يمن مونيتور/قسم الأخبار

قال موقع UnHerd البريطاني، اليوم الإثنين، إن التأثيرات الناجمة عن الحصار الذي يفرضه الحوثيون في البحر الأحمر بدأت تظهر على الشحن العالمي.

وبحسب لموقع: يتحرك ما بين 12% إلى 15% من التجارة العالمية عبر البحر الأحمر، لكن حجم التجارة انخفض من حوالي 5.5 مليون طن متري أسبوعيًا في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني إلى حوالي 2.

6 مليون طن متري أسبوعيًا في بداية يناير/كانون الثاني. وهذا تراجع في التجارة لم نشهده منذ عرقلة قناة السويس من قبل السفينة “إيفر جيفن” في عام 2021.

وباعتبارها الأهداف الرئيسية للحوثيين، فمن غير المستغرب أن تكون سفن الحاويات هي الأكثر تضرراً. لكن ناقلات النفط تأثرت أيضًا، حيث انخفضت من حوالي 27 مليونًا إلى 18.3 مليون طن متري أسبوعيًا منذ نوفمبر.

ولم يستجيب سعر النفط بعد لهذه التطورات، مما يشير إلى أن السوق قد يكون الآن تحت سيطرة المضاربين.

وبدأت التكاليف في الارتفاع، وأكثرها وضوحًا هو زيادة وقت الشحن، حيث يضيف السفر حول رأس الرجاء الصالح في جنوب إفريقيا 40٪ إضافية إلى الرحلة، أو 10 أيام. علاوة على ذلك، عندما تصل السفن إلى جنوب إفريقيا، يتعين عليها إعادة التزود بالوقود في ديربان، لكن المرافق ليست معتادة على مثل هذه الكميات الكبيرة، وبالتالي فإن تكاليف إعادة التزود بالوقود أو “الملاجئ” ترتفع بشكل كبير.

ولم يعد السؤال عما إذا كانت هذه التطورات ستؤدي إلى زيادة التضخم، بل إلى أي مدى ستؤدي هذه التطورات إلى زيادة التضخم. من المرجح أن يكون التأثير مشابهًا لاضطرابات سلسلة التوريد المرتبطة بالإغلاق في عام 2021، والتي أدت إلى ارتفاع أولي في التضخم في الدول الغربية. وسيكون لذلك آثار كبيرة على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.

وكانت النوبة الأخيرة من التضخم سبباً في دفع الاقتصادات الأوروبية إلى الانزلاق إلى الركود، ومن غير المرجح أن تظهر التأثيرات الكاملة على أسواق الإسكان والنظام المالي بالكامل إلا عندما يأتي الركود. وكانت أزمة تكلفة المعيشة ساحقة، حيث لا يزال أربعة من كل 10 أشخاص يكافحون من أجل دفع فواتير الطاقة الخاصة بهم على الرغم من انخفاض الأسعار من ذروتها. موجة أخرى من التضخم يمكن أن تقضي على اقتصاداتنا.

وسيكون التأثير الأكثر إلحاحا على أسعار الفائدة. وإذا بدأ التضخم في الارتفاع مرة أخرى، فسوف تكون البنوك المركزية حريصة على القضاء عليه بسرعة، وسوف تتعرض مصداقيتها للتحدي بسبب عدم استجابتها بشكل صحيح للتفشي الأخير. وسوف يفرض ارتفاع أسعار الفائدة ضغوطاً هائلة على أسواق الإسكان والنظام المصرفي؛ وهناك احتمالات كبيرة بأن يؤدي كل منهما في نهاية المطاف إلى حدوث أزمة مالية شاملة.

وثم هناك التداعيات السياسية. في الشهر الماضي، أصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي إعلانًا مفاجئًا عن تحركه لخفض أسعار الفائدة في عام 2024.

وبالنظر إلى أن هذا القرار جاء بعد وقت قصير من بدء الاستطلاع ليظهر أنه من المتوقع أن يخسر جو بايدن انتخابات عام 2024 وأن السبب الرئيسي كان اقتصاديًا. بسبب سوء الإدارة، اشتبه الكثيرون في أن القرار كان سياسيًا جزئيًا على الأقل. ويبدو من غير المرجح أن يتمكن بنك الاحتياطي الفيدرالي من تسليم الرئيس الحالي هذه الهدية قبل الانتخابات إذا بدأ التضخم في الارتفاع.

وفي المملكة المتحدة، من ناحية أخرى، يواجه المحافظون مشكلة أكبر. وبعد نكثهم بوعودهم الانتخابية بتقليص حجم الهجرة إلى بريطانيا، كانوا حريصين على تسليط الضوء على أن التضخم يتراجع بما يتماشى مع تعهداتهم خلال حملتهم الانتخابية. وإذا بدأ التضخم في الارتفاع مرة أخرى، فإن الحكومة سوف تتعرض للإذلال، وقد يُهلك الحزب في الانتخابات المقبلة.

لقد انتهى السلام الأمريكي ولم تعد الولايات المتحدة قادرة على ضمان المرور الآمن للسفن التجارية عبر نقاط الاختناق العالمية الرئيسية. ولا يزال البعض ينكرون هذا الواقع الجديد، وينتظرون أن “يهتم” الأمريكيون بالحوثيين – كما لو أنهم يستطيعون أفضل 10 سنوات من الضربات الجوية السعودية باستخدام طائرات أمريكية الصنع. والحقيقة هي أن سلاح الفرسان لن يأتي، وإذا حدث ذلك فمن المحتمل أن يؤدي ذلك إلى تفاقم الوضع.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: التضخم الحوثي اليمن فی الارتفاع التضخم فی

إقرأ أيضاً:

الفيدرالي الأمريكي وخفض الفائدة| هل هو قرار اقتصادي أم حسابات انتخابية؟

خفض الفيدرالي الأمريكي مؤخرًا أسعار الفائدة بعد سلسلة من الزيادات التي هدفت إلى كبح التضخم، ويُعتبر هذا القرار تغييراً في سياسته النقدية، وقد يأتي ذلك في إطار دعم الاقتصاد الأمريكي وتحفيز الإنفاق والاستثمار، والخفض في الفائدة يعني تقليل تكلفة الاقتراض، مما يسهم في زيادة النشاط الاقتصادي، ويأتي هذا القرار رغم التحديات فقد يؤدي إلى ضغوط تضخمية جديدة على المدى البعيد.

قرار الفيدرالي الأمريكي 

ويؤثر خفض الفائدة على الأسواق العالمية، بما في ذلك أسعار الصرف والسلع، كما أنه قد يترك أثراً على اقتصادات الدول الأخرى المرتبطة بالدولار، خصوصًا في الأسواق الناشئة.

من جانبها، قالت الخبيرة الاقتصادية سهر الدماطي، إن قرار الفيدرالي الأمريكي الأخير بتخفيض أسعار الفائدة يأتي استجابة للضغوط الاقتصادية، حيث إن معدلات التضخم بدأت تتراجع بشكل يقترب من المستهدف، مشيرة إلى أنه عند النظر إلى تأثيرات هذا القرار، يمكن ملاحظة أن الاقتصاد الأمريكي شهد ضغوطًا خلال فترات سابقة، مثل أزمة الاثنين الأسود عندما انهارت البورصات نتيجة تباطؤ اقتصادي واضح وارتفاع معدلات البطالة.

وأشارت الدماطي لـ"صدى البلد"، إلى أن القرار الأمريكي بخفض الفائدة، والذي يعد الثاني من نوعه، من المتوقع أن يؤثر إيجابيًا على الاستثمار في الأسواق الناشئة، مثل السوق المصري، حيث سيصبح الاستثمار في مصر أكثر جاذبية بسبب ارتفاع أسعار الفائدة المحلية، موضحة أن تخفيض الفائدة سيؤدي إلى تخفيف أعباء القروض ذات الفائدة المتغيرة، في حين ستظل القروض ذات الفائدة الثابتة دون تغيير.

وأكدت الخبير الاقتصادي أن هذا القرار لا يرتبط بالانتخابات الأمريكية، بل يعكس توجهات الاقتصاد الأمريكي نحو السيطرة على التضخم وتحقيق استقرار أكبر في الأسواق.

حتى لو طلب ترامب ذلك .. رئيس الفيدرالي الامريكي : لن أستقيل وزير الثقافة ينعي الفنان التشكيلي مصطفى الفقي

ويعتمد هذا القرار على عدة عوامل اقتصادية، منها تراجع النمو الاقتصادي أو ظهور ضغوط تضخمية أو اضطرابات في الأسواق المالية، حيث يسعى البنك المركزي الأمريكي (الاحتياطي الفيدرالي) من خلاله إلى تحقيق توازن بين النمو الاقتصادي واستقرار الأسعار.

ويعد تحفيظ النمو الاقتصادي أحد أهم الأسباب التي تدفع الفيدرالي الأمريكي إلى خفض الفائدة يساعد خفض الفائدة الأفراد والشركات على الاقتراض بتكلفة أقل، مما يشجعهم على الاستثمار والاستهلاك، وهذا بدوره يعزز من نشاط الاقتصاد، ويأتي خفض الفائدة في إطار مكافحة التضخم المنخفض، فعندما يتراجع التضخم دون المستويات المستهدفة، يعمل الفيدرالي على تحفيز النشاط الاقتصادي لرفع معدلات التضخم إلى المستوى المطلوب، ويسهم خفض الفائدة في استقرار الأسواق المالية، حيث يلجأ الفيدرالي إلى هذه الخطوة لطمأنة المستثمرين وضخ السيولة في السوق عند حدوث تقلبات مالية أو أزمات اقتصادية.

خفض أسعار الفائدة 

ويؤثر خفض الفائدة بشكل إيجابي على سوق الأسهم؛ فمع انخفاض العائد على السندات، يبحث المستثمرون عن عوائد أفضل، مما يزيد من جاذبية الاستثمار في الأسهم ويدفع بأسعارها نحو الصعود، ويؤدي خفض الفائدة إلى تراجع قيمة الدولار أمام العملات الأخرى، مما قد يعزز من تنافسية الصادرات الأمريكية. كما أن خفض الفائدة يجعل الاقتراض أكثر سهولة للأفراد والشركات، مما يرفع من معدلات الإنفاق والاستثمار. وعلى المدى الطويل، يمكن أن يؤدي ارتفاع الطلب نتيجة لهذه العوامل إلى زيادة معدلات التضخم بشكل تدريجي.

في هذا السياق، قال خالد الشافعي، الخبير الاقتصادي، إن قرار الفيدرالي الأمريكي برفع أو خفض سعر الفائدة له تأثيرات مباشرة على الاقتصادات العالمية، عندما يقرر الفيدرالي رفع الفائدة، يزداد تكلفة الاقتراض، مما يؤدي إلى تراجع في الاستثمارات والاستهلاك، وهو ما قد يؤثر سلبًا على النمو الاقتصادي، بينما في حالة خفض الفائدة، تنشط حركة الاقتراض مما يحفز الاقتصاد في بعض الأحيان، لكنه قد يؤدي أيضًا إلى زيادة التضخم.

قرار الفيدرالي الأمريكي بخفض الفائدة| تداعيات اقتصادية وتوقعات مستقبلية الفيدرالي الأمريكي يخفض أسعار الفائدة بواقع 25 نقطة أساس

وأوضح الشافعي لـ “صدى البلد”، أن العديد من البنوك المركزية حول العالم تحذو حذو الفيدرالي الأمريكي، سواء بزيادة أو تخفيض الفائدة، وفقًا للظروف الاقتصادية المحلية والعالمية، بالتنسيق بين البنوك المركزية يؤثر بشكل مباشر على الأسواق المالية والعلاقات التجارية بين الدول.

وأكد أن رفع الفائدة قد يكون له تأثير إيجابي على بعض الاقتصادات، حيث يسهم في السيطرة على التضخم. في المقابل، يمكن أن يكون له تأثير سلبي على الدول التي تعتمد على الاستدانة أو التي تشهد نمواً اقتصادياً ضعيفاً، حيث يرفع من تكلفة الدين العام.

مقالات مشابهة

  • غارات جوية أمريكية تستهدف مواقع الحوثيين
  • منصة دولية تكشف عن مخاوف متزايدة مع استغلال الحوثيين لتدفقات الإيرادات الغنية في البحر الأحمر (ترجمة خاصة)
  • الفيدرالي الأمريكي يخفض سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة
  • الفيدرالي الأمريكي وخفض الفائدة| هل هو قرار اقتصادي أم حسابات انتخابية؟
  • البنتاغون يعاني من نقص في الذخائر بسبب تصاعد هجمات اليمن
  • بعث برسائل طمأنة الى جماعته.. سيّد الحوثيين يتراجع عن إعدام ترامب ويعترف بوجود علاقة دافئة :لماذا التهويل لدينا تجربة مع ترمب
  • بعد فوز ترامب.. هل تتغير سياسة تخفيض الفائدة لدى الفيدرالي الأمريكي؟
  • بنك إنجلترا يخفض الفائدة ويتوقع ارتفاع التضخم
  • بنك إنجلترا يخفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس
  • دولت بهجلي: أردوغان هو الخيار الوحيد