عندما اجتاحت الحرارة الشديدة العاصمة الهندية هذا الصيف، يقول راميش إنه شعر بالإغماء، ولكن لم يكن لديه خيار سوى الاستمرار في العمل تحت الشمس الحارقة لإعالة أسرته.

وقال عامل البناء البالغ من العمر 34 عاماً لـCNN : "أصبحت الحرارة لا تطاق.. لكن ليس لدينا خيار، علينا أن نعمل".

يعيش راميش مع والديه، وثلاثة إخوة، وزوجة أخيه، وثلاثة أطفال، في إحدى الضواحي المزدحمة في غرب دلهي، وهي المدينة التي تصدرت عناوين الأخبار في السنوات الأخيرة مع ارتفاع مستويات الزئبق بانتظام إلى مستويات خطيرة.

ومع تجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية (104 فهرنهايت) في يونيو/حزيران الماضي - مما أدى إلى إغلاق المدارس وإتلاف المحاصيل والضغط على إمدادات الطاقة - كانت الحرارة تجعل أسرته مريضة أيضًا.

يقول راميش، إنه اقترض 35 دولارًا – ما يقرب من نصف راتبه الشهري – من أقاربه لشراء مكيف هواء مستعمل لمنزله.

وقال: "إنها تصدر ضجيجاً، وأحياناً تطلق غباراً". لكنه لا يستطيع الاستغناء عنها.

بحلول عام 2050، ستكون الهند من بين الأماكن الأولى التي ستتجاوز فيها درجات الحرارة حدود البقاء، وفقًا لخبراء المناخ. وخلال هذا الإطار الزمني، من المتوقع أيضًا أن يرتفع الطلب على مكيفات الهواء في البلاد تسعة أضعاف، متجاوزًا جميع الأجهزة الأخرى، وفقًا لتقرير حديث صادر عن وكالة الطاقة الدولية (IEA)

يلخص مأزق راميش المفارقة التي تواجه الدولة الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة: كلما أصبحت الهند أكثر سخونة وأكثر ثراء، كلما زاد عدد الهنود الذين يستخدمون مكيفات الهواء. وكلما زاد استخدامهم للتكييف، أصبحت البلاد أكثر سخونة.

تطلق الهند ما يقرب من 2.4 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا استنادا إلى البيانات التي يجمعها الاتحاد الأوروبي ــ وتساهم بنحو 7% من الانبعاثات العالمية. وبالمقارنة، تتسبب الولايات المتحدة في 13% من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، على الرغم من أنها تضم ربع سكان الهند.

ويثير هذا سؤالاً حول العدالة والذي كثيراً ما طرحه علماء المناخ: هل ينبغي لشعوب العالم النامي أن تتحمل تكاليف خفض الانبعاثات، على الرغم من كونها من بين الدول الأقل مسؤولية عن ارتفاع مستويات الغازات المسببة للانحباس الحراري العالمي؟

وفي محادثات المناخ COP28 في دبي والتي اختتمت مؤخرًا، لم تكن الهند من بين قائمة الدول التي وقعت على تعهد بخفض انبعاثاتها من أنظمة التبريد. وفي كلمته أمام الجلسة الافتتاحية للقمة، قال رئيس الوزراء ناريندرا مودي إنه يجب إعطاء جميع البلدان النامية "حصة عادلة في ميزانية الكربون العالمية".

ومع ذلك فإن الهند، وهي واحدة من أسرع الاقتصادات نموا في العالم، تقف على الخط الأمامي في مواجهة أزمة المناخ. وتجد نفسها في موقف صعب. كيف يمكنها تحقيق التوازن بين تنميتها مع ضمان حماية البيئة؟

ارتفاع الحرارة

لا تزال قطاعات واسعة من سكان الهند تعتمد على مكيفات الهواء من أجل صحتهم الجسدية والعقلية. وتظل المناطق الجنوبية الأكثر استوائية في البلاد حارة طوال العام.

على مدى العقود الخمسة الماضية، شهدت البلاد أكثر من 700 موجة حر أودت بحياة أكثر من 17000 شخص، وفقًا لدراسة أجريت عام 2021 عن الطقس المتطرف في مجلة Weather and Climate Extremes. في شهر يونيو/حزيران وحده، ارتفعت درجات الحرارة في بعض أجزاء البلاد إلى 47 درجة مئوية (116 فهرنهايت)، مما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 44 شخصًا وإصابة المئات بأمراض مرتبطة بالحرارة.

وبحلول عام 2030، قد تمثل الهند 34 مليونًا من أصل 80 مليونًا من المتوقع أن يفقدوا وظائفهم على مستوى العالم بسبب الإجهاد الحراري، وفقًا لتقرير البنك الدولي في ديسمبر 2022.

وهذا يعرض ملايين الأشخاص للخطر في بلد يعمل فيه أكثر من 50٪ من القوى العاملة في الزراعة. ومع ارتفاع الدخل بشكل مطرد، وفي الوقت الذي يرتفع فيه عدد سكان المناطق الحضرية، نمت ملكية أجهزة تكييف الهواء بمعدل ملحوظ.

وزاد استهلاك الكهرباء في الهند من التبريد – الذي يشمل مكيفات الهواء والثلاجات – بنسبة 21% بين عامي 2019 و2022، وفقًا لوكالة الطاقة الدولية. وبحلول عام 2050، سيتجاوز إجمالي الطلب على الكهرباء في الهند من مكيفات الهواء السكنية إجمالي استهلاك الكهرباء في جميع أنحاء أفريقيا اليوم.

لكن هذا الطلب يؤدي أيضًا إلى تفاقم أزمة المناخ العالمية.

تشير تقديرات المنتدى الاقتصادي العالمي (WEF) إلى أن انبعاثات الغازات الدفيئة المرتبطة بتكييف الهواء - إذا لم يتم كبح جماحها - يمكن أن تتسبب في ارتفاع درجات الحرارة العالمية بما يصل إلى 0.5 درجة مئوية بحلول نهاية هذا القرن.

معضلة الهند

ولا تزال الهند تتصارع مع الفقر على نطاق واسع، حيث تنفق المليارات لتحديث وسائل النقل والبنية التحتية الحضرية، في حين تواجه تحديات طويلة الأمد لتحسين مستويات المعيشة.

ويقول الخبراء إن الحد من الانبعاثات المرتبطة بالتبريد قد يُنظر إليه على أنه عائق محتمل أمام النمو الاقتصادي للبلاد.

وخلال قمة مؤتمر الأطراف الأخيرة، وقعت 63 دولة ــ بما في ذلك الولايات المتحدة وكينيا وكندا ــ على تعهد بخفض انبعاثاتها من أنظمة التبريد بنسبة 68%، إلى جانب العديد من الأهداف الأخرى، بحلول عام 2050. ولم تكن الهند من بين المجموعة.

خطة التبريد

وعدت الهند بخفض الطلب على الطاقة لأغراض التبريد بنسبة 20-25% بحلول عام 2038 بموجب خطة عمل التبريد الخاصة بها والتي تم الإعلان عنها في عام 2019، مع الاستمرار في التركيز على تطوير وتنفيذ حلول فعالة من حيث التكلفة تتماشى مع أهدافها الاقتصادية.

كما تنمو الطاقة المتجددة في الهند بشكل أسرع من أي اقتصاد رئيسي آخر، وتظهر البيانات أنها تسير على الطريق الصحيح لتحقيق أهداف خفض الانبعاثات، وفقًا للينا ناندان، أمينة وزارة البيئة والغابات وتغير المناخ الهندية.

وقالت للصحفيين خلال قمة COP28 إن الهند لا تزال استباقية في إيجاد حلول للمناخ، على الرغم من أنها ليست مساهما رئيسيا في الأزمة. وأضافت: "لقد واصلنا توسيع نطاق طموحاتنا المناخية".

لكن طفرة تكييف الهواء في الهند كانت واضحة في كل ركن حضري من البلاد تقريبًا.

الهندنشر الاثنين، 08 يناير / كانون الثاني 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: درجات الحرارة مکیفات الهواء بحلول عام الهند من فی الهند من بین

إقرأ أيضاً:

حالة الطقس في مصر اليوم الأحد 27 إبريل 2025.. توقعات الأرصاد الجوية

أعلنت الهيئة العامة للأرصاد الجوية في مصر عن توقعات الطقس ليوم الأحد 27 إبريل 2025، حيث من المتوقع أن يسود الطقس مائلًا للحرارة نهارًا على معظم مناطق شمال البلاد وحتى القاهرة الكبرى، بينما يكون حارًا على جنوب سيناء وجنوب البلاد. 

ويستمر الطقس معتدلًا في أول الليل، مائلًا للبرودة في آخره، مع انخفاض طفيف في درجات الحرارة في الصباح الباكر على أغلب الأنحاء.

حالة الطقس اليوم 27-4-2025 في محافظة قنا حالة الطقس اليوم الأحد 27 إبريل 2025.. تحذيرات من عاصفة ترابية قادمة تحذيرات من الشبورة المائية والرياح

حذرت الأرصاد الجوية من تكون الشبورة المائية في ساعات الصباح الباكر على بعض الطرق الزراعية والسريعة، بالإضافة إلى الطرق القريبة من المسطحات المائية. 

قد تكون الشبورة كثيفة في بعض الأحيان، خاصة في مناطق السواحل الشمالية الغربية، الوجه البحري، ومدن القناة.

ومن المتوقع أن تنشط الرياح على مناطق من جنوب سيناء خلال اليوم على فترات متقطعة.

التوقعات بخصوص المنخفض الجوي الخماسيني

كما كشفت خرائط الطقس عن وجود منخفض جوي خماسيني سيؤثر على البلاد اعتبارًا من يوم الأربعاء المقبل، مما سيؤدي إلى نشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة، وانخفاض مستوى الرؤية الأفقية على بعض المناطق.

 من المتوقع أيضًا أن ترتفع درجات الحرارة على أغلب الأنحاء، مع هطول أمطار متفاوتة الشدة على مناطق من شمال البلاد.

درجات الحرارة المتوقعة اليوم

القاهرة: الصغرى 17، العظمى 28

العاصمة الإدارية: الصغرى 16، العظمى 28

6 أكتوبر: الصغرى 16، العظمى 29

بنها: الصغرى 16، العظمى 28

دمنهور: الصغرى 17، العظمى 28

وادي النطرون: الصغرى 16، العظمى 29

كفر الشيخ: الصغرى 16، العظمى 29

المنصورة: الصغرى 17، العظمى 28

الزقازيق: الصغرى 16، العظمى 28

شبين الكوم: الصغرى 15، العظمى 27

طنطا: الصغرى 16، العظمى 28

دمياط: الصغرى 17، العظمى 26

بورسعيد: الصغرى 18، العظمى 26

الإسماعيلية: الصغرى 16، العظمى 29

السويس: الصغرى 17، العظمى 29

العريش: الصغرى 16، العظمى 26

رفح: الصغرى 15، العظمى 26

رأس سدر: الصغرى 18، العظمى 30

نخل: الصغرى 10، العظمى 26

كاترين: الصغرى 10، العظمى 24

الطور: الصغرى 20، العظمى 30

طابا: الصغرى 18، العظمى 28

شرم الشيخ: الصغرى 21، العظمى 31

الإسكندرية: الصغرى 16، العظمى 25

العلمين: الصغرى 16، العظمى 24

مطروح: الصغرى 16، العظمى 23

السلوم: الصغرى 15، العظمى 31

سيوة: الصغرى 20، العظمى 30

رأس غرب: الصغرى 16، العظمى 30

الغردقة: الصغرى 21، العظمى 31

سفاجا: الصغرى 21، العظمى 32

مرسى علم: الصغرى 21، العظمى 31

شلاتين: الصغرى 23، العظمى 31

حلايب: الصغرى 22، العظمى 29

أبورماد: الصغرى 22، العظمى 29

رأس حدربة: الصغرى 22، العظمى 30

الفيوم: الصغرى 16، العظمى 28

بني سويف: الصغرى 15، العظمى 28

المنيا: الصغرى 14، العظمى 28

أسيوط: الصغرى 15، العظمى 28

سوهاج: الصغرى 18، العظمى 30

قنا: الصغرى 20، العظمى 35

الأقصر: الصغرى 20، العظمى 35

أسوان: الصغرى 21، العظمى 35

الوادي الجديد: الصغرى 18، العظمى 31

أبوسمبل: الصغرى 21، العظمى 35

مقالات مشابهة

  • تحذير الأرصاد: الأربعاء يوم الخماسين.. استعدوا للعاصفة
  • الهند وباكستان على حافة الحرب النووية..
  • حالة الطقس في مصر اليوم الأحد 27 إبريل 2025.. توقعات الأرصاد الجوية
  • الأرصاد تحذر: أمطار ورياح مثيرة للرمال تضرب البلاد خلال تلك الأيام
  • أزمة الهند وباكستان على حافة الانفجار
  • محافظ أسوان يشكل لجنة لوضع الحلول الفنية لتشغيل محطة مياه كوم أمبو
  • الهند وباكستان على حافة التصعيد| اشتباكات حدودية وردود غاضبة بعد هجوم كشمير الدامي.. والأمم المتحدة تدعو الطرفين إلى "ضبط النفس"
  • تصاعد التوتر النووي بين الهند وباكستان: هل يقترب جنوب آسيا من حافة الانفجار؟
  • خبراء يحذرون: النوم على المروحة قد يضر بصحتك أكثر مما ينفع
  • الأرصاد: البلاد لن تشهد ارتفاعات في درجات الحرارة تتجاوز الـ 30