فاز الروائي الجزائري الكبير، البروفيسور واسيني الأعرج، بجائزة “نوابغ العرب” في دورتها الأولى، عن فئة الأدب والفنون.

وتُكّرم مبادرة “نوابغ العرب” الأكبر عربياً، اليوم الإثنين، الفائزين بجوائز دورتها الأولى ضمن فئاتها الست، في احتفالية تكريمية في دبي، برعاية وحضور محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي.

وسيقام الحفل في متحف المستقبل بدبي، بحضور نخبة من المفكرين والعلماء والوزراء والدبلوماسيين.

ومسؤولين، وعدد من وسائل الإعلام المرئي والمسموع والرقمي من مختلف أرجاء العالم العربي.

ويؤكد تكريم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للفائزين بجوائز مبادرة “نوابغ العرب” مدى الثقة بدورهم كقامات عربية فذة في تخصصاتها. مبدعة في ميادين تفوّقها، ملهمة للملايين من العقول والشباب في العالم العربي وخارجه.

وقال رئيس اللجنة العليا لمبادرة “نوابغ العرب”، محمد بن عبد الله القرقاوي: “نوابغ العرب احتفاء مستمر بالعقول العربية المتميزة. التي ابتكرت وأبدعت وشاركت في إثراء المجتمع العلمي والمعرفي والثقافي والأدبي العالمي. ورفد تخصصات التصميم والعمارة والهندسة والطب والتكنولوجيا بإنجازات استثنائية. واستئناف مساهمة منطقتنا وأبنائها في مسيرة الحضارة الإنسانية”.

ونوّه القرقاوي بالتزام مبادرة “نوابغ العرب” التي أصبحت بمثابة جوائز “نوبل” العرب، بالاستمرار في الاحتفاء بالمنجزات العربية. وتوفير المزيد من الفرص للمتميزين العرب لتوسيع أثر إبداعاتهم وابتكاراتهم وأبحاثهم ومنجزاتهم. كي يشمل مزيداً من القطاعات الحيوية، ويدعم بناء مستقبل أكثر ازدهاراً للمجتمعات العربية وللبشرية ككل.

المكرمون بجائزة نوابغ العرب

وتشهد الاحتفالية تكريم كل من الدكتور هاني نجم الفائز بالجائزة عن فئة الطب، والبروفيسور فاضل أديب فائزاً عن فئة الهندسة والتكنولوجيا.

والدكتور محمد العريان الذي حاز جائزة “نوابغ العرب” عن فئة الاقتصاد، والبروفيسورة نيفين خشاب الفائزة بالجائزة عن فئة العلوم الطبيعية. والمهندسة المعمارية لينا الغطمة الفائزة بالجائزة عن فئة العمارة والتصميم. والبروفيسور واسيني الأعرج الفائز بـ”نوابغ العرب” عن فئة الأدب والفنون.

وتأتي الاحتفالية التكريمية لمبادرة “نوابغ العرب” التي أصبحت بمثابة “نوبل العرب”، لتتوج الحرص المستمر للجائزة التي أطلقها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم دبي، على الاحتفاء بإبداعات العقول العربية المتميزة. وبإنجازاتها ودورها الإيجابي المؤثر.

وكذا تكريم المتميزين في العالم العربي، وتسليط الضوء على إنجازاتهم محلياً وعربياً وعالمياً. وأدوارهم الداعمة لاستئناف مساهمة المنطقة العربية في الحضارة الإنسانية.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

المصدر: النهار أونلاين

كلمات دلالية: نوابغ العرب محمد بن عن فئة

إقرأ أيضاً:

مقاربة معرفية لحكم الروائي عبد العزيز بركة ساكن على قحت وتقدم

بقلم د. عثمان عابدين عثمان

حمَّل الروائي السوداني، عبد العزيز بركة ساكن، الجنجويد (الدعم السريع)، وقحت (قوى الحرية والتغيير)، وتقدم (تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية) وزر كل قطرة دم سالت بسبب الحرب الدائرة حاليا في السودان. وذهب بركة ساكن في حكمه أبعد من ذلك ليصف بعض أعضائها قحت\تقدم بعدم الأخلاق وخيانة الوطن. لكن، في حكم سابق ليس بالبعيد، قال بركة ساكن "أنا ضد تجريم قحت أو تقدم أو أية جهة مدنية لا تحمل السلاح، واختلف مع قحت، واختلف مع تقدم مدنياً بالرأي والرأي الآخر، ولكن أظل ويظلون تحت مظلة الاحترام، ولا تخوين لصاحب رأي." وهنا لنا أن نتساءل، ما الذي دفع بركة ساكن أن يغير رأيه وينتقل من حكم أخلاقي لآخر له نقيض؟ وكيف تساوت عنده كفتا ميزان تحالفين سياسيين قاما في ظرف واقع وزمان مختلف؟ ما هي أسباب الحرب في تقديره؟

عبد العزيز بركة ساكن روائي يهتم بالكتابة التي تتناول الواقع، تشخصه، وتتصور له الحلول من منظور النص المعرفي المستنير الذي يفسر في سياق التاريخ والواقع الذي أنتجه. لذلك، في مقالنا هذا، سنحاول فهم الأسس المعرفية التي بني عليها بركة ساكن أحكامه على قحت\تقدم، وتلك التي جعلته يتنقل من حكم إلى آخر نقيض.

قحت سابقا، وتقدم حاليا، على الرغم من أصلهما المشترك من حيث المبادئ والغايات الكلية، هما تحالفان سياسيان باعتبار كينونتيهما القائمتين بذاتهما. وفوق ذلك فهما يضمان قوى مدنية في غاية التنوع والاختلاف، والتي في داخلها يكبح الفرد آراءه الشخصية لمصلحة رأيها الجمعي، مع الاحتفاظ بحقه في التعبير عن ذلك الرأي في أية وقت يشاء.

في سياق معرفة -السياسة، يحكم على موقف التحالفات قياسا على رأيها الرسمي المعلن. وظرف حالة الحرب الجزئية، وثورة الشوارع، والأيادي المرفوعة، والحناجر المشدودة، أيام قحت، ليس كظرف حالة الحرب، العبثية، الشرسة، الشاملة، التي سدت أنفاس الشوارع برائحة الموت والبارود، أيام تقدم. فالزمان ليس هو الزمان، والأشياء لم تبق كما هي الأشياء أنفسهم.

حري عن القول إن الرأي الجمعي بطبع توافقه على القيم والمبادئ العريضة التي تهم الجميع، يفتقد أساس التفكير الرغائبي، والقصد التأمري لفعل الأذى، والإنسان العارف يجرد صفات التشابه والتباين من حواملها، حتى يتمكن من الحكم عليها من مقام الموضوعية والحياد. لكن، بركة ساكن، أصدر حكمه بتحميل قحت وتقدم وزر كل قطرة دم أُرِيقَت في حرب الجنرالين بافتراض أنه لا فرق بينهما وأن أفكارهما وأهدافهما في تتطابق وتجانس تام. هذا من جانب. أما من جانب الحكم على رأي جماعي توفيقي، لتحالف سياسي عريض، من منطلق تعميم آراء بعض أعضائه الشخصية، جعله يختزل المقدمات الضرورية للاستنتاج الصحيح، وأوقعه في مغالطات التنميط الضيق والتعميم الاستقرائي الخاطئ.

عموما، من الصعب إيجاد مسوق عقلاني لتذبذب الآراء وتناقضها. فبركة ساكن بنى حكمه في عدم تجريم قحت\تتقدم على مقدمة إنها قوى مدنية صاحبة رأي وأنه لا يمكن تخوين صاحب الرأي الذي لا يحمل السلاح. وهذا استنتاج صحيح؛ لأنه بنيَّ على مقدمات صحيحة ومتماسكة. أما أن يتغير حكم بركة ساكن على قحت\تتقدم من البراءة لنقيضه التجريم، من دون أن يتغير حال قحت\تتقدم وتتحول لقوى عسكرية تحمل السلاح، وتصبح جزءا من الحرب الدائرة بين الجنرالين المتصارعين على السلطة، فهي مغالطة معرفية على عدة مستويات من اختلال منطق الكلام. الحقيقة أن قحت\تقدم رفضت من حيث المبدأ الوقوف مع الحرب أو الانحياز لأحد طرفيها، ولم تتغير أو تتبدل. الذي تغير وتبدل هو لجوء بركة ساكن إلى مكنون عواطفه ونفوذ سلطته المعرفية ليبرر بها تغيير حكمه من كامل البراءة لأقصى التجريم بالخيانة.

أما في سياق منطق التسبيب للأشياء، المعروف أن النتيجة لا تقوم إلا بتوفر شروطها من الضرورة والكفاية. وشرط الضرورة في منطق الحرب هو حمل السلاح لأطرافها وشرط كفايتها هو السبب الذي يقدح نارها ويشعل فتيلها. لكن، معادلة بركة ساكن التسبيبية - التجريمية لقحت/تقدم هذه، تجاهلت شرط الضرورة الثاني في الحرب (الجيش) وبدلا عن ذلك حملت جهة مدنية لا تحمل السلاح، مسؤولية إراقة دماء السودانيين مناصفة مع الجنجويد، إلا إذا افترضنا أن بركة ساكن يعتبر قحت/تقدم هي شرط ضرورتها الثاني وسبب كفايتها في آن واحد. هذا من جانب صحة وتناسق النتائج مع المقدمات.

من جانب معرفة متتالية الأسباب، كلنا يعرف أن الدعم السريع هو صنيعة نظام الإسلاميين وربيب جيشهم المؤدلج والمنغمس في السياسة حتى أخمص قدميه. كذلك، كلنا يعرف أن عبد الفتاح البرهان، قائد الجيش، هو من رفَّعَ مقام محمد حمدان دقلو لرتبة جنرال، وخصص له ثلث ميزانية الجيش، وعينه نائبا لمجلس سيادته، وأمنه على حراسة أهم المواقع الإستراتيجية في عاصمة البلاد. في هذا يقول منطق الأشياء: إذا كانت المسؤوليات، بتعريفها الحرفي، لا تتساوى، فمن خلق مسخا مشوها يكون جزا مكملا لطبعه وخصاله، وبالتالي يتحمل كل وزر سوء عماله. لذا، الجيش، الدعم السريع، وفلول النظام الإسلامي السابق هم أضلاع المثلث الثلاثة المكملة الكافية والضرورية المسببة للحرب. وكما في كل ظواهر المجتمع والسياسة التي فيها تتعدد وتتعقد الأسباب والنتائج، تقع مسؤولية فهم ترتيب أهميتها وتسلسلها الزمني على عاتق عقل المالكين لأدوات حكمة المعرفة، لأنهم إن لم يفعلوا، انزلقوا في وحل الاستنتاجات المتسرعة ومغالطات التبسيط المُخِل.

في بنائنا المعرفي الذي اخترناه لنًحْتكِم إليه وسميناه بالقضاء، إصدار حكم التجريم في شخص\أشخاص يعتبر صك براءة للمتهمين الآخرين. وحكم بركة ساكن بتجريم قحت\تتقدم هو بمثابة صك براءة لمن تسببوا في الحرب، وما زالوا ينفخون في كيرها. المتابع لمجريات الحرب الدائرة في السودان، على مدار ما يربو عن العام، سوف يعرف بالدليل الكافي من يقف وراء الحرب، ومن يغذي أوارها بالهشيم من الحطب والبغيض من خطاب العنف والكراهية والإقصاء، وليس هناك أجدر و"أرجل" بمثل هذا الخطاب من الإسلاميين، فلول النظام السابق كما أقرو بعظمة لسانهم، في أكثر من مناسبة، من قبل اندلاع الحرب وبعدها.

كل هذا البؤس، والشقاء، والألم، والموت، والدمار، والنزوح، والتشرَّد، الذي تُسببه الحرب يٌجبرنا أن نتساءل عن مشروعية الحرب بمفهومها المجرد والموقف الأخلاقي منها الذي يتماشى مع غاية أحكام الضمير والتفكير السليم. في رأينا الراسخ، أنه ليس هناك ما يبرر الحرب في كل الظروف والأحوال؛ لأنها ببساطة تنتهك حق قٌدسية الحياة. فإذا كان حكمنا على الحرب بهذه القطعية، على الرغم من وقوف الحقيقة، بلونها الرمادي، في منزلة ما بين المنزلتين، فلا بد أن يكون خيار الوقوف مع أحد أطرافها هو خيار للحرب نفسها.

لكن، هناك واقع الحروب التي يتسبب فيها معتدي غشيم يجعل من الطرف الآخر على صواب وحق. وهنا، الخيار الأخلاقي في الوقوف بجانب المعتدى عليه، ليس بالضرورة أن يكون خياراٌ مع الحرب في حد ذاتها، لكنه خيار للوقوف مع المظلوم وحقه في الحياة. وهكذا قد يتبدى لنا ثنائية وزيف خيار الوقوف مع أحد أطراف الحرب عندما يكون المتضرر الأول والأخير منها هو المواطن الأعزل البسيط.

نرى أن موقف قحت وتقدم الأخلاقي والسياسي الثابت والمتسق، الرافض مبدئيا للحرب، سابقة رفيعة في أدب السياسة وثقافة اللاعنف والتسامح في بلاد السودان، ومنارة أخلاقية سامقة نتوقع لها أن تنير عتمة طريق أزمة السودان وإنسانه المكلوم. فالإنسان، كإنسان يجهل مآسي الحرب وأهوالها، أو ذلك الذي لا يكترث لمعايير الحكم في الأخلاق، هو العنصر الضروري والكافي لقيام الحرب كانت. فالحرب، وكما يقولون، هي ذاكرة البدائيين الذين لم يعرفوا خيارات أخرى غير تلك التي تتحكم في غرائزهم وردود أفعالهم. لذلك، قناعتنا، هنا أيضا، راسخة، أنه سوف يأتي الزمان الذي يعرف فيه الإنسان عقم وهباء الحرب، فيمتنع من سد رمق حاجتها، ويكفيه بوعيه ألا تقوم الحرب، وتشتعل في أول المقام.

د. عثمان عابدين عثمان
osmanabdin@gmail.com  

مقالات مشابهة

  • بنك ظفار يفوز بجائزة أفضل بنك للشركات من مجلة "يوروموني"
  • شاروخان نجم بوليوود يفوز بجائزة الإنجاز الفخرية في مهرجان لوكارنو السينمائي
  • معهد تكنولوجيا المعلومات يفوز بجائزة برنامج الشريك الأكاديمي لشركة «فورتينت»
  • «العربية للتصنيع» لـ«الوطن»: مبادرة لتأثيث وتشطيب المنازل بالتقسيط دون فوائد
  • مهرجان فاس الدولي لفن الخط يحتفي بـجائزة البدر
  • مقاربة معرفية لحكم الروائي عبد العزيز بركة ساكن على قحت وتقدم
  • جمعية مهندسي البترول بجامعة الإسكندرية تفوز بجائزة التميز
  • يمني يفوز بجائزة عالمية لتميزه في زراعة البطاطس
  • نغم يمني في باريس يفوز بالجائزة الأولى عن السهرة الفنية في المهرجان ‎العـربي
  • “نغم يمني في باريس” يفوز بالجائزة الأولى عن السهرة الفنية في المهرجان ‎العـربي للإذاعـة والتلفزيون