نظمت لجنة التوازن بين الجنسين في مركز عبد الرحمن كانو الثقافي ندوة بعنوان «المواطنة وحق المرأة البحرينية في منح جنسيتها لأبنائها « تحدث فيها كل من المحامي حسن إسماعيل، الدكتورة وجيهة البحارنة، الأستاذة نادية المسقطي وأدارت الحوار الأستاذة فاطمة ربيعة. وقد أشارت ربيعة إلى كون الموضوع المطروح في الأمسية يمثل قضية من القضايا الهامة التي يعمل عليها الإتحاد النسائي البحريني إذ انها احدى القضايا الإنسانية التي يترتب عليها جملة من النتائج السلبية على صعيد المجتمع والاسرة.

كما أشارت أن هذه المطالبات بمنح الجنسية لأبناء البحرينية المتزوجة من غير مواطن منذ العام 2005 وحتى اليوم تعود إلى 18 عاما مضت من العمل على تعديل المادة 4 الفقرة أ من قانون الجنسية البحريني. ودعت إلى تكاتف الجهود بين كافة الجهات الرسمية والتشريعية والمدنية لوضع حل لهذه القضية. واستهلت المسقطي رئيس جمعية نهضة فتاة البحرين وعضو لجنة الجنسية بالحديث عن أهم الجهود التي قام بها الاتحاد النسائي منذ العام 2005 من خلال الحملة الإقليمية العربية التي كانت البداية وتبعتها حملة «جنسيتي حق لأبنائي» حيث كانت البدايات بعمل نوع من الحصر والرصد للحالات الموجودة وتم تجميع الاعداد المتضررة حينها. وثم أصبحت الحملة تضم مجموعة من الجمعيات النسائية ومجموعة من الشخصيات البحرينية. وعندما أنشأ الاتحاد النسائي تحولت الحملة الوطنية إلى الاتحاد النسائي لتبدأ المطالبات بتعديل القانون، وتم عمل العديد من الشراكات بين العديد من المؤسسات الرسمية والأهلية. كما تم التحضير لملتقى مع الدول الخليجية في العام 2014، حيث كان الهدف هو تعديل قانون الجنسية البحرينية ومنح الحق للمرأة البحرينية أسوة بالرجل البحريني بمنح حق الجنسية لأبنائها بشكل تلقائي بدون أي تعقيدات او إشكالات ويكون التعديل في المادة الرابعة في الفقرة أ، حيث يكون الحق لكل طفل ولد بمملكة البحرين لأم او أب بحريني بالجنسية البحرينية. وهو يستند إلى الدستور بأن الجميع سواسية في الحقوق والواجبات. فالأمر يتعدى كونه مشكلة عابرة، بل مشكلة متجذرة تمتد للحقوق في السكن والعمل والميراث. وعلى الرغم من جهود المملكة مشكورة في بعض الأمور التي تهدف الى تسهيل حياة المتزوجة من غير بحريني مثل اسقاط رسوم الصحة ورسوم الإقامة والتعليم وغيرها لأبناء البحرينية في القانون رقم 35، ولكن المعاناة قاسية وكبيرة بالنسبة للعديد من الأمور كدعم ذوي الاحتياجات الخاصة والإشكاليات التي تواجه المواطنة فيما يخص ذلك. وحجم المشكلة في تزايد مع تزايد الانفتاح والتزاوج والتعايش مع العديد من الجنسيات المختلفة بالمملكة. وقد كفلت اتفاقية حقوق الطفل حق الطفل في الاستقرار في موطنه الذي ولد وعاش فيه. واستعرضت الدكتورة البحارنة معاناة النساء النفسية والمعنوية، وعدد من التجارب الناجحة في بعض الدول الأخرى لمنح الجنسية لأبناء المتزوجات من غير المواطنين. وقد أشارت إلى أن المرأة في هذه الحالة تعاني من الإحباط واليأس والكثير من مشاعر المعاناة النفسية بسبب حرمان الأسرة من الاستقرار والأمان النفسي، كما يشعر الأبناء بالغربة لعدم الشعور بالأمان، كما تشعر معظم هؤلاء النساء بالذنب بسبب الزواج من غير مواطنين. كما تبقى هذه الأسرة تعاني من التفكك الأسري، وتعاني النساء من أهالي ذوي الاحتياجات الخاصة من عدم القدرة على دفع رسوم العلاج الباهظة، كما يعاني الأبناء من انتهاء الإقامة عند بلوغ الثامنة عشر من العمر والحاجة لوجود الكفيل، والتعرض للتنمر، وحرمانهم من الشعور بالانتماء. كما عرضت الدكتورة البحارنة بعض التدابير القاسية التي قد تقوم بها النساء لمنح ابناءهم الجنسية البحرينية كالانفصال فقط لضمان حصول ابناءهم على الجنسية البحرينية أو الإقامة في المملكة. كما ذكرت الدكتورة البحارنة تجارب بعض من الدول العربية الناجحة في تغيير قانون الجنسية لمنح أبناء المواطنات الجنسية مثل دولة الامارات العربية المتحدة، الجزائر ومصر وغيرهم. حيث شددت الدكتورة البحارنة على أن المطلب الوحيد هو إضافة كلمة «أم» ليتم تغيير قانون الجنسية في المملكة وكل هذه الدول التي تم تغيير القوانين فيها كانت جهود المجتمع المدني هي أول ما دفع إلى التغيير. وقد أضاف الأستاذ المحامي حسن إسماعيل في ختام الندوة أن معيار الدم هو المعيار الأساسي في حق نقل جنسية الام الى ابنائها، وقد دشن الاتحاد النسائي البحرين في العام 2017 خطة استراتيجية من اجل حصول أبناء البحرينية المتزوجة من أجنبي حق الجنسية، واشتملت على رؤية ورسالة وخطة عمل واهداف للوصول للتدخل التشريعي من خلال السلطة التشريعية للحصول على هذا الحق. مع ملاحظة ان التدخل التشريعي يجعل من حق الدم من ناحية الام في نقل الجنسية هو المعيار الأصلي طبقا للمادة الرابعة من قانون الجنسية المتعلقة بالحصول على الجنسية بصفة اصلية ولا علاقة له بالمادة السادسة التي تنظم اكتساب الجنسية بالتجنس. وعلى الرغم من الجهود إلا ان التدخل المطلوب والاقتراحات التي قدمها مجلس النواب تم رفضها والسبب لذلك يعود الى ان هذه الاقتراحات لم تحصل على مساندة وتأييد من صانع السياسة العامة في الدولة. وفيما يتعلق بسيادة الدولة فقد أقر إسماعيل بسيادة الدولة في وضع التشريع الملائم لها ولكن عليها مراعاة الاتفاقيات الدولية والتقيّد بها وبالعرف الدولي والمبادئ القانونية المعترف بها دوليا حسب المادة الأولى من اتفاقية لاهاي في عام 1930 المتعلقة بالجنسية. وفي ختام حديثه وضح إسماعيل ان مملكة البحرين قد انضمت في العام 2006 إلى العهد الدولي المعني بالحقوق المدنية والسياسية وعليها ان تلتزم بتطبيق احكامه ومن أبرز هذه الاحكام ان لكل طفل حق في اكتساب الجنسية، والمرأة البحرينية الوطنية هي الأحق بموجب رابطة الدم بنقل جنسيتها لأبنائها. وأضاف ان إقرار هذا الحق يعزز من مكانة الدولة في مجال حقوق الانسان. وقد تم فتح المجال لمداخلات الجمهور في نهاية الأمسية وتم تكريم المشاركين من قبل مجلس إدارة المركز.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: الجنسیة البحرینیة الاتحاد النسائی قانون الجنسیة من غیر

إقرأ أيضاً:

سفارة الإمارات في مسقط تنظم ندوة حول «تمكين المرأة»

مسقط - وام
نظمت سفارة دولة الإمارات في سلطنة عُمان الشقيقة، ندوة بعنوان «تمكين المرأة في دولة الإمارات وسلطنة عُمان»، تحت رعاية روان بنت أحمد البوسعيدية عضو مجلس الدولة العماني، وبحضور عدد من المسؤولين في البلدين، وسفراء الدول العربية الشقيقة في مسقط.
تناولت الندوة عدداً من المحاور المهمة بشأن جهود تمكين المرأة في البلدين، واستعراض إنجازات المرأة في المجالات كافة في البلدين.
وتحدثت عائشة المنصوري نائبة مدير إدارة حقوق الإنسان بوزارة خارجية دولة الإمارات، عن جهود الدولة في تمكين المرأة، مشيرة إلى أن دولة الإمارات بقيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، تولي اهتماماً خاصاً بتمكين المرأة ودعم المبادرات ذات الصلة، حيث يُعد تمكين المرأة جزءاً أساسياً من رؤية الدولة للتنمية الوطنية، باعتبارها عنصراً محورياً في بناء مستقبل الوطن والمساهمة في تطوير المجتمع.
وأكدت المنصوري أن دستور دولة الإمارات يكفل حقوقاً متساويةً لكل من النساء والرجال، كما تتصدر الدولة العديد من المؤشرات الإقليمية والعالمية في ما يتعلق بتمكين المرأة، وقد سنت العديد من القوانين واللوائح التي تكرس حقوق المرأة، والتي انصبت جميعها في مصلحة تعزيز حقوقها، فخلال الثلاث سنوات الماضية أصدرت الدولة أكثر عن 20 تشريعاً جديداً وتعديلاً قانونياً لتمكين المرأة وحماية حقوقها.
من جهتها استعرضت حنان منصور أهلي مدير المركز الأحادي للتنافسية والإحصاء بوزارة شؤون مجلس الوزراء وعضو مجلس الإمارات للتوازن بين الجنسين وممثل الاتحاد النسائي العام لدولة الإمارات، الجهود الحكومية في دعم ملف التوازن بين الجنسين، وتعزيز دور اللوائح والأنظمة الخاصة بقطاعات الأعمال، وأداء القطاع الحكومي في الدولة، وزيادة فرص التمكين الاقتصادي للمرأة في دولة الإمارات، كما استعرضت إنجازات دولة الإمارات في مجال التوازن بين الجنسين، وأكدت أنها تعكس رؤية حكيمة وإرادة سياسية تؤمن بأهمية تمكين المرأة في تحقيق التنمية والتقدم والازدهار الاجتماعي والاقتصادي.
وفي شأن تمكين المرأة الإماراتية في المجالس النيابية، تطرقت عفراء البسطي الأمين العام المساعد للاتصال البرلماني في المجلس الوطني الاتحادي، إلى واقع المرأة الإماراتية ولاسيما في مجال التمثيل النيابي، مشيرة إلى أن مجلس الوزراء لحكومة دولة الإمارات يضم 9 وزيرات بنسبة 27%، كما تبلغ نسبة تمثيل المرأة في المجلس الوطني الاتحادي 50%.
واستعرض سعود بن صالح المعولي نائب رئيس اللجنة العمانية لحقوق الإنسان، تاريخ تمكين المرأة في سلطنة عُمان، مؤكداً على أهمية توظيف كامل الطاقات البشرية في المجتمعات الخليجية، واستثمار فترة الازدهار الحالية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لتمكين المرأة في كافة المجالات، حيث تؤمن كافة الدول الخليجية بإمكانيات المرأة، بناء على ما شهدته دول الخليج من تطورات، أسهمت في تحسين مكانة المرأة ومنحها الفرصة لإثبات ذاتها خلال الثلاثين عاما الأخيرة.
وتناولت انتصار بنت عبد الله الوهيبية مدير عام المركز الإحصائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي، عدداً من الإحصائيات المتعلقة بتطور دور المرأة الخليجية ولاسيما الإماراتية والعمانية، في المجالات العامة، وأشارت في ذلك إلى ارتفاع نسب تمثيل النساء الخليجيات في الوظائف العامة، وأشادت بجهود دولة الإمارات في ذلك الملف، معتبرة أن ما شهدته المرأة الإماراتية خلال العقود الأخيرة يمثل إنجازاً مهماً على المستويين الوطني والخليجي.
وأشارت عايدة بنت ناصر السيابية المدير المساعد بدائرة شؤون المرأة بالمديرية العامة للتنمية الأسرية في سلطنة عُمان، إلى أن الوزارة تبذل جهوداً كبيرة لتمكين المرأة العمانية ورعايتها، وأوضحت من خلال عدد من الإحصائيات وجود تطور كبير في دور المرأة في سلطنة عُمان.
كما تناولت جهود الوزارة في رعاية بعض الفئات من النساء والنهوض بهن، مشيرة إلى تبني الوزارة سياسات تتعلق بتوسيع الحضور النسائي في مجال امتلاك وإدارة المشروعات الصغيرة والمتوسطة، بالإضافة إلى تعزيز تمكين المرأة العمانية في العديد من المجالات.
وتخلل الندوة تنظيم عدد من الفقرات، حيث شاهد الحضور عرضاً مرئياً حول تمكين المرأة في دولة الإمارات والاهتمام الكبير الذي توليه الدولة لملف تمكين المرأة في المجالات العامة والخاصة، كما شهدت الندوة مداخلات من الضيوف تناولت عدداً من المحاور التي ترتبط بملف تمكين المرأة.

مقالات مشابهة

  • المنتدى الاستراتيجي للفكر ينظم ندوة عن مستقبل الشرق الأوسط بعد أحداث سوريا
  • القومي للمرأة ينظم لقاء طلابي لتفعيل دور وحدات مناهضة العنف ضد المرأة
  • سفارة الإمارات في مسقط تنظم ندوة حول «تمكين المرأة»
  • سفارة الإمارات في مسقط تنظم ندوة حول «تمكين المرأة»
  • ملتقى ألق الثقافي ينظم يوما ثقافيا وترفيهيا في دار الحنان للرعاية الاجتماعية
  • مستشفى فلسطين بالأمانة ينظم فعالية تكريمية بذكرى ميلاد الزهراء
  • معرض جدة للكتاب ينظم ندوة عن قراءة التراث الثقافي
  • ضمن مبادرة بداية.. أمانة المرأة بالحرية المصري تناقش المواطنة وتعزيز المشاركة السياسية
  • ضمن مبادرة "بداية".. "الحرية المصري" ينظم ندوة حول المواطنة وتعزيز المشاركة السياسية
  • "إعلام دمياط" ينظم ندوة تثقيفية حول مواجهة الشائعات