لتخفيف الألم.. علماء يتوصلون لـ طريقة جديدة في التنويم مغناطيسي
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
وجد العلماء طريقة لتسهيل تنويم الأشخاص مغناطيسيًا، وذلك عن طريق نبض موجات كهربائية عبر أدمغتهم.
التنويم المغناطيسي هو حالة متغيرة من الوعي وزيادة الاسترخاء التي تسمح بتحسين التركيز، وقد تم استخدامه لسنوات للمساعدة في الحالات المزمنة مثل الألم العضلي الليفي، حيث يعاني المصابون من ألم شديد عند تحريك أجسادهم.
لكن خيار العلاج، الذي يهدف إلى تغيير كيفية إدراك الشخص للألم من أجل تقليل الأعراض قد فشل بالنسبة للعديد من الذين لم يتم تنويمهم بشكل فعال، ومع ذلك يقول الباحثون الآن في جامعة ستانفورد في كاليفورنيا إنهم 'فكوا الشفرة' لزيادة فرصة تنويم المريض بشكل كبير.
انسى الطيارة.. ابتكار بالونة لنقل البشر بدلا عن التاكسي عجوز يحطم رقما قياسيا في هذا الأمر .. تفاصيلفي دراسة شملت 80 من المصابين بالفيبروميالجيا، تم إطلاق موجات كهربائية على نصفهم في قشرة الفص الجبهي، وهي منطقة في الجزء الأمامي من الدماغ مسؤولة عن معالجة الألم.
وأظهرت النتائج أن المشاركين الذين تلقوا التحفيز الكهربائي كانوا أسهل بكثير في التنويم المغناطيسي، ويعاني حوالي أربعة ملايين من البالغين في الولايات المتحدة من الألم العضلي الليفي، بينما يعاني 51 مليون آخرين من الألم المزمن، وهو الألم الذي كانوا يعانون منه لسنوات دون راحة.
وقد يعاني العديد من هؤلاء البالغين أيضًا من زيادة الوزن أو السمنة، أو اتباع نظام غذائي غير صحي أو عدم ممارسة التمارين الرياضية، ويتم تقديم التنويم المغناطيسي لعدد منهم كعلاج لآلامهم، خلال جلسة التنويم المغناطيسي التي يجريها طبيب نفسي، يتم وصف المرضى على أنهم قد تم نقلهم إلى حالة تشبه النشوة حيث تحسنت لديهم القدرة على التركيز.
يُطلب من المرضى في البداية الاسترخاء وتخيل موقع جميل، مثل الشاطئ أو الجزيرة الاستوائية. خلال الجلسة، يقترح الأطباء النفسيون أن يشعروا بالأحاسيس المرتبطة بهذه المواقع عندما يشعرون بالألم.
ويقول الخبراء إن هذا يساعد على تغيير كيفية إدراك المرضى لإشارات الألم الصادرة عن أجسادهم والاستجابة لها.
تشمل العلاجات الأخرى للفيبروميالجيا مسكنات الألم والعلاج الطبيعي وتغيير نمط الحياة مثل اتباع نظام غذائي أفضل وممارسة المزيد من التمارين الرياضية.
باحثون يقارنون المخ البشري بـ الذكاء الاصطناعي.. والنتيجة صادمة مصمم الذكاء الاصطناعي يندم على اختراعه لـ AI.. تفاصيل
وقال الدكتور نوح ويليامز، وهو طبيب نفسي مشارك في الدراسة: "لقد فوجئنا بسرور بأننا تمكنا، خلال 92 ثانية من التحفيز، من تغيير سمة دماغية مستقرة كان الناس يحاولون تغييرها لمدة 100 عام، ولقد قمنا أخيرًا بفك الكود الخاص بكيفية القيام بذلك".
وأضاف الدكتور أفيك فيرمان، وهو طبيب نفسي مشارك أيضًا في الدراسة: "نحن نعلم أن التنويم المغناطيسي هو علاج فعال للعديد من الأعراض والاضطرابات المختلفة، وخاصة الألم".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التنویم المغناطیسی
إقرأ أيضاً:
اليقظة في وجه الاعتياد
مها الحجري
النفس البشرية، في فطرتها، لم تُخلق لتحمل هذا السيل الجارف من الفواجع والمآسي، إنها تهرب من قسوة الواقع إلى حيلة خفية، تُلبس بها الفظائع ثوب الألفة، لئلا ينكسر القلب تحت وطأة الألم..
ولكن ما تراه النفس راحة قد يكون الفخ الذي تُطفئ فيه جذوة إنسانيتها، فتتبلد مشاعرها، ويخبو غضبها، وتتحول إلى شاهدة باردة على ما لا يجوز أن يُرى إلا بالروح الثائرة.
إنَّ الاعتياد على المآسي هو القيد الذي يكبل الإنسان عن الفعل، فهو يغمس الظلم في كأس مألوفة، حتى لا يعود مرارها يستفز الذائقة ولا يُثير النفوس، ومن هنا كان لزامًا أن نجدد شعورنا بالغضب الشريف، ذاك الغضب الذي يُبقي فينا روح الإنسان الذي لا يرضى الدنية في حق أخيه ولا يقبل السكوت على الفجور في الحق.
ولا تُطلب هذه اليقظة برؤية المشاهد المؤلمة دائمًا، فقد يُثقل ذلك على القلب، وإنما يُطلب تجديد الإحساس عبر التأمل في الحياة كما ينبغي أن تكون حياة الطفل في داره آمنًا بين أهله، وحكايات الذين أحبوا وانتظروا بعضهم سنين وراء قضبان الظلم، وأحلام العائدين الذين حملوا مفاتيح بيوتهم في المنافي كأنها قطع من أرواحهم، في هذه الصور ترى النقيض الجلي لما يفعله الظلم، فيشتعل في قلبك الحزن لا قنوطًا، بل حزنًا يدفعك إلى رفض الاعتياد والمقاومة.
أما مقاومة الاعتياد، فهي مقاومة الموت البطيء للضمير، فهي اليقظة التي تُعيد للروح عنفوانها، وتزرع فيها الإباء الذي لا يرضى بأن يتطبع مع القهر، هي الصرخة التي تُبقيك إنسانًا حيًّا، يرى المأساة في حقيقتها، فيغضب لها غضبًا عاقلًا، ويمتلئ حزنًا شريفًا يُحركه نحو الحق، لا يجعله أسيرًا للألم.
وعلى من يقف بعيدا أن يُبقي عينيه مفتوحتين على الحقيقة، فلا يغض الطرف عن المأساة، ولا يدع الألم ينزلق بين سطور الأخبار كخبرٍ عابر تُطوى صفحته بلا أثر، إن دوي القصف، وأنين الجراح النازفة في غزة، ليس مجرد ضجيج في أذن العالم، بل هو نداءٌ مزلزل للضمائر الحية، يطالبها باليقظة والانتباه، تلك الدماء التي تسيل، لا يجوز أن تُختزل في أرقامٍ تُحصى لتُنسى، بل هي مشاعل تنير لنا الطريق إلى الإصرار على مقاومة الظلم، ورفض الانحناء أمام طغيان القوة.
غزة ليست مكانًا عابرًا في هذا العالم، بل هي فكرة تتجاوز الجغرافيا لتُصبح رمزًا خالدًا للإباء في وجه الطغيان، إنها لوحة إنسانية تتشابك فيها الألوان بين الظلم والأمل، بين الدمار والإصرار، هناك كل حجرٍ يحمل حكاية، وكل طريقٍ يروي قصصًا من التحدي، حيث يُكتب التاريخ بدماء الأبرياء وبصبر من لا يملك إلّا إرادته، غزة هي النداء الصامت الذي لا يحتاج إلى كلمات يُلقي بثقله على الضمائر ليوقظها، هي الامتحان الذي يُظهر من يقف مع الحق ومن يُشيح بوجهه عنه، إنها ليست فقط صراعًا مع آلة الحرب؛ بل مع الزمن الذي يُحاول أن يجعل الألم جزءًا من العادة، لكنها تبقى شاهدة على أنَّ الحق مهما بدا ضعيفًا، يملك من القوة ما يكفي ليصمد.
ليس المطلوب أن تُغرق نفسك في الألم حتى تفقد القدرة على الفعل؛ بل أن تجعل من الغضب نورًا يتقد في داخلك، ومن الحزن قوة تحرك ضميرك، لا تدع الاعتياد يسلبك إنسانيتك، فإنَّ الغضب الواعي هو الذي يُحيي القلوب، والحزن النبيل هو الذي يجعلنا نرفض الظلم ونقاوم الطغيان، كُن كالنار التي لا تكتفي بالاحتراق؛ بل تُنير الطريق أمام السائرين نحو الحق.