تقرير لـNational Interest: بعد اغتيال العاروري.. هل سيلعب حزب الله أوراقه؟
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
أدى اغتيال صالح العاروري، وهو أحد مؤسسي كتائب القسام، بغارة إسرائيلية، الثلاثاء، إلى فتح الباب على مصراعيه لمرحلة جديدة من التصعيد في الصراع المستمر بين إسرائيل وغزة.
وبحسب موقع "The National Interest" الأميركي، "سيؤثر نطاق وتوقيت الرد على الاغتيال المستهدف من قبل الوكلاء الإقليميين لإيران، وعلى رأسهم حزب الله، على الخطوط الحمراء للأطراف المتحاربة في الأيام والأسابيع المقبلة.
وتابع الموقع، "في الأول من كانون الثاني، أرسلت إيران طائرة IRIS Alborz إلى البحر الأحمر، مما يهدد التحالف البحري الذي تقوده الولايات المتحدة والمنتشر لوقف هجمات الحوثيين المتمركزة في اليمن على أحد أهم ممرات الشحن في العالم. وفي اليوم التالي، اغتالت غارة جوية بطائرة مسيّرة العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت، منتهكة سيادة الدولة اللبنانية ووجهت ضربة لكل من حزب الله وحماس. في 3 كانون الثاني، قُتل أكثر من 90 شخصاً، وأصيب مئات آخرون، في حفل تأبيني أقيم في إيران بمناسبة الذكرى الرابعة على اغتيال قائد الحرس الثوري قاسم سليماني من قبل الولايات المتحدة. وبينما أعلن تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم، فإن عدد القتلى المرتفع صدم البلاد ولن يؤدي إلا إلى زيادة المخاطر في منطقة متوترة. وامتنعت إيران حتى الآن عن الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل. وفي حين تعهد كبار المسؤولين الإيرانيين بالانتقام من التفجيرين اللذين وقعا في مدينة كرمان، فإن "الصبر الاستراتيجي" بدلاً من التهديد بالسلاح هو الأكثر احتمالاً على المدى القصير".
وأضاف الموقع، "على الرغم من اشتعال النيران، فإن اللاعبين الرئيسيين المتورطين في هذه الحرب، إسرائيل والولايات المتحدة وإيران، ليسا في عجلة من أمرهما لإعطاء الضوء الأخضر لتصعيد كبير من شأنه أن يجرهم وحلفاءهم إلى حرب بلا نهاية. ومع ذلك، فإن وتيرة الاستفزازات الأخيرة قد تعني أن أي خطأ أو سوء تقدير يمكن أن يؤدي إلى عواقب غير مقصودة. وبما أن حزب الله يخطط على الأرجح للرد على مقتل العاروري، فمن المؤكد أنه يمتلك وسائل عنف مدمرة وفتاكة في ترسانته، لكن الخيارات أمامه محدودة. في عام 2010، علق وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس قائلاً إن حزب الله يمتلك "... صواريخ وقذائف أكثر بكثير من معظم حكومات العالم". وفي الواقع، تطور المخزون بشكل كبير في السنوات الفاصلة، ويأتي مصدره بشكل رئيسي من إيران عبر سوريا. ومع ذلك، فإن الانتقام من إسرائيل الذي يتجاوز خطاً أحمر جديداً قد لا يخدم مصالح حزب الله النهائية".
وبحسب الموقع، "من المرجح أن يكون التأثير الدولي والإقليمي المدمر على لبنان منهكاً. لم يعد حزب الله يتمتع بالشعبية التي كان يتمتع بها في عام 2006 عندما خاض لبنان حربًا مع إسرائيل، وفقًا لكمال علم، وهو زميل كبير غير مقيم في المجلس الأطلسي، ومع تسمية لبنان الآن بـ "صومال البحر الأبيض المتوسط"، فقد يتردد حزب الله قبل أن يقامر بتهور بالتخلص من نفوذه المتبقي على المجتمع غير الشيعي هناك. لكن الحزب سيشعر بالضغط للرد بطريقة تبدو متناسبة في نظر مؤيديه. في حين أن الشكل الذي قد يبدو عليه هذا الأمر لا يمكن التنبؤ به بسهولة، إلا أن هناك بعض الاحتمالات المحتملة. كما وقد يبدي حزب الله ضبط النفس، مما يمنح حماس مساحة لتصميم ردها الخاص. إن استخدام حزب الله لأسلحة حديثة ذات قدرة ودقة عالية أو صواريخ يتم إطلاقها على العمق الاسرائيلي، مستهدفة حيفا أو تل أبيب، من شأنه أن يشير إلى تصعيد، مما يعقد حسابات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن".
هل ستستهدف إسرائيل قياديي حماس في أماكن أخرى؟
وبحسب الموقع، "في الأسابيع الأخيرة، أشار مسؤولون أمنيون إسرائيليون إلى أن أعضاء حماس في الخارج يشكلون أهدافاً مشروعة، بما في ذلك أولئك الموجودون في تركيا وقطر ولبنان. وبحسب ما ورد قال رئيس وكالة الأمن الداخلي الإسرائيلي شين بيت، رونين بات: "هذه هي ميونخ الخاصة بنا. سنفعل ذلك في كل مكان، في غزة، في الضفة الغربية، في لبنان، في تركيا، في قطر. سيستغرق الأمر بضع سنوات، لكننا جاهزون للقيام بذلك". وردا على ذلك، حذّرت أنقرة إسرائيل من أنها ستواجه "عواقب وخيمة" إذا حاولت اغتيال أعضاء في حماس على الأراضي التركية".
ورأى الموقع أن "الضربات ضد القيادة العليا لحماس ستؤدي إلى تآكل القدرة العسكرية والعملياتية والاستراتيجية ومعنويات الحركة. ولكن الأمر الذي لا جدال فيه هو أن الدعم الفلسطيني لحماس لن يتلاشى بسهولة. وبحسب ما ورد تزايد الدعم الشعبي في الضفة الغربية منذ بداية الحرب. منذ مقتل العاروري، تعرضت إسرائيل لانتقادات بسبب تغييرها قواعد التعامل مع حزب الله في لبنان، ودشنت مرحلة جديدة عالية المخاطر. ولا يمكن تجاهل التحول الأوسع في المنطق الإسرائيلي في أعقاب هجمات السابع من تشرين الأول التي نفذتها حماس، والذي وصفته المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بأنه تحول نموذجي. ولكن مع عدم وجود أي علامات على تراجع التصعيد في الأفق، فمن غير الواضح ما الذي ستكسبه إسرائيل أو وكلاء إيران من صراع طويل الأمد وكيف سيبدو أي انتصار".
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعلن قتلها مسؤولا ميدانيا بـ"حزب الله" بغارة جنوب لبنان
قالت إسرائيل، الثلاثاء، إنها قتلت مسؤولا ميدانيا بـ"حزب الله" بغارة بمنطقة عيترون جنوب لبنان، دون تعقيب من الحزب أو الحكومة اللبنانية.
وأفاد الجيش الإسرائيلي في بيان بأن "طائرة مسيرة للجيش نفذت هجوما في وقت سابق اليوم بمنطقة عيترون جنوب لبنان، وتم القضاء على قائد خلية في منظومة العمليات الخاصة في حزب الله".
ولم يعلن الجيش اسم الشخص المستهدف، فيما لم يعلق "حزب الله" أو الحكومة اللبنانية على الفور على بيان الجيش الإسرائيلي.
وبوقت سابق اليوم، أفادت وكالة أنباء لبنان بمقتل شخص وجرح ثلاثة جراء قصف مسيرة إسرائيلية سيارة في عيترون بمحافظة النبطية.
وذكرت لاحقاً، أن الغارة الإسرائيلية استهدفت سيارة نقل صغيرة في عيترون وأدت إلى مقتل شخص، دون تحديد هويته.
فيما أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في بيان، مقتل شخص وإصابة 3 آخرين بينهم طفل جراء غارة من مسيرة إسرائيلية على سيارة جنوب البلاد.
تأتي هذه الاعتداءات في سياق سلسلة من الانتهاكات الإسرائيلية اليومية جنوب لبنان، لاتفاق وقف النار مع حزب الله وللقرار الدولي 1701.
وفي 2006 اعتُمد القرار 1701 بالإجماع في الأمم المتحدة بهدف وقف القتال بين "حزب الله" وإسرائيل، ودعا مجلس الأمن إلى وقف دائم لإطلاق النار على أساس إنشاء منطقة عازلة.
وشنت إسرائيل في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 عدوانا على لبنان تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول 2024، ما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح، إضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص.
ومنذ بدء سريان اتفاق وقف النار في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني، ارتكبت إسرائيل أكثر من 1440 خرقا له، ما خلّف نحو 125 قتيلا و371 جريحا على الأقل، وفق إحصاء للأناضول استنادا إلى بيانات لبنانية رسمية.
وتنصلت إسرائيل من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18 فبراير/ شباط الماضي، خلافا للاتفاق، إذ نفذت انسحابا جزئيا بينما تواصل احتلالها 5 تلال رئيسية ضمن مناطق احتلتها في الحرب الأخيرة.
ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراض في لبنان وفلسطين وسوريا، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.