أدى اغتيال صالح العاروري، وهو أحد مؤسسي كتائب القسام، بغارة إسرائيلية، الثلاثاء، إلى فتح الباب على مصراعيه لمرحلة جديدة من التصعيد في الصراع المستمر بين إسرائيل وغزة.
وبحسب موقع "The National Interest" الأميركي، "سيؤثر نطاق وتوقيت الرد على الاغتيال المستهدف من قبل الوكلاء الإقليميين لإيران، وعلى رأسهم حزب الله، على الخطوط الحمراء للأطراف المتحاربة في الأيام والأسابيع المقبلة.

على مدى بضعة أيام، بدا أن ميزان الردع بين إسرائيل ووكلاء إيران في المنطقة يتجه نحو حافة الهاوية".
وتابع الموقع، "في الأول من كانون الثاني، أرسلت إيران طائرة IRIS Alborz إلى البحر الأحمر، مما يهدد التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة والمنتشر لوقف هجمات الحوثيين المتمركزة في اليمن على أحد أهم ممرات الشحن في العالم. وفي اليوم التالي، اغتالت غارة جوية بطائرة مسيّرة العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، منتهكة سيادة الدولة اللبنانية ووجهت ضربة لكل من حزب الله وحماس. في 3 كانون الثاني، قُتل أكثر من 90 شخصاً، وأصيب مئات آخرون، في حفل تأبيني أقيم في إيران بمناسبة الذكرى الرابعة على اغتيال قائد الحرس الثوري قاسم سليماني من قبل الولايات المتحدة. وبينما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم، فإن عدد القتلى المرتفع صدم البلاد ولن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر في منطقة متوترة. وامتنعت إيران حتى الآن عن الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل. وفي حين تعهد كبار المسؤولين الإيرانيين بالانتقام من التفجيرين اللذين وقعا في مدينة كرمان، فإن "الصبر الاستراتيجي" بدلاً من التهديد بالسلاح هو الأكثر احتمالاً على المدى القصير".
وأضاف الموقع، "على الرغم من اشتعال النيران، فإن اللاعبين الرئيسيين المتورطين في هذه الحرب، إسرائيل والولايات المتحدة وإيران، ليسا في عجلة من أمرهما لإعطاء الضوء الأخضر لتصعيد كبير من شأنه أن يجرهم وحلفاءهم إلى حرب بلا نهاية. ومع ذلك، فإن وتيرة الاستفزازات الأخيرة قد تعني أن أي خطأ أو سوء تقدير يمكن أن يؤدي إلى عواقب غير مقصودة. وبما أن حزب الله يخطط على الأرجح للرد على مقتل العاروري، فمن المؤكد أنه يمتلك وسائل عنف مدمرة وفتاكة في ترسانته، لكن الخيارات أمامه محدودة. في عام 2010، علق وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قائلاً إن حزب الله يمتلك "... صواريخ وقذائف أكثر بكثير من معظم حكومات العالم". وفي الواقع، تطور المخزون بشكل كبير في السنوات الفاصلة، ويأتي مصدره بشكل رئيسي من إيران عبر سوريا. ومع ذلك، فإن الانتقام من إسرائيل الذي يتجاوز خطاً أحمر جديداً قد لا يخدم مصالح حزب الله النهائية".
وبحسب الموقع، "من المرجح أن يكون التأثير الدولي والإقليمي المدمر على لبنان منهكاً. لم يعد حزب الله يتمتع بالشعبية التي كان يتمتع بها في عام 2006 عندما خاض لبنان حربًا مع إسرائيل، وفقًا لكمال علم، وهو زميل كبير غير مقيم في المجلس الأطلسي، ومع تسمية لبنان الآن بـ "صومال البحر الأبيض المتوسط"، فقد يتردد حزب الله قبل أن يقامر بتهور بالتخلص من نفوذه المتبقي على المجتمع غير الشيعي هناك. لكن الحزب سيشعر بالضغط للرد بطريقة تبدو متناسبة في نظر مؤيديه. في حين أن الشكل الذي قد يبدو عليه هذا الأمر لا يمكن التنبؤ به بسهولة، إلا أن هناك بعض الاحتمالات المحتملة. كما وقد يبدي حزب الله ضبط النفس، مما يمنح حماس مساحة لتصميم ردها الخاص. إن استخدام حزب الله لأسلحة حديثة ذات قدرة ودقة عالية أو صواريخ يتم إطلاقها على العمق الاسرائيلي، مستهدفة حيفا أو تل أبيب، من شأنه أن يشير إلى تصعيد، مما يعقد حسابات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن".
هل ستستهدف إسرائيل قياديي حماس في أماكن أخرى؟
وبحسب الموقع، "في الأسابيع الأخيرة، أشار مسؤولون أمنيون إسرائيليون إلى أن أعضاء حماس في الخارج يشكلون أهدافاً مشروعة، بما في ذلك أولئك الموجودون في تركيا وقطر ولبنان. وبحسب ما ورد قال رئيس وكالة الأمن الداخلي الإسرائيلي شين بيت، رونين بات: "هذه هي ميونخ الخاصة بنا. سنفعل ذلك في كل مكان، في غزة، في الضفة الغربية، في لبنان، في تركيا، في قطر. سيستغرق الأمر بضع سنوات، لكننا جاهزون للقيام بذلك". وردا على ذلك، حذّرت أنقرة إسرائيل من أنها ستواجه "عواقب وخيمة" إذا حاولت اغتيال أعضاء في حماس على الأراضي التركية".
ورأى الموقع أن "الضربات ضد القيادة العليا لحماس ستؤدي إلى تآكل القدرة العسكرية والعملياتية والاستراتيجية ومعنويات الحركة. ولكن الأمر الذي لا جدال فيه هو أن الدعم الفلسطيني لحماس لن يتلاشى بسهولة. وبحسب ما ورد تزايد الدعم الشعبي في الضفة الغربية منذ بداية الحرب. منذ مقتل العاروري، تعرضت إسرائيل لانتقادات بسبب تغييرها قواعد التعامل مع حزب الله في لبنان، ودشنت مرحلة جديدة عالية المخاطر. ولا يمكن تجاهل التحول الأوسع في المنطق الإسرائيلي في أعقاب هجمات السابع من تشرين الأول التي نفذتها حماس، والذي وصفته المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأنه تحول نموذجي. ولكن مع عدم وجود أي علامات على تراجع التصعيد في الأفق، فمن غير الواضح ما الذي ستكسبه إسرائيل أو وكلاء إيران من صراع طويل الأمد وكيف سيبدو أي انتصار".
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

غالانت: أسقطنا 84 طنا من المتفجرات على موقع اغتيال «نصر الله»

كشف وزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بالتفصيل، كواليس اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله، وذلك مقابلة تلفزيونية مطولة مع القناة 12 الإسرائيلية.

وقال غالانت في أول مقابلة تلفزيونية يجريها منذ نحو عامين، “إنه قرر مضاعفة كمية الذخيرة التي استخدمت في الهجوم، كما طالب بتعجيله قبل أن يغادر نصر الله موقعه”.

وقتل نصر الله في 27 سبتمبر 2024، إثر غارة جوية إسرائيلية عنيفة على مقر لحزب الله في ضاحية بيروت الجنوبية.

وقال غالانت: “العملية نفذت يوم جمعة، ويوم الأحد السابق له عرض عليّ رئيس الأركان وقائد القوات الجوية عملية تصفية نصر الله، وأخبراني عن موقعه وغير ذلك”.

وأضاف: “سألتهما عن فرص النجاح. الإجابة التي حصلت عليها كانت 90 بالمئة. سألتهما كم طنا من المتفجرات تخططان لإسقاطها عليه، قالا 40 طنا. فقلت لهما: بل استعملا 80 طنا. ضاعفا كمية المتفجرات لنصل إلى نسبة نجاح 99 بالمئة”.

يشار إلى أن غالانت مطلوب للمحاكمة بموجب مذكرة من المحكمة الجنائية الدولية إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في حرب غزة، التي جذبت حزب الله إلى صراع مواز مع إسرائيل.

وتابع غالانت، الذي أقيل من منصبه في نوفمبر الماضي: “يوم الأربعاء، أي قبل يومين من تنفيذ العملية، عقد اجتماع الكابينت، وعرض رئيس الأركان الخطة التي وضعناها لتصفية نصر الله. جرى نقاش واتضح أن الغالبية (5 أشخاص) موافقة على الخطة، بينما عارضها اثنان”.

واستطرد وزير الدفاع الإسرائيلي السابق: “أوقف رئيس الوزراء النقاش، وطلب مني ومن رئيس الأركان وعدد من المسؤولين العسكريين الآخرين أن نتوجه لغرفة أخرى، ثم قال رئيس الاستخبارات العسكرية “إن نصر الله يحتمل أن يغادر قريبا جدا. ربما خلال ساعات أو يوم. علينا اتخاذ قرار”.

وأكمل غالانت حديثه: “عاد رئيس الوزراء إلى الغرفة وقال لسنا مستعدين لاتخاذ قرار. سأعود من الولايات المتحدة الأحد ونقرر حينها. إذا نتنياهو ترك البلاد وسافر إلى الولايات المتحدة، بينما نصر الله خرج من تحت الأرض مع احتمالية أكيدة بأنه سيغادر موقعه”.

وتابع: “في اليوم التالي (الخميس) نشرت وسائل الإعلام العبرية والدولية تقارير مفادها أن إسرائيل والولايات المتحدة وضعتا إطارا لوقف إطلاق النار. بعد ذلك بوقت قصير خرج وزراء الحكومة ليؤكدوا رفضهم لهذا الاتفاق”.

وقال: “تلقيت اتصالا بعدها بقليل أنا ورئيس الأركان من رئيس الوزراء، قال فيه: كنت أفكر فيما قلتموه ليلة أمس (الأربعاء). سيجتمع الكابينت لاتخاذ قرار الليلة. بنهاية الاتصال تم منحنا الموافقة”.

وأضاف غالانت: “صباح الجمعة وضعت مع رئيس الأركان الساعة السادسة مساء كموعد أقصى للتنفيذ. اتصلنا برئيس الوزراء الذي قال: “تمت الموافقة، لكنني أطلب التأخير حتى السادسة والنصف، لأنني في السادسة سأكون على منصة الأمم المتحدة”. وافقنا على التأخير حتى السادسة وعشرين دقيقة. بحلول ذلك الوقت أسقطنا 84 طنا من المتفجرات على المواقع المحددة مسبقا وتمت تصفية نصر الله”.

مقالات مشابهة

  • حزب الله يعود.. ماذا كشف تقريرٌ إسرائيلي؟
  • دبلوماسي سابق يكشف لـ«الأسبوع» مخطط إسرائيل في الضفة الغربية
  • غالانت يكشف تفاصيل عملية اغتيال نصر الله.. كيف اتخذ القرار؟
  • غالانت: أسقطنا 84 طنا من المتفجرات على موقع اغتيال «نصر الله»
  • ليلة المفاجآت: أسرار أول دقيقية لطوفان 7 أكتوبر في إسرائيل ولقطات جديدة لعملية اغتيال حسن نصر الله | عاجل
  • جالانت يكشف كواليس اغتيال حسن نصر الله
  • فيديو مسرب يوثق لحظة اغتيال السيد حسن نصر الله في الضاحية
  • إيران تهدد إسرائيل بـرد قاس على أي هجوم يستهدف النووي
  • الرئيس اللبناني يشدد على ضرورة انسحاب إسرائيل وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين
  • تقرير استخباراتي أمريكي : صواريخ إيران الجديدة تهدد إسرائيل