أحدثت عملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر من العالم الماضي، شرخا في حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو، وما صاحبها من اتهامات متبادلة بين نتنياهو من جانب وأجهزة الاحتلال العسكرية والأمنية عن الإخفاق في التصدي لعملية «طوفان الأقصى».

ومنذ عملية «طوفان الأقصى»، تعرضت حكومة الاحتلال الإسرائيلي اليمينية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو لحملة انتقادات واسعة في الأوساط الإسرائيلية، جراء فشلها في التنبؤ المسبق بالعملية.

وكان آخر ما نتج عن عملية «طوفان الأقصى»، في زيادة الشرح في حكومة الاحتلال الإسرائيلي برئاسة بنيامين نتنياهو، ما أعلنه الأخير، اعتزامه اقتراح قانون يخضع جميع الوزراء الذين يشاركون في اجتماعات أمنية أو في مجلس الوزراء لاختبار يكشف الكذب، وفقا لما ذكرته شبكة «روسيا اليوم» الإخبارية الروسية.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية، قالت في وقت سابق، إن خلافات جديدة نشبت بين وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي ورئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي حول تشكيل لجنة تحقيق داخلية في أداء جيش الاحتلال خلال عملية «طوفان الأقصى».

نتنياهو: برلمان الاحتلال يعاني من طاعون التسريبات 

وقال رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال جلسة لمجلس الوزراء، إن برلمان الاحتلال «الكنيست» يعاني من طاعون التسريبات،  مشيرا إلى أن القانون، يجب أن يمر لأنه غير مستعد للاستمرار على هذا النحو.

وكان نتنياهو، في محاولة للتستر على فشله في التصدي لعملية «طوفان الأقصى»، كان يلقي باللوم على الجهاز الأمني، فيما يتعلق بالعملية الفلسطينية، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية بينها صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية حول الأمر، إن اتهامات رئيس حكومة الاحتلال، تأتي في ظل رفض وزير الجيش يوآف جالانت، وبيني جانتسورفضهما تحميلها مسؤولية الفشل في التصدي للعملية ودعمهما للمؤسسة الأمنية 

توترات داخلية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي

وفي 4 يناير الجاري، وقعت مشادة كلامية وصراخ بين وزراء إسرائيليين وهاليفي، بعد أن قرر الأخير تشكيل لجنة للتحقيق في الإخفاقات التي حدثت في التصدي لعملية «طوفان الأقصى» التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية في 7 أكتوبر من العام الماضي، عند مهاجمة مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في غلاف غزة، وفقا لما ذكرته إذاعة «مونت كارلو» الدولية الفرنسية.

وأظهرت المشادة الكلامية، التوترات الداخلية في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، فيما استمرت سلسلة الخلافات مستمرة بين  نتنياهو ووزير جيش الاحتلال الإسرائيلي يوآف جالانت. 

وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، بعث أكثر من 100 من كبار المسؤولين برسالة إلى هاليفي، على خلفية العاصفة التي اندلعت داخل المجلس الوزاري الإسرائيلي الموسع، بين هاليفي و4 من وزراء حكومة نتنياهو بشأن قراره الخاص بتشكيل فريق متخصص للتحقيق في عملية «السيوف الحديدية»، بما فيها إخفاقات 7 أكتوبر الماضي.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: طوفان الأقصى عملية طوفان الأقصى حكومة نتنياهو رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة كنيست الاحتلال الإسرائيلي وزير جيش الاحتلال نتنياهو فی حکومة الاحتلال الإسرائیلی بنیامین نتنیاهو طوفان الأقصى فی التصدی

إقرأ أيضاً:

إيران وحـماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى.. فَـخْـرُ مسار.. كتاب جديد

صدر في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2024 عن مركز الجزيرة للدراسات كتاب بعنوان "إيران وحماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى"، من تأليف الدكتورة فاطمة الصمادي، الباحثة الأولى في المركز والمتخصصة في الشؤون الإيرانية. يستعرض الكتاب تطور العلاقة بين إيران وحركة حماس منذ نشأتها، مسلطًا الضوء على المحطات الرئيسية والأزمات التي مرت بها، بالإضافة إلى العوامل الإقليمية والدولية المؤثرة فيها، وصولًا إلى الأحداث الراهنة.

يتناول الكتاب المراحل المختلفة للسياسة الإيرانية تجاه فلسطين، بدءًا من أواخر العهد القاجاري، مرورًا بالمرحلة البهلوية، وصولًا إلى ما بعد الثورة الإسلامية عام 1979. كما يخصص فصلًا لعملية "طوفان الأقصى" والقراءات الإيرانية لها، ومواقف أطراف محور المقاومة، بما في ذلك دور جماعة أنصار الله (الحوثيين)، مع التركيز على مبادئ الاستراتيجية الدفاعية الإيرانية.

تعتمد المؤلفة في سردها على مراجع مكتوبة وشهادات ومقابلات أجرتها على مدى سنوات، مما يضفي عمقًا على التحليل المقدم. يستعرض الكتاب أيضًا مواقف شخصيات إيرانية بارزة، مثل آية الله كاشاني وآية الله الخميني، من القضية الفلسطينية قبل الثورة الإسلامية، وكيف أثرت هذه المواقف في تحويل القضية الفلسطينية إلى محور في السياسة الخارجية الإيرانية.

بالإضافة إلى ذلك، يناقش الكتاب الأزمات التي واجهت العلاقة بين حماس وإيران، خاصة بعد اندلاع الثورة السورية عام 2011، ودور شخصيات مثل قاسم سليماني في إعادة بناء هذه العلاقة. كما يسلط الضوء على موقف بعض الدول العربية من هذه العلاقة، وكيف أدى ذلك إلى توجه حماس نحو إيران لتعزيز موقفها الإقليمي.

يقدم الكتاب تحليلًا معمقًا للخلفيات السياسية والدينية التي شكلت العلاقة بين إيران وحماس، مستعرضًا التحديات والمصالح المشتركة التي أسهمت في تطورها.

أوّل ما شاهدتُ كتاب "إيران وحماس؛ من مرج الزّهور إلى طوفان الأقصى" معروضا على رفّ المكتبة تساءلت: لماذا جعلت الكاتبة مبتدأ بحثها من "مرج الزّهور"، لا بدّ أنّ وراء ذلك سرّا؟ ولأنّ هذا الحدث عزيزٌ إلى قلبي، ولي معه ذكريات حميمية يوم كنتُ تلميذا في الإعدادي لا أزال، ويأبى دفؤها أنّ يخمد إلى حدود السّاعة، بالإضافة إلى أنّني أريد أن أفهم "هذه العلاقة" ـ وأنا في مرحلة النّضج ـ بين حركة مقاومة ودولة يجمعهما الكثير ـ حسب تقديراتي ـ ويفرّق بينهما الأكثر! ومما زاد من تشجيعي معرفتي بالكاتبة فاطمة الصّمادي؛ فقد سبق أن تابعتُ حواراتها وتحليلاتها على شاشة قناة الجزيرة، وعلمي أنّها من الباحثين العرب القليلين المُتخصّصين في الشّأن الإيراني.

 قرأته سريعا، فهو "جذّاب وممتع"، الأهم أنّه مفيد جدا سواء للقارئ المتخصّص أو للمتابع العادي، وهو يندرج ضمن ما يُسمّى بـ"التاريخ الرّاهن"، والتأليف في هذا النّوع من الكتابة التاريخية مثير للمشاكل، وهناك مِن المؤرّخين والنّقاد مَن يرفض الاعتراف به ضمن دائرة التّاريخ. ولوعي الباحثة بهذا الإشكال ـ وجوهره هو مسألة الوثيقة ـ  فإنّها عملت على سدّ كل المداخل التي يمكن أن يتسلّل المعارضون إلى متنها وتفجيره من الداخل؛ فقد حسمت أمرها منذ البداية، ومن ثمّ فهي لم تتكلم سوى بالوثائق.

الجميل في الكتاب أنّ عموم القُرّاء، ممن هم في سنّ الخمسين فما فوق، سيفرحون به لأنّ الكاتبة استطاعت أن تجمع لهم كلّ ما عاشوه وتابعوه وتهمّموا به، وربّما جمعوا وثائقه ورتّبوها، ووضعته لهم في خطّه الزمني وسياقه السياسي وكشفت لهم عن خلفياته والمؤثرين فيه والكثير مما كان متواريا زمن حدوثه.يوثّق الكتاب بشكل دقيق للعلاقة بين حركة حمـاس وإيران، وكذا لمواقف كل الدول العربية غير الرّاضية عن هذه العلاقة، ويفسّر البدايات والمنعرجات. ويقف مطوّلا عند العُقد والأزمات.

الجميل في الكتاب أنّ عموم القُرّاء، ممن هم في سنّ الخمسين فما فوق، سيفرحون به لأنّ الكاتبة استطاعت أن تجمع لهم كلّ ما عاشوه وتابعوه وتهمّموا به، وربّما جمعوا وثائقه ورتّبوها، ووضعته لهم في خطّه الزمني وسياقه السياسي وكشفت لهم عن خلفياته والمؤثرين فيه والكثير مما كان متواريا زمن حدوثه.

مصادر الكتاب متنوّعة جدا؛ كتب، رسائل، تسجيلات، سجلّات، وثائق شخصية، مقالات، تصريحات،... ولكنّ أحسنها على الإطلاق هي تلك الحوارات الكثيرة التي أجرتها الباحثة مع الفاعلين الأساسيين من الجانبين، خاصة الصّف الأوّل من مسؤولي حركة حماس، والكثير منهم اليوم شهداء عند ربّهم.

الكتاب يثبتُ بالدّلائل، الوقائعية قبل النظرية، أن القرار السياسي عند حماس يتمتّع بمساحة واسعة جدا من الاستقلالية، بل بكلّ الاستقلالية، وسيظهر هذا جليّا في الكثير من العُقد التي انفجرت في وجهها أثناء مسارها سواء مع إيران أو مع سوريا أو مع الكثير من دول الخليج، وحينها كانت دائما تفضّل التواري، أو الصّمت، أو المغادرة، على أن تفقد هذا العنصر المهم الذي يمنحها القوة والمصداقية لدى الجميع، سواء كانوا أصدقاء أو خصوم حتى أعداء.

وقد أهدت الباحثة مجهودها إلى "غزّة العزّة... إلى شهدائها، أطفالها، ونسائها، ورجالها، وشجرها، وحجرها"، مما يؤكّد أنها لا تصدر في بحثها عن انشغال عقلي أكاديمي "موضوعي" فقط، بل تضع نفسها في حَمّارَة ما يجري، عقلا وعاطفة.

يقع الكتاب في 380 صفحة، وهو مقسّم، بالإضافة إلى مقدّمة وخاتمة وملاحق ولائحة بالمصادر والمراجع، إلى ثلاثة أقسام، ينضوي تحتها تسعة فصول:

1 ـ إيران وفلسطين في نهاية العهد القاجاري

2 ـ غيران وفلسطين في العهد البهلوي

3 ـ الجمهورية الإسلامية والقضية الفلسطينية.

4 ـ الجمهورية الإسلامية والمقاومة الفلسطينية؟

5 ـ إيران وحماس: الدولة والحركة.

6 ـ نشأة الحركة وتطوّرها.

7 ـ أزمات تهدد العلاقة.

8 ـ العودة إلى سوريا.

9 ـ طوفان القصى: هل خذل محور المقاومة حركة حماس؟

أما سؤالي الأوّل فقد وجدتُ إجابته هناك وبشكل مقنع، فلم يكن "مرج الزّهور" حدثا عاديا، بل كانت ـ بحق ـ واقعة مفصلية في تاريخ القضية الفلسطينية.

بعد انتهائي من قراءة الكتاب خرجتُ ممتلئا حبورا؛ فقد حقّق لي إشباعا كاملا، ولم يعد لي شكّ أبدا بأنّ هذه الأمّة خصبة ولّادة؛ فرجال المقاومة؛ عسكريين وسياسيين، يمتلكون وعيا وقلبا ورؤية وأفقا وقوّة ما يجعلهم نماذج كاملة للتّربية والتكوين والممارسة حاضرا ومستقبلا. 

*كاتب من المغرب

مقالات مشابهة

  • الاحتلال: اعتراض مسيرة انطلقت من اليمن قبل وصولها المجال الجوي الإسرائيلي
  • تدشين المرحلة السادسة للدورات المفتوحة ”طوفان الأقصى” في مديرية المنيرة بالحديدة
  • لابيد يرفض المشاركة بلجنة يسعى نتنياهو لتشكيلها للتحقيق في أحداث 7 أكتوبر
  • مسير لـ 3000 آلاف من خريجي دورات طوفان الأقصى في جبل راس بالحديدة
  • النيابة العامة الإسرائيلية: نتنياهو متورط بشكل واضح في قضية الرشوة
  • الوضع الإنساني في غزة يتفاقم.. و"حيلة جديدة" لإسرائيل
  • مسير لخريجي دفعة من الدورات المفتوحة “طوفان الأقصى” في مديرية الزيدية بالحديدة
  • العدو الإسرائيلي يعترف مجدداً بفشله في التصدي للضربات اليمنية
  • إيران وحـماس: من مرج الزهور إلى طوفان الأقصى.. فَـخْـرُ مسار.. كتاب جديد
  • في الجنوب.. عملية جديدة نفذها الجيش الإسرائيلي