الإعلام والثقافة الوطنية ضمن ندوة بثقافي الميدان
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
دمشق-سانا
العلاقة بين الثقافة والإعلام عضوية ومتداخلة، حيث يساهم كلاهما في التنشئة الاجتماعية، ويلعبان دوراً محورياً في بناء الهوية الوطنية وتعزيز حضور المعرفة بين الناس، وبدون الثقافة يفقد الإعلام قيمته الفكرية، كما أن الثقافة تخسر الكثير من أهميتها من دون وسائل إعلامية فاعلة ومؤثرة.
هذه الأفكار وغيرها كانت محاور رئيسية تناولتها الندوة التي استضافها المركز الثقافي العربي بالميدان، حيث تحدثت في مستهلها الإعلامية شذى حمود التي أدارت الندوة عن دور الإعلام في تعزيز الثقافة الوطنية وأهمية توظيف وسائل الاتصال الحديثة والثورة التقنية في نشر الثقافة بمختلف مفرداتها وتقريبها إلى الناس ولا سيما مع غزو الإنترنت حياتنا، الأمر الذي زاد العبء الملقى على كاهل الإعلام والثقافة في مجال توعية المجتمع وبنائه مع الحفاظ على خصوصيته في مواجهة محاولات النيل منه.
وعرض الكاتب والصحفي سامر الشغري لتجربته في الإعلام الثقافي وتوظيفه في التوثيق للحراك الثقافي لإغناء الشبكة الإلكترونية بالمحتوى الإبداعي السوري في الماضي والحاضر وتقديمه بأفضل صورة ممكنة للرأي العام داخل البلاد وخارجها، مشيراً إلى أن التركيز على الكم في التغطية الإعلامية الثقافية كان ضرورة أثناء سنوات الحرب القاسية على سورية، ولكن المرحلة الراهنة تفترض تغيراً في طرائق التعاطي.
واعتبر الشغري أنه من واجب المثقفين أن يكونوا أكثر قرباً من الناس، وأن يكون نتاجهم ناطقاً بلسان حالهم ومعبراً عنهم، مشدداً على ضرورة تغيير الصورة النمطية للمثقف الذي ينظر إلى الواقع من برج عاجي ويبحث عن الجمهور النخبوي، وعلى ضرورة أن تكتسب الثقافة طابعاً جماهيرياً دون إسفاف.
بينما تناول الشاعر والإعلامي محمد خالد الخضر في محوره الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيزها وكشف ما يهددها.. السلبيات التي قام بترويجها الإعلام الغربي والصهيوني ولم يواجهها الإعلاميون العرب كعلاقات بعض المطبعين بالكيان الصهيوني ومفاوضتهم والترويج لمشاريعهم.
ورأى الشاعر الخضر أنه من الضروري أن يلتزم الإعلام العربي بالتمسك باللغة والهوية والانتماء وعدم مساندة الخلل الثقافي والسلوكي والحذر من تلقف أي معلومة لا ترتبط بالهوية العربية والالتزام بالمصطلحات اللغوية السليمة لأن قوة الشخصية الثقافية تكمن في قوة اللغة العربية والتراث الأصيل.
وتخلل الندوة العديد من المداخلات التي ركزت على أهمية إقامة مثل هذه الندوات، لمواجهة الغزو الثقافي وتعزيز الانتماء والهوية الوطنية، وشددت على أهمية دور الإعلام في تسليط الضوء على السلبيات التي تهدد الهوية الوطنية.
وفي تصريح لـ سانا أوضحت رئيسة المركز الثقافي في الميدان وداد طه أن الحفاظ على الهوية في العمل الثقافي ضرورة لأن أكثر ما يستهدفه المتآمرون هو إلغاء ثقافتنا وحضارتنا والسعي لتبعية المثقف إلى ما يرسم له، وهذا من دوافع اهتمامنا بهذه الندوات.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الهویة الوطنیة
إقرأ أيضاً:
"الشائعات والفتن.. مخاطر تهدد التماسك المجتمعي" ندوة بمجمع إعلام بنها
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نفذ مجمع إعلام بنها ندوة تثقيفية تحت عنوان “الشائعات والفتن.. مخاطر تهدد التماسك المجتمعي”، بالتعاون مديرية الشباب والرياضة بالقليوبية وذلك ضمن فاعليات الحملة الإعلامية التي أطلقها قطاع الإعلام الداخلي التابع للهيئة العامة للاستعلامات خلال شهر مارس من خلال مراكزه المنتشرة بجميع محافظات الجمهورية.
يأتي ذلك تحت إشراف الدكتور أحمد يحيى مجلي- رئيس قطاع الإعلام الداخلي لتعزيز القيم الوطنية وترسيخ روح الولاء والانتماء والتوعية بمخاطر الشائعات وضرورة مواجهتها ورفع الوعي المجتمعي بالتحديات الراهنة التي تواجه الأمن القومي المصري وتشجيع المشاركة الإيجابية والتفاعل المجتمعي والحوار المتواصل مع جميع شرائح المجتمع الذي يؤدي إلى مزيد من التماسك الوطني وتحقيق الأهداف على الصعيدين الداخلي والخارجي.
حاضر في الندوة، وليد الفرماوي - وكيل وزارة الشباب والرياضة بالقليوبية، أحمد عبد الفتاح عيسى - استشاري العلاقات العامة والرأي العام وتحسين الصورة الذهنية بالبرنامج الرئاسي بداية حلم.
بدأت الفاعلية بكلمة ريم حسين عبد الخالق - مدير مجمع إعلام بنها، مؤكدة على أن الشائعات من أخطر الجرائم الإجتماعية والأسلحة الفعالة التي تستعمل للسيطرة على الاتجاهات الشعبية وزعزعة الوحدة الفكرية والانتماء والتماسك المجتمعي وتضليل الرأي العام وإثارة الفتنة بين الناس وافتعال الفتن والأزمات وبث روح الفرقة واليأس بين الصفوف وهدم الثقة في مؤسسات الدولة الوطنية وإثارة الكراهية بين الأصدقاء والحلفاء ، فجراثيم الإشاعة تبقى حيه دائمة في الكيان الإجتماعي ، وذلك بسبب سرعة انتشارها وتأثيرها القوي على الناس خصوصاً البسطاء منهم.
لذلك فإن بناء مجتمع قوي ومتماسك يعتمد على نشر ثقافة التحقق من المعلومات وتعزيز الثقة بين الأفراد، مما يساهم في تحقيق الاستقرار والتنمية المستدامة. فالوعي هو السلاح الأهم لمواجهة هذه المخاطر والحفاظ على التماسك الاجتماعي.
ثم تحدث وليد الفرماوي موضحاً أن تعزيز الحوار والتفاهم والتواصل المجتمعي بين الشباب والمؤسسات المجتمعية المختلفة يساهم في بناء جيل واعٍ وقادر على التصدي للشائعات والأخبار الكاذبة مما يعزز من استقرار الوطن وآمنه القومي.
وأوضح أن الشباب يلعب دورًا محوريًا في مواجهة الشائعات والتصدي لها، فهم الفئة الأكثر استخدامًا لوسائل التواصل الاجتماعي، والأقدر على التحقق من المعلومات ونشر الوعي بين أفراد المجتمع. ومن أبرز الأدوار التي يمكن أن يقوم بها الشباب في هذا المجال: “التحقق من صحة المعلومات - نشر الوعي والتثقيف - التفاعل الإيجابي على وسائل الإعلام - التمسك بالأخلاق والقيم - المشاركة في مبادرات مكافحة الشائعات”، وإن وعي الشباب ومسؤوليتهم تجاه المعلومات التي يتناقلونها يسهم بشكل كبير في الحد من انتشار الشائعات وحماية المجتمع من الفتن والاضطرابات.
وفي سياق متصل أكد أحمد عيسى أن الشائعات من المعضلات الإجتماعية ذات الآثار الخطيرة على الاستقرار المجتمعي حيث أضحى من السهل والميسور ترديد الشائعات عبر وسائل الإعلام والتقنيات الحديثة واللاحدودية والفضائيات والانترنت.
وأوضح أن العلاقة بين الشائعات والحرب النفسية هي علاقة الجزء بالكل فالشائعة بمثابة الجزء والحرب النفسية بمثابة الكل ، فهي سلاح فعال بيد المحترفين من رجال الحرب النفسية.
وتابع أنه لابد أن نواجه الشائعات فهى مسئولية كل فرد من أفراد المجتمع عبر التحقق من الأخبار قبل نشرها أو تصديقها والاعتماد على المصادر الرسمية والموثوقة للمعلومات وتعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الشائعات وآثارها السلبية وتتبع الشائعة ومعرفة مصدرها وتشديد العقوبات على مروجيها بالإضافة إلى السعى لتعزيز قيم الوحدة الوطنية والتسامح بين أفراد المجتمع.