عربي21:
2025-03-05@22:22:28 GMT

ديماغوجية ترامب تعمق مأزق ديمقراطية أمريكا

تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT

وضع الديمقراطية الأمريكية منتكس ولم يعد يؤهلها إلقاء محاضرات مقنعة على شعوب وأنظمة العالم عن أهمية المشاركة السياسية واحترام نتائج صناديق الاقتراع وتبادل السلطة بشكل سلمي ودوري، التزاماً بمرجعيات دستورية وقوانين الانتخابات. وخاصة بعدما عاث ترامب الرئيس السابق فساداً وإفساداً برفضه وطعنه حتى اليوم بعد ثلاثة أعوام من حسم خسارته الانتخابات الرئاسية عام 2020.

وبرغم تقدم ترامب مرشحي حزبه الجمهوري في استطلاعات الرأي، لكنه لا يزال يطعن ويّدعي تزوير وسرقة الانتخابات منه. بينما يعتقد 36٪ من أنصار ترامب أن فوز بايدن بالرئاسة غير شرعي!!
لذلك غير مستغرب اعتقاد 68٪ من الأمريكيين المستطلعة آراؤهم قبل أكثر من عام في نوفمبر 2022، أن ديمقراطيتهم مهددة وفي خطر، مقابل 30٪ لا يرون ذلك! وهذه نسبة صادمة وغير مسبوقة في ديمقراطية تمارس المشاركة السياسية والانتخابات الرئاسية منذ عام 1789!! بل وتحاضر وتضغط، وتحجب المساعدات عن الدول والأنظمة التي تزور وتقيد المشاركة السياسية وتنقلب على الديمقراطيات المنتخبة.
كان صادماً وغير مسبوق تحريض الرئيس ترامب أنصاره يوم 6/1/2021 على اقتحام الكونغرسـ لتعطيل إجراءات فرز الكونغرس الجديد أصوات المجمع الانتخابي ـ ومنع نائب الرئيس ـ مايك بنس ـ إعلان الرئيس جو بايدن دستورياً الرئيس السادس والأربعين في تاريخ الولايات المتحدة. لكن ترامب وأغلبية أنصاره مقتنعون بسرقة الانتخابات وحاولوا تنفيذ انقلاب على الدستور-كما اتهمهم الرئيس بايدن الجمعة الماضي. وذلك باقتحام مئات من مؤيديه وأنصاره مبنى الكونغرس وترهيب المشرعين والمطالبة بشنق نائب الرئيس بنس ـ لرفضه وقف الإجراءات الدستورية والطعن بنتيجة فوز بايدن وخسارة ترامب! ووصفوا ذلك بالخيانة والعار، رغم عدم وجود أي أدلة تثبت التزوير.
واليوم، بعد ثلاثة أعوام على سقوط الديمقراطية الأمريكية في مستنقع التشكيك بنموذجها الجدير بالاتباع، وصدم العالم بأسره وقرّب أمريكا أكثر من دولة هشة بترتيب 141 من 179 دولة! أكثر منها دولة رائدة ونموذجا للأنظمة الديمقراطية العريقة ـ ما يعمق مأزق الديمقراطية الأمريكية. والصادم تُظهر استطلاعات رأي صحيفة واشنطن بوست ـ ارتفاع نسبة المتعاطفين من جمهور ترامب معه ومع مقتحمي مبنى الكونغرس!
وبرغم مقاضاة الحكومة الأمريكية ترامب على تحريض أنصاره على التمرد حسب الفقرة الثالثة من التعديل 14 للدستور الأمريكي لعام 1866 ـ بعد إنهاء العبودية والرق ـ بمنع أي مسؤول أقسم يمين حماية الدستورـ من الانخراط بأعمال تمرد على الدستور، من تسلم أي منصب رسمي في الحكومة الأمريكية!(ينطبق على ترامب بصفته رئيسا سابقا ولا يحق له العودة لمنصب الرئيس)-وشطبت ولايتا كولورادو وماين اسم ترامب من قائمة مرشحي الحزب الجمهوري في الانتخابات التمهيدية التي تبدأ هذا الشهر. واستأنف ترامب أمام المحكمة العليا.
وُجهت تهم جنائية فدرالية لحولي 1200 شخص من أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكونغرس في واشنطن في 6 يناير 2021 ـ وبحلول ديسمبر 2023 ـ أعترف 728 من المتهمين بذنبهم، وتم سجن 745 منهم!
وعينت وزارة العدل للشفافية مدعيا خاصا مستقلا للنظر بالتهم التي ستواجه لترامب الذي يدعي أنه كانت لديه حصانة رئاسية وقت اقتحام الكونغرس. وطلب المدعي العام من المحكمة العليا البت في قانونية ادعاء محامي ترامب ـ للبدء بمحاكمته ـ وإذا ما أدين ترامب فإنه سيسجن لارتكابه أربعة أفعال جنائية: التآمر والتحريض على التمرد والتآمر ضد الحكومة الأمريكية والتآمر لعرقلة إجراءات رسمية، والتآمر ضد الحقوق القانونية للمواطنين! وإذا ما أدين بتلك التهم فعقوبتها السجن. كما قد يسجن ترامب 77 عاماً إذا ما أدين في تهم الاحتفاظ بوثائق ومستندات رسمية حكومية سرية وبالغة السرية احتفظ بها بعد تركه البيت الأبيض بدلاً من تسلميها إلى الأرشيف الوطني كما يشترط القانون من جميع الرؤساء. وهناك تهم جنائية ومدنية أخرى.
ودأب الرئيس بايدن المنافس الرئيسي لترامب على رئاسة الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 5 نوفمبر القادم ـ على التحذير من خطر وتهديد ترامب واستعداده للتضحية بالديمقراطية للوصول إلى السلطة! والتصويت لبايدن هو تصويت لدعم الديمقراطية والنظام، بينما اتهم ترامب بايدن بالفساد وإثارة المخاوف!
تشير استطلاعات الرأي قبل 10 أشهر من الانتخابات لتنافس حاد بين بايدن وترامب في انتخابات الرئاسة القادمة، وتكرار للمواجهة الشرسة عام 2020. فاز الرئيس بايدن بـ81.2 مليون صوت بفارق 7 ملايين صوت-وحصل ترامب على 74.2 مليون صوت و46.8٪ لترامب! وحسب آخر استطلاعات الرأي لوكالة رويترز ـ يتقدم بايدن بـ38٪ مقابل 36٪ لترامب، يعني شبه تعادل، و26٪ لم يحسموا أمرهم.
الواضح أن ترامب ساهم بشكل كبير بتعميق الشرخ الاجتماعي والسياسي وبتقسيم المجتمع بخطابه الديماغوجي ـ العنصري ضد الأقليات والمهاجرين واللاجئين ـ وتفضيله المستبدين الأقوياء مثل بوتين ورئيس وزراء هنغاريا أوربان! حتى أنه صرح أنه لا يمانع أن يكون ديكتاتوراً ولو ليوم واحد! والملفت ارتفاع شعبية ترامب بين أنصاره برغم 4 قوائم تهم جنائية تصل بمجملها إلى 91 تهمة مختلفة ومتنوعة!
ونجح ترامب بإقناع أنصاره أنه ضحية وشهيد مؤامرة الدولة العميقة ووزارة العدل وأذرعها بهدف حرمانه من الترشح ضد بايدن! كما يكرر ترامب انتقاده واتهامه بايدن بالاحتيال والنصب ويكيل التهم للقضاة والمدعين العامين والمحقق الخاص في التهم الموجهة إليه. ما يكرس صورته لدى أنصاره بأنه بالفعل ضحية النظام الأمريكي. ولذلك يكرر أنه إذا فاز سيحاكم ويعاقب وينتقم من الدولة العميقة، ما يكسبه مزيدا من الشعبية. كما يمنع المرشحين المنافسين له من حزبه التهجم عليه واتهامه بالإساءة للديمقراطية الأمريكية وتحميله مسؤولية تحريض أنصاره على اقتحام الكونغرس.
يقابل ذلك نقاط ضعف بايدن: تجاوزه 81 عاماً- أكبر رئيس بتاريخ أمريكا في البيت الأبيض ويترشح لمنصب الرئيس! والوضع الاقتصادي، وموقف بايدن الداعم والمصطف بقوة مع إسرائيل في حربها الدموية على غزة. ما يكرس معضلة ومأزق الديمقراطية الأمريكية.

(القدس العربي)

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه ترامب الرئاسة امريكا الرئاسة ترامب انتخابات الرئاسة الأمريكية مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدیمقراطیة الأمریکیة

إقرأ أيضاً:

إيكونوميست: القوات المسلحة في عهد ترامب لن تكون مثلما كانت أيام بايدن

قالت مجلة إيكونوميست، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يرى "محيطا واسعا" بين بلاده ومشكلات العالم، ويريد تقليص مسؤوليات أميركا في الخارج، كما أن حزبه حريص على زيادة الإنفاق العسكري، ويسعى مع الإدارة والكونغرس لتحقيق أولويات جديدة في البنتاغون.

وذكرت وسائل إعلام عدة، أن وزير الدفاع بيت هيغسيث أمر بخفض إنفاق البنتاغون بمقدار 50 مليار دولار، ولكن لغة المذكرة أظهرت أن الوزير كان يريد تعويض الإنفاق الجديد على برامج "أميركا أولا"، وقد تعهد بأن التغييرات ستجعل "الجيش الأميركي مرة أخرى القوة الأكثر فتكا ووحشية على هذا الكوكب".

ورأت المجلة أن الإنفاق الدفاعي يوشك أن يرتفع فوق المستويات التي كانت في عهد الرئيس السابق جو بايدن، إذ وافق مجلس الشيوخ على 150 مليار دولار في الإنفاق الدفاعي الجديد، إضافة إلى الميزانية السنوية الحالية للوزارة التي تقترب من 900 مليار دولار، بعد الموافقة على 100 مليار دولار بمشروع قانون مجلس النواب الأسبوع الماضي.

وفعلا أمر هيغسيث البنتاغون بتحويل 50 مليار دولار من "البرامج غير القاتلة" إلى 17 أولوية من أولويات حركة ترامب "لنجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، كالتحديث النووي وأمن الحدود، مشيرا إلى برامج التنوع والعدالة والاندماج وتغير المناخ كبرامج يسهل تخفيضها، مع أن خفضها لا يمكن أن يولد 50 مليار دولار المطلوبة، حسب خبير ميزانية الدفاع سيموس دانيلز.

إعلان

غير أن العديد من خبراء الدفاع المؤيدين لترامب يزعمون أن الحقائق على الأرض أصبحت أكثر وضوحا، إذ قيدت أوكرانيا المدعومة من الغرب قوات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وأضعفت إسرائيل إيران، كما يواصل الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون تطوير الأسلحة النووية، مما يعني أن الحرب التقليدية على شبه الجزيرة الكورية تبدو غير محتملة في المستقبل القريب.

غير أن الصين في الوقت نفسه، أصبحت أكثر استعدادا للاستيلاء على تايوان، ويذهب التفكير في أغلب أوساط واشنطن إلى أن الجيش الأميركي موجود في المقام الأول لردع أو خوض الحروب البرية، وعليه يتعين على البنتاغون تحويل الموارد بعيدا عن أوروبا ونحو المحيط الهادئ.

وتساءلت المجلة، هل ينفث وزير كفاءة الحكومة إيلون ماسك، المتشكك في أهمية الطائرات المقاتلة المأهولة رغم إجماع الكونغرس على أن الهيمنة الجوية من الجيل التالي، يجب أن تكون أولوية إستراتيجية، في أذن ترامب ويقلب المفاوضات حول ميزانية الجيش رأسا على عقب، أم أنه سيساعد بإيجاد المدخرات في مكان آخر؟

ولأن مذكرة وزير الدفاع تحمي الإنفاق على التحديث النووي والدفاع الصاروخي وبناء السفن والأمن السيبراني المتقدم والذخائر والأنظمة غير المأهولة، يبقى السؤال هو، كم من المال سوف يستهلك من قبل إنفاذ الحدود أو على القبة الحديدية التي اقترحها ترامب كدرع صاروخي لأميركا؟

مقالات مشابهة

  • مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية يعلن وقف أمريكا دعمها الاستخباراتي لأوكرانيا
  • إيكونوميست: القوات المسلحة في عهد ترامب لن تكون مثلما كانت أيام بايدن
  • كاريكاتير| في عهد ترامب او بايدن MQ9 تسقط كالعادة في اليمن
  • ترامب: بايدن جعل أسعار البيض في أمريكا خارجة عن السيطرة
  • نائبة ديمقراطية تنتقد ترامب بسبب "الأثرياء"
  • ترامب: جو بايدن أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة
  • أبرز ماجاء في خطاب الرئيس الأميركي ترامب أمام الكونغرس
  • نشرة أخبار العالم | الصين تعزّز قوتها العسكرية وتزاحم أمريكا.. وترامب يهاجم بايدن ويعين طفلا بالخدمة السرية.. وزير الخارجية: إعمار غزة في 5 سنوات
  • ترامب: بايدن أسوأ رئيس في التاريخ الأمريكي
  • ترامب: بايدن أسوأ رئيس في تاريخ الولايات المتحدة