يقترب شهر رجب المحرم، ويتساءل الكثيرون: هل الدعاء مستجاب في أول ليلة من شهر رجب؟، ومتى موعد رؤية هلال رجب؟، وهي أسئلة نجيب عنها في التقرير التالي.

الدعاء في رجبهل الدعاء مستجاب في أول ليلة من شهر رجب؟

شهر رجب هو أحد الأشهر الحرم الأربعة التي ورد ذكرها في القرآن الكريم وبينتها السنة النبوية المطهرة، ومع إعلان دار الإفتاء المصرية الخميس المقبل موعدًا لإعلان رؤية هلال شهر رجب 2024، بقي أن نعلم أن الإعلان الفلكي ليس هو الحسم في المسألة كون الرؤية الشرعية ما أعلنته دار الإفتاء بصفتها الجهة المخول لها إعلان دخول أول ليلة من شهر رجب.

ووفقًا للحسابات الفلكية فإن أول ليلة من شهر رجب 1445 هي ليلة السبت 13 يناير 2024، والتي يحين وقتها مع غروب شمس يوم الجمعة المقبل وحتى فجر السبت، فـ هل الدعاء مستجاب في أول ليلة من شهر رجب؟، تقول دار الإفتاء في بيان ذلك إن الله تعالى قد خص بعض الليالي والأيام بمزيد فضل وبركة؛ تشجيعًا للناس على الطاعة، ورغبة في إيصال الرحمة والثواب إليهم؛ فهناك بعض الليالي يستحب إحياؤها بالعبادات وفعل الخيرات، وقد نص العلماء على هذه الليالي، وهي: ليلة القدر، وليلة عيد الفطر، وليلة عيد الأضحى، وليالي العشر من ذي الحجة، وليالي العشر الأواخر من رمضان، وليلة النصف من شعبان، وليلة عرفة، وليلة الجمعة، وأول ليلة من رجب.

المراد في الشريعة الإسلامية بإحياء الليلة هو قيامها وطاعة الله فيها؛ قال العلامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 56، ط. دار الكتاب الإسلامي): [والمراد بإحياء الليل: قيامه] اهـ.

دعاء قدوم شهر رجب.. ردد هذه الكلمات في أول أيامه دعاء هلال شهر رجب .. احرص على 10 كلمات

وقد نصَّ كثير من العلماء على أنَّ هناك بعض الليالي على مدار العام يُندب للمسلم قيامها؛ لما لها من فضل عند الله تعالى؛ قال العلامة ابن نجيم الحنفي في "البحر الرائق" (2/ 56-57): [ومن المندوبات: إحياء ليالي العشر من رمضان، وليلتي العيدين، وليالي عشر ذي الحجة، وليلة النصف من شعبان، كما وردت به الأحاديث، وذكرها في "الترغيب والترهيب" مفصلة.. وظاهره الاستيعاب، ويجوز أن يراد غالبه. ويكره الاجتماع على إحياء ليلة من هذه الليالي في المساجد؛ قال في "الحاوي القدسي": ولا يصلى تطوع بجماعة غير التراويح، وما روي من الصلوات في الأوقات الشريفة؛ كليلة القدر، وليلة النصف من شعبان، وليلتي العيد، وعرفة، والجمعة، وغيرها، تصلى فرادى] اهـ.

وقال العلامة القليوبي الشافعي في "حاشيته على شرح الجلال المحلي على منهاج الطالبين للإمام النووي" (1/ 310، ط. مصطفى الحلبي): [(تتمة): يُندَب إحياء ليلتي العيدين بذكر أو صلاة، وأولاها صلاة التسبيح. ويكفي معظمها، وأقله صلاة العشاء في جماعة، والعزم على صلاة الصبح كذلك. ومثلهما: ليلة نصف شعبان، وأول ليلة من رجب، وليلة الجمعة؛ لأنها مَحالُّ إجابة الدعاء] اهـ.

وقد ذكر شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في "تفسيره": [أن إحياء ليلة النصف من شعبان يكفر ذنوب السنة، وليلة الجمعة تكفر ذنوب الأسبوع، وليلة القدر تكفر ذنوب العمر كله] اهـ. نقله عنه الزبيدي في "إتحاف السادة المتقين" (3/ 427، ط. الميمنية).

ماذا كان يقول الرسول في شهر رجب؟

شهر رجب فهو أحد الأشهر الحُرُم التي ذكرها الله عَزَّ وجَلَّ في مُحكم التنزيل؛ حيث قال تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ﴾ [التوبة: 36]، وهذه الأشهر هي: ذو القَعدة، وذو الحِجة، والمُحَرَّم، ورَجَب.

وبينت السنَّة المطهرة فضل هذه الأشهر الحرم؛ حيث روى الإمامان البخاري ومسلم عن أبي بكرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الزَّمَانَ قَدِ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ؛ ثَلاَثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو الْقَعْدَةِ وَذُو الْحِجَّةِ وَالْمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِى بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ». وهذه الأشهر الحرم هي أشرف الشهور، بالإضافة إلى شهر رمضان، وهو أفضلها مطلقًا. انظر: "حاشية الشرقاوي على التحرير" (1/ 426، ط. دار إحياء الكتب العربية، فيصل الحلبي).

ومما قاله الرسول في شهر رجب: « اللهمَّ بارِكْ‏ لَنا فِي‏ رَجَبٍ‏ وَ شَعْبانَ، وَ بَلِّغْنا شَهْرَ رَمَضانَ، وَ أَعِنَّا عَلَى الصِّيامِ وَ الْقِيامِ، وَ حِفْظِ اللِّسانِ، وَ غَضِّ الْبَصَرِ، وَ لا تَجْعَلْ حَظِّنا مِنْهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ».

الذكر والدعاءما هو دعاء أول رجب؟

ومن دعاء شهر رجب، ورد في الحديث الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم بلغنا بارك لنا في رجب وشعبان وبلغنا رمضان ويستحب للمسلم أن يقوم بأداء ركعتين ويدعوا الله فيهما بما يشاء من قضاء الحوائج وتسهيل الأمور وغيره.

اللّهُمّ زيّنّي فيه بالسّتر والعفاف واستُرني فيه بلباس القُنُوع والكفاف واحملني فيه على العدل والإنصاف وآمنّي فيه من كُلّ ما أخاف بعصمتك يا عصمة الخائفين

ومنه ما يقوله المسلم عند رؤية الهلال: «اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله» قال الترمذي: حديث حسن.

وقد روي أيضًا في مسند الدرامي عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رأى الهلال قال:  الله أكبر، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والتوفيق لما تحب وترضى.

اللهم لا تكلني إلى أحد، ولا تحوجني إلا أحد، واغنني عن كل أحد، يا من إليه المستند، وعليه المعتمد، وهو الواحد الفرد الصمد، لا شريك له ولا ولد، خذ بيدي من الضلال إلا الرشد، ونجني من كل ضيق ونكد .

اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله، وإن كان في بطن الأرض فأخرجه، وإن كان بعيدًا فقربه، وإن كان عسيرًا فيسره، وإن كان قليلًا فأكثره وبارك فيه برحمتك يا أرحم الراحمين.

حكم صيام شهر رجب كاملا ؟

قالت دار الإفتاء إن صوم شهر رجب كاملًا جائزٌ شرعًا ولا حرج فيه، ولا إثم على من يفعل ذلك. وذكر الحافظ ابن الصلاح في "فتاويه" (ص: 80، ط. مكتبة العلوم والحكم): أنَّ من صام رجب كله لم يُؤَثِّمْهُ بذلك أحد من علماء الأمة.

وشنَّع العلامة ابن حجر الهيتمي على من ادَّعى تحريم صيام رجب في "الفتاوى الفقهية الكبرى" (2/ 53-54، ط. المكتبة الإسلامية)؛ حيث سئل رحمه الله تعالى عن ذلك، فقال: [أمَّا استمرار هذا الفقيه على نهي الناس عن صوم رجب فهو جهلٌ منه وجزاف على هذه الشريعة المطهرة، فإن لم يرجع عن ذلك وإلا وجب على حُكّام الشريعة المطهرة زجره وتعزيره التعزير البليغ المانع له ولأمثاله من المجازفة في دين الله تعالى، وكأن هذا الجاهل يغترُّ بما رُوِي من أنَّ جهنَّم تُسَعَّر من الحول إلى الحول لصوام رجب، وما درى هذا الجاهل المغرور أن هذا حديث باطل كذب لا تحلّ روايته، كما ذكره الشيخ أبو عمرو بن الصلاح، وناهيك به حفظًا للسنة وجلالة في العلوم] اهـ.

ثم نقل فتوى سلطان العلماء العز بن عبد السلام في الرد على ما نُقِل عن البعض في المنع من صيام رجب؛ فقال: [سئل رحمه الله تعالى عما نقل عن بعض الْمُحَدِّثين مِن مَنْع صوم رجب وتعظيم حرمته، وهل يصحّ نذر صوم جميعه؟ فقال في جوابه: نذر صومه صحيح لازم يتقرب إلى الله تعالى بمثله، والذي نهى عن صومه جاهلٌ بمأخذ أحكام الشرع، وكيف يكون منهيًّا عنه مع أن العلماء الذين دونوا الشريعة لم يذكر أحد منهم اندراجه فيما يكره صومه؟! بل يكون صومه قربة إلى الله تعالى؛ لما جاء في الأحاديث الصحيحة من الترغيب في الصوم؛ مثل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَقُولُ اللهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ، إِلَّا الصَّوْمَ»، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَخَلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ»، وقوله: «إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ الصِّيَامِ صِيَامَ أَخِي دَاوُدَ؛ كَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا» وكان سيدنا داود عليه السلام يصوم من غير تقييد بما عدا رجبًا من الشهور، ومن عظم رجبًا بجهة غير ما كانت الجاهلية يعظمونه به فليس مقتديًا بهم، وليس كل ما فعلوه منهيًّا عن فعله، إلا إذا نهت الشريعة عنه، أو دلت القواعد على تركه، ولا يترك الحق لكون أهل الباطل فعلوه، والذي يَنْهَى عن صومه جاهل معروف بالجهل، ولا يحلُّ لمسلم أن يقلِّده في دينه؛ إذ لا يجوز التقليد إلا لمن اشتهر بالمعرفة بأحكام الله تعالى وبمآخذها، والذي يضاف إليه ذلك بعيدٌ عن معرفة دين الله تعالى، فلا يقلد فيه، وَمَنْ قَلَّدَهُ غُرَّ بِدِينِهِ] اهـ

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: شهر رجب شهر رجب 2024 صلى الله علیه دار الإفتاء الله تعالى وإن کان بعض ال

إقرأ أيضاً:

حكم استعمال البخور ليلة الجمعة ؟

حكم استعمال البخور يوم الجمعة؟، يبادر الكثيرين إلى استعمال البخور وفتح النوافذ يوم الجمعة بدافع التبرك والتطهير، وفي سؤال ورد إلى شيخ محمود شلبي أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية قال سائل: ما حكم استخدام البخور وفتح النوافذ يوم الجمعة؟

حكم استعمال البخور ليلة الجمعة

قال أمين الفتوى خلال البث المباشر عبر الصفحة الرسمية للدار، إن البخور يوم الجمعة شيء طيب والإنسان في أغلب أحواله يجب أن تكون رائحته طيبة والبخور من الروائح الطيبة ولا مانع منها سوى كان يوم الجمعة أو أي يوم آخر.

وأضاف أمين الفتوى: “أما فتح النوافذ فهو أمر يرجع لأهل المنزل والأمر لايحتاج إلى فتوى، ولا يحتاج لكلمة حلال أو حرام وهو من الأمور المباحة”.

أفضل أعمال يوم الجمعة وليلتها

ويعد من أفضل أعمال يوم الجمعة أو ما يعرف مستحبات يوم الجمعة والتي أوصى بها رسول الله –صلى الله عليه وسلم-  لاغتنام عظيم فضل يوم الجمعة، حيث إن أعمال يوم الجمعة تكون سببًا في أن يغفر الله تعالى بها ذنوب الأسبوع.

كما يعد الحرص على  أعمال يوم الجمعة من مكفرات الذنوب الأسبوعية أي تغفر الذنوب من الجمعة إلى الجمعة، ومن هنا ينبغي معرفة أعمال يوم الجمعة والحرص عليها امتثالًا لسُنة النبي –صلى الله عليه وسلم- فمنها أيضًا:

1. قراءة سورة الكهف في ليلته أو في نهاره، ومن قرأها أنار الله له ما بين الجمعتين.
2. قراءة سورة المنافقين أو الجمعة، أو الأعلى، أو الغاشية، أو ما تيسّر منهما أثناء الصلاة كما كان يفعل رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.
3. قراءة كل من سورة الدخان، ويس في الليل، فمن فعل ذلك غفر الله له ذنبه.
4. الإكثار من الصلاة على النبي -عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-.
5. التبكير في الخروج إلى صلاة الجمعة، فكلّما بكّر المسلم في الذهاب إلى المسجد يوم الجمعة بقصد أداء الصلاة، تضاعف أجره.
6. قراءة سورة الكافرون، وسورة الإخلاص في صلاة المغرب.
7. الاغتسال، وتقليم الأظافر، والتطيب، ولبس أفضل الثياب.
8. الإكثار من الدعاء، سواء بالأدعية المأثورة من القرآن والسنة، أو بأي دعاء آخر مع الإكثار من الحمد، والتهليل، والتسبيح والابتهال، وإجلال الله عزّ وجل، والصلاة على نبيه الكريم.

مقالات مشابهة

  • حكم استعمال البخور ليلة الجمعة ؟
  • أفضل الأدعية في فجر الجمعة.. «اللهم إني وكلتك أمري»
  • دعاء عظيم ليوم الجمعة.. كن موقنا بالإجابة
  • تأملات قرآنية
  • دعاء ساعة الاستجابة يوم الجمعة
  • أفضل الأدعية المستجابة في العمرة: دعاء المخلصين لربهم
  • بـ50 دعاء لشفاء الأم مستجاب تنتهي آلامها وأوجاعها.. ردده بعد صلاة العشاء
  • ما يقال بعد صلاة المغرب.. 11 دعاء أوصى بها النبي ويغفله كثيرون
  • أزهري ينصح بترديد دعاء الرسول وقت الأزمات.. «يجلب الطمأنينة ويفك الكرب»
  • حتى يكون الدعاء مستجاب.. داعية يكشف عن كلمات نبوية مأثورة