انت تعيش في مجتمع تستطيع أن تغير به نفسك؛ للأفضل كون تعاملك مع من حولك يعكس شخصيتك ؛ تجاربك؛ إنسانيتك؛ أخلاقك!!
لكن رغم كل ذلك تستطيع أن تترك بصمات عاطرة تكشف جمال روحك؛ ورقي خلقك ؛ وطيب معدنك؛ هي مجرد بصمات كتبت بدم القلب وحبر الصدق!!
” بصمة صبر”
الصبر يظهر إيمان العبد؛ لانه يهذب النفس ؛ و اجره جزيلاً في الدنيا والآخرة ؛ الرسول صلى الله عليه وسلم صبر ؛ ولم يكن صبره على البلاء والأذى فقط بل كان حتى على طاعة الله عز وجل ” فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلَا تَسْتَعْجِل لَّهُمْ ۚ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِّن نَّهَارٍ ۚ بَلَاغٌ ۚ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ”.
صبر نبي الرحمة صلى الله عليه و على اله على موت أولاده وبناته؛ ولم يبق منهم إلا فاطمة الزهراء؛ وصبر على اذى قومه له لكي يبلغ رسالة ربه عز وجل.
وإذا احب الله قوما ابتلاهم؛ صبر سيدنا أيوب على البلوى حيث تراكمت عليه الديون ولم يبق له سندا بعد الله إلا زوجته حيث إصابة المرض ولم يسلم إلا قلبه ولسانه من الألم والشكوى؛ و استمر مرضه ١٨ عاماً!!
فاتجه إلى ربه وسأله كشف الجزع والألم فاستجاب له الله فكان ” نعم العبد أنه اوب “.
كن صبوراً لأن افضل عيش يدركه الإنسان الصبر وهو من الإيمان منزلة الرأس من الجسد؛ توجه إلى ربك سهام الليل لا تخطئ…وربك موجود لا يخفى عليه شيء!!
الدنيا لا تستحق كل ذلك الوجع لأن الصبر درعاً متين؛ دواء الدهر الصبر على نوائبه ؛ الرحلة اقصر مما تتوقع عندها هناك أمام رب العباد تاخذ حقك مما ظلمك في محكمة العدل والمساواة!!
” بصمة واقعية”
لا تبالغ… بالاهتمام ببعض من حولك!!
سوف تكتشف مع مرور الوقت أن بعضهم تافهون؛ و لا يستحقون الإهتمام أو الحب لأن وقتك معهم ضائع..وبدون فائدة!!
التجارب التي تمر بك؛ الأزمات؛ الشدائد هي التي تكشفهم وتظهر معادن من حولك !!
البعض البعد عنهم راحة؛ لأن وجودهم في حياتك خطأ كبير تكتشفه مع المواقف !!
اجعل علاقتك وطيدة مع ربك؛ هو سندك؛ اتجه إلى خالقك؛ ثق أن بابه مفتوح ولا تهتم إلا بمن يهتم بك؛ في زمن النفاق والدجل!!
” بصمة حب”
لأن الحب كلمة لا ترتبط بشيء مادياً ملموس؛ دائماً يرتبط بالمشاعر؛ لذلك حب من يحترمك؛ و يجعلك في مكانك المناسب؛ و الأروع أن يكون حبك خالصاً لله عز وجل!!
ومن الغرائب أن الله إذا أحب عبدا حماه الدنيا و زخرفها؛ و جنبه الفتن؛ و سخر له عباده؛ ولكن دائماً الأولى بالحب الوالدين كونهما يحبوننا بلا سبب!!
الدموع سلاح الحب. فلا تبكي و لا تخضع إلا لله عز وجل؛ واجعل محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بعد محبة الله تعالى و والديك!!
كن قلباً لا يكره؛ ولا يظلم كن مع الله تعش في سعادة أبدية إلى أن تقوم الساعة!!
” بصمة عقل”
أنت فرد من أفراد هذه الأمة ؛ وغير قادر على تغير الكون؛ سترى في حياتك بدأ من إشراقة كل يوم جديد العجب العجاب!!
لكن تذكر دائماً ثلاثة لا يعرفون إلا عند ثلاث؛ الشجاع عند الحرب ؛ و الحليم عند الغضب ؛ والصديق عند الحاجة؛ دائما كن حليما ودع عنك الغضب!!
ولتعلم أن السارق لن يقول لك أنا ” سارق” وأن لله إسما هو ” الستار” وفي محكمة الحق لن يضيع لك شيء ولو قيد أنملة ؛ حتى لو ظلمت لأن ربنا خلقنا لعبادته؛ و دعك من الخلق لأن النافع الضار الله ؛ فما أصابك لن يخطاءك وما أخطائك لم يكن يصيبك إلا بقدر الله ومشيئته عز وجل!!
دعك من خلق الله ؛ كل الأقدار في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا احصاها ؛ لكن انت دائماً قادر على تغير نفسك لكي تكون مع الله!!
دع عنك الغضب ؛ و الحزن ؛ والألم لأن الغضب جنون مؤقت وسبيل الله واضح لا يجوز لأن يخالطه كبرياء أو غضب ؛ لاشيء يستحق العناء …..!!
“بصمة أمل”
يقول برنارد شو: الحياة المليئة بالاخطاء أكثر نفعاً وجدارة بالاحترام من حياة فارغة من اي عمل!!
انت لم تختار عرقك ؛ أو نسبك ؛ أو لونك!!
خلقك الله وتكفل برزقك ؛ تحتاج إلى الأمل حتى تواجه الصعاب التي تصادفك!!
لن تغير الكون لكن تستطيع أن تغير نفسك؛ وقناعاتك ؛ و محيطك حتى تكون منتجا وإنسان فاعلاً في مجتمعه…
استعن بالله..كن مع خالقك ؛ عش لطاعة ربك؛ حياتك مجرد محطات عابرة ؛ تستطيع أن تتجاوز صعابها بالصبر ؛ والصلاة ؛ ومحبة عمل الخير…
اجعل ثقتك بربك الكريم ؛ لا تتعلق بالعبيد؛ اجعل علاقتك وطيدة مع رب العباد… ولا تكن ميتاً على قيد الأمل!!.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: تستطیع أن عز وجل
إقرأ أيضاً:
مفتاح البقاء في عالم مُتغير
د. أحمد بن موسى البلوشي
الابتكار، ذلك المفهوم السحري الذي يحمل في طياته مفاتيح التقدم والتطور، وهو ليس مجرد فكرة عابرة أو ومضة إبداعية أو كلمة نتداولها، بل هو عملية مستمرة ومنهجية تهدف إلى تحويل الأفكار الجديدة إلى واقع ملموس يحقق قيمة مضافة، وفي عالم يتسارع فيه التقدم وتتغير فيه المعطيات بشكل مستمر، لم يعد الابتكار خيارًا ترفيًّا، بل أصبح ضرورة حتمية لمواكبة التغيرات المتسارعة في مختلف جوانب الحياة، وهو لا يقتصر على مجال معين، بل يشمل جميع جوانب الحياة ومجالاتها؛ فأغلب الدول والمؤسسات التي تتبنى الابتكار وتستثمر فيه تتمتع بميزة تنافسية، وتحقق نموًا اقتصاديًا مستدامًا، والأفراد الذين لا يسعون إلى تطوير أفكار جديدة لحياتهم وتعاملاتهم وحلول مبتكرة للتحديات التي يواجهونها، يواجهون خطر التخلف عن الركب أمام موجة التقدم.
لطالما كان الابتكار محركًا رئيسيًا للنجاح، فالتاريخ يشهد أن الحضارات التي تفوقت كانت تلك التي احتضنت الإبداع وسعت إلى التطوير المستمر، والتفكير خارج الصندوق، والأهم من ذلك، يتطلب الابتكار ثقافة مجتمعية تقدر الإبداع وتحترمه. اليوم، نرى كيف أن الدول التي تستثمر في البحث والتطوير تحقق تقدمًا اقتصاديًا واجتماعيًا ملحوظًا، في حين تتراجع الدول التي تفتقر إلى بيئة مشجعة للابتكار.
الابتكار يتجلى في صور وأشكال متعددة، فقد يكون ابتكارًا في المنتجات أو الخدمات، أو ابتكارًا في العمليات والأساليب، أو حتى ابتكارًا في نماذج الأعمال، أو حتى في أساليب العيش والحياة، والهدف الأساسي منه هو إيجاد حلول جديدة ومبتكرة للتحديات، وتحسين جودة الحياة، وتحقيق النمو المستدام. فمثلًا الشركات التي تقاعست عن التطوير والابتكار لما وصل له العالم من تقدم خرجت من السوق، مثل ما حدث مع شركة "نوكيا" و"كوداك"، والأمر لا يقتصر على الشركات فقط، فحتى الدول التي لا تستثمر في الابتكار تجد نفسها تعاني من تراجع اقتصادي وتدهور في مستويات المعيشة، وكذلك الإنسان إذا لم يجد طرقاً مبتكرة لطريقة حياته يصبح أسيرًا للروتين والتكرار، ويفقد شغفه بالحياة. الابتكار في طريقة العيش لا يعني فقط الإبداع في العمل أو المشاريع، بل يشمل أسلوب التفكير، والتعامل مع التحديات، وحتى العادات اليومية. كلما اكتشف الإنسان طرقًا جديدة للنظر إلى الأشياء، زادت قدرته على التطور والتأقلم، مما يجعل حياته أكثر متعة ومعنى.
ويُعد ترسيخ ثقافة الابتكار أمرًا بالغ الأهمية لضمان التطور المستدام، ويمكن تحقيق ذلك من خلال تشجيع البحث والتطوير عبر توفير بيئات محفزة تدعم الإبداع على مستوى الأفراد والمؤسسات، إلى جانب تعزيز التعليم القائم على الإبداع بحيث يركز على تنمية مهارات التفكير النقدي وحل المشكلات. كما أن دعم رواد الأعمال والمبتكرين من خلال تقديم التسهيلات والتمويلات للمشاريع الناشئة يعد عنصرًا أساسيًا في بناء بيئة ابتكارية ناجحة. وأخيرًا، فإن تبني المرونة والاستعداد للتكيف مع المتغيرات يُعد ضروريًا لضمان القدرة على التطور والاستمرار في عالم سريع التغير.
إنَّ الاختيار بين الابتكار والاندثار ليس مجرد قرار؛ بل هو مسار يحدد مستقبل الأفراد والمجتمعات، وفي عالم اليوم، من لا يبتكر، يندثر. لذا، لا بُد أن يكون الابتكار ثقافة ونهج حياة، لضمان الاستمرارية والتقدم.