الشاعر المرهف والنهر الدافق: الجابري.. مشوار عطاء ملأ الدنيا وأسر القلوب
تاريخ النشر: 8th, January 2024 GMT
الثورة / خليل المعلمي
ترجل عن صهوة الإبداع ورحل عن دنيانا أمس الأول الشاعر والأديب الكبير أحمد غالب الجابري بعد معاناة مع المرض عن عمر ناهز 87 عاماً، بعد حياة حافلة بالإنتاج الإبداعي الشعري المتميز، ويعتبر الجابري أحد رواد القصيدة الغنائية في اليمن حيث ترك أكثر من 200 قصيدة غنائية صدح بها أشهر الفنانين اليمنيين أمثال الفنان أيوب طارش والفنان محمد مرشد ناجي والفنان أحمد بن أحمد قاسم وغيرهم من الفنانين اليمنيين في كل أرجاء اليمن وتغنى بها اليمنيون طوال أكثر من ستين عاماً.
وقد نعت السلطة المحلية في محافظة تعز والمؤسسات الثقافية الرسمية والأهلية، وعدد من الكتاب والصحفيين الشاعر اليمني الكبير أحمد الجابري واعتبروا رحيله خسارة كبيرة لليمن، باعتباره أحد أهم الشعراء الغنائيين على مدى عقود من الزمن، والذي نذر عمره وإبداعه للوطن وأثرى المشهد الأدبي والفني والوطني اليمني، بما قدمه من إبداع خالد.
ولد أحمد غالب الجابري في مديرية دمنة خدير بمدينة تعز عام 1936م، تلقى دراسته الأولية في مدينة عدن، ثم سافر عام 1953م إلى القاهرة، وأكمل هناك دراسته الثانوية، ثم التحق بجامعة القاهرة كلية التجارة قسم إدارة أعمال، وتخرج منها 1966م، ثم انتقل إلى مدينة تعز 1972م وعمل بالتجارة، وعين مستشاراً لصحيفة 14 أكتوبر عام 1993م.
وحده الشاعر الجابري حلَّق بعيداً في فضاءات الجغرافية اليمنية، وكتب باللهجات العدنية، واللحجية، والبدوية، والحضرمية، والصنعانية، والتعزية بخصوصيتها الحجرية، فغنّى له الفنانون محمد مرشد ناجي، وأحمد بن أحمد قاسم، وأيوب طارش، وعبد الباسط عبسي، ومحمد سعد عبدالله، ونبيهة عزيم، وطه فارع، وبهجة نعمان، وعصام خليدي، وغيرهم من الفنانين.
ومن أشهر أغاني الراحل الشاعر الجابري قصيدة “لمن كل هذه القناديل” والتي غناها الفنان أيوب طارش، وقصيدة “ أخضر جهيش” والتي غناها محمد مرشد ناجي، وقصيدة “عدن عدن ياريت عدن مسير يوم” والتي غناها الفنان أحمد بن أحمد قاسم، وغيرها من القصائد التي تغنى بها هؤلاء الفنانون وغيرهم من فناني اليمن.
أكثر من 200 قصيدة وعمل إبداعي ما بين موشح وغنائي ووطني ومقاطع ملونة يحويها إصداره الفخم “عناقيد ملونة”، ولقد لخص الشاعر المرهف أحمد الجابري مبكرا نكران الجميع تجاهه في بعض أبيات قصيدته “أضاعوني “حيث يقول:
أضاعوني وهم أهلي وإني ..
إذا ما غبتُ، لا يلقون مثلي،
وكنت أظنهم أهلا ً لحبي ..
فلما جئتُ، لم أظفر بأهلِ..
وكان الفقيد الجابري يعيش طوال السنين الماضية في غرفة بمنطقة ريفية في منطقة الراهدة التابعة إداريا لمديرية دمنة خدير (جنوب شرق تعز)، وسط ظروف معيشية وصحية صعبة، ولخص معاناته الكبيرة في بعض أبيات قصيدته “صومعة الشاعر” في فترة بقائه وحيدا شريدا في كل من عدن والراهدة بتعز:
لي حُجرةٌ.. مثل جحر الفأر أنزله ..
ما ضقتُ ذرعاً به يا ليتهم علموا
يمتد بالشعر، رغم الضيق في سعةٍ..
لكن يضيقُ إذ ما امتد بي قدمُ،
ويتحدث فيها عن ثلاثين عاما قضاها في غرفة صغيرة في الراهدة وحيدا، فما أحزنها بصوت الفنان عبدالباسط عبسي :
لولاك ما كان الهوى يوماً لنا يا راهدة
قد عشتُ فيك منعما وحدي وكنت الشاهدة
مر الزمان ُ ولم تعد أيام عمري واعدة
حيفان لي، أعروق لي، وحدي أنا في الصومعة..
قلبي لمن يا راهدة؟؟ للراهدة..
ومن أشهر قصائده المغناة:
غصب عني
المي والرملة
ويا مركب البندر
على امسيري
ويا غارة الله
واخضر جهيش مليان
يا ناقش الحنا
لمن كل هاذي القناديل لمن
دندني
صنعاء
عدن عدن يا ليت عدن مسير يوم
يا ساحري يا هاجري
من العدين يالله بريح جلاب
يا بدر يا عديني
ألا ياطير يالخضر متى با لقاك الليلة؟
خذني معك
يا صبايا
وغيرها من القصائد التي تجذرت في ذاكرة اليمنيين عبر عقود من الزمن ولا يزالون يرددونها إلى الآن.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
صندوق عطاء يسعى لدمج التكنولوجيا بالعملية التعليمية بمدارس النور للمكفوفين
أقيمت احتفالية المسابقة التكنولوجية للطلبة من مدرسة النور للمكفوفين بمحافظة أسيوط، وذلك في إطار الجهود التي بذلها صندوق الاستثمار الخيري لدعم ذوي الاعاقة "عطاء" في تطويرها.
جاء ذلك بحضور هشام ابوالنصر محافظ اسيوط، وأميرة الرفاعي المدير التنفيذي لصندوق عطاء، والدكتورة راندا حلاوة، رئيس الإدارة المركزية للتسرب من التعليم بديوان عام وزارة التربية والتعليم، ولفيف من قيادات محافظة اسيوط ووزارة التربية والتعليم وجمعية الدمج لذوي الاعاقة لتنمية المجتمع بأسيوط.
وتم تفقد مدرسة النور للمكفوفين والتي قام صندوق عطاء بالمشاركة في تطويرها بهدف دمج التكنولوجيا بالعملية التعليمية وتوفير الأدوات التعليمية والتكنولوجية المتطورة ذات الجودة للطلاب المكفوفين بمدرسة النور بأسيوط لمواكبة التطور الحالي، وبناء قدرات المعلمين والطلبة على استخدامها، إضافة إلي استخدام مخرجات المشروع كنموذج رائد قابل للتطبيق في مدارس النور للمكفوفين علي مستوي مدارس النور بالجمهورية .
وأكد صندوق عطاء، فى بيان له، أنه تشجيعا للطلاب المتميزين أقيمت مسابقة تكنولوجية لطلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية وهذا بعد حصولهم على كافة التدريبات الخاصة بالسطر الإلكتروني واستخدام اللاب توب، وتم تسليم جوائز لأربع طلاب متميزين خلال الاحتفالية، حيث حصل على المركز الأول طالبين في المرحلة الإعدادية والمركز الثاني طالبين في المرحلة الثانوية وتتمثل هدايا الطلبة في هواتف ذكية محمولة.
وتم توزيع جوائز تشجيعية بسيطة علي جميع طلاب المراحل الاعدادية والثانوية الذين اجتازوا التدريبات المكثفة علي مهارات استخدام الحاسب الآلي والسطر الالكتروني وتكاملاً للتميز في المنظومة التعليمية والتي تتمثل في أساسها على المعلمين بالمدارس تم تكريم عدد 24 من معلمين المدرسة الذين شاركوا في تقديم التدريبات للطلاب بعد التدريبات وقاموا بصناعة الفرق مع الطلبة ونشر روح التعليم الإيجابية و تقديم أفضل ما لديهم للطلاب بالمدرسة.
وأضاف البيان أن الصندوق يحرص على التأكيد علي حق التعليم للطلاب من الأشخاص ذوي الإعاقة إيماناً أن التعليم هو البوابة الرئيسية للتنمية حيث تم بحث الاحتياجات الفعلية للطلاب المكفوفين بالمدرسة وتسليم جميع طلاب المرحلة الابتدائية وعددهم 66 طالبا ماكينات البركينز لزيادة قدراتهم المهارية وتعليمهم استخدامها كما تم تدريبهم بالفعل وتمكينهم ودعم قدراتهم علي القراءة والكتابة بطريقة برايل من خلالها .
وأشار إلى أنه تم تنفيذ عدة دورات تدريبية لمعلمي التكنولوجيا بالمدرسة علي القراءة والكتابة بطريقة برايل و استخدام السطر الالكتروني حيث تم تدريبهم كمتخصصين في تعليم القراءة والكتابة في اللغة العربية والانجليزية والحساب وعلي استراتيجيات تعليم برايل للأطفال والمنهج الرئيسي الممتد وذلك بغرض تأهيلهم وتمكينهم من المشاركة في تقديم التدريبات لطلاب المرحلة الابتدائية الحاليين والمستقبلين.
كما تم تجهيز معمل تكنولوجيا بكافة الاثاث المكتبي وإتاحة وسائل التكنولوجيا المساعدة المختلفة به للطلاب المكفوفين في المرحلتين الإعدادية والثانوية بـ 6 أجهزة لاب توب مُجهزة ببرامج ناطقة وسماعات و6 أجهزة سطر إلكتروني كما تم تدريب المعلمين علي استخدام وسائل التكنولوجيا المساعدة في الاستذكار وتأدية الامتحانات وتدريب 53 من الطلاب المكفوفين في المرحلتين الإعدادية والثانوية ليكونوا قادرين علي استخدام وسائل التكنولوجيا المتمثلة في الحاسب الآلي والسطر الالكتروني كما حرص الصندوق من خلال جمعية الدمج علي رفع وعي الطلاب والمدرسين وأولياء الأمور لإكمال منظومة التطوير من خلال عقد ورش وندوات تثقيفية لأولياء الامور لمساعده أبنائهم وتعليمهم المهارات الحياتية الأساسية .
الجدير بالذكر ان "عطاء" هو أول صندوق استثمار خيري ينشأ في مصر، وقد حرص مؤسسوه على أن يكون تركيزه في مجال دعم الأشخاص ذوي الإعاقة.
وشدد على أنه من أهم مزايا آلية صناديق الاستثمار الخيرية هي ضمان استدامة التمويل حيث لا يتم الصرف من أصل الاموال، ولكن من عوائد استثمارها، كذلك نجد أن هناك فصل بين توجيه الأموال وتنفيذ المشروعات الخيرية والاجتماعية إضافة إلى تولى شركة متخصصة مرخص لها من الهيئة العامة للرقابة المالية إدارة محفظة الصندوق الاستثمارية، وكل ذلك يحقق رقابة أفضل ويعزز من أداء الصندوق.
ولفت إلى أن الاستثمار في الخير بشراء وثائق صندوق الاستثمار الخيري لدعم ذوى الإعاقة عطاء، متاح للأفراد والشركات وغيرها من الأشخاص الاعتبارية من خلال فروع عدد من البنوك التجارية المصرية إضافة إلى بنك ناصر الاجتماعي.