
الامر الذي أكده بالفعل، عضو مجلس النواب حسين السعبري، مبينًا أن انتخاب رئيس البرلمان ربما سيحتاج لجولتين.
وحول ما اذا كان المنصب متروكا لحين حسم تشكيل الحكومات المحلية او جعله ورقة تفاوض إضافية، قال السعبري في حديث للسومرية، إن "منصب رئيس البرلمان منصب قوي فهو يمثل احد الرئاسات"، مشيرا الى "وجود حراك قوي خلف الكواليس لحسم منصب رئيس البرلمان والامر غير متروك".
وأشار الى "وجود حراك سني - سني، وسني - شيعي، وسني - كردي، بهذا الخصوص"، معتبرا ان "الموضوع يحتاج الى وقت بسبب أهمية المنصب".
وأكد وجود "فكرة لعقد جلسة انتخاب رئيس البرلمان يوم السبت المقبل الموافق 13 كانون الثاني"، مرجحا "الانتهاء من تحديد الأسماء نهاية الأسبوع القادم، حيث ان النظام الداخلي للبرلمان يفرض ان تكون الجلسة الاعتيادية الأولى مخصصة لاختيار انتخاب رئيس مجلس نواب".
وعزز السعبري، المؤشرات المطروحة التي تشير الى دخول أسماء جديدة على الخط من خارج الكتل السياسية المعروفة لحسمها بطريقة "التسقيط الفردي"، مشيرا الى وجود "اكثر من اسم وربما ستكون هناك اكثر من جولة انتخاب واحتمال تصل الى اكثر من جولتين"، مبينا ان "مجموعة من الأسماء مطروحة من تقدم وعزم، وحتى من بعض النواب خارج هذه التكتلات، لكن الترشيح سينحصر بين 3 أسماء".
المؤشرات الأخيرة تدل على ان منصب رئيس البرلمان لن يكون ورقة متعلقة ربما بالتنافس على منصب المحافظ، فجميع القوى السياسية السنية حازت على مقاعدها المعروفة في محافظاتها وفق توزيع نفوذها، ولن يكون هناك تنازلا عن منصب المحافظ في محافظة معينة مقابل الحصول على رئيس البرلمان، بل سيأخذ كل حزب سني حصته المفترضة في المحافظات، ويتنافس على مقعد رئاسة البرلمان وفق التصويت السري.
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: منصب رئیس البرلمان انتخاب رئیس اکثر من
إقرأ أيضاً:
هل تنجح المبعوثة الأممية لليبيا باجتراح مسار خارج ثنائية التعطيل والشرعية؟
تستعد مبعوثة الأمم المتحدة الجديدة إلى ليبيا هانا سيروا تيتيه لتقديم إحاطتها الأولى أمام مجلس الأمن الدولي في 17 أبريل/نيسان الجاري، محملة بأوزار تركة معقدة من الفشل السياسي وتعثر جهود مبعوثين أمميين لم يتمكنوا من زحزحة الأزمة قيد أنملة خارج الحدود التي حُوصرت فيها منذ ردح من الزمن.
وتُثار تساؤلات عن أي جديد قد تأتي به المبعوثة العاشرة، وإلى أين وصلت مشاورات اللجنة الاستشارية حول القضايا الخلافية في قوانين الانتخابات؟ وما جدوى المبادرات المحلية المطروحة؟
الجزيرة نت استطلعت آراء عدد من الشخصيات الليبية الوازنة والمكتب الإعلامي لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا (أونسميل)، إزاء الإحاطة الأولى للمبعوثة الأممية، لاستجلاء مواقفهم من التحوّلات الراهنة.
هل تأتي إحاطة البعثة الأممية أمام مجلس الأمن بجديد؟يرى المكتب الإعلامي لـ(أونسميل) أن الإحاطة ستغطي التطورات في الجوانب السياسية والأمنية والاقتصادية في ليبيا، بما في ذلك الاشارة لعمل اللجنة الاستشارية.
ويتوقع أن تسلم اللجنة توصياتها المتعلقة بالقضايا الخلافية في القوانين الانتخابية للبعثة الأممية في نهاية أبريل/نيسان الجاري.
من جهتها، تستبعد عضوة مجلس الدولة نعيمة الحامي أن تأتي المبعوثة الأممية الجديدة بأي جديد.
إعلانوتقول إن فرص نجاحها مرهونة بعوامل عدة أبرزها مدى تفاهم الدول الكبرى في مجلس الأمن حول الوضع بليبيا، وقدرة تيتيه على تحجيم التدخلات الإقليمية، إضافة إلى الضغط على الأطراف التي تعرقل أي فرصة للوصول إلى حل ينهي الانقسام السياسي ما لم تضمن هذه الفرصة بقاءها في المشهد.
أما عضو مجلس النواب جبريل أوحيدة، فتحفّظ على دور البعثة التي اتهمها بإدارة الأزمة بالتنسيق مع سفراء وحكومات الدول المتدخلة في الأزمة، وقال "عند تعيين أي مبعوث أممي جديد يسارع إلى عقد مشاورات ومباحثات مع أطراف دولية تتداخل مطامعها ومصالحها بعيدا عن إرادة التوافق الليبي".
بدوره، توقع مقرر مجلس الدولة بلقاسم دبرز أن تتضمن إحاطة تيتيه آخر ما توصلت إليه اللجنة الاستشارية من مقترحات بخصوص القوانين الانتخابية والنقاط الخلافية التي أعاقت الوصول على الاستحقاق الانتخابي.
ودعا دبرز البعثة الأممية إلى العمل على إجراء الاستفتاء على الدستور لأنه "الخيار الأمثل".
من جانبه، انتقد المحلل السياسي كامل مرعاش أداء المبعوثة الأممية، وتوقع ألا تحرز أي تقدم في معالجة القضايا الأساسية التي تعرقل حل الأزمة، مرجعا السبب إلى عقدها جملة من اللقاءات -التي وصفها بالروتينية- مع السفراء الأجانب أكثر من المسؤولين الليبيين المعنيين بالأزمة.
وشخّص المحلل السياسي أيوب الأوجلي أزمة انعدام الرؤية السياسية للبعثة الأممية بسبب تغير نهجها في صياغة ونشر الأخبار، وفق ما يتماشى مع الطرف الآخر من اللقاء، وقال "عند لقاء رئيس مجلس النواب مثلا، يتم الحديث عن توحيد السلطة التنفيذية ويغفل هذا الجانب عند لقاء رئيس حكومة الوحدة أو رئيس المجلس الرئاسي".
في حين قال المحلل السياسي محمد مطيريد إنه "لا يُنتظر من تيتيه أن تأتي بتحول نوعي في أول إحاطة لها". وتوقع أن تتركز الإحاطة على سرد الواقع وتكرار الدعوات التقليدية لكن الرهان سيكون على نبرة تيتيه لا على مضمون خطابها "فإن كانت أكثر وضوحا في تشخيص المعرقلين وتحديد مواطن التعطيل فربما تستطيع أن تحدث ثغرة في جدار الجمود السياسي، أما إذا أعادت تدوير الإحاطات الأممية السابقة فستكون بداية باردة لمبعوثة جديدة في ملف لم يعد يحتمل التردد".
إعلانأما عضو مجلس النواب عبد المنعم العرفي، فتوقع أن تقدم المبعوثة الأممية مخرجات اللجنة الاستشارية في إحاطتها المرتقبة، مشيرا إلى أن البرلمان سيحسم موقفه من توصيات اللجنة بعد إحاطة تيتيه مباشرة.
ما مدى استعدادكم لدعم أي مسار تقوده البعثة، حتى لو تجاوز الثنائية بين مجلسي النواب والدولة؟رحبت نعيمة الحامي بأي جهود تدعم فرص إنهاء الانقسام وتجديد شرعية المؤسسات، وأشارت إلى عدم قدرة البعثة على تمرير حل يتجاوز الأطراف الليبية الشرعية، مؤكدة أن الحل لا بد أن يرتكز على تطلعات الليبيين في إقامة دولة مدنية وفق نظام ديمقراطي.
وجهة نظر عززها عضو مجلس الدولة سعد بن شرادة الذي أكد أن مجلس الدولة لن يتردد في دعم البعثة إذا توصلت إلى خارطة طريق واضحة بتواريخ محددة تفضي إلى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.
أما عن موقف البرلمان فقد أكد عبد المنعم العرفي استعداده للتجاوب والتعاون مع أي مبادرة أو مسار من شأنه حل الأزمة.
في الوقت الذي يؤكد فيه جبريل أوحيدة قرب توصل المجلسين إلى توافق شامل يفضي إلى تجديد الشرعية عبر انتخابات برلمانية وإرجاء الرئاسية إلى ما بعد الاستفتاء على الدستور وإقراره، تعتبر الحامي أن المجلسين لم يتوصلا بعد إلى توافق بشأن القوانين الانتخابية، مشيرة إلى عدم التوصل إلى اتفاق فعلي مع البرلمان، وأن ما حدث هو أن كتلة من أعضاء مجلس الدولة أجرت مفاوضات مع رئيس مجلس النواب، وأسفرت هذه المفاوضات عن صفقة تم رفضها من قبل أغلبية أعضاء مجلس الدولة، مما أدى إلى حدوث انقسام داخل المجلس، حسب كلامها.
إعلانبدوره، اعتبر سعد بن شرادة أن اللجنة الاستشارية المعنية بالتدقيق في قوانين الانتخابات، هي العائق وراء عدم تمرير القاعدة الدستورية، محذرا من أن تؤدي تدخلاتها إلى عمليات إقصاء محتملة.
في حين وصف محمد مطيريد التقارب الأخير بين مجلسي النواب والدولة بـ"اتفاق الخائفين"، مشيرا إلى أن هذا التقارب المحموم مدفوع بالتحرك الأممي الذي قد يفضي إلى إزاحتهم من المشهد، لافتا إلى عدم وجود ما يدل على أن هذا التفاهم سيُترجم إلى خارطة طريق موحدة.
أما أيوب الأوجلي فيرى أن التوافق بين مجلسي النواب والدولة برئاسة خالد المشري يرمي إلى تحقيق الهدف المشترك وهو الإطاحة بحكومة الوحدة، مشيرا إلى أن "مخرجات القاهرة لا تتعدى حبرا على ورق".
وعلى الضفة الأخرى، قال كامل مرعاش إن مخرجات القاهرة بين المجلسين جيدة ويمكن البناء عليها، وقد تم عرقلتها من قبل البعثة الأممية وحكومة الوحدة التي سعت لتفتيت مجلس الدولة، مما أدى إلى تعطيل أي جهود حقيقية لإقرار قانون انتخابي وتنظيم الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
ما جدوى المبادرات المحلية؟في زحام المبادرات المحلية المتباينة، يسوّق النائب في المجلس الرئاسي موسى الكوني إلى عودة نظام الأقاليم الثلاثة، في حين قدم النائب في المجس الرئاسي أيضا عبد الله اللافي مبادرة تصبو لإعادة الثقة بين الأطراف عبر انتخابات مجلس رئاسي جديد من قبل الشعب مباشرة، ناهيك عن تحركات مجلسي النواب والدولة الأخيرة وما تمخض عنها من لجان.
ويعتبر المحلل السياسي الأوجلي أن جميع المبادرات غير قابلة للتنفيذ، فمبادرة اللافي بعيدة عن جوهر الأزمة الكامن في غياب أركان الدولة، أما مبادرةُ الكوني فتدور حولها شبهات كثيرة أبرزها ارتباط الأخير بالدولة الفرنسية والتي تسعى من جانبها لإقامة دولة التبو على الحدود الليبية لخدمة مصالح فرنسا في مواجهة الاكتساح الروسي للقارة الأفريقية، على حد قوله.
إعلانويتفق المحلل السياسي مطيريد مع وجهة نظر الأوجلي إذ يرى أن مبادرة الكوني تحمل في طياتها مخاوف كبيرة تتعلق بتقسيم فعلي أو فدرلة غير معلنة.
ما السيناريوهات المطروحة؟توقع مطيريد أن تستجد 3 سيناريوهات عقب إحاطة تيتيه وهي:
الدفع بمسار البعثة الذي يتطلب دعما دوليا قويا وتفويضا حقيقيا وإن لم تتحصل عليه تيتيه فستكرر أخطاء المبعوث السابق عبد الله باتيلي. السيناريو الثاني وهو الأقرب: تمكين المبادرات المحلية واستمرار الوضع كما هو عليه. السيناريو الأخير (الفراغ التفاوضي) وهو الأخطر: حيث تتراجع البعثة وتتوقف عجلة التفاهمات وتُترك الأزمة بين تأجيل ومماطلة.في حين يتوقع الأوجلى أن تتبنى البعثة مسار الدفع باتجاه مخرجات اللجنة الاستشارية لكن هذا المسار سيصطدم بتعنت رئيس حكومة الوحدة عبد الحميد الدبيبة الذي قد يلجأ لإشعال فتيل الحرب في طرابلس لمنع أي تقارب يهدد وجود حكومته على رأس السلطة، حسب تعبيره.