للعثور على مأساة بحجم مماثل لتلك التي تعانيها غزة اليوم، لا بد أن نعود إلى الحصار القاسي الذي فرضه الإسكندر الأكبر على هذه المدينة عام 332 قبل الميلاد، عندما كانت مفترق طرق مليئا بالثروات يرغب فيه جميع الغزاة، وإن كان لا مجال للمقارنة، لأنها اليوم جيب محاصر من جميع الجهات لأكثر من 16 عاما، لا يسود فيها اليوم سوى الجوع والمرض والفقر المدقع.

بهذه المقدمة افتتحت لوموند عمود المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو الذي تناول فيه جانبا من تاريخ واحة غزة التي بنت ازدهارها وتأثيرها تاريخيا على موقعها الإستراتيجي باعتبارها ملتقى طرق تجارية بين بلاد الشام ومصر، فضلا عن كونها منفذا للقوافل القادمة من شبه الجزيرة العربية على البحر الأبيض المتوسط.

وقد خلق قيام دولة إسرائيل عام 1948 من هذا المفترق ما يسمى "قطاع غزة"، الذي لجأ إليه 200 ألف فلسطيني طردوا من منازلهم، وحيث يقيم اليوم ربع سكان فلسطين العرب على 1% من أراضي فلسطين التاريخية، مما حوله إلى معقل للقومية الفلسطينية وبوتقة مقاتليها الفدائيين، كما يقول المؤرخ.

وقد احتلت إسرائيل المنطقة مرتين قبل الحرب الحالية، الأولى 4 أشهر "للقضاء" على الفدائيين، والثانية من عام 1967 إلى عام 2005، قبل أن تخرج منها بسبب تكلفة الاحتلال، وبعد تولي حركة المقاومة الإسلامية (حماس) السلطة فيها عام 2007، صنفتها إسرائيل "كيانا إرهابيا"، ظلت تحاصره حتى اليوم.

بندول الإمبراطوريات

ومنذ الألفية الثانية قبل الميلاد، كانت غزة قاعدة لغزو الهكسوس لمصر قبل أن يعكس فراعنة طيبة هذا الاتجاه بالاستيلاء على بلاد الشام من غزة، وكان كورش الكبير هو الذي حصن غزة باعتبارها حامية فارسية على أبواب مصر عام 539 قبل الميلاد قبل أن يستولي عليها خليفته قمبيز عام 525.

وفي عام 333 قبل الميلاد، سحق الإسكندر المقدوني الجيوش الفارسية في أسوس بالقرب من أنطاكية، ولكن الحامية الفارسية في غزة، بقيادة "الملك" باتيس ومعه مرتزقة من العرب، رفضت الاستسلام وأعاقت التقدم المقدوني نحو مصر.

كانت هذه بداية حصار استمر 3 أشهر قاده الإسكندر بنفسه عام 332، واضطر خلاله لحفر الأنفاق -وفقا للمؤرخ الروماني كوينتوس كورتيوس- ولم يتمكن الإسكندر من إعلان نفسه منتصرا إلا بعد 100 يوم، فذبح جميع السكان الذكور، في حين استعبد النساء والأطفال، ونهب غنائم ملأت 10 سفن، قبل أن يسلم المدينة المدمرة للاستعمار اليوناني.

ولكن جان بيير فيليو ختم -بعد هذا العرض- بأنه في زمن الإسكندر الأكبر، لم تكن هناك أمم متحدة ولا لجنة دولية للصليب الأحمر ولا قانون دولي إنساني ولا ضمير عالمي ولا قنوات إخبارية تبث على مدار 24 ساعة، ولا وسائل تواصل اجتماعي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: قبل المیلاد قبل أن

إقرأ أيضاً:

الأغواط.. حجز أزيد من 2000 قرص “بريغابالين”

تمكنت الفرقة المتنقلة لمفتشية أقسام الجمارك بغرداية، التابعة للمديرية الجهوية للجمارك بالأغواط، وبالتنسيق مع الفرقة الإقليمية للدرك الوطني ببريان، من تنفيذ عملية ناجحة أسفرت عن حجز 2264 قرص مهلوس من نوع بريغابالين 300 ملغ.

وأفاد بيان لمصالح الجمارك، ان العملية مكنت من حجز 2264 قرصًا مهلوسًا من نوع بريغابالين 300 ملغ. و ضبط 487.5 غرام من الكيف المعالج، مع  توقيف شخص متورط وإحالته إلى الجهات القضائية المختصة.

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور

مقالات مشابهة

  • قصة أعجوبة العالم الثامنة.. رفض الإسكندر الأكبر تشييدها
  • الأغواط.. حجز أزيد من 2000 قرص “بريغابالين”
  • هل يكون الحلّ فرنسيًا لانهاء الاحتلال؟
  • بالأرقام .. ناقد رياضي يقارن بين أداء هالاند وعمر مرموش أمام نيوكاسل
  • "مأساة الذهب" في مالي.. انهيار منجم يقتل 48 شخصا على الأقل
  • موسكو تشكر حماس على الإفراج عن محتجز روسي
  • أكثر 10 لاعبين تسجيلا لركلات الجزاء منذ عام 2000
  • مصر.. فرنسي يتسبب في كسر حجر أثري ضخم بمعابد الكرنك
  • عيد الحب يتحول إلى مأساة.. جرائم قاسية هزت قلوب الجميع
  • إسرائيل ستبقى في 5 نقاط واقتراح فرنسي للحلّ