د.حماد عبدالله يكتب: النجاح والازدهار "ممكن" !!
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
نمتلك فى بلادنا المحروسة "مصر" كل عناصر النجاح –نمتلك كل أدوات الإزدهار –ونمتلك الإرادة فى التغيير –كما نمتلك مركزًا متقدمًا فى الدول التى تعانى من البطالة ومن الفقر (وهذا معلن) –ونمتلك قوى الضغط السياسى –الداخلى من المعارضة –سواء كانت أحزاب (بلا قوام) شعبى أو جماعة محظورة –تلتحف بالدين –وتسعى لقلقلة الإستقرار تحت دعوى إمتلاكنا لهذه الأفات الإجتماعية والإقتصادية فى الوطن.
ولعل الإدارة أو الحكومات الرشيدة هى الحل الأمثل لحل هذه المعادلة الصعبة فى نظر (قصيرى النظر) حيث أن مثقفى هذا الوطن يعلمون بأن المعادلة طبيعية وسهل حلها فقط بإدارة رشيدة لشئون وعناصر الحياة فى المحروسة..
نحن نحتاج إلى إدارة تنفيذية تقترب من فكر وثقافة شعب مصر –إدارة تنفيذية لديها مبادىء فى السياسة العامة –إدارة تنفيذية تمتلك أدوات الإدارة الإجتماعية والإقتصادية والصحية والتعليم والسكان –أدوات علمية –مع إنتماء قوى للطبقة الأوسع إنتشارًا فى الوطن –هى طبقة شعب مصر الكادح المكافح الباحث عن الرزق وعن التفوق وعن الإبداع –لا يمكن التخيل بأن الأصول الرأسمالية لوطن مثل مصر –شعب يقترب من 110 مليون نسمة وثقافة وحضارة قديمة –وشباب (زى الفل) –يمكن توجيهه إلى خير الوطن –وتعليمه بأحدث أساليب العلم فى العالم (من حيث إنتهى الأخرون) وليس من حيث سميت الحكومة نفسها بحكومة إليكترونية (أسف) ولدينا متسع من المشروعات الوطنية الكبرى –وهى ماكان يطلق على أقل من إحداها حجمًا بالمشروع القومى –لدينا طاقة بشرية محترمة –لم تشغل ولم توجه التوجيه الصحيح –كما أن تمتع موقعنا الجغرافى وما تتضمنه أرض مصر من بحار (أبيض وأحمر) وبحيرات (برلس والبردويل والمنزلة وبحيرة السد العالى ) ونهر عظيم من أطول أنهار العالم –ومخزون مياه جوفية لم يتحدد لليوم حجمه أو مخزونه الإستراتيجى –وأراضى شاسعة –لم يستغل منها أكثر من 5% من مسطح أرض مصر... ومناخ معتدل لا يحمل مفاجأت ولم ندخل فى أحزمة براكين أو زلازل أو عواصف -ومخزون حضارى قديم –أو يرجع لظهور الإنسان الأول على الأرض مع حضارة العالم الأولى (الفرعونية) ومهبط رأس سيدنا موسى عليه السلام ومهبط أسرة المسيح عليه السلام (وجند الله والإسلام فى الأرض من مصر) وزوجة الرسول عليه السلام أم إبراهيم من صعيد مصر –وسبقتها السيدة هاجر زوجة سيدنا إبراهيم الخليل عليه أفضل السلام –أبو الإنبياء... كل هذا وذاك وتلك وهى ممتلكات هذا الوطن –قديمًا وحديثًا ومستقبلًا –ماذا ينقص مصر –لكى تنجح وتزدهر –أعتقد هى الإدارة الرشيدة للوطن !!
أ.د/حمــاد عبد الله حمـــاد
Hammad [email protected]
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
محمود الجارحي يكتب: حكاية العقيد ساطع النعماني.. فقد بصره لحماية الوطن
أشهر طويلة، أيام وليال قضاها سابحا في غيبوبته أو بين خراطيم المحاليل والأكسجين، مستسلما لمشارط الجراحة وأنامل الجراحين التي تسابق الزمن كي تعيد الرجل من حافة النهاية إلى أحضان أسرته ومحبيه، الأشهر والأيام والليالي التي غيّبت فيها العقيد ساطع النعماني، نائب مأمور قسم بولاق الدكرور، رصاصة إخوانية عن الوعي والإدراك بالحياة لم تفت في عزيمة الرجل، الذي بدا واثقا ومثابرا وممتنا وهو ينحني في مطار القاهرة ليسجد شكرا لله على عودته إلى بلده يوم الخميس 18 سبتمبر 2014.
العقيد ساطع النعماني هو هذا الشخص الذي ظهر يوم الأربعاء 29 يوليو 2015، ظهر في أكاديمية الشرطة أثناء حفل تخريج دفعة جديدة لطلاب كلية الشرطة، وصافحه الرئيس عبدالفتاح السيسي وقبّل رأسه، في مشهد مؤثر بالأكاديمية، وذلك بعد أن فقد النعماني بصره أثناء التصدي لعناصر الإخوان الإرهابية في أحداث «مذبحة بين السريات» يوم 2 يوليو عام 2013.
فى 19 سبتمبر 2014.. التقيت العقيد ساطع النعماني في منزله بمنطقة مساكن منتصر بشارع الهرم، القائد المكلف بفض اشتباكات عناصر الإخوان الإرهابية، في منطقة بين السرايات يوم 3 يوليو 2013.. بعد أن أطلقوا النار بشكل عشوائي على عدد من رواد المنطقة، وأُصيب برصاص الإخوان آنذاك، ما تسبب في فقدانه البصر، وبعدها سافر إلى خارج البلاد بتعليمات من الرئيس السيسي لتلقي العلاج، وعاد مرة أخرى بعد قرابة 9 أشهر من العلاج إلى أرض الوطن.
قال لي يومها: «أنا كنت ميت في الوقت ده بس كنت فرحان إني هموت شهيد.. ونحمد ربنا إنه كتب لي عمر جديد ونجاني من الموت، بفضل دعاء أمي ومراتي وابني ياسين، دعاهم هو اللي نجاني من الموت، فأمي أحسن أم في الدنيا كلها عشان كده أول ما وصلت المطار وسمعت صوتها، جريت عليها وبوست رجليها».
أتذكر سنة تخرجي من كلية الشرطة، واحتفال الأهل بنا 1992، وما زلت أذكر أول عمل لي في الإدارة العامة للعمليات الخاصة، وعملت بها 4 أعوام، الحديث - للعقيد ساطع النعماني، وكان آنذاك اللواء أشرف عبدالله رئيس إدارة العمليات الخاصة، «فاكر بالظبط واقعة كنا هنموت فيها أنا وزمايلي في الإدارة، كنا في مهمة للقبض على 7 عناصر من المسجلين خطر فى محافظة المنيا، واشتبكنا معاهم، وبعد تبادل إطلاق الرصاص، تمكنا من قتل المتهمين، واقتربنا للتمشيط، وفوجئنا بأحد المتهمين، يحتضن قنبلة كبيرة الحجم، وكان بيحاول يفجرها، بس الحمد لله ربنا أكرمنا وقتلناه قبل التفجير بدقيقة، كانت من أخطر المأموريات خلال 4 سنوات عمل ليا فب إدارة العمليات الخاصة، وبعدها انتقلت إلى مديرية أمن الجيزة، قضيت فيها باقي الخدمة، بدأت معاون نظام، ثم ضابطا في الإدارة العامة للمباحث، ثم معاون مباحث لقسم الدقي، ورئيسا لمباحث المرور لمدة عام، ثم رئيس مباحث ترحيلات الجيزة، ورئيس حرس محكمة جنوب الجيزة، وأخيرا نائبا لمأمور قسم بولاق الدكرور منذ 4 سنوات، حتى يوم «مجزرة بين السرايات».
أصعب موقف - كما حكى لي العقيد ساطع النعماني كان يوم 3 يوليو 2013: «كنت في مكتبي بقسم شرطة بولاق الدكرور، وكان كل الضباط في حالة تأهب بعد اعتصام تنظيم الإخوان الإرهابي في ميداني النهضة ورابعة العدوية عقب ثورة 30 يونيو، وقتها شاهدت خطاب الرئيس المعزول محمد مرسي الذي ردد فيه كلمة (الشرعية) عدة مرات، وقال نص(دمي يسيل فداء الشرعية) هذه الجملة أعتقد أنّها كانت إشارة لما حدث في هذا اليوم، بعد مرور نحو 5 دقائق سمعنا إطلاق نار كثيف أعلى كوبري ثروت، وتجمع معظم أهالي المنطقة أمام القسم وطلبوا مني التدخل لحمايتهم من الإخوان الذين اعتلوا جامعة القاهرة وأطلقوا الرصاص بطريقة عشوائية عليهم، وكان في ذلك الوقت اعتصام للإخوان في ميدان النهضة ومحيط جامعة القاهرة، وعلى الفور انتقلت إلى مكان إطلاق الرصاص أعلى كوبري ثروت، وهناك وعقب وصولي شاهدت تجمعات للأهالي وحالة من الفوضى في المنطقة وإطلاق نار كثيف من ناحية جامعة القاهرة، وبدأت أنا والقوات محاولة السيطرة على الأوضاع، واتصلت بمدير مباحث الجيزة آنذاك، اللواء محمود فاروق وقتها، وأخبرته بالأحداث التي تقع في المنطقة وأخبرته أيضا أنّ عددا من الجماعة الإرهابية اعتلوا أسطح جامعة القاهرة ويطلقون الرصاص على منطقة بين السرايات بطريقة عشوائية ويستخدمون أسلحة قنص موجهة بالليزر لقتل الأهالى ورجال الشرطة.. أُصبت بعد 10 دقائق بطلقة في الوجه أفقدتني الوعي، وجرى نقلي إلى مستشفى الشرطة بالعجوزة، دخلت العناية المركزة لعدة ساعات ولكن لم يتمكن الأطباء من إسعافي، وفي الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، جرى نقلي بطائرة خاصة للعلاج في أحد المستشفيات بسويسرا، بعد أن أصدر الرئيس عبدالفتاح السيسي واللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية آنذاك، قرارا بعلاجي خارج البلاد، ووهذا جميل لن أنساه للرئيس السيسي، وبعد شهور علاج، وصلت إلى مطار القاهرة، سجدت على الأرض عشان أحمد ربنا إني رجعت تاني لمصر، بلدي، وهنخلي بالنا من مصر».. هكذا اختتم العقيد البطل حديثه.
بعد مرور قرابة 4 سنوات، رحل العقيد البطل لفظ أنفاسه الأخيرة، أثناء استكمال علاجه في أحد المستشفيات خارج البلاد، غاب عن الدنيا الشهيد البطل العقيد ساطع النعماني يوم الأربعاء 14 نوفمبر 2018 رحل الشهيد إلى مكان أفضل، لا إرهاب فيه، ولا رصاص الإخوان، رحل العقيد البطل ساطع النعماني تاركا خير مثال للضحية من أجل الحفاظ على مقدرات الوطن وحماية شعبها.