سباق الحرب الإسرائيلية والتسوية واستنزاف لبنان
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
كتب ابراهيم حيدر في" النهار":اذا كان الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله قد فتح نافذة للتفاوض في خطابه الأخير واعتبر أن هناك فرصة تاريخية تتاح للبنان لتحرير أراضيه المحتلة، إلا أنه كان واضحاً برسائله إلى الإسرائيليين والأميركيين، بكلمات مفتاحية، تؤشر إلى أن المعركة ستبقى مفتوحة وأي نقاش ومفاوضات حول ترسيم الحدود مؤجلان إلى ما بعد وقف اطلاق النار في غزة، وهو شرط رفعه في كل الأوقات منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وبمعزل عما حققه فتح الجبهة اللبنانية نصرة لغزة منذ 8 تشرين الأول الماضي، وتعداد نصرالله للإنجازات والعمليات، وما اعتبره أنه "إذلال لإسرائيل"، إلا أن ما يعانيه لبنان جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على الحدود، يجعله عرضة للاستنزاف المستمر، فإذا طالت الحرب وهو ألأمر المتوقع، سترتب مزيداً من الأعباء والخسائر في ضوء الفراغ الرئاسي والانهيار الذي يلف مختلف المؤسسات اللبنانية. ولذا يركز الحزب كحليف لطهران على التفاوض ما بعد غزة ومعادلاتها، وإن كانت إسرائيل بقيادة بنيامين نتنياهو تسعى لجر الإدارة الاميركية الى حرب لتدمير لبنان.
اليوم باتت الاغتيالات جزءاً من الحرب الإسرائيلية الجديدة في غزة، مع اغتيال العاروري، وسبقه مقتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني رضي الموسوي بغارة إسرائيلية قرب دمشق، لكن رد "حزب االله" يبدو أنه مرتبط بحرب غزة، وبالعلاقة مع حركة حماس انطلاقاً من وحدة الجبهات، إما بعمليات نوعية تؤلم الاحتلال أو باستخدام أسلحة جديدة توسع من دائرة المواجهة المفتوحة على جبهة الجنوب، أو تكثيف العمليات، من دون أن تؤدي الى حرب كبرى.
وحين قرر "حزب الله" فتح المعركة في جبهة الجنوب تحت عنوان مساندة غزة أو نصرة لها، كان يريد أن يستنزف قوات الاحتلال ويشغل جيشها للتخفيف عن حماس في غزة، لكن في المقابل كان يستنزف أيضاً قدراته العسكرية والبشرية، طالما أنه يستنفر كل وحداته المقاتلة، في الوقت الذي هجر الأهالي بيوتهم في القرى المتاخمة للحدود، فيما سقط أكثر من 150 مقاتلاً من الحزب خلال 90 يوماً من المواجهات.
وإذ يعتبر الحزب أنه يخوض معركته ومستعد لتقديم التضحيات، فإن رده على الاغتيالات والخسائر هو باستمرار فتح الجبهة، وتوسيعها إذا اقتضى الأمر في الميدان، وان كانت شظاياها تطال كل البنية اللبنانية.
يُستنتج من كل ذلك أن "حزب الله" يسير ضمن معادلة وحدة الجبهات، إن كان في الرد على الاغتيالات أو في معارك الساحات، وبتفرّده في اتخاذ قرارات الحرب، لا يكون عندئذ للأمر صلة بالدولة أو بشبكة المصالح الوطنية اللبنانية، خاصة إذا كانت إسرائيل تريد حرباً وهي في الأساس تستهدف لبنان وتبحث عن ذرائع لتنفيذ إجرامها، وهذه المرة باستدراج "حزب الله" عبر القصف العنيف والاغتيالات والتدمير.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله: الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت "اعتداء سياسي"
اعتبر الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، الإثنين، أن الغارة الاسرائيلية التي استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت الأحد هي عبارة عن "اعتداء سياسي" ومن دون "مبرر".
وقال قاسم في كلمة بثّت على قناة المنار التابعة لحزب الله: "بالأمس حصل اعتداء على الضاحية الجنوبية لبيروت، هذا الاعتداء فاقد لأي مبرر...هذا اعتداء سياسي، اعتداء لتغيير القواعد".
وأضاف: "الاعتداء على الضاحية نهار أمس هو لتثبيت قواعد إسرائيلية معينة وميزة هذا الاعتداء أنّه نفّذ بإذن أميركيّ".
وأوضح قاسم: "الأولوية اليوم العمل على الانسحاب الإسرائيلي والإفراج عن الأسرى ونحن في حزب الله نلتزم باتفاق وقف إطلاق النار من دون أي تجاوز وكل العالم يشهد أن لبنان التزم".
وذكر الأمين العام لحزب الله: "نحن في وقت الصعوبة وقفنا وأوقفنا العدو عند حده واضطر للذهاب لوقف إطلاق النار".
وتابع: "إسرائيل تريد السيطرة على لبنان وإقامة مستوطنات فيه والتوطين وإضعاف لبنان وكذلك أميركا تريد"
وقال قاسم: "المقاومة التزمت 100 بالمئة بالاتفاق وأقول لأركان الدولة عليكم الواجب بتأمين الحماية".
وشدد قاسم من جانبه على أن "تحرك الدولة هو تحرك ناعم بوجه الاعتداءات الإسرائيلية ويتوجب على الحكومة اللبنانية أن تتحرك بشكل أوسع".
وأوضح: "ندعم رئيسي الجمهوية والحكومة لوقف الاعتداءات وإعادة الإعمار وبناء الدولة ولن نستمع لمروجي الفتنة".
وذكر قاسم: لدينا 3 أولويات يجب ان نركز عليها وأعني بها أن الدولة والشعب والكل يجب أن يعمل لإنجاز هذه الأولويات لأنها تساعد على استقرار ونهضة ونمو لبنان".
وأشار الأمين العام لحزب الله إلى أن "الدولة تأخرت في إعادة الإعمار وعدم الإعمار يعني استهداف مكون أساسي في البلد".
وأضاف: "بعض المسؤولين يقولون للمبعوثين إننا حاضرون لحصر السلاح في وقت لم يطبق الطرف الآخر ما عليه".