من بين جميع الأسئلة التي يسعى العلم للإجابة عليها، قد يكون أحد أكبر الأسئلة هو كيف بدأت الحياة على الأرض، هل نشأت المكونات الأساسية للحياة على الأرض أم بين النجوم؟

على الرغم من وجود نظريات متعددة، إلا أنها تشترك جميعها في بعض الافتراضات الأساسية بأن هناك أربعة مكونات أساسية للحياة، ومن المحتمل أنها لم تكن موجودة عندما تشكلت الأرض لأول مرة من كرة من الغبار الساخن والغاز والصهارة قبل 4.

6 مليار سنة.

انسى الطيارة.. ابتكار بالونة لنقل البشر بدلا عن التاكسي عجوز يحطم رقما قياسيا في هذا الأمر .. تفاصيل

النظريات الثلاث الرئيسية هي: نشأت الحياة من الغازات والعناصر الأساسية في برك الأرض وبحارها المبكرة، والنيازك أوصلت الكائنات الحية إلى الأرض، والنيازك قدمت فقط المكونات الكيميائية الأساسية للحياة، وليس الحياة نفسها، بحسب ما نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.

وقال خبراء في هذا المجال من علم الأحياء الفلكي والكيمياء التحليلية، إن التفسير الأكثر ترجيحًا هو مزيج من النظريتين الأولى والثالثة، ويقال إن اللبنات الأساسية للحياة جاءت من الفضاء عن طريق النيازك، وأنها أدت إلى ظهور الحياة في الحساء البدائي لبرك الأرض المبكرة والبحار الضحلة.

وتختلف النظريات الثلاث الرئيسية حول أصول الحياة حول السؤال الكبير: من أين أتت هذه المواد بالضبط، وكيف بدأت العملية التي انتهت بتغطية الأرض بالكامل بالحياة، من قاع البحر إلى قمم الجبال؟

لا ينبغي أن يكون مفاجئًا أن هذا السؤال هو أيضًا من أصعب الأسئلة التي يصعب الإجابة عليها، ووفقا للباحثين الذين كرسوا حياتهم لدراسة الكيمياء الأساسية للحياة، فإن الإجابة ربما تتضمن مزيجا من هذه التفسيرات.

مصمم الذكاء الاصطناعي يندم على اختراعه لـ AI.. تفاصيل فضح أكبر كذبة في التاريخ البشري

تم اقتراح نظرية الحساء البدائي لأول مرة من قبل العديد من علماء الفلك في العشرينيات من القرن الماضي، وتشير إلى أن وحدات البناء الكيميائية للحياة تشكلت في برك أو محيطات الأرض المبكرة من الغازات والمعادن الأساسية.

تسببت بعض مصادر الطاقة الهائلة، مثل ضربة البرق، في تكوين الأحماض الأمينية، اللبنات الأساسية للبروتينات، قد تبدو نظرية البانسبيرميا بعيدة المنال بالمقارنة: فالميكروبات الغريبة جاءت من الفضاء وتكاثرت هنا على الأرض. لكن العلماء لم يتوصلوا إلى هذه الفكرة إلا لأنه لا توجد نظرية أخرى تفسر مصدر الحياة.

وهناك نظرية ثالثة تسمى بانسبيرميا الزائفة، وتقع في مكان ما بين النظريتين الأخريين.

إنه مشابه للتبذر الشامل، لكنه يقترح أن اللبنات الأساسية للحياة فقط قد تحطمت على الأرض على نيزك أو مذنب، وليس الكائنات الحية الفعلية. وجدت هذه الجزيئات موطنًا لها في البحار المبكرة، حيث أدت إلى ظهور البروتينات وفي النهاية كائنات وحيدة الخلية.


وقال ر. جراهام كوكس، أستاذ الكيمياء التحليلية بجامعة بوردو:"تتضمن جميع الأنظمة الحية جزيئات وتفاعلات كيميائية، وتشمل جزيئات الحياة على الأرض الببتيدات/البروتينات والأحماض النووية (RNA وDNA)".

"سواء تم إنشاء هذه الجزيئات هنا أو في أي مكان آخر، فإن التفاعلات التي تؤدي إلى تكوينها - الكيمياء الأساسية - ستكون هي نفسها".

في عام 2022، قدم كوكس وزملاؤه دليلًا على أن اللبنات الأساسية للحياة ربما جاءت من مزيج من البانسبرميا الزائفة والحساء البدائي.

اصطدمت النيازك بالأحماض الأمينية المترسبة والجزيئات الأخرى، بما في ذلك الماء، في محيطات الأرض القديمة، حيث تجمعت تلقائيًا في بروتينات صغيرة تسمى الببتيدات.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: على الأرض

إقرأ أيضاً:

نبتة بلايا.. هل بنى المصريون مرصدا فلكيا قبل 7000 سنة؟

في عمق الصحراء الكبرى، على بعد نحو 800 كيلومتر جنوب العاصمة المصرية القاهرة، تمتد أرض قاحلة من الرمال والحصى لا توحي بشيء. لكن في هذا الفراغ الصامت، كان ذات يوم نبض الحياة الأولى التي تأملت السماء بعين واعية.

هنا، في موقع يعرف باسم نبتة بلايا، أقام الإنسان منذ أكثر من 7 آلاف عام أقدم دائرة حجرية فلكية في العالم: مرصدا بدائيا يسبق "ستونهنج" الأوروبية بألفي عام، يقف شاهدا على لحظة فارقة في مسيرة العقل البشري: حين حاول الإنسان أن يقيس الزمن بنجوم السماء.

في هذه العصور القديمة استخدم الانسان النجوم كمرصد (بيكسابي)ميلاد مرصد من الرمال

تبدأ القصة في ستينيات القرن الماضي، حين كانت مصر تُشيّد السد العالي في أسوان، ما هدد بإغراق عشرات المواقع الأثرية القديمة. تدخلت منظمة اليونسكو لإنقاذ المعابد الكبرى، لكن بعيدا عن وادي النيل، على مسافة 100 كيلومتر غربي موقع معبد أبو سمبل الحالي، كان عالم الآثار الأميركي فريد ويندورف يبحث عن شيء مختلف، وهو جذور مصر قبل الفراعنة، حين كان النيل لا يزال نهرا يتكون في ذاكرة الأرض.

وفي عام 1973، أثناء رحلة عبر الصحراء، لاحظ دليل بدوي يُدعى عيد مجموعة من الحجارة الضخمة المنتصبة وسط الكثبان. بدا المشهد غريبا وغير طبيعي، فقاد عيد ويندورف وفريقه إلى هناك، كما تبين دراسة بدورية "جورنال أوف أنثربولوجيكال أركيولوجي".

في البداية ظن العلماء أن الصخور ناتجة عن التعرية، لكنهم أدركوا سريعا أن الموقع كان قاع بحيرة قديمة، ما يعني أن الحجارة لم تكن من المكان نفسه، بل وُضعت هناك عمدا.

عاد الفريق مرات عديدة، يحفرون في الرمال، حتى اكتشفوا دائرة من الحجارة البازلتية السوداء، مصطفة بانتظام مدهش. لم يكن شكلها عشوائيا، بل بدا كما لو كانت تشير إلى شيء في الأفق.

جانب مما وجده العلماء في محيط نبتة بلايا (رايم بيتز)السماء الأولى

بحث ويندورف لسنوات عن تفسير النظام الكامن خلف هذه الحجارة. ثم استعان بعالم الفيزياء الفلكية والآثار جاي ماك كِم مالفيل من جامعة كولورادو، المتخصص في "علم الفلك الأثري".

إعلان

حين وصل مالفيل إلى الموقع، جلس طويلا بين الأعمدة الحجرية التي لا يزيد ارتفاعها عن المترين، محاولا أن يرى ما رآه من بنوها قبل 7 آلاف عام.

قال لاحقا في تصريحات لمجلة "أسترونومي" الفلكية الشهيرة: "كانت لحظة أشبه بالصفاء الذهني. أدركت أن الحجارة تشكل خطوطا تمتد من تلة دفن كبيرة، كأشعة تنبثق من مركز الشمس."

الدائرة الحجرية في نبتة بلايا تتألف من 6 صفوف من الحجارة البازلتية، موضوعة بعناية في محيط دائري قطره نحو 4 أمتار.

لكن ما يهم ليس شكلها، بل اتجاهاتها، فكل مجموعة من الحجارة تشكّل محاذاة نحو نقطة محددة في الأفق، تماما كما يفعل علماء الفلك اليوم حين يوجّهون تلسكوبا نحو نجم.

من خلال الحسابات الفلكية التي أجراها مالفيل، تبيّن أن هذه المحاذاة ربما تتوافق مع مواقع شروق بعض النجوم اللامعة في عام 4800 قبل الميلاد، أي قبل أكثر من 6800 عام من الآن.

عندما أعاد مالفيل رسم المحاذاة على خريطة السماء القديمة باستخدام برامج فلكية عكسية (تحسب مواقع النجوم في الماضي)، وجد أن التطابق يصعب أن يكون صدفة، أعلنت جامعة كولورادو عن الكشف في مارس/آذار 1998.

كوكبة الجبار ونجما الشعرى اليمانية والشعرى الشامية (الجزيرة)خارطة النجوم

من النجوم التي رصدوها في محاذاة مع تلك الأحجار

الشِّعرى اليمانية: ألمع نجم في السماء، وكان شروقه الاحتراقي، أي ظهوره الأول قبل شروق الشمس، يتزامن مع قدوم موسم المطر. هذا الحدث نفسه كان لاحقا أساس التقويم المصري القديم، إذ كان المصريون يربطون طلوع الشعرى بفيضان النيل. السماك الرامح: نجم برتقالي في كوكبة العواء، يُستخدم كعلامة على الاعتدال الصيفي، وتشير محاذاة أحد صفوف الحجارة مباشرة إلى شروقه في ذلك الزمن. ألفا قنطورس: أحد ألمع نجوم السماء الجنوبية، وكان يُرصد من الأفق عند غروب الشمس، وجوده في المحاذاة يدل على أن سكان نبتة بلايا تتبّعوا الحركة اليومية والسنوية للسماء كلها، شمالا وجنوبا. نجوم كوكبة الجبّار: وبخاصة منطقة الحزام، التي تظهر فيها 3 نجوم مصطفة بانتظام. تشير بعض الحجارة إلى هذه النجوم، ما يدل على أن الجبار كان رمزا مقدسا ربما ارتبط بذكورة الآلهة أو بخصوبة الأرض، وهي فكرة انتقلت لاحقا إلى مصر حيث أصبحت نجوم الجبار مرادفا للإله أوزيريس.

بالإضافة إلى النجوم، حُددت بعض المحاور الحجرية نحو مواضع شروق وغروب الشمس في أطول وأقصر أيام السنة، أي الانقلابين الصيفي والشتوي. كان ذلك يعني أن سكان نبتة بلايا استطاعوا قياس طول السنة الشمسية تقريبا، وتحديد متى سيبدأ موسم الأمطار.

عندما كانت الشمس تشرق بين حجرين محددين، عرف الرعاة أن المطر قريب، وأن عليهم الاستعداد للانتقال نحو البحيرة.

ربما كانت الحجارة إذن آلة فلكية ضخمة، استخدمها سكان نبتة بلايا لقياس قدوم الانقلاب الصيفي؛ تلك اللحظة التي تتزامن مع قدوم المطر الذي يمنح الحياة للبحيرة من جديد.

هكذا، قبل أن تظهر أهرامات الجيزة أو حضارة بابل، كان هؤلاء الرعاة البدائيون يحدّدون الفصول بالنظر إلى مواقع النجوم، فيما يُعتقد أنه أول محاولة بشرية لتنظيم الزمن وفق نظام كوني.

بين الصحراء والمطر

من الناحية البيئية، كانت نبتة بلايا خلال العصر الحجري الحديث واحة موسمية خصبة، تمتلئ بالماء 4 أشهر كل عام، وحول البحيرة أقام الناس أكواخا دائرية من الطين، وحفروا آبارا، وخزنوا حبوب الدخن والذرة الرفيعة.

إعلان

كانت الحياة هنا بين الصيد والرعي والزراعة البدائية. عثر العلماء على أدوات طحن للحبوب، وعلى حُلي مصنوعة من عظام الأبقار، وعلى نقوش لأسماك بحرية تدل على تجارة بعيدة المدى وصلت إلى البحر الأحمر.

لكن بحلول عام 3000 قبل الميلاد، تغيّر المناخ مجددا، وجفّت البحيرات، وتحولت الواحات إلى رمال لا ترحم. اضطر السكان إلى الهجرة شمالا نحو وادي النيل أو جنوبا إلى النوبة، حاملين معهم رموزهم وذكرياتهم عن السماء.

بل يعتقد بعض الباحثين أن هذه الهجرات من نبتة بلايا أسهمت في نشوء حضارة مصر القديمة. بالطبع يظل كل ما سبق محل جدل بين الباحثين، لكن يبدو أن الإنسان القديم كان أكثر وعيا بسماء الليل مما ظن العلماء.

مقالات مشابهة

  • اكتشاف نوع جديد من الكهوف على المريخ قد تكون أول موطن للحياة خارج الأرض
  • شبح وبائي يعود للحياة.. أوروبا تدخل دائرة الخطر !
  • سيلفا: أبوظبي أعادتني وزملائي من أصحاب الهمم للحياة
  • مفاجأة فلكية مرعبة.. نجوم تتحول إلى "قتلة كواكب"
  • نبتة بلايا.. هل بنى المصريون مرصدا فلكيا قبل 7000 سنة؟
  • حوادث النجوم.. أحمد ينجو بأعجوبة ومحمد صبري وإسماعيل الليثي يودعان الحياة
  • شبح وبائي يعود للحياة مجددا.. اكتشاف فيروس شلل الاطفال بعد عقود من الاختفاء
  • في حالة المرض المهدد للحياة.. تأجيل تنفيذ العقوبة على هؤلاء بنص القانون الجديد
  • أرقام صادمة.. العراق أمام عجز تريليوني يضع رواتب الموظفين بدائرة الخطر
  • وزارة التضامن تُوفر المستلزمات الأساسية للأسر التي تم إجلاؤها بتيبازة