لبنان ٢٤:
2024-09-17@04:05:12 GMT

تسوية في المنطقة: الثمن لوقف الحرب؟

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

تسوية في المنطقة: الثمن لوقف الحرب؟

دفعت غزة، منذ بداية الحرب، كل ما يمكن ان تدفعه، فسلاح اسرائيل الاقوى أُستخدم ودمرت اسرائيل شمال القطاع بالكامل ولم يعد هناك مراكز صحية أو تعليمية،في المقابل لم تستطع تل ابيب تحقيق اي من اهدافها، ولم تحرر الاسرى ولم تنهِ وجود حماس العسكري ولم تهجر السكان، وحتى المنطقة العازلة داخل القطاع ليست متاحة على ما يبدو.

لم تعد اسرائيل قادرة على التهديد، فبعد قتل عشرات الاف المدنيين، بات التخويف بالقصف لزوم ما لا يلزم وغير مناسب للضغط على الفصائل الفلسطينية.

افرطت اسرائيل في استخدام قوتها بحيث لم يعد لاهالي غزة وللمقاومة الفلسطينية ما يخسرونه، في مقابل عدم قدرة الجيش الاسرائيلي على الاستمرار في الحرب البرية، فبدأ بالانسحاب من القطاع وتحديداً من شماله من دون انجازات ميدانية او استراتيجية، وعليه بات استمرار الحرب مضرا اسرائيلياً، بعيدا عن رغبة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الشخصية. اما حماس، فبعد كل ما حصل لا يمكنها الخروج من المعركة، التي لن تتضرر في حال استمرارها اكثر مما تضررت خلال في الاشهر الماضية، من دون تحقيق انجازات حقيقية لاهالي القطاع.

تحتاج حماس لتسوية تستطيع من خلالها القول بأن الثمن الذي دفع كان خطوة كبرى نحو التحرير، وهذا غير ممكن الا من خلال تحقيق امرين، الاول تصفير السجون مع ضمانات دولية بحماية المحررين، وفك الحصار او تخفيفه عن القطاع، ومن دون ذلك لن يتمكن اهالي شمال غزة من  العودة واعادة الاعمار. مع مرور الوقت ستزداد حاجة اسرائيل لوقف الحرب وسيكون الضغط الاميركي اكبر بسبب اقتراب الانتخابات الرئاسية، وهذا ما سيمنح المقاومة الفلسطينية فرصة لفرض شروطها خصوصا اذا كانت قد تمكنت من الحفاظ على بنية صاروخية جدية واعادت قصف المستوطنات بعد انسحاب الجيش الاسرائيلي من غزة.

تحقيق الانجاز خلال اي تسوية مقبلة بات هدفا ليس فقط لحركة حماس، بل لكل المحور المتحالف معها، فخطاب الأمين العام لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله وضع قواعد جديدة ورسم مسار التسويات المقبلة، ولوّح بالشروط الضمنية لوقف التصعيد. تحدث نصرالله عن لبنان مؤكداً أن إمكانية تحرير الاراضي المحتلة بات امرا واقعيا وقد يكون ثمن الحرب والمعركة الحاصلة، ما يعني أن "حزب الله" سيفرض تحقيق بعض الشروط قبل وقف المعركة ومن بينها الانسحاب من الاراضي المحتلة وضمنها مزارع شبعا وتلال كفرشوبا اضافة الى وقف الخروقات الاسرائيلية.

يعتقد "حزب الله" ان اسرائيل، وبالرغم من تلويحها بالحرب عليه غير قادرة على شنّها، لذلك فهو يسعى الى تحقيق امرين، الاول منعها من استعادة قدرتها على الردع وكسر قواعد الاشتباك وهذا ما سيظهر تدريجيا من خلال ردود الحزب على قصف الضاحية، والثاني هو فرض تحرير الاراضي المحتلة ومنع عمليات التجسس وهذا يتم تحصيله من خلال قدرة الحزب على تحمل استمرار المعركة اكثر من قدرة اسرائيل، وهذا ما يتطابق مع المسار الذي ستأخذه الحرب في غزة..

معادلات نصرالله تناولت العراق حيث بدأ الحشد الشعبي بتكثيف عمليات استهداف القوات الاميركية، اذ اعتبر امين عام الحزب ان خروج واشنطن عسكريا من العراق وسوريا يجب ان يحصل، وهذا ما قد يصبح هدفاً للمعركة ايضا، اذ ان اللحظة السياسية في واشنطن مع اقتراب الانتخابات الرئاسية ستجعل انسحاب القوات الاميركية من مناطق تتعرض فيها للاستنزاف ويسقط لها فيها خسائر بشرية، امراً وارداً في ظل ضغط سياسي قد تبدأ بغداد بممارسته خلال مرحلة قصيرة. اذا يبدو انه كما كانت الحرب والمعارك شاملة وغير مقتصرة على غزة ستكون التسوية شاملة وتضم اكثر من طرف واكثر من ساحة..  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: من خلال وهذا ما

إقرأ أيضاً:

حوار حول الجهود الدولية لوقف حرب السودان

في منتصف الأسبوع الثاني من الشهر الجاري، وضمن مجموعة من القيادات السياسية وقيادات المجتمع المدني والشخصيات المستقلة، شاركت في جلسة حوار حول جهود الوساطة الدولية والإقليمية لوقف الحرب في السودان. ناقشت الجلسة أوجه التقدم والقصور في هذه الجهود، والعوامل المتسببة في ذلك، كما ركزت على الاستراتيجيات التي تمنح الأولوية للملكية السودانية لعملية السلام ولمعالجة الأسباب الجذرية للحرب. توافق المشاركون على عدة نقاط تمت مشاركتها مع الوسطاء الدوليين عبر لقاء إسفيري تلى الجلسة مباشرة. ولقد رأيت من الواجب ومن المفيد أن أشارك القارئ في مقال اليوم أهم ما جاء في هذه النقاط.
أكد المشاركون أن الدور الأساسي لايقاف الحرب يقع على عاتق القوى السياسية والمدنية السودانية. لذلك، لا يمكن الوصول لوقف إطلاق النار بدون توافق هذه القوى على رؤية، أو إعلان مبادئ لأسس إنهاء الحرب، تخاطب جذور الأزمة السودانية، وتجيب على الأسئلة المرتبطة بمستقبل قوات الدعم السريع وبقيادة القوات المسلحة الحالية، والمحاسبة على جريمة إشعال الحرب وما تبعها من انتهاكات، وتتضمن تصميم العملية السياسية والفترة الانتقالية بعد توقف الحرب على أساس العودة إلى مسار ثورة ديسمبر/كانون الأول، والمحافظة على وحدة البلاد ضمن نظام فيدرالي ديمقراطي يعبر عن التعدد والتنوع، وبناء جيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة والنشاط الاقتصادي، وتفكيك البنية الشمولية لنظام الإنقاذ، وأن تتسم العملية السياسية بالشمول ولا تستثني سوى حزب المؤتمر الوطني المحلول وواجهاته.
أكد المشاركون على أهمية أن تسبق جهود الوساطة الدولية والإقليمية مشاورات واسعة مع الأطراف السودانية، وأن تتلافى ما شاب الجهود السابقة من قصور بتنسيق وتكامل الجهود المختلفة وتوحيدها في منبر واحد وتفعيل وإحكام آليات العمل المشترك، توسيع المنبر الموحد بضم دول ذات علاقة مباشرة بالنزاع في السودان، بما في ذلك دول الجوار، البناء على ما تم التوافق عليه في المنابر السابقة حول وقف العدائيات وحماية المدنيين، مراجعة منهج التعاطي مع الطرفين بتكثيف الضغوط عليهما وعدم شرعنة أي منهما، وكذلك عدم التساهل مع الطرف الذي يعرقل الوصول لاتفاق لوقف إطلاق النار، اتخاذ تدابير قوية وحازمة لمنع تمويل الطرفين وإمدادهما بالسلاح من خارج البلاد وتجميد أرصدتهما المالية في الخارج، وذلك بما يستدعي تطوير وتنفيذ قرارات لجنة الخبراء التابعة للأمم المتحدة وفقا للقرار 1591، تبنى آليات فعالة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه وكذلك آليات للرقابة على الأرض، وهي الآليات التي أفتقرتها اتفاقيات جدة وجنيف، وأن تعمل هذه الآليات لفرض حقوق أسرى الحرب وفقا للقوانين الدولية، ووقف الأحكام الجزافية ضد المدنيين.

ضرورة معالجة الأزمة المتفاقمة للاجئين والفارين من الحرب إلى دول الجوار وتقنين أوضاعهم القانونية في هذه الدول، وتوفير الحماية والخدمات الضرورية من سكن وعلاج وتعليم وعمل

وبالنسبة للقضايا الإنسانية، حث المشاركون الأمم المتحدة على القيام بالدور الرئيسي في تنسيق عمليات إمداد العون الإنساني، وأن تنشئ آلية إقليمية لهذا الغرض، والعمل على إنشاء مناطق آمنة داخل البلاد كمراكز لاستىلام وتأمين وتوزيع المساعدات الإنسانية، وأن تكون نواة لاستعادة الأنشطة الممكنة والتي تساهم في تخفيف معاناة المواطنين، كالزراعة ومراكز خدمات الاتصالات والإنترنت. كذلك العمل على فتح مسارات آمنة لوصول وتأمين ومراقبة توزيع المساعدات الإنسانية، كأولوية قصوى، بالاستفادة من تجارب السودان السابقة في توصيلها عبر الحدود وعبر خطوط النار، وعدم ربط ذلك بوقف إطلاق النار، وأن تشمل المسارات الآمنة لضحايا الحرب في مناطق المدنيين كافة التي تقع تحت سيطرة الجيش أو الدعم السريع أو الحركة الشعبية لتحرير السودان/الحلو وحركة تحرير السودان/عبد الواحد محمد نور والحركات المسلحة الأخرى. كذلك أوصى المشاركون بضرورة البناء على ما ورد من توصيات في تقرير اللجنة الدولية لتقصي الحقائق في السودان، وأن يتم كذلك الدفع بخيارات تفعيل الإطار القانوني الدولي الخاص بمسؤولية الحماية، وذلك في مجالات حماية المدنيين والممرات الآمنة في ظل الحرب، بما في ذلك حماية الأطفال والنساء وكبار السن والعاملين في المجال الإنساني، وتنفيذ قرارات الأمم المتحدة المتعلقة بحماية النساء، وعلى رأسها القرار رقم 1325. كذلك نادى المشاركون بضرورة تشجيع المبادرات المحلية والمجتمعية ودعمها من الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية، وذلك للمشاركة في عمليات توصيل وتوزيع المساعدات الإنسانية، وتفعيل المراقبة لدرء الفساد في توزيع المساعدات ومنع استخدامها لأغراض سياسية. كما نادى المشاركون بضرورة معالجة الأزمة المتفاقمة للاجئين والفارين من الحرب إلى دول الجوار وتقنين أوضاعهم القانونية في هذه الدول، وتوفير الحماية والخدمات الضرورية من سكن وعلاج وتعليم وعمل.
أشاد المشاركون بتأسيس التحالف الدولي لمتابعة تحقيق السلام وإنقاذ الشعب السودان، عقب محادثات جنيف الأخيرة، ودعوا إلى تعزيزها وإحكام التنسيق بين مكوناتها وتوسيعها بإضافة أطراف دولية وإقليمية إليها كالترويكا والإيقاد والاتحاد الأوروبي. كما دعا المشاركون إلى إحكام التنسيق مع دول الجوار في قضية وقف الحرب والدعم الإنساني، وناشدوا الاتحاد الأفريقي باستمرار تعليق عضوية السودان في الاتحاد، كما نادوا بإعطاء الآلية الخماسية الرئاسية الأفريقية دورا قياديا في ملف السودان بالتنسيق مع الآلية الإفريقية رفيعة المستوى. أيضا رأى المشاركون أهمية وجود بعثة في السودان لحماية المدنيين برعاية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي. وأشاد المشاركون بمنهج التشاور الواسع مع الأطراف السودانية الذي اتبعته القيادة المصرية للتحضير لمؤتمر القاهرة للقوى المدنية والسياسية السودانية المنعقد في يوليو/تموز الماضي، مما لعب دورا رئيسيا في نجاح المؤتمر، وشددوا على متابعة ما تحقق فيه. أيضا طالب المشاركون المجتمع الدولي باتخاذ تدابير صارمة ضد دعاة خطابات الكراهية والعنصرية، ودعاة استمرار الحرب وتأجيجها. كما نادوا بتطوير منهج متكامل لتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا، بما يشمل تسليم المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية.
أخيرا، فإن توافق المشاركين من مختلف المشارب السياسية والثقافية والجيلية في جلسة العصف الذهني هذه، يؤكد قدرة المدنيين السودانيين على تطوير مواقفهم وصولا إلى الرؤية المشتركة وخلق جبهة مدنية واسعة وموحدة ضد الحرب.

نقلا عن القدس العربي  

مقالات مشابهة

  • بلينكن يزور مصر الثلاثاء لبحث جهود وقف إطلاق النار في غزة
  • قطر تبحث مع الأمم المتحدة التطورات بغزة وجهود الوساطة لإنهاء الحرب
  • الخارجية الأمريكية: واشنطن تواصل الحوار مع الشركاء لوقف إطلاق النار في غزة
  • وزير الخارجية المصري يدعو لإنهاء الحرب على غزة لوقف التصعيد بالبحر الأحمر  
  • حوار حول الجهود الدولية لوقف حرب السودان
  • مسؤول إسرائيلي يكشف: هذا الحل الوسط الوحيد القابل للتنفيذ لوقف حرب غزة
  • الضغوط مستمرّة.. هل تتراجع اسرائيل عن حربها على لبنان؟
  • هل تتوسع الحرب على لبنان؟
  • مدير تحرير «الأهرام»: مصر تضغط على الاحتلال الإسرائيلي لوقف العدوان
  • قائد سابق في جيش الاحتلال: علينا الخروج من القطاع سريعًا