في ظل عدم ضغط الولايات المتحدة وبقية الحلفاء الغربيين على حليفتهم إسرائيل لوقف حربها الراهنة على قطاع غزة، فإن الجميع، بما فيهم إسرائيل، سيدفعون "ثمنا باهظا لحرب يمكن أن تصبح قريبا تهديدا عالميا"، بحسب نسرين مالك في مقال بصحيفة "ذا جارديان" البريطانية (The Guardian) ترجمه "الخليج الجديد".

وقالت مالك إن "خطة إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن كانت تهدف إلى تشجيع المزيد من التطبيع بين الدول العربية وإسرائيل، وبالتالي عزل وترويض إيران (تعتبر إسرائيل عدوها الأول)".

واستدركت: "لكن لم ينجح الأمر، بسبب هجوم حركة "حماس" على إسرائيل، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، (وما تلاه من حرب إسرائيلية مدمرة على غزة)".

وتابعت: "خلال أسابيع، انجذب الشرق الأوسط والعالم العربي الأوسع إلى الحرب بطريقة لم يقابلها إجراء مناسب من الولايات المتحدة وحلفاء إسرائيل الآخرين لوقف القتال وتهدئة التوترات الإقليمية".

و"السبب وراء هذا الشلل يشكل ركيزة أساسية في السياسة الخارجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، وهي أن إسرائيل الشريك الأمني الرئيس لواشنطن في المنطقة، وبالتالي من غير الوارد إعادة النظر في تسليحها ودعمها"، كما اضافت مالك.

ومنذ اندلاع الحرب، تقدم واشنطن للاحتلال أقوى دعم عسكري ومخابراتي ودبلوماسي ممكن، ويعتبر مراقبون الولايات المتحدة "شريكة" في "جرائم الحرب الإسرائيلية" بحق نحو 2.4 مليون فلسطيني في غزة.

اقرأ أيضاً

بدوامة تصعيد خارج غزة.. هل تشعل إسرائيل وأمريكا حربا إقليمية؟

حرب أوسع

و"الحديث يدور عن مخاوف من حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط، لكن الحقيقة هي أن هذه الحرب موجودة بالفعل"، كما زادت مالك.

وأضافت أن التصعيد "امتد الآن إلى لبنان واليمن وإيران والبحر الأحمر وبحر العرب". وتضامنا مع غزة، شنت جماعات موالية لطهران، بينها "حزب الله" في لبنان والحوثيون في اليمن وجماعات أخرى في الجارتين العراق وسوريا، هجمات على أهداف إسرائيلية و/ أو أمريكية، وهو ما درت عليه تل أبيب وواشنطن بهجمات.

وتابعت مالك: "كما أدت غارة جوية (إسرائيلية) بطائرة بدون طيار في قلب بيروت (يوم 2 يناير/ كانون الثاني الجاري) إلى مقتل أحد قادة حماس (صالح العاروري) وستة آخرين؛ مما وسَّع مسرح الحرب بعيدا عن معاقل "حزب الله" في جنوب لبنان".

ولفتت إلى استهداف الحوثيين لسفن شحن في البحر الأحمر تملكها و/ أو تشغلها شركات إسرائيلية و/ أو تنقل بضائع من وإلى إسرائيل.

وقالت إن "هجمات الحوثيين أدت إلى تحويل حركة المرور التجارية المتجهة إلى أمريكا الشمالية وأوروبا بعيدا عن الممر المائي؛ مما أثر على إيرادات مصر التي تحتاجها بشدة من قناة السويس، وربما استقرار البلاد في خضم أزمة مالية طويلة الأمد".

واستطردت: "وعالميا، ذا لم يكن من الممكن جعل البحر الأحمر ممرا آمنا، فسنشهد ارتفاع تكاليف التجارة وأسعار التأمين، وازدحام سلسلة التوريد في سوق السلع العالمية التي تعاني بالفعل من عدم الاستقرار بسبب الحرب (الروسية) في أوكرانيا".

اقرأ أيضاً

توترات البحر الأحمر.. ميرسك تغير مسار سفنها نحو رأس الرجاء الصالح

جمود أو خوف

و"الحقيقة هي أن الوضع الراهن، الذي كانت الولايات المتحدة وإسرائيل تأملان أن يتحول إلى تكامل عربي أوسع وتطبيع مع إسرائيل (تحتل أراضٍ في فلسطين وسوريا ولبنان منذ عقود)، واحتواء إيران، والموت البطيء والهادئ للقضية الفلسطينية، تم التفكير فيه دائما على أساس أنه لا أحد سيرفض ذلك"، بحسب مالك.

وتابعت: "ثم جاء هجوم حماس، وما تلاه من تحركات الحكومة الإسرائيلية (الحرب على غزة) التي لا تتصرف كقوة استقرار في المنطقة".

ومضت قائلة: "وما دامت الولايات المتحدة وغيرها من الحلفاء الغربيين تفشل في مواجهة هذه الحقيقة، بسبب الجمود أو الخوف من ردود الفعل السلبية في الداخل، فإن الجميع، بما في ذلك إسرائيل، سيدفعون ثمنا باهظا لحرب يمكن أن تصبح قريبا تهديدا عالميا".

اقرأ أيضاً

هجمات إقليمية وضربات أمريكية إسرائيلية.. هل بدأت حرب أوسع؟

المصدر | نسرين مالك/ ذا جارديان- ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: أمريكا حلفاء إسرائيل محاباة حرب غزة الشرق الأوسط العالم الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

عاجل - فيروسات الشتاء تهدد العالم.. طوارئ في وتحذيرات بهذه الدول

تتزايد المخاوف مع حلول فصل الشتاء، لأمراض وتفشي مجموعة من الأمراض الفيروسية التي قد تؤدي إلى وباء رباعي، إذ يهدد العالم فيروسات كوفيد-19، الإنفلونزا، الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وفيروس المعدة نوروفيروس، والتي يمكن أن تنتشر في وقت واحد، ما يشكل تهديدًا كبيرًا على الصحة العامة.

طوارئ في نيجيريا بسبب حمى لاسا

في نيجيريا، يواجه البلاد تفشي مرض حمى لاسا، الذي أدى إلى وفاة 190 شخصًا وإصابة 1154 آخرين.

وينتقل هذا المرض الفيروسي من القوارض إلى البشر عن طريق ملامسة أطعمة أو أدوات ملوثة ببول أو براز القوارض، ويصنف كأحد الأمراض ذات الأولوية نظرًا لإمكانية تحوله إلى وباء.

الولايات المتحدة تعلن أول حالة إصابة بشرية بفيروس إنفلونزا الطيور

وفي الولايات المتحدة، أعلنت مقاطعة لوس أنجلوس عن أول حالة إصابة بشرية بفيروس إنفلونزا الطيور، وجرى تشخيص إصابة شخص بالغ بعد تعرضه لماشية مصابة. ورغم أن الخطر العام للإصابة بالفيروس لا يزال منخفضًا، إلا أن المسؤولين الصحيين يوصون باتخاذ الاحتياطات اللازمة، خاصة بالنسبة لأولئك الذين يتعاملون مع الحيوانات المصابة.

ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي (RSV)

أما في مجال الأمراض الفيروسية الشتوية، يشير الخبراء إلى ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، وزيادة انتشار الإنفلونزا، في حين يتوقع أن يصل معدل الإصابة بفيروس نوروفيروس إلى ذروته في يناير. مع زيادة هذه الأمراض بشكل سنوي، تحذر السلطات الصحية من خطورة الإصابة بتلك الفيروسات المتعددة في وقت واحد. وفقا لصحيفة «ديلي ميل».

تشير البيانات الحديثة إلى تزايد حالات دخول المستشفيات بسبب أمراض تشبه الإنفلونزا، بالإضافة إلى ارتفاع معدل الإصابة بكوفيد-19، حيث ارتفعت نسبة الإصابات من 3.9% إلى 5.4%. وتزداد المخاوف مع موسم الأعياد، حيث يزداد اختلاط الناس والتجمعات، ما يسهم في تسريع انتقال الفيروسات.

في هذا السياق، تحذر منظمة الصحة العالمية من تفشي هذه الأمراض الفيروسية في ظل غياب لقاحات معتمدة لبعض منها، مما يجعل من الضروري اتخاذ احتياطات إضافية.

مقالات مشابهة

  • وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناهز 82 عاماً في الولايات المتحدة
  • اليمن وفلسطين.. تحالف تعمد بالدم ضد طغيان أمريكا و”إسرائيل”
  • رسميا.. الولايات المتحدة تعتمد النسر الأصلع طائرا وطنيا
  • عاجل - فيروسات الشتاء تهدد العالم.. طوارئ في وتحذيرات بهذه الدول
  • فيروسات الشتاء تهدد العالم.. طوارئ في نيجيريا وتحذيرات بالولايات المتحدة
  • تعطل رحلات طيران في الولايات المتحدة إثر مشكلة تقنية
  • رغم 14 شهرًا من العدوان الغاشم.. شروط إسرائيل تهدد «مفاوضات غزة» وتفاؤل حذر من مصر والوسطاء
  • موقع عبري: الحوثيون لا يمكن ردعهم.. الجماعة التي تتحدى الولايات المتحدة وتتحدى العالم
  • ترامب: من المفيد إبقاء تيك توك في الولايات المتحدة لفترة قصيرة
  • هل يعتبر التضخم في الولايات المتحدة تحت السيطرة؟