نشر موقع "فالداي كلوب" (Valdai Discussion Club) الروسي مقالا عن كيفية ارتقاء الهند إلى أن تصبح أحد الأقطاب في العالم الراهن متعدد الأقطاب، والأولويات الإستراتيجية لها على خلفية المشهد الدولي المتغير.

وأوضح كاتب المقال راكيش بهادوريا -وهو لواء متقاعد ومدير مركز الدراسات والنمذجة الإستراتيجية التابع للمعهد المشترك للدراسات الدفاعية في الهند- أنه لكي ترتقي الهند إلى مستوى تطلعاتها وتوقعاتها الإقليمية والعالمية فإنها تحتاج إلى تطوير قوة وطنية شاملة ذات 3 أركان هي التنمية الاقتصادية والدبلوماسية والاحتواء (الردع).

نظام جديد

وقال الكاتب إنه منذ الأزمة المالية لعام 2008 شهد العالم بيئة عالمية واقتصادا متغيرين واضطرابات تكنولوجية منتظمة، كما أدى الوباء والمنافسات بين القوى العظمى والأحداث في أوروبا إلى تسريع ظهور نظام عالمي جديد يتسم بالتقلب وعدم اليقين والتعقيد والغموض.

وأضاف أن كل دول العالم لديها مخاوف مشتركة، بما في ذلك تهديد "الإرهاب والتطرف" والآثار طويلة المدى للوباء على النظام الصحي العالمي وتغير المناخ وارتفاع أسعار الطاقة وانعدام الأمن الغذائي، وما إلى ذلك.

مركز ثقل

وأفاد بهادوريا بأنه نتيجة للانتعاش الاقتصادي في منطقة المحيطين الهندي والهادي تحول مركز الثقل الاقتصادي والسياسي العالمي باتجاهها، حيث تضم هذه المنطقة أكبر 7 اقتصادات في العالم (الصين واليابان والهند وكوريا الجنوبية وأستراليا وإندونيسيا والولايات المتحدة)، وهي جميعها أعضاء في مجموعة العشرين، مؤكدا أن ذلك لا يرجع إلى نهوض الصين فحسب، بل إلى صعود الهند أيضا.

وإضافة إلى ذلك، تقع العديد من سلاسل التوريد المهمة في العالم في هذه المنطقة التي تمر بها معظم تجارة العالم.


وأشار إلى أن هذه المنطقة تشهد حاليا منافسة متزايدة لوضع قواعد ومعايير جديدة، فضلا عن إعادة تشكيل بنية الاقتصاد والأمن، وذلك من خلال إقامة العديد من الهياكل الأمنية والاقتصادية، مثل المنتدى الإقليمي لرابطة أمم جنوب شرق آسيا، وقمة شرق آسيا، ومبادرة الحزام والطريق وغيرها.

تهديد صيني

كذلك لفت الكاتب إلى أن الصين هي أكبر اقتصاد في المنطقة وأكبر شريك استثماري وتجاري، ورغم أن الشراكة الاقتصادية معها تظل جذابة لمعظم دول المنطقة فإن الجيران وجدوا أنها تحوّل ثقلها الاقتصادي إلى نفوذ إستراتيجي.

وأكد بهادوريا أن الهند تريد آسيا متعددة الأقطاب وكذلك عالما متعدد الأقطاب، حيث تعتبر نفسها وأميركا والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي والبرازيل أقطابا أخرى.

ونظرا للمنافسة الإستراتيجية في المحيطين الهندي والهادي فإن هناك العديد من النقاط الساخنة المحتملة: بحر جنوب الصين وبحر شرق الصين ومضيق تايوان وخط التحكم الفعلي بين الصين والهند.

وضع غير مستقر

وأوضح الكاتب أن جنوب آسيا منطقة غير مستقرة بسبب النزاعات الحدودية والهجرة و"الإرهاب" العابر للحدود، وانتشار الأيديولوجيات "المتطرفة"، بالإضافة إلى الأزمة الاقتصادية في سريلانكا وباكستان، وضعف الترابط بين دولها، والمغامرات الإستراتيجية للصين، قائلا إن كل ذلك يغيّر التوازن الإستراتيجي ضد مصالح الهند.

وشدد على أن الهند على وشك تحقيق طموحها لأن تصبح قوة رائدة، فهي تشهد تطورا وطنيا شاملا، وانتقلت إلى الدبلوماسية النشطة والحازمة وتعمل على توسيع نطاق الردع، كما أنها أظهرت أيضا تصميما على الدفاع عن وحدة أراضيها ومصالحها الأساسية، مضيفا أن الدول الساحلية في جنوب آسيا والمحيط الهندي تعترف إلى حد كبير بقيادة الهند وتعتبرها "مزودا أمنيا" محتملا في المنطقة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

الصين تتجه لبناء أكبر سد في العالم للطاقة الكهرومائية في هضبة التبت

صادقت الصين على بناء ما سيكون أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في العالم، لتطلق بذلك مشروعا طموحا على الحافة الشرقية لهضبة التبت.

وبحسب تقديرات قدمتها شركة "باور كونستركشن كوربوريشن أوف تشاينا" في عام 2020 فإن السد الذي سيتم بناؤه على الروافد الدنيا لنهر يارلونغ زانغبو يمكن أن ينتج 300 مليار كيلو واط/ ساعة من الكهرباء سنويا.

ويعني هذا أن طاقته تزيد عن ثلاثة أمثال الطاقة التصميمية البالغة 88.2 مليار كيلو واط/ ساعة لسد الخوانق (الممرات) الثلاثة، وهو السد الأكبر في العالم حاليا والموجود في وسط الصين، بحسب ما ذكرت وكالة "رويترز".


وسيكون للمشروع دورا رئيسيا في تحقيق أهداف الصين في الحد من انبعاثات الكربون والحياد الكربوني وتحفيز الصناعات ذات الصلة وخلق فرص العمل في التبت، بحسب تعليق لوكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا".

ومن المتوقع أن تتجاوز تكاليف بناء السد، بما في ذلك التكاليف الهندسية، تلك الخاصة بسد الخوانق الثلاثة، الذي بلغت تكلفته 254.2 مليار يوان (34.83 مليار دولار)، ويشمل ذلك إعادة توطين 1.4 مليون شخص شردهم السد، وكان ذلك أكثر من أربعة أمثال التقدير الأولي البالغ 57 مليار يوان (7.9 مليار دولار).

ولم توضح السلطات عدد الأشخاص الذين سوف يتسبب مشروع التبت في نزوحهم، وكيف سيؤثر ذلك على النظام البيئي بالمنطقة الذي يمثل أحد أغنى وأكثر النظم البيئية تنوعا في الهضبة.

وسد الممرات الثلاثة هو أكبر سد هيدروليكي في العالم حاليا بني على نهر اليانغتسي في الصين، ويعد أيضا واحدا من أكبر المشاريع الهندسية في التاريخ الإنساني، حيث يبلغ طول جدار السد الذي أكمل بناؤه عام 2006 حوالي 2.3 كيلو متر ويرتفع عن قعر النهر 183 مترا.

مقالات مشابهة

  • برلماني سابق: المشهد السوري ضبابي ويؤثر على المنطقة بأكملها
  • الصين تطلق أول سفينة إنزال في العالم تقلع منها مقاتلات
  • مقتل شخص في قصف روسي على سومي الأوكرانية
  • البنك الدولي: تحرير الطلب المحلي مفتاح لإحياء زخم النمو في الصين
  • باحث استراتيجي: ستحدث تغييرات في المشهد الأمريكي والعالمي بعد تنصيب ترامب
  • 8 جرحى بهجوم روسي على سوق جنوب أوكرانيا
  • البنك الدولي يرفع توقعاته للنمو في الصين
  • الصين تعتزم بناء أكبر سد للطاقة الكهرومائية في العالم
  • الصين تتجه لبناء أكبر سد في العالم للطاقة الكهرومائية في هضبة التبت
  • الصين تعتزم بناء أكبر سد في العالم للطاقة الكهرومائية