عربي21:
2025-04-17@11:40:13 GMT

مركز دراسات روسي: هل تخسر أمريكا الثالوث النووي؟

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

مركز دراسات روسي: هل تخسر أمريكا الثالوث النووي؟

قال وزير القوات الجوية الأمريكية فرانك كيندال، في تصريحات خلال مؤتمر عبر الإنترنت نظمه مركز الأمن الأمريكي الجديد، إن برنامج الصواريخ الباليستية العابرة للقارات التابع للقوات الجوية الأمريكية واجه تحديات خطيرة وغير متوقعة؛ حيث تم الإعلان لأول مرة عن مشاكل في تطوير صاروخ سينتنيل، الذي يهدف إلى استبدال الصواريخ الباليستية العابرة للقارات الموجودة حاليا في الخدمة، في حزيران/يونيو من العام الماضي.

وأرجأ البنتاغون نشر الصاروخ الباليستي العابر للقارات سينتنيل لمدة عام على الأقل بسبب مشاكل لوجستية ونقص في الموظفين.

ونشر موقع المركز الروسي الإستراتيجي للدراسات تقريرا، ترجمته "عربي 21"، قال فيه إنه بحسب وكالة "بلومبرغ"، أن مراجعة تطوير صاروخ سينتنيل كشفت عن العديد من أوجه القصور في جدول تشغيل الصاروخ. وقال تقرير مكتب محاسبة الحكومة إنه لذلك، من المستحيل اتباع الجدول الزمني المتفق عليه مسبقا.

وذكر الموقع أن صاروخ مينيتمان 3 هو الصاروخ الباليستي الأمريكي الوحيد العابر للقارات الذي دخل الخدمة منذ أكثر من خمسين عاما، حيث يقول قائد القيادة الاستراتيجية الأميركية، تشارلز ريتشارد، قبل عامين، إن إطالة عمر خدمة هذه الصواريخ ليس مربحًا اقتصاديا، وقريبا سيصبح مستحيلا تماما، وأضاف في تصريحات له: "لا يمكننا أن نفعل ذلك على الإطلاق... هذا الشيء قديم جدا لدرجة أنه في بعض الحالات لم تعد المخططات موجودة [لتحديث الصاروخ]، وإذا وجدت فهي متأخرة بحوالي ستة أجيال عن معايير الصناعة".


وأوضح الموقع أن المشكلة الرئيسية التي يواجهها مهندسو شركة نورثروب جرومان، الذين يضطرون إلى الانخراط في علم الآثار الصناعية والبدء في تطوير صاروخ جديد من الصفر حرفيا، هي الافتقار إلى الوثائق اللازمة والمتخصصين الذين يمكنهم قراءتها؛ حيث تقاعد جيل من المهندسين والمصممين الذين عرفوا كيفية قراءة الرسومات التقليدية أو ذهبوا إلى عالم آخر، لكن الشباب لم يعودوا يفهمون ما هو مصور ومكتوب عليها، ولهذا السبب يتعين البحث عن تعليمات التشغيل القديمة والأوصاف الفنية، وأدلة العمليات الفنية، وإعادة المهندسين القدامى الذين قاموا بتجميعها إلى الخدمة مرة أخرى.

ووفق الموقع فقد قال كيندال: "يعد برنامج سينتنيل واحدا من أكبر البرامج وأكثرها تعقيدًا التي رأيتها على الإطلاق. ففي بعض النواحي، ربما يكون هذا هو أهم شيء قامت به القوات الجوية على الإطلاق"، موضحا أنه في بداية البرنامج: "كان علينا تقييم كل هذا لفهم ما قد يلزم استبداله ومدى صعوبة الوظيفة".

وأشار كيندال في هذه الحالة إلى التصريح الشهير لوزير الدفاع الأمريكي خلال رئاستي جيرالد فورد وجورج دبليو بوش؛ دونالد رامسفيلد: "هناك معروف معروف - أشياء نعرفها ونعرف أننا نعرفها. وهناك أيضًا أشياء مجهولة معروفة - أشياء نعرف أننا لا نعرفها. ولكن هناك أيضًا أشياء مجهولة غير معروفة، وهي أشياء لا نعرفها ولا نعرف أننا لا نعرفها".

وبإشارته إلى أن هناك "أشياء مجهولة غير معروفة"، فقد أوضح وزير القوات الجوية الأمريكية أن تطوير صاروخ باليستي عابر للقارات جديد قد يكون علامة استفهام كبيرة، والصعوبات المالية ليست في المقام الأول هنا، وكان ظهور "المجهولات المجهولة" في مجال تكنولوجيا الصواريخ أمرا متوقعًا؛ حيث تم الإعلان عن مسابقة تطوير الصاروخ قبل سبع سنوات، ثم أصبح المنافسون اثنتين من أكبر الشركات الصناعية - بوينغ ونورثروب جرومان.

وأضاف الموقع أن البنتاغون خصص أموالا من الميزانية لهم لإنشاء تصميم أولي، ولم يكن سرًّا أن الشركة التي كانت منغمسة بشكل أفضل في الموضوع هي شركة بوينغ التي أنشأت الصاروخ مينيتمان 3 الموجود حاليا في الخدمة ووقعت هذا العام عقدًا مدته 16 عامًا لصيانة أنظمة التوجيه لهذه الصواريخ، لكن شركة نورثروب جرومان قررت الغش واشترت شركة تزود بوينج بمحركات صاروخية صلبة. ونتيجة لذلك، اضطرت شركة بوينغ إلى التخلي عن المشاركة في المشروع.

وكان البرنامج يسمى "الردع الاستراتيجي الأرضي"، ولا توجد تفاصيل حول الشكل الذي يجب أن يكون عليه الصاروخ الجديد، ولكن من المعروف أن الأبعاد كانت هي تقريبًا نفس أبعاد مينيتمان 3، وهناك معلومات تفيد بأن الصاروخ سيعمل بالوقود الصلب، وله ثلاثة أرجل، ويبلغ مداه 15 ألف كيلومتر على الأقل، ومن المخطط تحقيق مدى جيد باستخدام أحدث أنواع الوقود وزيادة الدقة بفضل نظام تحديد المواقع العالمي.

وفي عام 2020؛ منحت القوات الجوية شركة نورثروب عقدًا بقيمة 13.3 مليار دولار لتطوير برنامج سينتنيل، والذي سيحل محل مينيتمان 3، ولكن مرت خمس سنوات على إبرام العقد، وظهر بشكل واضح عدد من "المجهولات غير المعروفة"، وبالتالي؛ لم تتمكن شركة نورثروب جرومان من إنتاج رؤوس حربية جديدة في الوقت الحالي؛ حيث إنهم يخططون لتزويد سينتنيل برؤوس حربية قديمة من طراز W-87، والتي تم سحب بعضها من الخدمة في عام 2005. والآن يحاولون ترقية الرأس الحربي إلى النوع W-87-1، لكنه سيظهر بحلول عام 2030 على أفضل تقدير، ستكون أول صواريخ سينتنيل تدخل الخدمة مزودة برؤوس W-87 القديمة. ولكن حتى إصدار W-87-1 لا يمكن وصفه بأنه جديد، فقد بدأت التطورات الأولى حول هذا الموضوع في عام 1988، وهو ما يعني أن الولايات المتحدة لا تستطيع، إنتاج رؤوس نووية بكميات كافية!.

وأكد الموقع على أن تدهور الصناعة النووية الأمريكية وصل إلى هذه العمق لدرجة أنه لم يعد من المستغرب أن يقول تقرير مكتب محاسبة الحكومة الأمريكية: "لا تستطيع الولايات المتحدة إنتاج ما يكفي من نوى البلوتونيوم لرؤوسها الحربية النووية. وبحلول عام 2030، يريد البنتاغون إنتاج 80 نواة جديدة من البلوتونيوم سنويًّا، لكن هذا مستحيل لأن البنية التحتية النووية الأمريكية مدمرة".

وتعتبر نُوى البلوتونيوم عنصرًا حاسمًا في الأسلحة النووية الأمريكية، فهي بمثابة الزناد: فعندما ينفجر البلوتونيوم، فإنه يسبب تفاعلًا نوويًا صغيرًا، مما يؤدي إلى انفجار ثانوي أكبر للشحنة النووية الرئيسية، وأنتجت الولايات المتحدة ما يصل إلى ألفي نواة سنويًا خلال الحرب الباردة في مصنع روكي فلاتس التابع لشركة وستنجهاوس في كولورادو، ولكن تم إغلاق المصنع في عام 1989 بعد أن داهمه مكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالة حماية البيئة بسبب انتهاكه لقوانين البيئة، وفقا للتقرير.

وبدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقا انتهى عام 1992 بغرامة قدرها 18.5 مليون دولار، وتم إغلاق المصنع وهدمه بالكامل، وتمت إزالة أكثر من 1.3 مليون متر مكعب من النفايات وإعادة تدوير أكثر من 72 مليون لتر من المياه.

وبحسب الموقع، فلدى الولايات المتحدة مختبر واحد فقط في لوس ألاموس؛ حيث يمكن إنتاج نوى البلوتونيوم، ولكن في عام 2013 تم إيقاف جميع الأعمال بسبب عدم الامتثال لقواعد العمل مع المواد المشعة.

ونقل الموقع عن تقرير لمعهد بروكنجز، أنه "لم تنتج الولايات المتحدة نواة واحدة من البلوتونيوم منذ ذلك الحين. نتيجة لذلك، يبلغ عمر معظم النوى في الرؤوس الحربية الأمريكية اليوم 30 إلى 40 عاما... ويتحلل البلوتونيوم ببطء بمرور الوقت، مما يؤدي إلى تآكل اللب وربما يؤثر على فعالية السلاح"، موضحا أن "المدة التي تستغرقها هذه العملية ومدى خطورة تأثيرها على أداء الأسلحة هي مسألة نقاش".


ولفت الموقع إلى أنه في عام 2019، أمر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب باستئناف إنتاج الأسلحة النووية وزيادتها إلى 80 بحلول عام 2030؛ حيث أعلنت الإدارة الوطنية للأمن النووي في 9 شباط/فبراير 2023 عن إطلاق مشروع إنتاج حفرة البلوتونيوم في لوس ألاموس (LAP4) لإنتاج نوى البلوتونيوم، والتي ستسمح بإنتاج 30 نواة بلوتونيوم احتياطية عسكرية سنويًا، بالإضافة إلى إعادة استخدام "مصنع إنتاج وقود الأكسيد المختلط السابق في موقع نهر سافانا في أيكن بولاية ساوث كارولينا لإنتاج ما لا يقل عن 50 نواة سنويًا في إطار مشروع يسمى مرفق إعادة معالجة البلوتونيوم في نهر سافانا.

وأفاد الموقع أن معهد التحليلات الدفاعية، وهي منظمة غير ربحية، يدير العديد من مكاتب البحث والتطوير الممولة اتحاديًا، وصف خطط إدارة الأمن النووي تلك بأنها غير مجدية، فحتى لو تحققت خطط إنتاج عشرات من نوى البلوتونيوم سنويًا، فإن إنتاج الرؤوس الحربية لأربعمائة صاروخ سينتينل سوف يستمر لسنوات عديدة.

ونوه الموقع إلى أن المشكلة الثالثة هي أنه لم يتم إحراز أي تقدم فيما يتعلق بزيادة أمن صوامع الصواريخ الأمريكية نفسها من هجوم نووي؛ حيث تتمتع قاذفة الصومعة LF-30G لصواريخ مينيتمان 3 بموجة صدمة نووية تتراوح من 1000 إلى 2200 رطل لكل بوصة مربعة، وهو مستوى ضعيف مقارنة بمثيلاتها لدى الصوامع السوفييتية القديمة مثلا، كما يقدر الخبراء الأمريكيون أمان الصوامع التي يتم بناؤها في الصين بـ 7000 رطل لكل بوصة مربعة.

واختتم الموقع التقرير بما كتبت مجلة "المراقبة العسكرية" من أن عدم القدرة في المستقبل المنظور على التعامل مع الإخفاقات التكنولوجية الواضحة التي تحدث على خلفية التكلفة المتزايدة بشكل حاد لبرنامج صواريخ سينتنيل أثار مسألة إمكانية إلغائه، مبينًا أنه مهما كانت القرارات المتخذة في الولايات المتحدة بهذا الشأن، فإن المجمع الصناعي العسكري الأمريكي في الواقع الحالي غير قادر على إنتاج صواريخ نووية عابرة للقارات بكميات كافية تلبي المتطلبات الحديثة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية النووية امريكا واشنطن النووي صواريخ بالستية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة نورثروب جرومان القوات الجویة مینیتمان 3 الموقع أن فی عام سنوی ا

إقرأ أيضاً:

فشل مكلف ومذل.. واشنطن تخسر 5 مليارات دولار في مغامرتها باليمن

بينما تتوالى ردود الفعل الأمريكية إزاء تصاعد العمليات العسكرية في البحر الأحمر، تخرج تقارير صحفية أمريكية لتقرّ بما كان كثيرون يعتقدونه، الولايات المتحدة، رغم إنفاقها الهائل، مُنيت بفشل واضح في اليمن، أحدث هذه التقارير جاء من صحيفة “ناشيونال إنترست”، التي أماطت اللثام عن خسائر ضخمة تجاوزت 5 مليارات دولار، في مغامرة لم تُفضِ إلى استعادة الردع أو كبح قدرات صنعاء.

حرب الطائرات المُسيّرة

وفق التقارير، استخدمت واشنطن ذخائر عالية التكلفة ونادرة، كان يفترض أن تُخصص لمناطق تعتبرها أكثر أهمية، كمنطقة المحيطين الهندي والهادئ، لكن الأزمة تكمن في أن هذه الذخائر تُستنزف في مواجهات غير متكافئة مع قوات “أنصار الله”، التي تستخدم صواريخ وطائرات مسيّرة زهيدة الثمن، ما جعل الحرب عبئًا اقتصاديًا واستراتيجيًا.

فعندما تسقط طائرة MQ-9 Reaper، لا تسقط فقط معدات قيمتها 30 مليون دولار، بل يتساقط معها جزء من هيبة القوة الأمريكية، وقدرتها على فرض الردع في بيئة غير تقليدية، فهذه الطائرات المتطورة، التي تُعد من أعمدة التفوق التكنولوجي الأمريكي، واجهت فشلًا في صد هجمات من طائرات مسيّرة بدائية من حيث التقنية ولكن عالية الكفاءة في الميدان، المفارقة أن هذه الطائرات نفسها كانت تُستخدم سابقًا في عمليات اغتيال دقيقة، واليوم تُسقط بسهولة على يد قوات لم تمتلك تفوقًا جوّيًا.

إنفاق دون إنجاز

إنفاق يقارب 5 مليارات دولار، ونتيجة صفرية على الأرض، هذا ما خلص إليه تحليل الصحيفة، التي أوضحت أن الولايات المتحدة لم تنجح في استعادة الردع رغم هذا الإنفاق، الأهم من ذلك أن الحرب الحالية تُدار على أرضية إعلامية وسياسية متآكلة؛ فلا استراتيجية واضحة، ولا أهداف محددة، ولا انتصارات يُمكن البناء عليها، كل ذلك يفاقم الشعور بالفشل داخل دوائر صنع القرار الأمريكي.

إرث ترامب وبايدن.. تنافس على الفشل

في الوقت الذي تنتقد فيه إدارة ترامب سلفها بايدن، تكشف التقارير أن الإخفاقات تمتد عبر الإدارتين، فالصحيفة أشارت إلى أن البنتاغون، بقيادة ترامب، لم ينجح في إيجاد حلول لمشكلات تعرقل العمليات منذ سنوات، بل إن هذه الإخفاقات تتكرّر اليوم تحت إدارة بايدن، ما يعكس خللًا بنيويًا في مقاربة واشنطن للحرب في اليمن، ويظهر أن تغيير الرؤساء لا يعني بالضرورة تغيير السياسات أو النتائج.

صنعاء.. مقاومة صلبة أمام آلة عسكرية ضخمة

أكثر ما يُقلق واشنطن أن صنعاء لم تُبدِ أي إشارات على التراجع، بل على العكس، تكشف التجربة أن اليمنيين طوروا أساليب مقاومة فعالة رغم القصف والحصار والحملات الجوية المكثفة، فخلال عشر سنوات من العدوان، شُنّت أكثر من نصف مليون غارة، لكن ذلك لم يُضعف إرادة اليمنيين، بل زاد من تصميمهم على الصمود وتطوير قدراتهم الدفاعية، هنا تكمن نقطة التحوّل، إذ إن الحرب الأمريكية لم تخلق الانهيار بل رسّخت ممانعة جديدة.

التحوّل اليمني في قواعد الاشتباك

بدلًا من أن تستعيد الولايات المتحدة الردع، وُلد ردع جديد من قلب اليمن، فـ”أنصار الله” لم تكتفِ بالدفاع، بل باتت المبادرة بيدها في كثير من الأحيان، من خلال استهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في البحر الأحمر، أو عبر الرسائل العسكرية الموجهة لدول التحالف، هذا التحوّل يُعيد تعريف مفهوم الردع، ويُظهر أن التفوق التكنولوجي لا يكفي لكسب معركة ضد خصم يملك الإرادة والتكتيك المناسب.

الهيمنة تحت التهديد.. اليمن كعامل إقليمي فاعل

الحرب الأمريكية في اليمن لم تُفقد واشنطن فقط بعض طائراتها وذخائرها، بل أضعفت قدرتها على إدارة ملفات إقليمية أخرى، فالتورط في البحر الأحمر جاء في وقت حساس، كانت فيه الولايات المتحدة تسعى لتعزيز وجودها في المحيط الهادئ لمواجهة الصين، لكن الانخراط العسكري في اليمن قيد قدرات الجيش الأمريكي، وشتّت اهتمام القيادة العسكرية، ما قد يُضعف الموقع الاستراتيجي الأمريكي على مستوى عالمي.

فلسطين في المشهد.. بعد جديد للصراع

الأزمة لا تتعلق باليمن وحده، بل بما يمثله من دعم علني لفلسطين، فوفق ما جاء في التقرير، فإن صنعاء تُقدم على عملياتها العسكرية كجزء من موقف داعم لغزة، ما يجعل أي ردّ أمريكي على اليمن يُقرأ ضمن سياق أوسع مرتبط بالصراع في الشرق الأوسط، وهو ما يزيد من حساسية التدخل الأمريكي، ويجعله مكلفًا سياسيًا وشعبيًا، حتى داخل الولايات المتحدة نفسها.

استنزاف استراتيجي.. وصدمات محتملة في العقيدة العسكرية

اليمن يكشف ثغرات عميقة في العقيدة العسكرية الأمريكية، إذا كانت الحرب الحديثة تُقاس ليس فقط بالمعدات والذخائر بل بفاعلية الاستراتيجية، فإن ما حدث في البحر الأحمر مثّل صدمة حقيقية للبنتاغون، فالقوة الجوية والتكنولوجية الأمريكية وجدت نفسها أمام خصم يتفوّق بالمرونة والمبادرة، ويستنزف الخصم الأكبر دون أن ينهار، هذا الواقع قد يُجبر دوائر صنع القرار في واشنطن على إعادة تقييم أولوياتها، وربما التفكير في تقليص انخراطها المباشر في النزاعات الإقليمية التي لا تُفضي إلى مكاسب واضحة.

في الختام، خسرت الولايات المتحدة مليارات الدولارات، وطائرات متطورة، وسمعة عسكرية كانت تُرهب الخصوم، لكن ما هو أخطر أنها لم تحقّق أي نتائج تُذكر على الأرض، ولم تُوقف الهجمات اليمنية، ولم تُعد الهيبة التي كانت تراهن عليها.

الحرب في اليمن، حسب تقارير مثل “ناشيونال إنترست”، لم تعد مجرّد عملية عسكرية بل تحوّلت إلى مأزق استراتيجي، وإذا لم تُراجع واشنطن سياساتها سريعًا، فإن هذه الحرب ستُسجّل في التاريخ كواحدة من أكثر مغامراتها تكلفة وفشلًا في القرن الحالي.

 

مقالات مشابهة

  • تفسير حلم صاروخ يسقط في البيت
  • خلافات داخل الإدارة الأمريكية حول النووي الإيراني.. وترامب يرسل إشارات متضاربة
  • الخارجية الأمريكية تغلق مركز مكافحة المعلومات ضد روسيا ودول أخرى
  • فضيحة.. صاروخ “لاو” لجيش الاحتلال عثر عليه في طولكرم وتم تسجيله على أنه أطلق في غزة 
  • أمريكا تستخدم قاذفات بي-2 الأكثر فتكا لقصف الحوثيين فما هي هذه القذائف وما مواصفاتها (ترجمة خاصة)
  • الولايات المتحدة قد تخسر مليارات الدولارات بسبب تراجع السياحة والرسوم الجمركية
  • بافتتاح النسخة الثانية من ندوة دراسات الخليج.. أمين مجلس التعاون يشيد بالشراكة الخليجية – الأمريكية
  • نيسان تخفض إنتاج «روج» في اليابان بسبب الرسوم الأمريكية
  • زوكربيرغ في ورطة.. ميتا قد تخسر إنستغرام وواتساب
  • فشل مكلف ومذل.. واشنطن تخسر 5 مليارات دولار في مغامرتها باليمن