نص كلمة السيسي بشأن تغير المناخ والاقتصاد الأزرق
تاريخ النشر: 16th, July 2023 GMT
شاهد المقال التالي من صحافة مصر عن نص كلمة السيسي بشأن تغير المناخ والاقتصاد الأزرق، 04 23 م الأحد 16 يوليه 2023 كتب محمد سامي ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كلمة في البند الخاص بتغير .،بحسب ما نشر مصراوي، تستمر تغطيتنا حيث نتابع معكم تفاصيل ومعلومات نص كلمة السيسي بشأن تغير المناخ والاقتصاد الأزرق، حيث يهتم الكثير بهذا الموضوع والان إلى التفاصيل فتابعونا.
04:23 م الأحد 16 يوليه 2023
كتب- محمد سامي:
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كلمة في البند الخاص بتغير المناخ والاقتصاد الأزرق: الفرص والتحديات للتكامل القاري، وذلك في إطار قمة منتصف العام التنسيقية التابعة للاتحاد الأفريقي.
وقال الرئيس السيسي، في كلمته: شكرا على منحي الكلمة للتحدث لمرة ثانية خلال أعمال اجتماعنا اليوم، واسمحوا لي في مُستهل حديثي، في إطار هذا البند المهم، الذي يتناول الرابط بين تغير المناخ والفرص والتحديات التي يفرضها على محور التكامل الإقليمي، أن أعبر عن خالص التقدير لمشاركتكم في "قمة المناخ للتنفيذ" خلال فعاليات "كوب 27" في نوفمبر 2022 بشرم الشيخ، والتي عكست التزام دولنا الأفريقية بالعمل متعدد الأطراف لمواجهة تغير المناخ.
وأضاف: أود أن أشيد بجهد أخي الرئيس "وليام روتو" لقيادته لجنة رؤساء الدول والحكومات الأفريقية المعنية بتغير المُناخ، متمنيا له التوفيق خلال استضافة بلاده لقمة العمل المناخي في سبتمبر القادم، كما أتقدم بالتهنئة لأخي الرئيس "غزالي عثماني"، رئيس جمهورية جزر القُمر، على مبادرة "السور الأزرق العظيم"، كمبادرة رائدة للاستفادة من ثروات الاقتصاد الأزرق والتكيف مع تغير المُناخ، وبما يسهم في تعزيز التنمية، خاصةً في المناطق الساحلية.
وتابع: تأتي قمتنا في توقيت يشهد فيه العالم جهودا حثيثة للتعامل مع الآثار الحالية والمتوقعة للأزمات المتعددة، بما لها من تأثير على قدرة الدول النامية، خاصة الأفريقية، على تحقيق التنمية لمجتمعاتنا، وكذلك على الحفاظ على ما تم تحقيقه من نمو، فضلا عن حالة عدم اليقين حول قدرة المجتمع الدولي بمؤسساته التمويلية، على توفير البيئة الدولية لتنفيذ التحول للاقتصاد الأخضر، أخذا في الاعتبار ما نشهده من أزمات متشابكة ما بين الأزمة الأوكرانية، وأزمة الطاقة، ثم أزمة الغذاء والأسمدة، وتزامن ذلك مع زيادة ملموسة في الكوارث المناخية.
وواصل: إن استضافة مصر للقمة العالمية للمناخ (كوب 27)، كان من منطلق حرصها على المشاركة بفاعلية في صياغة وتيسير الجهد الدولي للتعامل مع تغير المناخ، ولتأكيد التزام القارة الافريقية بدفع أجندة العمل المناخي بتنفيذ توصيات العلم، بما يتناسب مع مبدأي الإنصاف والمسئولية المشتركة مُتباينة الأعباء، ويأخذ في اعتباره الظروف الوطنية للدول، إن قارتنا الأفريقية من أكثر القارات تضررا، نتيجة لتغير المناخ وتأثيراته، التي تتنوع ما بين تهديد للمناطق الساحلية، وازدياد حدة الجفاف والتصحر، وشح الموارد المائية، وهو ما يدعونا إلى النظر في إيجاد سبل مُبتكرة للتعامل معها، نظراً لمحوريتها في استقرار المجتمعات وتحقيق التنمية المستدامة.
وعلى الرغم مما عكسته قمة شرم الشيخ من التزام بتعامل جاد مع تحدي المناخ، إلا أن ما يتم تنفيذه على أرض الواقع أقل من المطلوب، ولا يزال شركاء التنمية، بما فيها المؤسسات الدولية، غير قادرين على التجاوب المناسب مع احتياجات دولنا الأفريقية لتنفيذ عملية التحول الاقتصادي لإعادة توجيه قطاعات مثل الطاقة، والنقل، والزراعة، فضلا عن تنفيذ الحفاظ على التنوع البيولوجي والنظم البيئية، وفي نفس الوقت تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وقال: في هذا الإطار، أود أن أقدم لكم رؤية مصر بشأن المحاور التي يتعين التركيز عليها خلال الفترة القادمة، وهي:
أولا: توفير البيئة اللازمة للتنفيذ السريع لمشروعات، وبرامج مؤثرة، لخفض الانبعاثات من مختلف القطاعات، وتيسير النفاذ للطاقة المتجددة.
ثانيا: صياغة مسارات وبرامج عادلة للتحول في مختلف المجالات.
ثالثا: التركيز على مبدأي العدالة والإنصاف، بحيث يراعي التحول المطلوب، الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية، ويتجنب الإجراءات الأحادية ذات التأثير المباشر على تدفقات التجارة الدولية، وبصفة خاصة صادرات الدول النامية والافريقية.
رابعا: تحقيق العدالة المناخية، وتفعيل ترتيبات التمويل وصندوق الخسائر والأضرار، وتمويل التكيف، مع الاعتراف بما تتحمله الدول الأفريقية، من تكلفة لدعم مجتمعاتها في مواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ.
خامسا: تعزيز التعاون الإقليمي لضمان تطوير قدرات الحفاظ على النظم البيئية المشتركة، وضمان الاستفادة المتكاملة بين الدول ولاحتواء أية آثار سلبية عابرة للحدود.
سادسا: توفير البيئة الدولية الداعمة واللازمة للتنفيذ، وبصفة خاصة التمويل الميسر والمناسب، وتعزيز النفاذ إليه، مع ضمان تناغم ذلك مع الملكية الوطنية، وألا يؤدي ذلك إلى خفض التمويل اللازم للقضاء على الفقر وتحقيق التنمية المستدامة.
سابعا: التعامل الفعال مع تحدي المديونية وارتفاع تكلفة التمويل، بما في ذلك اللجوء للحلول المبتكرة مثل آليات تبا
المصدر: صحافة العرب
كلمات دلالية: موعد عاجل الدولار الامريكي اليوم اسعار الذهب اسعار النفط مباريات اليوم جدول ترتيب حالة الطقس
إقرأ أيضاً:
الجمعية الاقتصادية العمانية تستضيف اللقاء الـ43 لمنتدى التنمية الخليجي
نظمت الجمعية الاقتصادية العمانية بالتعاون مع منتدى التنمية الخليجي اليوم اللقاء الـ"43" حول مستقبل إدارة تغير المناخ والتنمية الاقتصادية في دول الخليج والذي يستمر على مدار يومين بمشاركة خبراء من دول مجلس التعاون الخليجي وذلك بفندق حياة مسقط، وشارك في اللقاء جمع من المسؤولين في مجالات الطاقة والاقتصاد والبيئة من دور مجلس التعاون، وتم التركيز خلال اللقاء على السياسات والتقنيات المطلوب لدولة الخليج العربي لمواجهة تحديات تحول الطاقة والتغير المناخي، وكذلك مستقبل إدارة تغير المناخ والتنمية الاقتصادية في دول الخليج، بالإضافة إلى استعراض التزامات دول الخليج ضمن إطار ومستجدات مؤتمرات الأطراف، ودور الطاقة النظيفة "المتجددة، والنووية، والهيدروجينة" اقتصاديًا وسياسيًا، كما تتطرق الندوة إلى التغير المناخي وأثره على التنمية الاقتصادية، والدور الذي تلعبه التجمعات الصناعية في أوقات عدم اليقين والتعقيد والتحديات المحلية.
وقال الدكتور سعد الزهراني رئيس مجلس إدارة منتدى التنمية الخليجي: تم اختيار مسقط لاستضافة اللقاء الـ 43 لمنتدى التنمية الخليجي والذي تنظمه الجمعية الاقتصادية العمانية حول مستقبل إدارة تغير المناخ والتنمية الاقتصادية في دول الخليج العربية، والتي تأتي في وقت مهم وسط تغييرات كبيرة في التغير المناخي بالمنطقة، وتم خلال اليوم الأول من الندوة طرح العديد من أوراق العمل في 3 جلسات ركزت على السياسات والتقنيات المطلوبة لدول مجلس التعاون في مواجهة تحديات تحول الطاقة، والتغير المناخي، ومستقبل إدارة التغير المناخي والتنمية الاقتصادية بدول الخليج العربي، بالإضافة إلى دور العلوم السلوكية في تعزيز الجهود الرامية لمواجهة تغير المناخ في دول مجلس التعاون، والتزامات دول الخليج ضمن إطار مستجدات مؤتمرات الأطراف.
التكيف مع المناخ
وقال الدكتور خالد بن سعيد العامري، رئيس مجلس إدارة الجمعية الاقتصادية العمانية: يشهد العالم تحولات عالمية غير مسبوقة، حيث أصبحت قضية تغير المناخ واحدة من أكبر التحديات التي تواجه البشرية، فوفقًا لتقارير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) ارتفع متوسط درجة حرارة الأرض بنحو 1.1 درجة مئوية مقارنة بمستويات ما قبل الثورة الصناعية، وإذا استمرت الانبعاثات العالمية بمعدلاتها الحالية، فقد نتجاوز عتبة 1.5 درجة مئوية بحلول عام 2030 هذا الارتفاع، وإن بدا بسيطًا، فإن له تأثيرات كارثية على النظم البيئية والاقتصادات العالمية.
وأشار إلى إن دول الخليج العربية، التي تمثل نحو 25% من إنتاج النفط العالمي، تسهم بشكل كبير في الانبعاثات العالمية، فوفقًا لإحصاءات عام 2022، بلغت انبعاثات دول مجلس التعاون الخليجي مجتمعة ما يقارب 1.5 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون سنويًا، وهو ما يعادل حوالي 4% من الانبعاثات العالمية، ومع ذلك، فإن هذه الدول هي أيضًا من أكثر المناطق تأثرًا بتغير المناخ، حيث تشير الدراسات إلى أن درجات الحرارة في منطقة الخليج قد ترتفع بمقدار 2.5 درجة مئوية بحلول نهاية القرن، مما سيؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وارتفاع مستوى سطح البحر، وزيادة تواتر العواصف الترابية والجفاف، مشيرًا إلى أن التغيرات المناخية كلفت الاقتصاد العالمي خسائر هائلة، ففي عام 2022م فقط بلغت الخسائر الاقتصادية الناجمة عن الكوارث الطبيعية المرتبطة بالمناخ ما يقارب 270 مليار دولار أمريكي، وفي منطقة الخليج، تشير التقديرات إلى أن عدم اتخاذ إجراءات فعالة لمواجهة تغير المناخ قد يكلف اقتصادات المنطقة ما بين 2% إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2050، لكن في التحديات تكمن الفرص، ولطالما كانت دول الخليج نموذجًا للريادة في مجالات الطاقة والاقتصاد، واليوم نحن أمام فرصة جديدة لتعزيز هذه الريادة من خلال التحول نحو الاقتصاد الأخضر، فمن المتوقع أن تصل استثمارات دول الخليج في الطاقة المتجددة إلى 100 مليار دولار بحلول عام 2030، مما سيسهم في خفض الانبعاثات بنسبة تصل إلى 20% في بعض الدول.
الجلسة الأولى
ثم ترأس محمد بن عبدالله الحارثي، رئيس المشروع، الجلسة الأولى للندوة إذ قدم الدكتور عدنان شهاب الدين، أستاذ زميل وزائر أول غير مقيم في معهد أكسفورد بالمملكة المتحدة، ورقة عمل حول السياسات والتقنيات المطلوبة لدول الخليج العربي لمواجهة تحديات الطاقة والتغير المناخي، حيث سلط الضوء على إدارة تغير المناخ والتنمية الاقتصادية في دول الخليج العربي، والمتمثل في السياسات التي يمكن تبنيها، والتقنيات التي يمكن تطويرها، واستخدامها تجاريا من قبل دول مجلس التعاون من أجل إطالة الطلب على النفط عالمياً، وتعظيم العوائد من إنتاج موارده الضخمة المتبقية في مكامن النفط (والغاز) الكبرى في دول مجلس التعاون، وركزت الورقة على أهمية الاستثمار المكثف في حزمة تقنيات تحويل النفط والغاز المنتج إلى وقود نظيف، وتقليل صافي الانبعاثات من كامل دورة إنتاجه وتحويله واستخدامه، والإبقاء على كافة الخيارات التقنية الواعدة، مع التوسع في الاستثمار في أنشطة البحث والتطوير والابتكار لإنتاج الوقود الخالي من صافي الانبعاثات من النفط والغاز، بدلا من التركيز على تقنية واحدة مثل تقنية إنتاج الهيدروجين الأزرق السائدة حالياً.
التغير المناخي
كما قدمت الدكتورة نورة اليوسف، رئيسة جمعية الاقتصاد السعودية السابقة، في الجلسة الأولى، ورقة عمل حول التغير المناخي وتوقعاته وتبعاته على دول الخليج بشكل خاص، وعلى المنطقة والعالم بشكل عام، وأكدت أن دول الخليج العربي التي تتميز بجغرافيتها الفريدة ومواردها الطبيعية الغنية وتأثيرها الاقتصادي المتزايد، تواجه تحديات وفرصًا كبيرة فيما يتعلق بإدارة تغير المناخ وتحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة، واستعرضت في ورقتها الاتجاهات المستقبلية لهذه الدول في التعامل مع تغير المناخ، والتوازن بين النمو الاقتصادي وضمان الاستدامة البيئية على المدى الطويل، وركزت في الورقة على مواطن الضعف البيئي والتحديات المناخية في دول مجلس التعاون، وتنويع الاقتصاد والاستدامة، بالإضافة إلى السياسات الحكومية والمبادرات الطموحة، والابتكار التكنولوجي والاستثمارات في الطاقة الخضراء، وكذلك التعاون الإقليمي والدولي، والفرص والتحديات المستقبلية.
الجلسة الثانية
قُدمت في الجلسة الثانية التي ترأسها محمد الرميحي، أستاذ بجامعة الكويت، ورقتا عمل، ألقى الورقة الأولى الدكتور ماجد المنيف، رئيس جمعية الطاقة السعودية وتطرق فيها إلى التزامات دول الخليج ضمن إطار ومستجدات ومؤتمرات الأطراف، وقال خلال حديثه: إن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي (UNFCCC) دخلت حيز التنفيذ قبل ثلاثين عامًا، وقد أطلقت مسارًا تخللته جهود وأبحاث علمية وجدالات حول الظاهرة ومسبباتها وكيفية التعامل معها، انعكست على مفاوضات أممية واتفاقات كبروتوكول كيوتو عام 1997 واتفاقية باريس عام 2015 منبثقة عنها، وتنصّ اتفاقية باريس على إبقاء الزيادة في متوسط درجة الحرارة العالمية أقل من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل النهضة الصناعية، وأن تصل انبعاثات الغازات الدفيئة إلى الصفر بحلول منتصف القرن الحادي والعشرين، وتستند على برامج وسياسات كل دولة طرفاً في الاتفاقية وعددها 197 للحد من الظاهرة أو التأقلم معها وفق ظروفها وقدراتها تعرف بـ"المساهمات المحددة وطنيا NDCS" وتقر الاتفاقية باستخدام تخفيضات الانبعاثات خارج حدود الدول في مساهماتها المحددة وطنيًا، وتنشئ آلية للمساهمة في التخفيف من غازات الدفيئة ودعم آلية التنمية المستدامة SDM، وتتناول الاتفاقية كذلك قضايا التمويل ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات والشفافية، ونظراً لموقع المنطقة في احتياطي وإنتاج وتصدير من النفط والغاز في العالم، فإن دول مجلس التعاون كغيرها من دول العالم تتأثر بالتغير المناخي والسياسات حياله واتفاقياته وتؤثر فيها، كما أن موقع دول المجلس كمنتج ومستهلك رئيس للنفط والغاز، وهما مستهدفان من سياسات الدول ومن بنود اتفاقيات المناخ، بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من حرقهما، كما أن اعتماد اقتصاد ورخاء دول المجلس على إنتاج النفط والغاز، وتوقع استمرار دور المنطقة في ميزان الطاقة العالمي على الرغم من الاتفاقيات والالتزامات، وبناء نماذج تنمية دولها على تقليص اعتمادها على أنواع الوقود المستهدفة، يفرض عليها خيارات مختلفة عن غيرها من الدول النامية.
الاقتصاد السلوكي
كما قدم مبارك بن خميس الحمداني، مدير دائرة الاقتصاد السلوكي بوزارة الاقتصاد، ورقة عمل حول دور العلوم السلوكية في تعزيز الجهود الرامية لمواجهة تغير المناخ في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وقال: تشكل عدد من العوامل المركبة تحديات متظافرة لآثار تغير المناخ على منطقة الخليج العربي؛ فعوامل التحضر السريع، وارتفاع مستويات سطح البحر، وهشاشة التنوع البيولوجي، بالإضافة إلى هيكل الاقتصاد القائم على الهيدروكربونات تضاعف المهمة في بناء أنظمة اقتصادية واجتماعية وبنى أساسية مرنة في مواجهة تغير المناخ، واقتصاديًا تقدر الخسائر التي ستتكبدها دول الخليج المصدرة للنفط بسبب بروتوكولات المناخ المتعددة بما يتراوح بين 0.5% و4% من الناتج المحلي الإجمالي، وسط ذلك يشكل (السلوك المجتمعي) عنصرًا محوريًا في هذه المعادلة؛ فأنماط الاستهلاك المرتبطة بالثقافة المجتمعية، وطبيعة تصميم سياسات الدعم الحكومي، وأنماط التنشئة على الاستهلاك والممارسات البيئية والممارسات العامة كلها تلعب دورًا إما في تسريع جهود مواجهة التغير المناخي أو تبطئتها، بحثت هذه الورقة في سياقين مهمين: الفرص التي تتيحها تدخلات العلوم السلوكية على مستوى السياسات العامة لتوجيه السلوك العام فيما يتصل ببناء المرونة الاجتماعية إزاء تغير المناخ، ومستوى إدراك المخططين المناخيين لتلك الفرص، وفي السياق الأول توصلت الورقة إلى مجالات (سلوكيات استخدام الطاقة – إعادة التدوير – استخدام وسائل النقل العام – التوعية والتطوع) مرتبة هي أكثر المجالات التي تتوافر فيها فرص لمثل هذا النوع من التدخلات، وفي السياق الثاني طبقت الدراسة أداة الاستبانة المغلقة على عدد من العاملين في مجال السياسات المناخية في هذه الدول، ومن أبرز النتائج التي توصلت إليها أن عامل (غياب الفهم الدقيق للثقافة الاجتماعية) يعد أكبر التحديات التي تواجه دمج العلوم السلوكية في السياسات المناخية في دول الخليج حسب رأي العينة التي شملت 253 مختصًا.
الجلسة الثالثة
وترأست الدكتورة مشاعل العتيبية، عضو مجلس إدارة منتدى التنمية الخليجي، الجلسة الثالثة، وقدم الدكتور عمر العبيدلي مدير إدارة الدراسات والبحوث في مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، ورقة عمل حول تمكين الوظائف الخضراء لخلق فرص العمل في دول الخليج العربي، وأكد أن دول الخليج العربي، التي تعتمد تقليديًا على صناعات النفط والغاز، تبحث في الوظائف الخضراء كوسيلة محتملة للتنويع الاقتصادي المستدام وخلق فرص العمل، وتقيم هذا الورقة جدوى الوظائف الخضراء في هذه الدول، مع التركيز على السياقات الاقتصادية والبيئية والسياسية الفريدة للتكتل، وتشمل الوظائف الخضراء الوظائف في القطاعات التي تساهم في الحفاظ على جودة البيئة أو استعادتها، مثل الطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، والنقل المستدام، كما تحلل الورقة المبادرات الحالية والسياسات الحكومية واتجاهات الاستثمار التي تهدف إلى تعزيز التوظيف الأخضر، كما تقيم قدرة الوظائف الخضراء على استيعاب القوى العاملة من القطاعات التقليدية، ومعالجة قضايا نقل المهارات وتطوير القوى العاملة، ومن خلال مراجعة الأدبيات الحالية ودراسات الحالة من السياقات العالمية والإقليمية، تحدد الورقة الفرص والتحديات الرئيسية.