شاهد المقال التالي من صحافة قطر عن تونس مصابة بوباء سياسي خطير!، تونس مصابة بوباء سياسي خطيربعد نجاح النظام في خنق النهضة ، وشلّ حركتها وتأليب الأجهزة والرأي العام ضدّها، رُفِع الغطاء عن اختلالٍ غير .،بحسب ما نشر الخليج الجديد، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات تونس مصابة بوباء سياسي خطير!، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
تونس مصابة بوباء سياسي خطير
بعد نجاح النظام في خنق "النهضة"، وشلّ حركتها وتأليب الأجهزة والرأي العام ضدّها، رُفِع الغطاء عن اختلالٍ غير مسبوق في موازين القوى.
غدت النهضة العمود الفقري للحياة السياسية بتونس، إذا انتعشت انتعش البقية، وإذا ضعفت وتراجعت حلّ الجفاف بالأحزاب والشأن العام.
أزمة الإسلام السياسي أعمق من كونها مشكلة خاصة بتشكيل حزبي أيديولوجي لم يصلح أوضاعه الداخلية ودخل في مغامرات عشوائية أنهكته عبر السنوات.
تداخلت عوامل متشابكة جعلت بناء الأحزاب القادرة على النمو والتطوّر والصمود شاقّا وملغما. فهل فشلت نظرية الأحزاب تاريخيا كما يفترض الخطاب الرئاسي؟
* * *
أثبتت الأحداث أن حركة النهضة بعد الثورة المهدورة تحوّلت إلى أشبه بالعمود الفقري للحياة السياسية التونسية، إذا انتعشت انتعش البقية بمن في ذلك الأموات، وإذا ضعفت وتراجع وزنها وتشتّت شملها، لاحظ الجميع درجة الجفاف التي تحلّ بالأحزاب والشأن العام.
حالة تلازم غريبة يجب البحث عن أسبابها وجذورها، وعدم الاكتفاء بتبريراتٍ سطحية وسياسوية لم تعد كافية لتفسير هذه الظاهرة الغريبة.
حتى اليسار الماركسي، بمختلف أطيافه وصراعاته الداخلية، حارب الإسلاميين منذ لحظة ميلادهم، واتّخذ منهم عدوا استراتيجيا دائما، وحقّق العديد من أغراضه، لكن الوضع الراهن لهذا اليسار هو الأسوأ في تاريخه.
كذلك الشأن بالنسبة للعائلة الدستورية (نسبة لحزب التجمّع الدستوري المنحل الحاكم سابقا) التي لم تفلح محاولات عبير موسي في إنقاذها وتوحيد صفوفها، بل زادتها انقساما وضعفا.
أما حزب نداء تونس الذي أسّسه الباجي السبسي، وجمع معظم مكونات النخبة السياسية، فانهار كليا، وتحوّل إلى شظايا لا يجمع بينها سوى بقايا معارك بائسة.
لا يعني ذلك أن "النهضة" هي الأفضل، فالأمراض التي فتكت بها خلال نصف قرن هي نفسها تقريبا التي فتكت بغيرها، لكن ما كان متوقعا أن تكون البلاد التونسية أكثر ثراء وأكبر من أي حزب ومنظمة، يمكن أن يتعرّضا لعوامل الضعف والاندثار، وألا يؤدّي ذلك بالضرورة إلى انهيار الدولة أو تفكك المجتمع.
وقد سبق أن ألغيت حركة النهضة من الخريطة الحزبية، وأقصيت من المشهد السياسي مع بداية التسعينيات، واستمرّت خارج كل المعادلات، واستمرّت رحلتها في التيه عشرين عاما إلى نهاية حكم بن علي. ومع ذلك، بقي في البلاد لاعبون آخرون لهم وزنهم وثقلهم، رغم بقاء الجنرال هو المتحكّم في كل شيء تقريبا.
اختلف المشهد اليوم تماما، فبعد نجاح النظام في خنق "النهضة"، وشلّ حركتها وتأليب الأجهزة والرأي العام ضدّها، رفع الغطاء عن اختلالٍ غير مسبوق في موازين القوى. لا أحزاب، ولا منظمات، ولا مؤسّسات، تحرّكت في اتّجاه ملء الفراغ وإعادة هندسة الأوضاع والحيلولة دون التخلي عن مكاسب الدولة والدورة الدموية للحياة السياسية.
سقط بناء الإسلام السياسي، فبدا بقية المشهد في حالة ارتباك وعجز. استوى في ذلك من بقي ضد حركة النهضة حتى الرمق الأخير، لكنه حافظ على معارضته الرئيس قيس سعيّد، أو تلك الكيانات الهشّة التي ساندت مسار 25 جويلية بتنظيماتها القديمة أو تحت عناوين جديدة، نادرا ما تجد متابعا ملمّا بأسمائها وشعاراتها، وعارفا بما يميّزها بعضها عن بعض.
أزمة الإسلام السياسي أعمق من كونها مشكلة خاصة بتشكيل حزبي أيديولوجي لم يصلح أوضاعه الداخلية ودخل في مغامرات عشوائية أنهكته عبر السنوات. لقد تداخلت عوامل متشابكة جعلت من عملية بناء الأحزاب القادرة على النمو والتطوّر والصمود شاقّة وملغمة. هل يعني ذلك أن نظرية الأحزاب فشلت تاريخيا كما يفترض الخطاب الرئاسي؟
لا أحد يعرف إلى أين تسير البلاد، ولا كيف سيكون مآلها، فالهياكل البديلة التي وضعها الرئيس لا تعمل، أو لا تدرك ما الذي تفعله. كل يوم والسلطة في شأن. لا حديث بين الناس سوى عن التعرّض للتفاصيل الصغيرة لمشاغل كبرى تتعلق بمعاناتهم اليومية.
أما المعارضة، بما في ذلك حركة النهضة، فتقتات من ذلك لإقامة الحجّة على قيس سعيّد وتحميله مسؤولية الأزمة الخانقة التي تعصف بالبلاد.
ليس الحلّ في تصفية تركة الإسلام السياسي كما يستمر بعضهم في ترديد هذه الأسطوانة المشروخة، لأن جزءا مهما من ذلك قد تحقق، دون أن يحصل تغير جوهري في الواقع وفي العقليات.
تونس في حاجة إلى وضعها في إصلاحات جذرية وعميقة، وقد تحتاج أيضا إلى جيل جديد يتجاوز الجيل الحالي، ويقطع مع ممارساته السابقة والحالية.
لا أحد يدري ما الذي سيحصل في المرحلة المقبلة، والأكيد أن التغييرات الجارية لا طائل من ورائها، وأن الفوضى ستستمر فترة ستطول.
لكن المؤكّد أن تونس تسير في الطريق الخطأ، وما يجري ليس سوى جولة جديدة من تصفية الحساب بين نخب مريضة.
*صلاح الدين الجورشي كاتب وناشط تونسي في المجتمع المدني
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
ختام النسخة الـ12 لبطولة النهضة للخدمات للإبحار الشراعي
عمان: أسدل الستار على منافسات النسخة الثانية عشرة من بطولة النهضة للإبحار الشراعي 2025 التي أُقيمت في مدرسة الموج للإبحار الشراعي، بمشاركة 45 بحارًا ناشئاً من 15 مدرسة حكومية من مختلف أنحاء محافظة مسقط، وجنوب الباطنة، وجنوب الشرقية، تراوحت أعمارهم بين 8 و10 سنوات، وجاءت البطولة ضمن برنامج الإبحار المجتمعي، المدعوم من شركة النهضة للخدمات، حيث شهدت منافسات قوية بين البحّارة الناشئين، الذين أظهروا مهارات تكتيكية متقدمة في الإبحار والتحكم بالقوارب وأشرعتها، باستخدام قوارب الأوبتمست.
وأقيم حفل ختام البطولة وتكريم الفائزين تحت رعاية ناصر بن مسعود الشيباني، الرئيس التنفيذي للموج مسقط، وبحضور كل من الدكتور خميس بن سالم الجابري، الرئيس التنفيذي لعُمان للإبحار، وستيفن توماس، الرئيس التنفيذي لشركة النهضة للخدمات.
وشهدت بطولة النهضة للإبحار الشراعي منافسات قوية بين البحّارة الناشئين طوال مجريات السباقات، حيث تمكن البحّار محمد بن نبيل البلوشي من مدرسة مصعب بن الزبير للتعليم الأساسي من تحقيق المركز الأول في الترتيب العام، فيما جاء البحّار إبراهيم بن سلطان المسكري من مدرسة درة الأجيال للتعليم الأساسي في المركز الثاني، وحلّ البحّار تيمور بن كامل العامري من مدرسة درة الأجيال للتعليم الأساسي في المركز الثالث. وفي فئة الفتيات، أظهرت البحّارات مستويات تنافسية عالية، حيث توجت البحّارة مريم بنت سعيد الحضرمي من مدرسة الصفاء للتعليم الأساسي بالمركز الأول، تلتها البحّارة مريم بنت أحمد الحشار من مدرسة صور للتعليم الأساسي في المركز الثاني، وجاءت البحّارة جميلة بنت عبدالحميد الجلبوبي من مدرسة صور للتعليم الأساسي في المركز الثالث.
أما على صعيد المدارس، فقد حصدت مدرسة صور للتعليم الأساسي من محافظة جنوب الشرقية على لقب أفضل مدرسة أداءً، بينما جاءت مدرسة درة الأجيال للتعليم الأساسي من محافظة مسقط في المركز الثاني، واحتلت مدرسة الروائع للتعليم الأساسي من محافظة مسقط المركز الثالث.
وفي هذا السياق، أعرب ستيفن آر توماس، الرئيس التنفيذي لشركة النهضة للخدمات، عن سعادته بالدور الذي تلعبه البطولة في دعم برنامج الإبحار المجتمعي، قائلا: "نحن فخورون بمواصلة دعم برنامج الإبحار المجتمعي، الذي يوفر فرصةً قيّمة للبحّارة الناشئين ليس فقط لتعلّم الإبحار، بل أيضاً المساهمة في تعزيز العديد من القيم في مختلف الجوانب. ونحن سعداء برؤية إقبال الشباب على تجربة الإبحار الشراعي والذي يمثل امتداداً للتراث البحري الغني لسلطنة عمان.
من جانبه، أكد عبدالعزيز بن سالم الشيدي، القائم بأعمال مدير عام الإبحار الشراعي في عُمان للإبحار، على أهمية البطولة ودورها في تنمية المواهب الناشئة، قائلاً: "تعدّ بطولة النهضة للإبحار الشراعي، المدعومة من شركة النهضة للخدمات، إحدى أبرز الفعاليات السنوية التي تنظمها عُمان للإبحار، حيث توفر منصة مثالية تجمع بين التحدي والتنافس الودي، مما يسهم في إبراز إمكانيات ومهارات البحّارة الصغار، ونحن سعداء بما شهدناه من تطور ملحوظ في أداء المشاركين، الأمر الذي يعكس نجاح برنامج الإبحار المجتمعي في صقل المواهب الواعدة، والتي نأمل أن يكون لها مستقبل مشرق في هذه الرياضة.
وسبق لشركة النهضة للخدمات دعم العديد من الأنشطة والفعاليات، منها بطولة الطواف العربي للإبحار الشراعي (2009–2020)، وسلسلة سباقات الإكستريم الشراعية (2013–2017)، والطواف الفرنسي (2019)، وبطولة المدارس للإبحار الشراعي (2016–2020)، التي ساهمت في استقطاب أكثر من 800 ناشئ من 118 مدرسة حكومية.
وتُعتبر شركة النهضة للخدمات شريكا استراتيجيا لبرامج وأنشطة "عُمان للإبحار"، حيث تمتد شراكتهما لأكثر من 14 عاما في دعم تطوير وتمكين الشباب العُماني من خلال رياضة الإبحار الشراعي، ويسهم البرنامج المجتمعي في استقطاب 900 طالب تتراوح أعمارهم بين 8 و10 سنوات من كل من محافظتي جنوب الباطنة والشرقية ومحافظة مسقط.
كما سيشارك كل طالب في دورة إبحار تستمر لمدة خمسة أسابيع، بواقع جلسة تدريبية واحدة أسبوعياً، باستخدام قارب الأوبتمست، إضافة إلى المشاركة في حملات تنظيف الشواطئ.