هل نسق الأردن ضرباته الجوية داخل سوريا مع نظام الأسد؟
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
تتواصل الاشتباكات بين قوات حرس الحدود الأردنية ومجموعات تهريب المخدرات والأسلحة على الحدود السورية- الأردنية، في الوقت الذي أكد فيه محلل سياسي أردني لـ"عربي21" أن عمّان تخطط لإسناد حرس الحدود بالطائرات الحربية، وتزويد عناصره بأجهزة الرؤية الليلية بعد تصاعد الاشتباكات في الآونة الأخيرة.
يأتي ذلك، على خلفية تجدد الاشتباكات فجر اليوم السبت، والضربات الجوية التي نفذتها طائرات مجهولة –في الغالب أردنية- الخميس على أهداف داخل الأراضي السورية، مستهدفة مستودعات بريف السويداء جنوبي سوريا، تابعة لمجموعات التهريب.
ولم يُعلن الأردن رسمياً عن تنفيذ الهجمات الجوية، لكن وسائل إعلام أردنية نقلت عن مصدر مطلع أن الجيش الأردني شن غارتين جويتين على مواقع داخل الأراضي السورية، في إطار ملاحقة مهربي المخدرات، الذين يقومون بتصدير السموم للأردن.
وأضاف المصدر لـ"قناة المملكة" أن الغارات تستهدف أشخاصا مرتبطين بتجار المخدرات فقط، مشدداً على أن الأردن "لن يتهاون باتخاذ أي إجراءات تحمي مصالحه وحياة أبنائه".
ولا تُعد الغارات الأردنية الأولى من نوعها، حيث شنت مقاتلات مجهولة –يُعتقد أنها أردنية- غارات في 18 كانون الأول/ديسمبر الماضي، بعد اشتباكات "عنيفة" مع المهربين غارات على مواقع في السويداء ودرعا، وقبلها نفذت طائرات مجهولة غارات مماثلة على مصنع للمخدرات جنوبي سوريا، في أيار/مايو 2023.
وعن الأسباب التي تدفع الأردن إلى تنفيذ ضربات جوية داخل الأراضي السورية، يقول صلاح ملكاوي المحلل السياسي الأردني المقرب من دوائر صنع القرار الأردني، إن الضربات تأتي "استجابة" من الأردن نتيجة التطورات الحاصلة مؤخراً، في ملف تهريب المخدرات والأسلحة.
ويضيف لـ"عربي21" أن "ضبط شحنة الصواريخ التي كانت مُعدة للتهريب نحو الأردن في كانون الأول/ديسمبر الماضي، هو تصعيد لا بد أن يقابل برد فعل عنيف ونوعي"، معتبراً أن "القصف الجوي هو البداية، وخاصة أن مجموعات التهريب بدأت تستخدم تكتيكات عسكرية حربية بخلاف السنوات السابقة، وفي ظل مؤشرات على أن المجموعات تتبع غرفة عمليات واحدة".
وتابع ملكاوي بأن مجموعات التهريب تتحرك في توقيت واحد وتحت غطاء ناري كثيف من رشاشات خارقة للدروع، وكل ذلك حتّم على الأردن أن تتعامل بعنف.
هل الغارات بتنسيق مع النظام؟
ومقابل عدم اعتراف الأردن رسمياً بالغارات الجوية، لم يصدر عن النظام السوري أي تعليق على الغارات، ما يفتح باب التساؤلات حول ما إن كانت الغارات تتم بتنسيق مع النظام؟.
ومستنداً إلى مؤشرات –لم يُفصح عنها- يؤكد ملكاوي أن الغارات تتم بتنسيق مع نظام دمشق، وقال: "الأردن ليست دولة معتدية ولا تفتعل الأزمات مع دول الجوار، ومن المؤكد أن الجيش الأردني نسق مع قوات النظام السوري في المرتين الأخيرتين على أقل تقدير".
ويتفق مع ملكاوي، مدير مركز "رصد للدراسات الاستراتيجية" العميد عبد الله الأسعد، في اعتبار أن الغارات الجوية تتم بالتنسيق بين الأردن والنظام السوري، ويقول لـ"عربي21": إن "النظام قام بتأسيس هذه الشبكات بمساندة إيران، وبالتالي هو يُعطي إحداثيات بعض مواقع التهريب الصغيرة للأردن، ليظهر أنه يقوم بدوره في مكافحة المخدرات".
وعلى حد تأكيده، لم تستهدف الغارات للآن شبكات تهريب كبيرة ومهمة، مرتبطة بـ"الفرقة الرابعة" و"حزب الله" اللبناني، ويضيف الأسعد: "كل الضربات استهدفت تجار مخدرات صغار، والتنسيق مع الأردن من جانب النظام هدفه القول إن النظام تحول إلى شريك في الحرب على المخدرات".
تشويه سمعة الدولة السورية
في المقابل، هاجم المتحدث باسم "المصالحة السورية" التابعة للنظام السوري، عمر رحمون الأردن، قائلاً لـ"عربي21": إن "ما قام به الأردن من ضربات جوية داخل الأراضي السورية بحجة محاربة تجار ومهربي المخدرات يأتي ضمن خطة أردنية هدفها تشويه سمعة الدولة السورية، والقول إن سوريا كدولة ليس لها قرار بالسيطرة على المناطق الحدودية".
وأضاف أن المسؤولين الأردنيين يكررون باستمرار الحديث عن عدم قدرة سوريا على ضبط حدودها، لتثبيت أن إيران ومليشيات تابعة لها هي من تسيطر على الحدود مع الأردن وهي من تقوم بتسهيل تجارة المخدرات والأسلحة، وقال رحمون: "على الرغم من أن الدولة السورية أبدت كل رغبة في ضبط الحدود ومحاربة تجارة المخدرات، لا يريد الأردن أن يعترف بأن من يقوم بتجارة المخدرات والأسلحة هم مجموعات إرهابية من بقايا "غرفة الموك" ومجموعات ما يسمى "جيش سوريا الحرة" الذي يتلقى التدريب والدعم من الولايات المتحدة، والمعلوم أن سياسة سوريا هي التعاون والانفتاح على الأشقاء والجيران".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية المخدرات سوريا النظام سوريا الاردن الأسد النظام المخدرات المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة داخل الأراضی السوریة المخدرات والأسلحة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: غارات الاحتلال على تدمر هي “على الأرجح” الأسوأ في سوريا
اعتبرت مسؤولة بالأمم المتحدة الخميس أن غارات الاحتلال التي أودت الأربعاء بالعشرات في مدينة تدمر هي “على الأرجح الأكثر فتكا” في سوريا حتى الآن، معربة عن قلقها البالغ من تصاعد العنف في البلاد.
وقالت نجاة رشدي، نائبة المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا، أمام مجلس الأمن الدولي “مرة أخرى، ازدادت الغارات الإسرائيلية في سوريا بشكل كبير، سواء من حيث الوتيرة أو النطاق”.
وأضافت “أمس (الأربعاء)، قُتل عشرات الأشخاص في غارة قرب تدمر، هذه الضربة هي على الأرجح الأكثر فتكا حتى الآن”.
واستهدفت غارات الاحتلال الأربعاء، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، ثلاثة مواقع في مدينة تدمر في ريف حمص الشرقي ضمّ أحدها اجتماعا “لمجموعات سورية موالية لطهران مع قياديين من حركة النجباء العراقية وحزب الله اللبناني”.
وقتل في الغارات 79 مقاتلا موالين لإيران، وفق أحدث حصيلة اوردها المرصد، بينما أحصت وزارة الدفاع السورية مقتل 36 شخصا وإصابة أكثر من خمسين جراء هذه الغارات على المدينة الواقعة في البادية السورية.
وأضافت رشدي “تقول “إسرائيل” إن ضرباتها تستهدف مواقع مرتبطة بإيران أو حزب الله أو الجهاد الإسلامي الفلسطيني. لكننا مرة أخرى نشهد سقوط ضحايا من المدنيين، من ضمنهم جراء غارات ضخمة على مناطق سكنية في وسط دمشق”.
كما اعربت عن قلقها حيال “الوضع المتفجر” في الجولان المحتل، وأعمال العنف الأخرى “في العديد من مواقع العمليات الأخرى”، خصوصا في شمال غرب البلاد.
وحذرت من أن “هذا العام يتجه ليكون الأكثر عنفا منذ 2020، وأن خطر حدوث دمار أكبر يلوح في الأفق”.
واندلع النزاع في سوريا في العام 2011 إثر احتجاجات بدأت سلمية قبل أن يقوم النظام بقمعها.
وأدى النزاع إلى مقتل أكثر من نصف مليون شخص وتشريد الملايين وتدمير اقتصاد البلاد والبنية التحتية.
وتابعت رشدي “من الواضح أن الأولوية الملحة بالنسبة لسوريا هي وقف التصعيد. فالبلاد تشهد عواصف متواصلة ناتجة من نزاع إقليمي وموجات متزايدة للنزاع على أراضيها”.
واشارت إلى أنه “مع تضاؤل المساعدات الإنسانية وتكثيف الخطابات والأعمال العدائية، يضطر السوريون إلى العيش في ظروف صعبة وغير محتملة على نحو متزايد”.
المصدر أ ف ب الوسومالأمم المتحدة الاحتلال الإسرائيلي سوريا